أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - قاسيون - د?. زياد الحافظ: يمكن أن تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضعف إذا ما توفرت لديه الإرادة للمواجهة!!















المزيد.....

د?. زياد الحافظ: يمكن أن تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضعف إذا ما توفرت لديه الإرادة للمواجهة!!


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بدعوة خاصة من المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، قدم د. زياد الحافظ عرضاً مستفيضاَ للتطورات والمستجدات الأخيرة في المنطقة وانعكاساتها وتداعياتها على سورية، وذلك من خلال قراءته ورؤيته لهذه التطورات.وقد شارك في النقاش: د. منير الحمش، د. قدري جميل، د. عبد القادر النيال، أ. عبد الكريم الخليل.. وعدد آخر من الباحثين..
تحدث د. الحافظ عن القواعد والخلفيات التي تشكل أساس المستجدات في الشهور العشرة الأخيرة، ورأى أنه ثمة أربع قواعد وخلاصات ترتكز الإدارة الأمريكية عليها في تعاطيها مع الأحداث.
1ـ السياسة الخارجية التي تطبعها المصالح الاقتصادية أكثر من القضايا العقائدية والمبدئية.
2ـ الأمن القومي الأمريكي الذي أصبح محوراً أساسياً في الخطاب السياسي الأمريكي، ما هو إلا تغطية لحماية مصالح الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات، والتي تسيطر عليها مجموعة أمريكية صاحبة النفوذ، خاصة فيما يشكل المجمع العسكري الصناعي.
3ـ المجمع الصناعي العسكري، وظهور (عسكرة الصناعة) والاقتصاد والمجتمع في الولايات المتحدة. هذه الظاهرة تشكل القاعدة التنفيذية للسياسة في الولايات المتحدة.
4ـ التدهور المستمر في الواقع الاقتصادي الأمريكي وما يواجهه من أزمة في البنية الهيكلية للنظام، والذي أصبح عائقاً كبيراً في تنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.
فيما يتعلق بالمستجدات، فإنه لا يمكننا فهمها إلا في سياق المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، وخاصة مع مجيء إدارة بوش في ولايتيها، ففي الولاية الأولى حدثت عدة محطات هامة جداً، تشكل الفاصل الأول للتوجهات والتغيرات في الاستراتيحية الأمريكية، فحتى عام 2000 كان قوام السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة يعتمد على تحقيق ثلاثة أهداف هي:
1ـ قبل سقوط الاتحاد السوفيتي كانت المهمة الأساسية هي ردع نفوذ الاتحاد السوفيتي.
2ـ تأمين تدفق النفط من مواقع الإنتاج إلى الأسواق في الغرب
3ـ حماية أمن إسرائيل
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حصل نوع من الترقب في تحديد المفاهيم المتعلقة بالاستراتيحية، على الأقل بعد انتهاء الهدف الأول وهو سقوط الاتحاد السوفيتي و تبلورت بشكل واضح بعد أيلول (2001) وأصبح الهدف الاستراتيجي في المنطقة ما يسمونه بمكافحة الإرهاب، وهي برأيي ليست إلا شعارا لتغطية سياسة عامة تهدف للسيطرة على المنطقة.
الهدف الثاني هو الذي استمر وأصبح أكثر جدية، الاوهو السيطرة المباشرة على منابع النفط والاستمرار في ضخ النفط من مواقع الإنتاج إلى أسواقها.
أما الهدف الثالث الذي هو من الثوابت في السياسة الأمريكية في المنطقة، هو حماية إسرائيل.
المستجدات
1 ـ فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فإن المقصود به إلى حد ما هو تقويض العالم الإسلامي بشكل عام، والعربي بشكل خاص، وإدخال كلا العالمين اللذين يضمان أكثر من مليار ونصف، إلى نظام الاقتصاد العالمي ودمجهم به.
