أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية














المزيد.....

تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 19:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إنّ إمكانية تحالف حزب النهضة مع أحزاب غير إسلامية، كما حسب بعض المقترحات، لكي ترفع رصيدها الشعبي بعدما انهار مؤخرا لأسباب عدة، أمر صعب المنال إن لم نقل مستحيل. فكيف نعلل ذلك وما هي الخيارات أمام هذا الحزب وأمام الطبقة السياسية عموما؟

هنالك سببان هامان اثنان في احتقان حزب حركة النهضة وفي احتقان الحياة السياسية في تونس تباعا، واحد تاريخي خارج عن نطاق حزب النهضة وعن إرادته، وواحد داخلي بنيوي.

من الناحية التاريخية نسجل أنّ تاريخ تونس تعطل عن السير نحو الأفضل بسبب خطأ فادح. فبعد أن فُتحت الأبواب على مصراعيها في ثورة 14 ديسمبر- 14 جانفي أمام تونس و بفضل طبقاتها الكادحة والمتوسطة، لكي تدشن عهد النجاحات على الأصعدة كافة، ما راعنا إلا أن وقع التنكر للتاريخ المعاصر للبلاد وتم الترخيص للحزب ذي الخلفية الدينية، وذلك ضد كل الأعراف المحلية بما فيها قانون الأحزاب، بأن ينشط بصفة قانونية. وكان الخطأ خطأين نظرا لأن حزب حركة النهضة، وهو المستفيد من هذا القرار، لم يعد له إلى حد ذلك الحين أي إشعاع يذكر في المجتمع السياسي ولدى الشعب كافة. ولا يعدو أن تكون النهضة آنذاك سوى ذكرى للتونسيين وكيانا قد استهلك كل موارده.

أما الدليل على أنّ القراءة التي أدت إلى تفعيل هذا الحزب كانت مجانبة للتاريخ هو أنّ الثورة التونسية كانت نتاجا لتراكمات كان حزب النهضة مساهما فيها على مر العقود من دون أدنى شك، لكنّه كان مشاركا فيها بصفته حزب محظور لا بصفته حزب مرخص فيه. وهنا يكمن الخلل: من أدرَى الجهات التي تدخلت لتوضيب دخول النهضة معترك النشاط السياسي من الباب العلني أنّ طبيعة هذا الحزب، تبعا لظروف نشأته ولرسالته، تخوّل له العمل علانية وأداء وظيفةٍ أجوَد وأجدى وأنفع من تلك التي أداها وهو يعمل في السر؟

لمّا نعلم أنّ جهات أجنبية مهيمنة كانت ضالعة في التشخيص حول مسألة عودة الحزب إلى النشاط من عدمه ثم في تهيئته لـ"يوم الفصل" ثم اقتراحه لدى الدوائر التونسية (الحكومة الانتقالية برئاسة الباجي قائد السبسي) كمكوّن أساس للخارطة السياسية في تونس، لا نعجب للخطأ. زد على ذلك فإنّ النهضة "دخلت" تونس (شهر مارس 2011) عبر تدخل أجنبي وأجندة أعِدت في الخفاء، وهذه حجة كافية على أنّ التصوّر الذي أعدته الأطراف الأجنبية والذي ستكون النهضة فاعلا أساسا فيه لا يمكن أن يكون صائبا. بعد هذا، ألم يعتذر الباجي قائد السبسي للشعب عن قبوله بمأسسة حزب حركة النهضة في إحدى خطبه لمّا كان خارج السلطة وعلى إثر تعثر حكومة حمادي الجبالي الإسلامية معللا قراره بالترخيص للحزب بأنه كان يظن أنهم (النهضويين) تغيروا؟

على الصعيد الداخلي نلاحظ أنّ البنية النهضوية عموما ودون اعتبار الشخصيات المنفتحة المنخرطة في هذا الحزب غير قادرة على الإصغاء، ناهيك أن تتحالف مع قوى إصلاحية أو ثورية. فلو حصل ذلك فلن تبق النهضة هي النهضة.

لذا ما نضيفه إلى مقترحات بعض الأطراف الرامية إلى تعديل العلاقة بين حزب النهضة من جهة وسائر المكونات السياسية للمشهد التونسي هو: إما أن تراجع عقيدتها السياسية ومرتكزاتها الإيديولوجية ومن ثمة أن تُغيّر اسمها ومن ثمة، وهذا مما سيفتح الأبواب أمامها لخوض غمار الانتخابات كحزب ذي هوية سياسية جديدة؛ وإما أن تتحول إلى جمعية تنزل، بأي ثقل شاءت وبأي وزن ممكن، على مدارات الحياة الفكرية والسياسية في البلاد.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: توحيد العقيدة التشريعية ضمانة الإنقاذ الوطني
- تونس: اعتصام الرحيل وعربة بلا سبيل؟
- لماذا هناك سلفيون وإخوان وما البديل؟
- الاغتيال السياسي في بلاد الإسلام والإسلام الموازي
- هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟
- هل من انقلاب علمي على الإسلام السياسي؟
- متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
- تونس: باكالوريا أم امبريالية الرياضيات؟
- تونس: هل انقلبت علينا الديمقراطية؟
- تونس: هل التجديد التربوي مسألة مباهج أم مناهج؟
- من تحزب خان..
- تحكمت بنا كلمة فاستباحتنا موزة..
- تونس والسلفية: هل عُدنا إلى التعلل بدولة القانون؟
- ما البديل عن الديمقراطية الإرهابية؟
- المشروع العربي التونسي: -مدرسة ومجتمع الغد-
- تونس بين الإبهام والإرهاب
- ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟
- الجدلية المادية وتوحيد المسلمين
- فكرٌ بديل بلا بُدلاء، ومدرسة بلا علماء؟
- تونس: طبيعة الإصلاح التربوي وأجزاؤه


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية