أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - مشنقة العقل 2














المزيد.....

مشنقة العقل 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 16:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا بخلاف ما يحدث فى مجتمعاتنا من تقييد لحرية الفكر النقدى الغير مشروط،ومنع الخروج عن دائرة المعتاد والمقبول،وتحريم وتجريم أجتياز الخط المرسوم المتفق عليه والمعد سلفاً قبل ولادة الفرد نفسه بمئات السنيين،فمجتمعاتنا العربيه ذات العقليه الدوجماطيقيه التلقينيه الأعتقاديه تستخدم كافة مؤسساتها فى قولبة الفرد ببرمجته منذ نشأته على النظر للأشياء بنظره ثنائيه الأبعاد وتقييمها وتصنيفها على أساس مفاهيم تراثيه قبليه مطلقه جامده غير مرنه وغير نسبيه،بالرغم من أن كثير من الرؤى والأفكار بل وحتى الممارسات المحرمه والمرفوضه حالياً كانت مقبوله وطبيعيه ومستحبه فى فترات زمنيه سابقه فى نفس المجتمعات، وكانت تمارس علانيةً بحريه وبلا أى غضاضه أو أستهجان، لدرجة أن أتيانها كان لا يلقى من المجتمع ألا التأييد والأثناء على من يؤتيها بل وأحياناً كان يتم وصفه بالبطوله والأستحقاق للأفتخار،ومازال البعض منها يمارس بحريه بدون منع أو تجريم فى مجتمعات أكثر تحضر ورقى وتقدم وعقلانيه وثقافه ونضج فكرى وأزدهار علمى.
إن أبشع جريمه يرتكبها البشر على مر العصور، ضمن جرائمهم المتعدده، بخلاف الأتيان بأخرين دون أختيارهم الى هذه الحياه العبثيه القميئه لكى يقاسمونهم الحيره والخوف والألم ـ فالحياه ليست إلا تجلى للغباء والوحشيه ـ هو قتل فطرة الإنسان منذ طفولته ومجيئه غير الأختيارى، وهذه الفطره هى التساؤل والسعى نحو معرفه أصل كل شئ، بأعطائه أجابات جاهزه نمطيه مقولبه قد توارثوها على أنها الحقيقه الجليه الصافيه والصواب المطلق والنموذج الصحيح، ومعاقبة كل من يبدى رفضه أو شكه أو اعتراضه أو حتى عدم أكتفاءه بما تم تقديمه من أجابات وحلول. فالأتفاق والتعريف الدائم لمجموعه من المعتقدات والمرجعيات والنظم الأجتماعيه والتصنيفات الأخلاقيه والرؤى والتصورات عن أصل وطبيعة الأنسان والحياه بأنها الحقيقه المطلقه والصواب الدائم هو أعاقه لأستمرارية تطور الإنسان وأرتقائه التراكمى،وحكم ضمنى بالموت على العقل،لأنه يؤدى لتكبيله وتحجيمه وتقزيمه،وتقييد التفكير وألزامه بعدم الخروج عن أطر فكريه معينه ربما قد أنتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد، فلا يوجد ما يسمى بالحقيقه الصافيه الخالصه المطلقه دائمة الثبات والجوده والصلاحيه،ولكن توجد ظلال وأشباه الحقائق، وليس من الممكن الوصول اليها إلا ببذل الجهد لمعرفة وأستكشاف أبعادها المختلفه وتحمل الأقتراب منها والأحتراق بلهبها. فاللحياه أشكال كثيره وللحقيقه أوجه متعدده وأكثر من زاويه لرؤيتها ـ هذا إن وجدت من الأساس ـ فالأنسان محكوم بدرجه كبيره بجيناته التى قد توارثها عن والديه وأجداده ومجتمعه وشعبه،وأيضاً محكوم بما قام بتحصيله وتوصل إليه كنتيجه لما وصله من أفكار سائده فى مجتمعه وعالمه والحقبه الزمنيه التى ألقت به إليها صدفة ميلاده،وبما لم تستطيع المجتمعات البشريه على مدار حقبها الزمنيه أن تمحوه من قيم وأفكار ومعتقدات وأطر قيميه .
د . زكى نجيب محمود : ـ فى مصانع الحديد تتبع طريقه لتسويه الألواح المعدنيه وهى ان يعدوا سطحا نموذجياً فى استوائه ويطلونه بطلاء ملون وبعد ذلك يجيئون بالأسطح الاخرى المراد تسويتها وفق ذلك النموذج ، فيضعون الواحد منها فوقه ثم يرفعونه فاذا وجدوا ان بعض اجزائه قد تلونت بلون السطح الخارجى دون البعض الأخر عرفوا ان تلك الاجزاء الملونه هى اجزاء فيها بروز ، فيردونها ليزيلوها لكى تستقيم مع باقى الاجزاء . وهكذا يكون المجتمع بالنسبه لأفرادة اذا طالبهم بان يجيئوا جميعا على صورة نموذجيه مفروضه، فبمثل هذة التسويه بين الأفراد لا يعود للعقل مكان ، اذ فيم يفكر العقل ، وفيم يكون الرأى ؟ وليس من الضرورى ان يكون القالب النوذجى
هذا قالب من حديد بل قد يكون قوامه مجموعه الأفكار أو مجموعه من التقاليد ، ثم يقال للناس تلك هى افكاركم ان اردتم فكرا ،
وهذة هى طرائق التقاليد المقدسه ان اردتم سلوكاً . فإذا جاء التفكير عند فرد من الناس مختلفاً ، أو إذا جاء سلوكه مغايراً عن اللوحه
المرسومه الجاهزة اخذوا يزيلون منه مواضع المغايرة و الاختلاف كما يفعل العاملون فى مصانع الحديد . " مجتمع جديد او الكارثه "
وأخيراً : ( هل تعيش حياتك أم تعاش من خلالها،هل تعيشها كما تريد أم يعيش الأخرين حياتهم ويحققون ذواتهم بك وفيك ومن خلالك ؟ )



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشنقة العقل 3
- الوحيد مات يا بلد 4
- مشنقة العقل 1
- الوحيد مات يا بلد 3
- الوحيد مات يا بلد 2
- الوحيد مات يا بلد ( ج 1 )
- أقتباسات هامه جدا 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 3
- فضح ما يتحتم فضحه 4
- فضح ما يتحتم فضحه 3
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 1
- أقتباسات هامه جداً
- فضح ما يتحتم فضحه 1
- فضح ما يتحتم فضحه 2
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 9
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 10
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 8 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 7 )
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 6 )


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - مشنقة العقل 2