أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لبننة مصر مشروع أمريكى / صهيونى / إسلامى















المزيد.....

لبننة مصر مشروع أمريكى / صهيونى / إسلامى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



حذرتُ منذ عدة سنوات من خطورة توظيف الدين لأغراض السياسة. ومن (طغيان اللغة الدينية) على مجمل حياتنا الاجتماعية والثقافية. نبّهتُ إلى ذلك فى مقالاتى وكتبى خاصة كتابى (العسكرفى جبة الشيوخ) الصادرعن مركزالقاهرة لدراسات حقوق الإنسان عام2003. وأدى كثيرون مثلى دورهم فى دق ناقوس الخطر لما يُهدّد مصر بدءًا بالاحتقان الدينى بين أبناء (أمتنا المصرية) وانتهاءً بالتقسيم (انفصال النوبة عن مصر، وجه قبلى للمسيحيين، وجه بحرى للمسلمين) كان المُخطط فى غرف المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنّ الحرب الأهلية ستكون بين المسلمين والمسيحيين، ولكن بعد زلزال يناير2011 وثورة يونيو2013تغيّرالمخطط بعد أنْ انقسم شعبنا إلى (مسلمين) مؤمنين بالأممية (الخلافة الإسلامية) برعاية صهيو/ أمريكية ومصريين مؤمنين بالمفهوم العلمى لتعريف الوطن المؤسس على التعددية ومبدأ (المواطنة)
خبراء المخابرات فى أمريكا وإسرائيل (وبينهم علماء فى علم نفس قهرالشعوب بالإضافة لتخصصات أخرى) أدركوا أنّ الوضع فى مصر أخطر من الاحتقان الدينى الذى فشل فى تقسيم شعبنا بين مسلمين ومسيحيين، وأدركوا أنّ تقسيم مصر إلى ثلاث دول يستحيل تحقيقه. وانتبهوا إلى أنّ الانقسام الحالى بين الغالبية العظمى من شعبنا المؤمنين بالحداثة ومبدأ المواطنة، وبين فئة قليلة من الإسلاميين بقيادة الإخوان مع القتل والتخريب بحجة الدفاع عن الإسلام الذى تلخص فى شخص إنسان واحد حكم مصر لمدة سنة فظهرتْ عمالته لأمريكا (قضية الكربون الأسود- نموذجًا) ولإسرائيل (مشروع الترانسفير لتوطين الفلسطينيين فى سيناء- نموذجًا) ولأنّ القيادة العسكرية بقيادة الفريق أول السيسى تفاعلتْ مع نبض الأحرار، وأنذرتْ مرسى بالكوارث التى سبّبها نظام حكمه، ولأنه لم يمتثل للإنذار، أقدم السيسى على خطوة كانت مفاجئة للأحرار قبل العبيد التابعين للتنظيم الدولى للإخوان.
بعد عزل مرسى تغيّر الصراع بين قوى المجتمع المدنى والتيارات الإسلامية. فإذا كان من لهم حق التصويت فى الانتخابات 51% من عدد السكان (88مليون) وإذا كانت الجماهير الرافضة لحكم الكهنوت الدينى وصل عددها فى الشوارع والميادين إلى 40مليون، تكون النتيجة أنّ حوالىْ 90% من شعبنا ضد حكم الإسلاميين. فسارع التنظيم الدولى للإخوان بضخ مليارات الدولارات لأتباعه فى مصر للبدء فى إشعال الحرب الأهلية، التى تمثلتْ فى اعتصامىْ رابعة والنهضة، وتحويل هذيْن الميدانيْن إلى ثكنات عسكرية، بكل ما تحمله الكلمة من معانى، حيث الدشم والسدود وقطع الطرق وتفتيش السكان، وعمليات القتل والتعذيب داخل الخيام، بخلاف خطب استجداء واستدعاء أكبر دولة عدو لشعبنا (أمريكا) للتدخل على نمط الغزو الأمريكى للعراق، بالإضافة إلى أسلوب الاستعطاف الرخيص لمنظمات حقوق الإنسان العالمية بالكذب على أنهم يتعرّضون للقتل، وأنهم يعتصمون بشكل سلمى، رغم صورهم وهم يحملون كافة أنواع أسلحة القتل، ورغم سيارات النقل التى تم تصويرها وهى تحمل إليهم كميات الرمل والزلط والخرسانة المسلحة وزجاجات المولوتوف. ولأنّ مشروع هدم الدولة الوطنية المصرية مشروع أمريكى/ صهيونى/ إسلامى لذا كان التطابق بين تصريحات الرئيس الأمريكى (اليوم التالى لعزل مرسى مباشرة) وبين إدعاءات الإسلاميين بأنّ ما حدث هو انقلاب عسكرى، وهنا ظهر غباء الإدارة الأمريكية والإسلاميين بقيادة الإخوان، فمن المعروف لأصغر محلل سياسى أنّ أى انقلاب عسكرى يتم وفق سيناريو محدّد : السرية التامة + المُباغتة. فإذا حللنا الكلمة الأخيرة وطبّقناها على ما حدث مع مرسى، نجد أنها لا تنطبق على (الانقلاب العسكرى) إذْ أنّ السيسى أعطى لمرسى مهلة 48ساعة للاستجابة لطلبات قوى المجتمع المدنى، فهل من ينوى (الانقلاب) يُمهل (خصمه) مهلة زمنية؟ وكما كان مبارك يفتخر بأنّ معه دكتوراه فى (العند) فحرّك زلزال يناير2011، كذلك أثبت مرسى أنه حاصل على دكتوراه فى (الغباوة) فأشعل ثورة يونيو2013.