2ـ فيما يتعلق بالسيطرة المباشرة على النفط فإنه يحتاج إلى توضيح، فالولايات المتحدة لا تستورد إلا 10% من حاجياتها النفطية من الشرق الأوسط، بينما 60% تستوردها من سائر العالم، وخاصة أمريكا اللاتينية، لذلك فإن ما يهم أمريكا في هذه السيطرة المباشرة على نفط المنطقة العربية التي لها امتدادات آسيوية، هو السيطرة على الاقتصاد العالمي لمواجهة تحديات الكتل الاقتصادية المنافسة اليابان والاتحاد الاوربي و الصين التي تملك ميزاناً تجارياً يزيد عن الميزان التجاري للولايات المتحدة، هذه المراكز الثلاثة تفوق في اقتصادياتها الاقتصاد الأمريكي، لكنها لا تملك ثقلاً سياسياً موازياً للثقل الاقتصادي، حيث لا يزال التفوق العسكري والسياسي لصالح أمريكا، ولكنه مرشح للتآكل لمصلحة تلك التكتلات وهي قضية وقت.
لذلك صدرت في 2002 مذكرة للأمن القومي تحدد استراتيجيية الأمن القومي للعقود القادمة، وهي التي تكلمت عن الحروب الاستباقية، واتخاذ إجراءات سريعة ومباشرة لمنع ما تعتقد أمريكا أنه يشكل خطراً على أمنها الاقتصادي والسياسي والعسكري. وهذه المذكرة تشكل المفصل الأساسي للاستراتيجية الأمريكية بعد أحداث 11/09/2001 بكل معالمها. وقد نتجت عنها الحرب على أفغانستان وقلب نظام طالبان ومحاولة القضاء على منظمة القاعدة، وإعلان الحرب على الإرهاب، وبعده الحرب على العراق. لكن المشروع الأمريكي الإمبراطوري بدأ بالتعثر في أفغانستان التي أصبحت أكبر دولة مصدرة للمخدرات، وهذا بحد ذاته يشكل خطراً على الولايات المتحدة.
وكذلك تعثر هذا المشروع في العراق، فقد ثبت أن القدرة العسكرية الأمريكية الكبيرة غير قادرة على فرض الأمن في هذه البقعة رغم تفوقها العسكري، وهذا استدعى الإدارة الأمريكية لاستبدال النظرية العسكرية القائمة على الكم، التي لا تتناسب مع الحروب القادمة التي ستواجهها الولايات المتحدة بسبب (اللاتوازن في القوى)حيث يمكن ان تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضعف إذا ما توفرت لديه الإرادة للمواجهة.
فأمريكا نجحت في حروب على دول أضعف منها بكثير مثل العراق، أفغانستان، ولكن ماذا بعد الحرب والعمل العسكري، هذا ما لا تستطيع الولايات المتحدة أن تعالجه في المرحلة الحالية أو في المدى المنظور لأسباب أهمها ضعف البنية المالية والاقتصادية لديها والأزمة الاقتصادية التي تمر بها والتي قد تؤثر بشكل فعال على تقليص قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية في مواجهة هذه التحديات وتنفيذ أهدافها. لذلك فالولايات المتحدة في صراع مع الوقت لتنفيذ ما يمكن تنفيذه في فترة قصيرة جداً قبل أن تتعرى اقتصادياً، وخاصة أنها بدأت تتعرى عسكرياً، فآلتها العسكرية المدمرة لم تستطع أن تخمد ما كانت تسميه بداية (ثورة بقايا النظام) ثم أصبحت عاجزة عن محاربة ما تسميه (الإرهابيين العرب القادمين من سورية) والآن يقدر عدد المقاومين بأكثر من 200 ألف مقاوم، وبالتالي فهناك تغيير في فهم هذا الواقع.
