أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - زهير الخويلدي - العنف السياسي وأولوية السلم الأهلي















المزيد.....



العنف السياسي وأولوية السلم الأهلي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 23:08
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


" ان التقدم نحو اللاّعنف يحدد بالنسبة الى الفيلسوف معنى التاريخ"1
استهلال:
أغلب الظن أن الكتابة عن الأحياء هي مجرد انتباه الى الحاضر وتوصيف للمشهد وتحليل للواقع وحوار مع الفاعلين وممارسة النقد والتقويم للنصوص وتفسير للغامض والملغز وتشخيص للحال المتأزم وزيادة في التعبير وتواصل مع الأغيار ، ولكن الكتابة عن الشهداء هي واجب وطني والتزام فلسفي وانحياز سياسي وشهادة وجودية على الحق وتحمل للمسؤولية وصلاة على الغائب ومشاركة في الشجب وتعبير عن الادانة الشديدة للعار الذي حدث وسخط على الفاجعة وتشهير بالجريمة النكراء واعتراض على الاغتيال الغادر ولاإعتراف بالسائد الهابط والردىء والمبتذل ودعوة الى التعقل والتروي والحكمة.
والحق أن الاغتيال السياسي مهما كانت الأطراف القائمة والجهات الداعمة له ومهما كانت الضحايا التي خلفها هو أكثر السلوكيات الخسيسة التي يشمئز منها الضمير البشري وتنفر منه فطرة الانسان السليمة، لأنه فعل دنيء وغدر بالحياة الآدمية وتدنيس للبراءة الأصلية وانتهاك لما جبلت عليه الطبيعة البشرية من حب ورأفة وتعبير عن موقف جبان وإخفاء ضعف وتستر على الفشل وهروب الى الأمام وتحميل الغير مسؤولية العجز وتقديم كبش فداء من أجل تحقيق خلاص جزئي وبحث لامشروع عن انتفاع فئوي.
لعل الشيء الوحيد الذي يمكن أن نفكر فيه في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها المشهد الداخلي خاصة والمنطقة العربية عامة هو أن نلتقي بالواقع الاجتماعي المتدهور كماهو في حد ذاته والآن وهنا ونحاول التفكير في الأحداث المتسارعة ونتساءل عن دواعي تفجر موجة العنف الأعمي ونقف عند نقطة الأزمة ونلتقي بالغير في مستوى استخلاص الدروس من قضية الاغتيال الغادر خارج اطار منطق المؤامرة وعقلية الدسيسة وجدلية الجريمة والعقاب وضمن الاستراتيجيات التحكم في الشعوب والبحث عن المشروعية من قبل الأنظمة السياسية المهترئة والفاقدة للشرعية. " فالواقع أنّ الحكومات ما زالت تضطهد الشعوب على نحو واضح، وسوء تطبيق العدالة ما زال يحدث، واستمالة السلطة للمثقفين واحتواؤهم ما زالا قادرين بفعالية على خفض أصواتهم وانحراف المثقفين عن مهمتهم الأساسية في معظم الأحيان"2 .
فما المقصود بالعنف؟ وما طبيعته ودوائره؟ وكيف تتجلى النزعة العدوانية في الاغتيال السياسي؟ وماهي المخاطر المترتبة عنه على الصعيد الفردي والمجتمعي والكوني؟ وهل يمكن لللاّعنف أن يحل محل الإرهاب؟ ومتى يعوض السلم الأهلي العنف السياسي؟ وماهو الدرس المستفاد من التضحية والشهادة؟
ماهو في ميزان العقل وعلى محك الحكمة العملية هو الكف عن تبرير العنف واستخدامه للمصلحة والحرص على تحقيق السلم الأهلي وإرادة العيش المشترك في الفضاء العمومي بالنسبة للمجموعات.
1- عبثية العنف:
" تبعا لهذه الكراهية الأولية الموجودة لدى الناس تجاه بعضهم البعض، فإن المجتمع والثقافة مهددان باستمرار بالتفكك"3
اللافت للنظر أن المعنى الاصطلاحي للعنفviolence يشير الى حمل الانسان على القيام بشيء لا يريده عن طريق القوة والترهيب والتأثير فيه من خلال الاكراه بما يصادر رغبته ويحول دون قدرته على الاختيار. من هذا المنطلق يدل العنف على ما يمارس بقوة وما يفرض على الكائن من الخارج بشكل يتناقض مع طبيعته وقد يشكل حالة استثنائية يكون عليها المرء تتميز بالانفعال الشديد والهيجان والاندفاع والانفلات والفوضى ويعبر عن نوع من الأفعال المجنونة والميولات العدوانية والرغبة في التدمير.
