أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدون هليل - اسماعيل ابراهيم العبد ورصيد التحولات















المزيد.....

اسماعيل ابراهيم العبد ورصيد التحولات


سعدون هليل

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 14:01
المحور: مقابلات و حوارات
    


اسماعيل ابراهيم عبد
ورصيد التحولات الثقافية

حاوره: سعدون هليل
اسماعيل ابراهيم عبد ناقد يتجه في اشتغالاته نحو فتح مجالات جديدة رحبة، تقيم توازناً بين الجمالي والمثيولوجي، وبه يتصف الاتجاه العام لمعطيات نقده على مستوى التفكير والاشتغال .
لقد بدأ كتابته بالقصة القصيرة، ثم تحول الى النقد وما يزال يحاول أن يطوّع آليات النقد الثقافي على مجال التربية والتعليم .
ألف كتابا موسعا عن حداثة الشعر العراقي أسماه ـ الحداثات الأربع للشعرية في العراق ـ، وآخر هو ـ القص الموجز ـ الصادر عن دائرة الشؤون الثقافية العامة، كما أن له كتاباً جديدا إسمه ـ القصص نصيات تداولية ـ يقيم من خلاله علاقة ثلاثية بين (النص والتأويل والتداول) ثم ينطلق منها الى تحول القص الى منبع للتغيير الاجتماعي في كون القص ثقافة إجتماعية فنية لها دلالات خاصة في البناء الحضاري، اليومي والمستقبلي بدءاً.. الطين والضفاف وأُم فاطمة وإشارات أخرى ضمن علامات التحولات كثيرة جعلتك هكذا.. لتسليط الضوء على العلاقة بين الإنتاج والحياة لابد من تساؤلات تختزل بأجوبتك عنها توضيحات تفتح بها بوابات اشتغالاتك المتعددة..
إذاً إلى السؤال الآتي:
عنه وعن نتاجه الفكري والنقدي كان لنا هذه الوقفة الحوارية .. سألناه :
* لكل كاتب علاقات مخبؤة تشبه الاشارات النفسية تتبدى عنها محفزاته الاولى، فهل تدلنا على بعضها ؟
_ نشأتي الريفية وضعت أمامي ثلاثة دوافع إستجابية بين البيئة والذات هي/ طين نهر شط الحلة، وغابات قرية النخيلة، والقلعة، بأشجارها ومائها وطيورها .
إنها مكونات فطرية شكلت وجداني الداخلي الذي يميل الى الهدوء والإلتزام والتمعن في فهم متعة الجمال، في صغائر الاشياء وكبائرها ودبيب حميميتها !
ثم تكونت فيما بعد علاقات أُخر مثّلت لي غوايات شديدة الأثر في نفسي ولعلها هي نفسها كونت علائقي الثقافية لاحقا . مثالها : حب القراءة وإكتشافي لقدراتي الكتابية . إندهاشي ومتعتي في الإقتراب من الفلسفة الوجودية. الواقع العراقي بعد 1980 المستمر في تجلياته السلبية حتى هذه اللحظة.الزمن الذي جعل كل شيء يسير نحو تراكم معرفي يتوسع حسب قدرات وإهتمامات الفرد والمجتمع .
* أنت كحياة وثقافة شهدت تحولات شخصية لديك، حاول أن تتطرق لأهم هذه التحولات، بأهم ما فيها من مهيمنات.
_ مهم جداً ان نتابع التقارن الزمني والفكري لمعرفة مثل هذه التحولات. ولأجل التوضيع سأتدرج بها على وفق الآتي:في الثمانين صار الواقع الفردي واقعاً عاماً، الكل ذهبوا إلى جبهات الحرب.. يذهبون.. ولا يعود منهم إلا القلة، المحظوظة، الناجية مؤقتاً.. خرجت من الحرب –كأحد الناجين- عام 1989 ووضبت نفسي على اللاعودة إلى الجيش مهما كان الثمن.وحين حصلت الحرب الجديدة على الكويت انزويت في إحدى القرى حتى حين. ولما وضحت الأمور، عدت مع آخرين نبحث عن ملاذ حميم.. ملاذ وجدته في "الطليعة الأدبية" مجلة أدب الشباب.. ثم جريدة "العراق" التي تقبلت مقالاتي وقصصي بشيء من الحرص والأعتزاز! حاولت الحصول على هوية اتحاد الأدباء عام 1994، ولما حصلت عليها في العام ذاته، أضعها سعد جاسم وتركت الأمر لأجل طويل.