تـُخطط الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية لتطبيق السيناريو اللبنانى على مصر، بمساعدة وتنفيذ الإسلاميين. لبنان ذلك البلد الجميل، وشعبه العاشق للحرية، تحوّل إلى الخراب والدمار لمدة 16سنة متواصلة بسبب التناحر بين الفرق الدينية والمذهبية المختلفة وبين قوى المجتمع المدنى، وكانت المفارقة أنّ الفِرق الأولى تمتلك كل أسلحة القتل، بينما الثانية لا تمتلك إلاّ أدوات الأحرار فى كل مكان (القلم) ولأنّ قوى الشر لا تعترف بالحوار، انهزم (القلم) فى مواجهة الرشاش. وكانت الكارثة الكبرى بعد تأسيس الحزب الذى سرق اسم (الله) وأخذه عنوانـًا لعمله السياسى التخريبى، خاصة وقد أمدّته دولة (الآيات) الإيرانية بالمال وبكل أسلحة القتل والدمار. وأمدّه النظام السورى بغطاء إعلانى دعائى رسمى على أنه حزب (مقاوم للإحتلال الإسرائيلى) وبلعتْ الجماهير الشعبية (من عرب ومصريين) الطـُعم بسبب (مدفعية الإعلام الثقيلة) فى معظم الأنظمة العربية، حتى أنّ أغلب اليسار العربى والمصرى شارك فى هذا التضليل، إلى أنْ انكشف الأمر جليًا بعد أنْ تسبّب ذاك الحزب (النقيض لحزب الشيطان) فى تدمير لبنان، وكانت حجة إسرائيل (وهى تعتدى على لبنان) أنّ الحزب الذى سرق اسم (الله) يُشكل خطورة على أمنها (وهى حجة كاذبة) وبلغة شعبنا أنّ هذا الحزب كان يقوم بدورالطفل المشاغب (جر الشكل) فتلتقط إسرائيل الذريعة وتدخل لبنان لتـُدمره وتقتل شعبه، وكان السبب مجرد أسر جندييْن إسرائيلييْن، وبعد المذبحة الإسرائيلية اعترف حسن نصرالله بأنه ماكان ليفعلها ((لو كان يعلم أنّ رد الفعل الإسرائيلى سيكون بذلك الحجم)) وحسن نصرالله هنا مثله مثل عبدالناصرفى خطاب العار(التنحى) بعد هزيمة بؤونة / يونيو67إذْ قال بالحرف ((لم نكن نتوقع أنْ يكون الطيران الإسرائيلى بهذه الكثافة. لقد انتظرنا الهجوم الجوى من الشرق والشمال فجاءنا من الغرب))
كان ثمن حماقة (حزب حسن نصرالله) كما ذكر الخبراء الاقتصاديون أنّ خسائر لبنان تجاوزتْ 12ملياردولار. كما أنّ البنية التحتية اللبنانية لشبكات الماء والكهرباء والجسور والمرافىء والمطارات انهارتْ جميعها غير الضحايا فى الأرواح والجرحى وآلاف البيوت المدمرة ونزوح ما يقرب من مليون لبنانى عن أراضيهم (( ناديه عيلبونى فى كتاب حزب الله الوجه الآخر- تحريرالشاعرالفلسطينى د. أحمد أبومطر- المكتبة الأردنية- عام 2008- ص 56) وذكر حازم صاغيه أنه مع توالى التصفيات للشيوعيين والبعثيين اندلعتْ حرب المخيمات حيث شكلتْ حركة أمل ذراع دمشق فى الإمساك بها حياة وقرارًا وكانت (أمل) لا تزال الطرف الوحيد الذى يُشارك حزب الله سيطرته على الضاحية. وأنّ حزب الله كان يُساعد الطوائف التى تنادى بتهجير المسيحيين من أراضيهم . وشكلتْ حرب المخيمات فرصة أمام حزب الله لتصفيه حسابه مع (أمل) والاستئثار بالضاحية من غير أنْ يستفيد الفلسطينيون من هذا الصراع. وأنّ حزب الله عمل على استيراد كل ما هو إيرانى لنفى وتدمير كل خصوصية لبنانية (المصدرالسابق– ص 42-44) ولأنّ حزب الله دموى فإنّ قادته لم يتورّعوا عن تنفيذ عمليات تصفية جسدية دموية لرموز بارزة فى المرجعيات الدينية الشيعية. مثل الانقلاب الدموى الذى قاده حزب الله ضد الشيخ صبحى الطفيلى لمجر أنه طالب باستقلال الشيعة فى لبنان عن القيادة الإيرانية ورفض ولاية