أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - القطبية .. ومنهج العنف التكفيري















المزيد.....

القطبية .. ومنهج العنف التكفيري


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القطبية .. ومنهج العنف التكفيري
الأصولية، وتحديدا «الأصولوية الإسلاموية»، تسعى إلى تطويع وتحريف واقتطاع معاني ودلالات النص (الأول) المقدس المتمثل في القرآن والثابت الدلالة في الحديث والسنة النبوية بصورة نفعية ومفارقة، وبغرض فرض وتوظيف قراءات وتصورات وتقييمات بشرية لذلك النص، باعتبارها تمثل الحقيقة الشاملة والمطلقة والنهائية للدين. حيث تأخذ صفة «الرؤية التمامية»، وهي بذلك ترفض كل ما عداها، الذي تدرجه خارج «الملة» ضمن خانة الإقصاء والتكفير والتفسيق، وصولا إلى استحلال العنف والقتل بوجه مخالفيهم، وفقا لمفهوم الفرقة الناجية، في ثنائية متطرفة (لا توسط بينهما) لفرض مفاهيمهم حول الحلال والحرام، الإيمان والكفر، النقل والعقل، حاكمية الله وحاكمية البشر.
على هذه الأرضية العقائدية الصارمة يرفضون كل ما أحرزته البشرية في مسيرتها الطويلة والممتدة من منجزات حضارية وإنسانية، على الأصعدة والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والمعرفية والعلمية، وقبل كل شيء العداء بشكل مطلق لمفهوم الدولة المدنية، وما يتصل بها من وجود دستور، حياة نيابية، والتداول السلمي للسلطة، وما يتطلبه من رفع القيود عن التكوينات والمنظمات النقابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، وضمان حرية الفكر والكتابة والتعبير، وترسيخ مفهوم المواطنة والمساواة الكاملة بين المكونات الاجتماعية، الدينية، المذهبية، والعرقية... المعروف بأن حسن البنا في بداية تأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين (1928) ركز على التبشير الدعوي والنشاط الخيري وبث الوازع الديني والأخلاقي بين صفوف جماعته و مريديه، غير أنه في مجرى تطور نشاط الجماعة وتصلب عودها وانتشارها بين فئات واسعة في المجتمع المصري، وخصوصا البرجوازية الصغيرة في الريف (الصعيد) والطبقة الوسطى في المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية وغيرهما أخذ يتبلور انخراط الإخوان المباشر في الشأن (السياسي) العام من خلال طرحهم العقائدي والأيديولوجي الجامد والمغلق.
ومشروعهم السياسي والفكري الشمولي الذي يتسم بإقصاء الآخر وبرفض الدولة المدنية وما يتصل بها من التعددية الحزبية والسياسية والفكرية والمذهبية وصولا إلى تكفير الدولة والمجتمع (الجاهلي)... وقد جاء في «مجموعة رسائل حسن البنا» ما يلي: «إن الإجماع قد اتفق على أن الأحزاب المصرية ــ باستثناء جماعة الإخوان بالطبع ــ هي سيئة الوطن الكبرى وهي أساس الفساد الاجتماعي الذي نصطلي بناره الآن» ، حيث يرى الحل في «أن تحل هذه الأحزاب جميعا وتجمع قوى الأمة في حزب واحد». وبالطبع سيكون هذا الحزب هو حزب «الإخوان المسلمين». ومع أن الشيخ البنا لا يرفض النظام البرلماني، غير أنه كما جاء في مجموعة رسائله، يشترط توفر شرطين مهمين هما، أولا: «بزوال الحزبية من النظام النيابي يصبح هذا النظام ليس بعيدا عن النظام الإسلامي ولا غريبا عنه»، أما شرطه الثاني فهو يستبطن احتقارا واستعلاء واضحين على الجماهير (العامة)، حيث يشترط أن تسفر الانتخابات عن اختيار نوع خاص من أهل الشورى ممن هم في نظره «يكونون إما من رجال الدين وإما من الرجال المتمرسين على القيادة مثل رؤساء العائلات والقبائل، ولا تكون الانتخابات بمقبولة إلا إذا أسفرت عن اختيار أناس من هذين الصنفين»..