في هذه المرحلة توضحت لي بعض الملامح الفنية التي تخص جودة العمل القصصي منها:
القصة القصيرة هي قصة الفكرة الطريقة والحادثة الغريبة والصياغة العالية الأداء.القص عموماً مسؤولية واحتراف وموهبة واجتهاد قرائي صارم في تناسق عناصره وتتامها وتوافقها وكذلك هو حال الشعر والرواية والنقد وجميع الفنون والمعارف.ما من أدب او فن او علم يتوقف عن التجديد والتحديث والتجاوز المستمر.القصة القصيرة أصعب أنواع القص السردي.وجدت الميدان الثقافي لدينا –الأدبي على الأخص- في هجرة شبه جماعية لعدد هائل من مبدعي العراق.. حتى لكان العراق سيكون ساحة شبه فارغة ولن يملأها مئات مثلي. ولكن من الممكن ان نحاول توفير مستلزمات إبداعية تتوافق مع امكانياتنا وأمزجتنا، والمسموح لظروفنا..
* كيف إهتديت إلى اختياراتك الأدبية ؟
_ لقد توسّع الوعي اللاحق بالمطالعات الفلسفية بأن إتجه الى الادب كتقليد أولا، ثم كمتعة، ثم كإنحياز، وهكذا وجدت نفسي موزعا بين القصة والنقد، وعند التفكر المتأمّل، وجدت الادب العراقي يشكل علامة حضارية كبيرة في مفترق الانسانية بين التوحش والتحضر، فإخترته بكل وجد وإنغماس، وما زلت .
* على هذا إنك على موعد مع مشكلات كبيرة في الادب تلك هي :
الكم الهائل من النصوص التي يتوجب عليك فحصها ؟
_ نعم هذه حقيقة .. لكنني لست معنياً بها جميعا إلا مجازاً، فالنصوص تقرأ ثم يتم إختيار القدر المهم الذي يمثل الإتجاه النوعي الأفضل .
لم أكن لأهتم بكل ما يكتب، بل، مازلت حتى هذه اللحظة أعتني بالجيد المجيد من النصوص، وأُحاول أن أضع لها منطق إشتغال ومجال عمل لتكون موضع تأثير يلقى الاهتمام التداولي والتأويلي دائم النمو لا يقترن بوقت كتابتها فقط .
* عفواً على المقاطعة .. أقول، مهمة النقد شاملة لا إنتقائية ؟
_ صحيح ما تقوله أستاذ سعدون، لكنني أُحاول أن أُكوّن أرضية نصيّة ثقافية للعمل الادبي، وهو ما يقتضي دقة الإختيار ودقة العناية، وهذا جهد كبير لا ينهض به ناقد واحد، بمعنى أني أتوسّم بإخوتي النقاد خيرا في تغطيتهم للأنتاج الذي لم يتسن لي دراسته، وهو كثير جدا جدا.
*في العراق والوطن العربي والعالم برزت ظاهرة التطرف والاصولية ذات الاحكام المطلقة كبنية ضاغطة متخلفة دافعة الى العنف والتخلف والتدمير، برأيك، ما دور الثقافة في تفتيتها؟
_ حديثا يصارالى تسويق نموذجين رئسيين من الثقافة هما الثقافة الاستهلاكي والثقافة الاصولية، وهما متناغمتان فيما بينهما من حيث النتائج، أي هدف التخريب الاجتماعي والثقافي للبنية الاخلاقية والعلائق الانسانية السليمة، والتي بها تضمن القوى المضادة لحركة التاريخ، تضمن مزيدا من القهر الاجتماعي والاختلاف والحروب، ومن نتائجها أيضا الربح المباشر والمتجدد من تجارة ـ السوق الحر ـ وبالتأكيد فأن هذه منظومة قائمة على إشتراطات وظروف وعمل سياسي إقتصاديإجتماعي ثقافي محسوبا ليؤدي الدور المطابق لعالمية وعولمة وتعميم نمط الغزو الحضاري الجديد .
* أبمقدورنا مواجهة هذا الأمر ؟
_ نعم .. للثقافة عناصر عدة، منها إجتماعية ومنها نفسية ومنها طقوسية وغيرها بنائية .
العنصر الإجتماعي يتمثل بالمحفز = الدافع، والمعزز = الاستجابة ..
العمل الحقيقي للسيطرة على العامل الاجتماعي الذي يؤدي الى التماسك المجتمعي نضال يؤدي الى إقامة مؤسسات العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات على مستوى المشاركة الشعبية في تصيير الثقافة الجديدة .. اما المكونات النفسية فالأهم في معالجتها، إعادة التوازن الوجداني للشعب، الذي يغذي روح المواطنة والانتماء للامة العراقية وأرثها الحضاري المتجدد، وإتباع خطوات عملية تزيل عن الشعب جور الاضطهاد وبالتالي تنزرع في النفس علائم الامل والفرح وحب العمل والبناء الجاد، والطريق الى هذا هو تعزيز الروح الايجابية لدى الافراد بالاستجابة الى مطاليبهم في الخدمات العامة النافعة الواقعية وأولها القضاء على البطالة !، عندها ستميل الثقافة الى تشذيب الطقوس والتوجه الى بناءات تأسيسة جديدة أكثر نفعا وفائدة وملائمة للتطور العقلي والتقني الهائل عالميا .
* من اجل كل ما مررنا به فسنتعامل مع الثقافة والنقد كفن موسع لمدركات
القراءة المتزنة الموازي للطموحات، أليس كذلك ؟
_ الثقافة كموضوع عملي هي كل ماتربينا عليه وحصلناه ممن سبقنا وما زدنا عليه من عمل مادي ومعنوي ومعارف وفنون وتقانات وعادات، وهذا الفهم يحيلنا الى القول : العمل الثقافي المجتمعي التقني سيستمد ديمومته من معطيات: النظرية الثقافية / التي تقيم منطقاًعمليا وفنيا ومعنويا للسلوك الفكري للافراد والمجتمعات .التحليل الثقافي / الذي يقوم على اساس ان الانسان والثقافة يحتاجان الى فك واعادة بناء واحتواء للمعرفي فيها . النقد الثقافي / وهو الحصيلة الجديدة للدرس النقدي والاجتماعي والجمالي الذي سيحتوي النظرية والتحليل،اضافة الى التأويل المبني على قناعات فلسفية، آيدلوجية، سياسية، سايكولوجية، ميثيولوجية .
* توضيح أكثرا رجاء ؟
_ ان العمل الثقافي محاولة جديدة لتوسيع الرؤى ولإعلاء شأن ثقافة (المقموع) سواء كان ذلك بسلطة إجتماعية (الذكورية)، أو بسلطة سياسية (الدكتاتورية)، أو بالعادات والتقاليد (الفحولة)، أو بالتهميش (إستصغار الاقليات). النقد الثقافي في حقيقته الفلسفية والفنية هو تطور جديد لرفع الحيف والانحيازلقيمة الانصاف والعدل بحق (الفنان المعزول قسرا، الاديب المبعد سياسيا، والعالِم المعارض، والمهمش المستصغر ) .كذلك (رفع الحيف في الجندرالنسوي، أي التمييز في العمل والعلائق بين الرجل والمرأة على أساس النوع الجنسي). وهو فرصة أخلاقية ثقافية لرفع الظلم الذي يطال الاقليات والأثنيات والطوائف القليلة العدد .بالإضافة الى اننا من خلال النقد الثقافي سنهتم بالكتل السكانية المغشوشة بالآخر المنافق التابع للفحل السياسي.في الادب والعلوم الانسانية سيظهر المشهد السردي لها كمحتوى أعلى ورئيسي في المكتوب والمصور والممشهد والمرسّم .وكحصيلة ملازمة لهذا، أن يصار الى تشريعات تحقق الحرية في استخدام اللغات الثقافية للاقليات وتشريعات اخرى لحقوق المواطنة المتعادلة
* أيكون هذا الرأي متأثرا بالمطروح الفكري للدكتور عبدالله الغذامي ؟
_نعم .