الفقيه داعيا إلى تبنى خيار ولاية الأمة على نفسها)) (د. سميرغطاس– المصدرالسابق ص 117) ولأنّ حزب الله تصوّرأنه بالفعل (دولة مستقلة) فى حرب مع الشعب اللبنانى، لذلك نصبَ شبكة اتصالات لاسلكية وكاميرات تجسس على المطار وأنحاء مختلفة من ضواحى بيروت . وذكرد. عبدالخالق حسين أنّ ((احتلال حزب الله لبيروت هومحاولة انقلابية مسلحة ضد الحكومة الشرعية المنتخبة، والسيطرة على مؤسسات الدولة ومكاتبها وتنزيل صورقادتها ورفع صوربشارالأسد والخمينى وخامئنى ونصرالله. وهذا العمل نسخة طبق الأصل لما قامت به منظمة حماس بانقلاب مسلح فى قطاع غزة ضد إدارة الرئيس المنتخب محمود عباس ومنظمة فتح وقتل عدد من رجالها وإهانة ياسرعرفات ومحمود عباس بسحق صورهما بالأحذية وأمام كاميرات التليفزيون دون أدنى خجل. وأنّ خطف الجندى الإسرائيلى (شاليط) عام 2006كلف الشعب الفلسطسنى أكثرمن ألف قتيل. وأنّ تنظيم حماس (الذى خطف الجندى الإسرايلى) هناك أنباء تفيد أنّ إسرائيل ساعدتْ على تأسيسه وبدعم من حكومات عربية فى أواخرعام1987 لمنافسة منظمة فتح وإضعافها وأخيرًا تم شراؤها من قبل إيران وسوريا لخدمة أغراض الدولتيْن على حساب مصالح الشعبيْن اللبنانى والفلسطينى)) (المصدرالسابق – ص 248)
أعتقد أنّ أخطرما هدّد الدولة اللبنانية ليس تعدد المذاهب فقط ، وإنما وجود فصيل دينى مسلح اعتبرنفسه (دولة مستقلة) وهذا هوالشبح الذى يُهدّد الدولة المصرية، عندما أعلن الإسلاميون بقيادة الإخوان عداءهم للقوات المسلحة المصرية واستدعاء أمريكا وأوروبا للتدخل فى الشأن الداخلى (وقف الداعية الإسلامى صفوت حجازى فوق منصة رابعة وأعلن بداية ((تشكيل الجيش الحر)) على النمط السورى وقام بالفعل بتوزيع الزى الخاص بالجيش (الإسلامى) على ميليشيات جماعته (الدستورالمصرى – 5/8/2013) فهل سينجح مخططهم؟ نعم لواستمرالتخاذل فى مواجهتم، ولاعندما تكون الإرادة السياسية والإرادة الشعبية فى ضفيرة واحدة، مجدولة بالتعريف العلمى لمعنى (الوطن) وأنّ الوطن (مصر) أهم من أية أيديولوجية، ومجدولة بخبرة التاريخ التى أثبتتْ أنّ مغازلة الإسلاميين طريق الهلاك، وأنّ الوطن يسبق أى انتماء دينى كما كتب أ. خالد محمد خالد ((وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين، وكل ولاء للدين لايسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف)) (روزاليوسف 30/10/51)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهير القلماوى وألف ليلة وليلة
- ألف ليلة والليالى المصرية
- السندباد البحرى والملاح التائه
- فهمى هويدى يعترف بأصوليته
- كعب أخيل والأصل المصرى
- عذرية الإنسان (نص لا يدّعى الشعر)
- الانتقال إلى العالم الآخر والأصل المصرى
- مصطلح ( متأسلمين ) ومغزاه
- قصص أبطالها حيوانات والأصل المصرى
- سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل
- تحولات المستشار طارق البشرى
- إدوارد سعيد : داعية إسلامى
- المثقف بين الولاء للسلطة والولاء لشعبه
- لمصلحة من القتل والارهاب ؟
- الأحزاب الدينية والحداثة
- بورتريه ل ( ع . ف )
- السيسى حفيد حور- إم - حب
- الحداثة والإسلام نقيضان لا يلتقيان
- نص عبرى / حداثى
- اعتذار للأستاذ أحمد الخميسى


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لبننة مصر مشروع أمريكى / صهيونى / إسلامى