ما قبل 14/2/2005 كان يمكن القول أن الولايات المتحدة في مأزق كبير لتحقيق أهدافها في المنطقة،لكن مقتل الرئيس الحريري قلب المعادلة، عبر تفعيل شيء لم يكن في الحسبان، وهو التحرك الشعبي الذي حصل في لبنان من مؤيد ومعارض للنظام. والذي عرى كافة القوى المسؤولة عن النظام وتداعياتها الإقليمية. وبالتالي وجدت الولايات المتحدة اليوم، فرصة لإنجاز عدد من أهدافها بدون كلفة أو بكلفة الشعوب التي أصبحت رؤاها تتطابق مع بعض أهدافها، لأسباب خاصة لكل منها. كما ادى ذلك الى انسحاب الجيش السوري من لبنان، ونحن ما زلنا نعيش ما يمكن أن يحدث نتيجة هذا الانسحاب سياسياً في لبنان وسورية وانعكاساته على المنطقة، هذا للمستقبل. لا يمكننا التكهن!!
في سياق هذه التطورات، روجت أمريكا مشروع تغيير الشرق الأوسط عبر طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير، ودمقرطة المنطقة عبر تغيير الأنظمة التي تنجب (الإرهاب) ومن الزاوية الأمريكية،يمكن لهذه الديمقراطية أن تفرز قيادات ونخب تتواطىء مع ما تطرحه الولايات المتحدة لذلك يتم الصاق تهمة الارهاب بمناوئيها. ومثال ذلك: حال ياسر عرفات في فلسطين الذي انتخب بشكل ديمقراطي، ولكن بما أن سياسته لم تتوافق معها اعتبرته غير شرعي. وكذلك في فنزويلا انتخب شافيز ديمقراطياً من الشعب ولكن الولايات المتحدة حضرت لمحاولة انقلاب عليه منذ سنتين، إذن فالولايات المتحدة ترى الديمقراطية بمقياس نسبي، علماً أن شعوب المنطقة تطمح لنيل الديمقراطية والمزيد من الحريات، ولكن ليس هنالك من قوى فعلية تستطيع على الأرض تحقيق هذه الديمقراطية إلا عبر الدبابات التي تأتي من الخارج.
ظاهرة لبنان فتحت آفاق جديدة، ولا ندري أين ستنتهي، ولذلك تأخذ أمريكا منحى انتظارياً إذ أنها تترك للدينامية التي أفرزتها الأحداث أن تأخذ بعدها، بعد أن تعرت القوى المهيمنة على النظام في لبنان لتأخذ مداها بحيث تصل أمريكا إلى أهدافها بدون أي تكلفة فلا داعي للحديث عن إسقاط الرئيس لحود، ولا داعي للتكلم عن تحييد أو نزع سلاح حزب الله، تعتقد الولايات المتحدة في الوقت الحالي والمدى المنظور أن هناك دينامية على الأرض، قد تستطيع أن تنجز هذه الأهداف دون أي تكلفة.
■ أين موقع إسرائيل في المصلحة الأمريكية؟
إسرائيل هي نسخة طبق الأصل عن فكرة أمريكا بتكوينها وأفكارها وللاستفاضة في الموضوع أنصح بقراءة كتابي منير العكش (أمريكا الإبادات الجماعية) وكتاب (تلمود العمر)حيث يشرح بوضوح عبر الوثائق الأمريكية ما هي فكرة أمريكا. ً إسرائيل هي داخل الوجدان الأمريكي، وبالتالي التعاطف مع إسرائيل والدفاع عن إسرائيل ليس بسبب اللوبي الصهيوني كما تدعي النخبة العربية المثقفة والأنظمة العربية لتبرئة أمريكا من جرائمها تجاهنا، وأعني ما أقول (أنه ليس لدينا مشكلة مع أمريكا مشكلتنا مع اللوبي الصهيوني).
هذا غير صحيح نفوذ إسرائيل عالي السقف ربما أعلى من سقف بريطانيا ولكن في آخر المطاف وفي القضايا الاستراتيجية أمريكا تقول لإسرائيل اصمتي فتصمت والبرهان أو المثال موضوع (سيلفر شالوم).. إذاً في مسألة إسرائيل فانها أداة لها دور وظيفي فقط!!