* وماذا بعد ؟
_ النقد الثقافي لدينا يواجه بالانبهار بالآخر، ومواجهة التهميش بآليات قاصرة، ثم هناك الـفهم الخـليط الـقاصر عن اداء الطــموح الذي انفـتحت آفاقه بعــد تاسيســات ( فوكو وبارت وهامبرس ).هناك مبدأ يقول: أن النقد الادبي عبرَ البنيوية نحو الحدسية، ثم إصطدم بتفكيكية (ديريدا)، وبهذا نما النقد الثقافي ليحتويهما معا على اساس رؤى جمالية معرفية، وهذا ما أُحاول العمل على نشره ـ بعد أن أغيّر بعض جزئياته ـ ليكون متناسقا ومقنعاً .
* في العراق ماذا فعل الدارسون ..عفوا على المقاطعة ؟
_ الدارسون عندنا ركزوا على خلط الادب بالكتابة عن إجتماعية ـ شخوص القاع ـ
لغتهم الدارجة، تعاملاتهم في الاحتيال والابتذال، علائقهم الجيدة وغي السويّة.يتم التركيز كذلك على ثيمة الاضطهاد السياسي كتجربة تأريخية وليست أدبية فقــط.كُتب كذلك عن الإنتصاف للمرأة ولوبشكل بسيط.حاول البعض إبرازأرث الديانات، التي تكاد تندثر، والتي ظلمها تاريخ البلد،وراح ينساها، وبذات الوقت شمل الظلم والنسيان الاقليات القومية الصغيرة العدد، فما كان من الكاتب العراقي إلا ووضعها مادة اساسية في الادب، توجه الى ابراز قيمة اسهامات هؤلاء في تأسيس المجتمع والمدينة والاقتصاد، مثلما يكتب الآن عن تاريخ اليهود في العراق، وكذلك فُعل مع المسيحيين والآثوروالمندائيين..يُركز اليوم على ظلم الدكتاتورية كسبب أوحد لجميع هذه المظالم ويذكّر لئلا تعاد التجربة.ما مرّ يحتاج الى عمل كبير ومهم وفنية عالية ليحقق ثقافيته ، السرد والمعنى وتشكيل الامة الجديدة ..
* أهذا كل شيء ؟
_ لا ..
* إذن ؟
_ يمكننا إستثمار النظرية الثقافية في التحليل الثقافي والنقد الثقافي وذلك بإظهار الانساق الجمالية والثقافية الحيوية حين نضعها على شكل مناول كما الإشتغال
الآتي / مناول اللغة السامية التي ظلت تبث الجمال والخلق والآيدلوجيا بإستمرار دون أن تخل في النص المتسق إنسانيا.منوال الفن الصافي الذي لم يتأثر بعقد الفحولة والاضطهاد والتهميش ولم يشترك بأي نشاط يتعارض وأهداف النقد الثقافي.منوال الفطرية والعفوية وصدق النوايا وجمال الطوية ومضمر البهاء النصي، المساندة لإنسانية الحق والفضيلة والعقل.منوال السلوك الجمعي المثابرعلى بث الثقة والثورة ومباديء التربية الكريمة، على شكل، خط وزخرفة ووجودات روحية جدارية ولوحات.مناول الخلق العمراني ومشيداته عالية الذوق، خالدة الأثر .مناول المبثوث الفني لشرائح القاع الاجتماعي من نحت وادب وعلائق وقيم وسلوك ممن صارت روايات ودراسات ومجمل لأرث تأريخي يتقيد بالمكان ولا يتقيد بالزمان .وغير هذا كثير .