هذه الأطروحات التعسفية جرى تطويرها و«تأصيلها» على يد سيد قطب ( 1906 ــ 1966) الذي يعتبر بحق منظر العنف والتكفيـر في جماعة الإخوان، وخصوصا في ثلاثيته «هذا الدين»، و«المستقبل لهذا الدين»، و«معالم على الطريق»، حيث يشير في هذا الكتاب الأخير إلى «أن الإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات.. مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي» . والمجتمع الجاهلي يستند إلى «الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر في صورة ادعاء حق وضع التصورات، القيم، الشرائع، القوانين، الأنظمة، والأوضاع بمعزل عن منهج الله للحياة، وتتحقق الجاهلية كلما انحرف المجتمع عن نهج الإسلام في الماضي والحاضر والمستقبل على حد سواء».. ولكل ذلك الجاهلية تسود جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا.. حتى تلك المجتمعات التي تنسب نفسها للإسلام، فهي ــ وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله ــ تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله.. فنحن وهذه الجاهلية على مفرق الطريق فإما إسلام وإما جاهلية».. وهو الذي يذكرنا بجملة وردت في كلام لحسن البنا أوردته في مقال سابق يقول فيها: «فإما ولاء وإما عداء»، ووفقا لهذا المنطق الكهنوتي، فإن الإخوان المسلمين وحدهم الجديرون بالقيادة والسلطة حتى تتحقق الحاكمية على أيديهم، باعتبارهم «الممثلين الشرعيين» للقانون الإلهي و«ظل الله» في أرضه.. سيد قطب أعدم في عام 1966 بعد اتهامه بترؤس تنظيم عسكري سري داخل الإخوان المسلمين، يستهدف الإطاحة بنظام عبدالناصر، غير أنه من رحم القطبية توالدت منظمات العنف في مصر والعالمين العربي والإسلامي.. في مصر ظهرت تنظيمات «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» و«التكفير والهجرة».. وعلى ضفافها تشكلت عشرات المجموعات المتطرفة في البلدان العربية والإسلامية مثل «السلفية الجهادية» و«منظمة القاعدة» وغيرهما.. المأساة إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر لا تزال تتحكم بها قيادات تنتمي إلى الخط القطبي/ المتطرف، في حين جرى محاصرة وتحجيم، بل وإبعاد القيادات المعتدلة، كما اضطر البعض للانسحاب، على غرار رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح.. تحكم التيار القطبي المتشدد، سرع في ثورة الشعب المصري ضد حكمهم بعد مضي عام فقط على تسلمهم السلطة، والذي اتسم بالفشل الذريع على جميع الأصعدة والمستويات..
السؤال المطروح هنا: هل نحن بصدد رؤية نهاية سريعة للخطاب القطبي/ الإقصائي/ المتطرف، والمتأصل لدى إخوان مصر، والذي أثبتت التجربة فشله؟. أم أن ذلك الخطاب سيقوى ويتصلب في ظل حال نكران الواقع الجديد الحاصل في مصر من قبل الإخوان وشعورهم العميق بالخيبة والهزيمة، وذلك عبر إعادة استحضار شعارات «المظلومية».. «الثأر».. «الشهادة» و«الشرعية»، كما هو الحال في محيط رابعة العدوية؟.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة كيري .. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
- الإخوان إلى أين ؟
- الإسلام السياسي .. ومنهج العنف: الإخوان انموذجا
- لماذا لن يتكرر النموذج الجزائري في مصر!
- فوزية العيوني و وجيهة الحويدر .. وسامان على صدر الوطن
- مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - القطبية .. ومنهج العنف التكفيري