■ هل امريكا محكومة بالحرب؟
في الدراسة التي نشرتها... وموجودة في (المستقبل العربي) العام الماضي، أشرت إلى مقال أدرجه العقيد رالف ملترز الذي يدرس في الكلية الحربية في الولايات المتحدة الذي يقول بشكل مختصر: القدر في الولايات المتحدة أن تقوم بحروب إلى الأبد فقد وجدت على فكرة الحرب وإبادة الآخر مهما كان هذا الآخر، والثقافة الموجودة مبنية على ذلك والعقلية العسكرية كذلك!! (هذا المقال كتب 1999) قبل مجيء الإدارة الجديدة (المحافظون الجدد)، هذه العقلية موجودة في الولايات المتحدة منذ زمن طويل ظهرت اليوم على السطح لأنه لا يوجد ما يردعها.
الحروب الكبيرة التي قامت بها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية كانت خاسرة دائماً، كوريا كانت تعادل، في فيتنام خسارة (انتصرت على قوة أضعف منها بكثير، غرانادا، بنما، العراق) علماً أنها ضخمت إعلامياً قوة العراق لتظهر قدراتها، ولكن على المحك نجد هذه القوة العسكرية هي آلة تدميرية لن تستطيع أن تقوم بأكثر من ذلك.
في قضية الكلفة (الأمريكان براغماتيون) يحسبون الأرباح والخسائر.
لهذا السبب نرى التغير في اللهجة، يعني سيعطي أولوية للدبلوماسية في الملفات الساخنة، إن كان في كوريا الشمالية أو في إيران أو حتى في الشرق الأوسط.
في الولايات المتحدة هناك سجال جدي داخل الإدارة للخروج من الورطة في العراق وعن المخرج الذي يحفظ ماء الوجه. لهذا السبب نرى في الإعلام الأمريكي أن القوات الأمريكية استطاعت أن تجهز وتؤهل القوات العراقية وقبضت وقتلت 80 مسلحاً...إلخ.
هذا يعبر عن أنهم أنجزوا مهمتهم (يمكننا تخفيض عدد القوات ويمكننا الانسحاب) لغاية اليوم، لم تفرز الانتخابات العراقية حكومة ولا صياغة دستور. هناك مشاكل عميقة بين الأكراد والشيعة، وخاصة التيار الديني. والمحاصصة الطائفية تخلق مشاكل متعددة والحلول الممكنة أو التسويات ستكون تسويات ظرفية طالما لم يحسم الوضع الميداني الذي هو ليس لمصلحة الولايات المتحدة رغم تفوقها العسكري.
إذاً الموضوع مؤجل وكلفة الولايات المتحدة في الحرب على العراق أصبحت 275 مليار دولار وقد تصل إلى 300 مليار دولار في مطلع الصيف والحبل على الجرار! ناهيك عن الكلفة السياسية والاجتماعية والثقافية... التي لم تشكل بعد قوة ضاغطة على المجتمع الأمريكي لفرض الخروج فهي بحاجة إلى وقت ربما سنة أو سنتين أو زيادة حجم الخسائر بالأرواح.
إذاً الفترة الزمنية المتبقية للإدارة المالية لتحقيق ما يمكن أن تحققه على الصعيد الاستراتيجي تنتهي في المرحلة الانتخابية في 2006 التي هي مرحلة انتخاب التصفية في الولاية لأنه من 2006-2008 حتى الجمهوريين المحسوبين على الرئيس بوش سيعتبرونه فاقد نفوذه وبالتالي سيبتعدون عن السياسات التي قد تؤدي إلى خسارة الأصوات.
■ هل نحن أمام أزمة في النظام الرأسمالي الجديد؟
نعم هناك أزمة في النظام الرأسمالي الجديد، ولكن لم تصل إلى حافة الانهيار، لأن النظام الرأسمالي لديه ميزة أنه يستطيع أن يجدد نفسه هذا من جهة، ومن جهة ثانية بسبب التداخل في الأنظمة الاقتصادية للدول. انهيار النظام الرأسمالي في الولايات المتحدة سيؤدي إلى انهيار في العالم. اليوم تدهور الدولار أمام اليورو، جعل الصادرات الأمريكية أرخص من الصادرات الأوربية والصينية، ولكن لم تصل إلى مرحلة لا تطاق لا بالنسبة لليورو الأوربي ولا بالنسبة للصينيين. لهذا السبب جرى برمجة لتدحرج الدولار بشكل خفيف كي لا يحدث أزمة كبيرة والتحول من الدولار إلى اليورو لن يحدث بين ليلة وضحاها بل تحول تدريجي للتخفيف من الخسائر، ولكن هذا لا يعيد النظر في البنية، لأن العجز في الميزان التجاري الأمريكي هو بمثابة الطلب الفعلي للاقتصاد في أوربا وفي الصين كما ان تمويل المصارف المركزية في الصين واليابان ودول آسيا وحتى في أوربا للعجز في الموازنة الأمريكية هو لمصلحتها لأنه سيشجع الاستهلاك والاستيراد طبعاً.
إذاً هناك مجال لانحدار الدولار أكثر ويوجد مجال لهذه الدول لتخفيض قيمة عملتها مثلاً اليورو أو الين. وهناك احتمال لوضع قيمة الدولار من أمريكا. بنيوياً ونظامياً، هناك أزمة وهذا يجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تقوم بتحولات كبيرة واستراتيجية على الصعيد العالمي لأنه ليست لديها القدرة لدفع ذلك الثمن، ولكن هذا لا يعني أن النظام سينهار قريباً.
■ ما هو موقف اوربا وفرنسا تحديدا من السياسة الامريكية في الشرق الاوسط؟
فيما يتعلق بالشرق الأوسط، أوربا لا تريد ولا تستطيع أن تتحمل هزيمة الولايات المتحدة في العراق لأن تبعات الهزيمة كبيرة.
من هذا المنطلق نعرف كيف تكون إدارة التناقض بين الولايات المتحدة وفرنسا وما مدى شدة هذا التناقض.
فرنسا اختلفت مع أمريكا في موضوع الحرب على العراق ليس من حيث الجوهر ولكن من حيث المبدأ. تعتبر فرنسا أن مدخل الشرق الأوسط العربي هو لبنان، لا داعي للتواجد لا في العراق ولا في سورية ولا في الخليج، تتواجد في لبنان وتستطيع السيطرة على السياسة لما له من مناخات سياسية واقتصادية واجتماعية.
هنا تقول فرنسا للأمريكان أنتم لا تفهمون في الشرق الأوسط، نحن لدينا خبرة أكبر. أصبح هناك توافق في المصالح بسبب ظرفي.
■ هل سيستمر هذا التوافق في المصالح أم لا؟
أرى من خلال العقلية السائدة للإدارة الأمريكية عدم القبول بأي شراكة، ولكن قد يقبلون بها إذا فرض الواقع ذلك هم بهذه المرونة، الدور الفرنسي لم يعد مهماً بالنسبة لأمريكا ولكن لم تصل الى مرحلة إلغائه، علماً أن بوش منذ سنتين قدم مذكرة بمنع إعطاء أي عقد لكل من عارض الحرب على العراق.
ديك تشيني ودونالد رامسفليد يمثلان القطاع العسكري الصناعي والنفطي قسم منهم ينتمي له جورج بوش ولكن القاعدة الأخرى للحزب الجمهوري وللإدارة المالية، هو المسيح اليميني المتزمت؟؟؟ ينتمي إليه كلياً جورج بوش .النفوذ الصهيوني رديف ليس مؤثراً إلا في التوجيهات.
مثال: هناك مؤسسة هي معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، يعلن ما هي سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كان الهدف في الماضي المحافظة على الاستقرار لأن هذا يتلاقى مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.