* لنعد الى شجون النقد العراقي، ألا ترى بأن معظم ممارسيه هم تبع واستنساخ لمدارس أُخرى ؟ اتتلمس في البعض رؤى ثقافة مستقبلية مستقلة ؟
_ النقّاد في العراق، حسب ما أرى، هم /قسم اتبع علي جواد الطاهر.قسم اتبع عبد الجبار عباس.قسم اتبع عبد الاله احمد.وهؤلاء ظلوا انطباعيين وتاريخيين.أما القسم الآخر فقد أتبع مدارس النقد الفرنسي، جيرار جينت، تحديداً. آخرون تأثروا بالنحوية الادبية التي أشاعها كتّاب المغرب العربي.وآخرون قلة جدا جدا برزت لديهم ملامح نظرية أو شبه نظرية مستقلة وله مشروع مستقبلي يقوم على أساس تأسيس وحدات نقدية جديدة وليست مدارس نقدية جديدة .أعتقد أني ـ كطموح ـ سأكون ضمن هذا القليل .
* ترى ما سؤال النقد العربي الآن ؟
_ النقد العربي في المغرب العربي خوصاصا تحرر كثيرا من الهيمنة الاكاديمية ولعل مشروعه الآن سؤلا هو (كيف يصير الأديب سياسيا فاعلا)، وهذا السؤال جزء من مسؤولية أكبر منه هي أن يكون الاديب فاعلا حضاريا يقود التقدم التقني محليا وعالميا، ولدى المؤسسات الثقافية العربية قدرة على التكيف والمناورة ورؤوس الاموال المناسبة لتحقيق الجزء الاكبر من هذا الطموح .
النقد العربي كذلك قادر على منافسة السلطة باعتماده على الشباب والاحزاب وما يحيطه من تطور عالمي نحو حقوق الانسان والمجتمع المدني .
ومن الناحية الابداعية فأراه يراوح بمكانه على الرغم من بروز حدث ثقافي اوادبي هنا او هناك، وما زال الاديب العربي دون مستوى المشاركة العالمية المشابه لدور ادباء امريكيا الجنوبية .
هناك ظاهرة ستتعمق وتنتشر هي الترجمة الفورية الصوتية عبر النت وستخدم جميع الشعوب ومنها الوطن العربي، وسيقوم الشباب بإستثمارها في الادب والثقافة والتعليم الالكتروني .. أجد أنها ستخدم الادب شعبيا وتسهل الاتصال بالطبقات الشعبية الفقيرة عريضة القاعدة العددية، مما يسهم في شد الجماهير بالثقافة والادب وأهم ما يفيض عنها توحد ثقافة النخبة مع ثقافة العامة .. وستحكم السوق قدرية هذه الظاهرة .
* وفي العراق ؟
_ العراق اليوم يحتاج الى أن يصير رئيسه وحكومته وبرلمانه أُدباء بتخصص تقني عال ليقودوا عملية التغيير .. السياسي اليوم يجب ان يكون اديبا مفكرا تقنيا بتخصص سياسي علمي، وبالعكس بالنسبة للاديب، وهذا هو الحل النموذجي لجميع مشاكل العراق الانسانية والاجتماعية والثقافية ..
* أخيرا ماذا لديك من جديد في التأليف ؟
_ ثلاثة كتب/الكتاب الاول / جنوسية الأثر النسوي في العراق: وسيضم هذا الكتاب ـ بعد إنجازه ـ القدر المهم من الانتاج الإنثوي من الشعر والقصة والرواية . وسأُوسع البحث ليشمل تفصيلات عن تجارب المبدعات المؤسسات لمشايد أثيرة على مدى العمر الابداعي، لا الزمني، بالنسبة للكاتبة المثال .
الكتاب الثاني / ثقافة التداول الروائي في العراق: وهذا الكتاب عل وشك الانتهاء، سيكون مفاجأة سارّة للمثقف العراقي، حيث تم التطرق الى عشرات الآثار الابداعية والنقدية، ومما يؤثر عن الكتاب هو الطريقة التي يقيمها الكاتب لأجل التوصل الى التأويلات الطريفة، كذلك هو عمل يؤشر التطورات الفنية للادب الروائي عبر مساحة ملاحقة موسعة لاتعتد بالزمن قدر الاعتداد بالنتاج الاستثنائي .
الكتاب الثالث / الشاعرية الشعرية الرؤى في الادنى والاقصى: سيكون هذا متمما للكتاب النقدي الموسوم بعنوان ـ الحداثات الاربع للشعرية في العراق ـ حيث هو ممارسة نقدية تطبيقية بأكملها، عن كتاب شعري مهم جدا للشاعر شاكرلعيبي، الادنى والاقصى .هذا الكتاب فيه من التجريب المجدي والمختلف والمتجه بعلمية الى العناصر الجمالية الدفينة في نصوص الادنى والاقصى ..
* صف لنا خصوصيات المدن، من حيث هي نقاط جمالية في تفكيرك؟
- بابل: مدن العراق مثل الماء والحناء، لا توجد إلا قرب اخضرار ورطوبة.
باب – ايل: مخازن الحبوب.. بساتين البرتقال والنخل والاعناب.. حدائق إنتاجها حتى في البيوت.. بابل حمورابي.. الحضر والريف والبشر كلها خير.. هي واحة التأريخ.. فيها أول مسرح في التاريخ، أول مسلة للقوانين، أول مدرسة للتعلم، أول حوزة للعلم، اول أرجوزة للغة الموحدة، لغة عالم سبيط، بين عام 1500- 1700 م، بزغ 500 عالم –على حد قول الشهيد قاسم عبدالأمير عجام.
كربلاء: كور – بلا: آرمية اللفظ، مسيحية الأصل، تعني التلة المحاطة بالحصن.. سمّاها المسلمون "الغضيراء" أي التربة الهشة، الناعمة الخصبة. تاريخها الجديد أمتد بالشعراء والأديان إلى أقاصي الدنيا مثل باسم فرات، وعلاوي كشيش، وآخرون.. جمالها في حرية النقل والسكن والقول، وفي كتب التراث.. فيها أروع المجلدين! وأفضل خطاطي المصحف الشريف.
بغداد: حين تمر نسمة هواء على شواطئ القشلة ودموع ابي نؤاس وزخارف المتنبي وقوائم جسر الجمهورية فيعني ان الهواء قد خطط نفسك بأنواع الألوان من العذوبات.
بغداد وجدان البلاد، وأرواح المبدعين.. هي دلائل وعلائق للأبعاد كلها.
نصب الحرية، الرصافي، الكاظمي، السعدون، المنصور، الحلاج.. الزوراء، القصر العباسي، سلمان باك.
إنها حقاً مخزون العراق من وفرة المستقبل..


اسماعيل ابراهيم عبد
مواليد بابل 1952
بكلوريوس آداب 1979
أحب القراءة والانشاء المدرسي منذ مرحلة الثاني المتوسط في عام 1983 نشر أول قصة قصيرة في مجلة الطليعة الأدبية فمّثل ذلك مرحلة وعي جديدة في حياته
أنجز
• ذر التماثل – نصوص - 2001
• ألواح نيكار – نصوص - 2006
• منشئيات مأوى القص – نقد – 2007
• القص الموجز – آليات متقدمة – نقد – 2008
• قمة من النشوى – قصص – 2009
• القص وحدة نصية – نقد – 2010
• ا لحداثات الاربع للشعرية في العراق – نقد – 2011



#سعدون_هليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوتوبيا معيارا نقديا
- حوار مع الناقد حميد حسن جعفر
- حوار مع القاص قصي الخفاجي
- حوار مع الشاعر والناقد ليث الصندوق
- حوار مع الباحث الدكتور أحمد أسماعيل عبود
- حوار مع الدكتور فيصل غازي
- حوار مع الناقد علي الفواز
- حوار مع الناقد والشاعر مقداد مسعود
- حوار مع فارس كمال نظمي
- الماركسية في البحث النقدي
- حوار مع الدكتورة لاهاي عبد الحسين
- حوار مع الباحث ثامرعباس
- عبدالوهاب البياتي
- حوار مع الناقد شجاع العاني
- استعادة ماركس
- حوار مع الباحث السوسيولوجي فالح عبد الجبار
- - الثقافة أسلوب عيش وأسلوب حياة -
- حوارمع أحمد خلف
- حوار مع الروائي حنون مجيد
- حوارفي المسرح


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدون هليل - اسماعيل ابراهيم العبد ورصيد التحولات