أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - حكيم الامس ... وحكيم واليوم














المزيد.....

حكيم الامس ... وحكيم واليوم


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافلة القول، بأن الشعوب تعتز بأبنائها الذي ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس من أجل رفعة وعزة الوطن، كما أنها تنصب لهؤلاء نُصب ومزارات لتذكير الأجيال اللاحقة بما قدمه هؤلاء.
قد نرى من بين هؤلاء من يقدم فكرة على طريق خدمة البلد خاصة، أو تقديم مخترع أو قانون يخدم البشرية جمعاء بما يعود عليهم بالنفع العميم، لكننا مع هذا لا نرى من بين هؤلاء من يحاول أن يجمع بين النقيضين، من هؤلاء المرجع الديني الكبير " إمام الطائفة السيد محسن الحكيم قدس سره"
حياة هذا المرجع الديني تحتم عليه قضاؤه جل وقته في الإجتهاد وإستنباط الأحكام الشرعية والإجابة على تساؤلات الناس الفقهية، لكننا نرى الإمام هنا يختلف عمن سبقه ولحقه من المراجع، فقد جمع بين الجهاد والإجتهاد، وهو مانراه واضحا في محاربته للإنكليز عندما إحتلوا العراق وخروجه مع الثوار في السماوة وتعرضه لإصابة بليغة في إحدى المعارك، وهو الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في نفوس أهالي الفرات الأوسط ومنحهم الدافع لمقاتلة الإنكليز مع مايمتلكونه من عدة تتفوق عليهم، ويلاحظ هنا أنه مع أن شرارة الثورة إنطلقت في مناطق غالبية سكانها من الطائفة الشيعية، لكن إيثار الإمام الحكيم ومعه المراجع الأخرين آثروا بأن يهدوا هذه الثورة لإخوانهم من الطائفة السنية لأنهم شركائهم في الوطن
بحكم كونه رجل ديني ومرجع لطائفة كبيرة، فإنه لا يقبل بالأفكار الشوفينية والعنصرية والقومية " لأن الإسلام أنزله الله سبحانه وتعالى لجميع البشر من غير أن يفرق بين عربي وأعجمي وأسود وأبيض؛ ومع هذا نرى هذا الرجل المتدين يقف بالضد من أفكار الحكومة الظالمة في محاربتها لملا مصطفى البرازاني "الشيوعي الذي لا تعترف أفكاره بالدين" فقد أفتى إمام الطائفة في وقتها فتوى " بحرمة قتال الأكراد" والمتأمل لمغزى الفتوى سيلاحظ أن غالبية المقاتلين في الجيش العراقي هم من أبناء الطائفة الشيعية وما تمثله هذه الفتوى بالنسبة لهؤلاء وضرورة الإلتزام بها واجبا عينيا وليس كفائيا. ومع أنه في أيامه لم تكن هناك تكنلوجيا إتصالات مثلما هي متوفرة اليوم، فإن الإمام الحكيم كان قريبا من جميع العراقين في وسط البلاد وجنوبه وشماله وغربه، يروى أنه في أحد الأيام (( أن عمال معمل السكائر في بغداد على قلة عددهم قادوا مظاهرة لتحسين أوضاعم المعيشية وقد إستمر الإضراب لمدة إسبوع، بعدها حاول نوري السعيد وهو يومها رئيس الوزراء والوصي على العرش أن يفض الإضراب بالقوة، في هذه الأثناء إتصل السيد محسن الحكيم بنوري السعيد وأبلغه " بضرورة تحقيق مطالب المتظاهرين")) وهو الأمر الذي يعكس بأن السيد الحكيم "قدس سره" كان قريبا من المواطنين ويحس بمشاعرهم وآلامهم
واليوم وبعد مرور ما يربو على أكثر من أربعين عاما على وفاة المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم " قدس سره" فإننا نشعر بأن هذه الشجرة مثمرة ورافة الظلال، وها هو أحد غصونها يطل على الناس مثلما فعل جده حين يحاول أن يساوي بين الجميع بدون أن يفرق بين هذا المواطن الشيعي أو السني عربي كان أم كردي مسيحيا كان أم مسلم، الجميع إخوان في هذا البلد الذي ينهلون من ماءه العذب، يزورهم في أوقات محنتهم في الوقت الذي قام جميع السياسيون بتحصين أنفسهم في المنطقة الخضراء بالكتل الكونكريتية وتسفير عوائلهم الى خارج العراق خوفا على أنفسهم وعوائلهم من الأعمال الإرهابية وكأنهم أهم من المواطن الذي ضحى بنفسه في أحلك الظروف ليوصلهم الى قبة البرلمان على آمل أن ينتشلوه من هذا المستنقع
زيارة عمار الحكيم حفيد إمام الطائفة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم، أعادت الثقة لنفس المواطن بأن هناك من يشعر بآلامه ويشاركه همومه ومعاناته بعيدا عن حسابات الربح والخسارة التي يحسب لها البعض ألف حساب



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحيح!!
- خدعة الانتخابات
- كلام في الديمقراطية 3
- كلام في الديمقراطية 2
- نظام القائمة المفتوحة
- ماذا نريد من الانتخابات
- من أين لك هذا
- التطوير الاداري
- الدستور والتعديل
- كلام في الديمقراطية
- الحكومة و النعام!!
- بناء المؤسسة الأمنية
- الانتخابات
- الإستثمار و الإقتراض
- قوة الوطن
- تعدد الأقطاب
- سياسة بلا مبادئ
- مستقبل العملة العراقية
- الدينار.. صاعد. نازل
- الديمقراطية الزائفة!!


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - حكيم الامس ... وحكيم واليوم