اليوم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة على زعم هؤلاء تقضي بزعزعة المنطقة وعدم استقرارها، وهذا يؤدي إلى خدمتهم ويسمونها (الزعزعة البناءة) هذه نظرية المحافظين الجدد التي تلتقي مع اللوبي الصهيوني ولكن ليس بالضرورة تبنيها من قبل الإدارة الأمريكية. تتبناها عندما لا تكلفها الكثير ولا تتراجع عنها.
تسمية نائب لكونزليزا رايس (زولك) هو من المتشددين القوميين الأمريكيين، مصلحة أمريكا فوق كل شيء، بينما المحافظ الجديد لديه عقدية يريد أن ينفذها، هو تروتسكي سابق ممول لليمين ويريد تغيير العالم.
بول بولتون من المتشددين القوميين الأمريكيين لا يعطي أية أهمية للأمم المتحدة ولأي قوة هناك برأيه قوة واحدة هي الولايات المتحدة.
ستيفن هادلي الذي حل محل كونزليزا رايس في الأمن القومي من القوميين الأمريكيين مثل بول بولتون.
إذاً هناك تغير، فريق متجانس أكثر في الإدارة، فريق ذرائعي ولكن يأخذ بعين الاعتبار إذا كان هناك مقاومة.
مثلاً في لبنان... مظاهرة المليون ونصف (المؤيدة لحزب الله)، هذه المظاهرة أعادت الحسابات. عندهم لم تعد الاولوية نزع السلاح ولكن هذا لا يعني ترك الموضوع أو نسيانه، بل تركه للوضع الداخلي الذي سيتولى الأمر.
■■



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان من الشيوعيين السوريين بمناسبة الجلاء: دفاعاً عن الوطن ح ...
- المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة
- بيان من الشيوعيين السوريين يا عمال سورية.. رصّوا الصفوف!
- بيع الأوطان.. بين الليبرالية الجديدة والإخوان
- الأقصى.. وكل شبر من ثرانا..
- عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره
- مشروع المهام السياسية الملحة
- مشروع اللائحة التنظيمية
- بلاغ عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- سعدي يوسف.. عالياً.. عالياً
- أيمن أبو شعر: «عصفور محكوم بالإعدام»
- أوليغ شينين: لنرفع شعارات لينين لننقذ الوطن: «السلام للشعوب ...
- مجلس الضباط يشكل وحدات الجيش الشعبي
- انتخاب إدارة جديدة لجمعية العلوم الاقتصادية
- نداء إلى الضباط الروس: حماية الوطن مسؤولية الجيش
- نعم للوحدة الوطنية لا للفتنة
- من قزوين إلى البحر الأسود.. الأمريكان يسبحون في الفضاء «السو ...
- فعللة
- وساوس الشيطان أم نقص المناعة خلف أحداث لبنان
- من قتل الحريري؟


المزيد.....




- المرحاض الذي نعرفه قد يُصبح شيئًا من الماضي.. كيف تبدو تصامي ...
- غواص مخضرم يكشف لـCNN مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور ...
- ماكرون يدعو من البرازيل إلى إبرام اتفاق تجاري جديد بين أوروب ...
- -أسابيع قليلة للنيل من قادة حماس-.. ماذا قال نتنياهو لأعضاء ...
- لأكثر من 25 ثانية.. عملية طعن على متن قطار في لندن والركاب ي ...
- وفاة السيناتور الأمريكي السابق جو ليبرمان عن 82 عاما
- شاهد: صناع الشوكولاتة في سويسرا يستعدون لعيد الفصح وسط ارتفا ...
- نيويورك.. كيف يحصل المهاجرون غير الشرعيين على تعويضات أفضل م ...
- حالة مزمنة تؤثر على 40% من سكان العالم تسرع من شيخوخة الدماغ ...
- فرقة -بيكنيك- الروسية تبدأ حفلها في بطرسبورغ بدقيقة صمت حداد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - قاسيون - د?. زياد الحافظ: يمكن أن تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضعف إذا ما توفرت لديه الإرادة للمواجهة!!