المفارقة تظهر على السطح حينما يتحول الانسان هذا الكائن الأخلاقي الرحيم الى وحش كاسر يرتكب الحماقات ويؤذي الطبيعة ويزهق الأرواح وحينما ينقلب هذا المخلوق الذي يولد من أجل الصداقة والمحبة الى مصدر الشر في العالم ومنبع العنف والجريمة ويتحول من كائن رؤوف وعطوف ويشفق على غيره ويبكي من أجل نفسه عند المرض والاحتضار ويبكي الآخرين عند البؤس والموت الى صانع القبح والظلم والشتيمة ويتفنن في التنكيل بالمخلوقات الوديعة ويذبح الانسان ويأسر الحياة في سجن التخويف والرعب.
لعل تغليب طريقة العنف في العلاقات الانسانية وتنظيم الشأن العام هو الاعتقاد بأن الاستعمال المفرط في القوة هو القانون الأسمى لتحقيق التوازن في الكون وإرساء النظام في الطبيعة والأمان في المجتمع. هكذا ينبغي التمييز بين العنف الطبيعي الذي يتجلى كأمر واقع وقوة فيزيائية منفلتة من كل رقابة ونزعة داروينية لانتخاب الأصلح لا تردها أية مقاومة والعنف الرمزي الذي يستعمل الحيلة العقلية والمهارة اللغوية والتشريع القانوني والقرار السياسي من أجل القهر والاستحواذ والسيطرة والتغلب والهيمنة والضبط.على هذا الأساس إن العنف السياسي هو عجز العقل عن كبح الانفعالات الهوجاء والسيطرة على حالات الغضب العمياء وإعلان عن فشل الإرادة في امتصاص نزوعات البشر العدوانية والانتصار على رغباتهم التدميرية. لقد ارتبط الارهاب باللاّتسامح والفظاعة وكشف سفك الدماء عن الاستحواذ على الوجود واحتكار الحياة وبشاعة الأنانية ونوايا حجب الحقيقة وتفعيل غريزة القضاء على منابع الفضيلة والحب وتغذية الكراهية والتصادم بين الأفراد والمجموعات.كما أن الارهابي يرفض المواجهة ويفر أمام الصراع ويلجىء الى زرع بذور عدم الاستقرار في النسيج الاجتماعي والسياسي ويخلط في خطابه بين الحقيقة والكذب ويدعو الى الحقد والكراهية والفوضى ويحول الضحية الى جلاد والمعتدى عليه الى معتدى ويمارس نوع من الحرب الثقافية والتصعيد العسكري الأبوكاليبسي قصد خلخلة ركائز التمدن الحضاري ودعائم الحياة الجيدة ويعبر عن نوع من التعصب الايديولوجي الأعمى.
يتصرف الارهابي من موقع ماقبل ديمقراطي أو مابعده ويأتي من منطقة ثقافية منطوية على نفسها وباردة، وربما خطورته تكمن بعدم ايمانه بالقيم الكونية بما في ذلك مصداقية فكرة الديمقراطية نفسها ولذلك نراه يدشن مرحلة من العنف والعصبية والانفلات ويتحدث عن الهوة التي تفصل بين الأديان والانفصال بين العوالم ويسبب الاهلاك والتخريب لمواطن العمران ويقضي امكانيات الحياة والوجود لدى البشر.
من البديهي أن يكون الارهاب شيئا لامعقولا وامتدادا لسياسة حربية خاطئة وأن يتحول الى عنف خالص ولا يقدر حتى على تحقيق أهداف سياسية ولكنه في الأصل يرتكز على رسم للمجال السياسي وفق ثنائية الصديق والعدو وينبع من خصومة وتوتر بين المتعاطفين مع النظام والساخطين منه والخارجين عليه.
اذا كان العنف يمتلك أرضية طبيعية ويتخذ شكل الرمزية والشرعية في السياسة والتاريخ والمجتمع والثقافة والجهاز النفسي والعولمة الاقتصادية والإعلامية فإنه اذا ما استفحل وبلغ حد التعذيب والافتراس والقتل والوحشية والعدوانية وتمظهر في صورة الاغتيال يصعب ايقاف مده ووضع حد لانتشاره ويعسر منعه من محايثة الحياة الانسانية والرد عليه وإخماد ناره. "يتعلق الأمر بشيء أكثر من العنف، علينا أن نتحدث عن عنف شرس. انه عنف فيروسي يحدث عن طريق العدوى وفي شكل نتائج متوالدة ويعمل شيئا فشيئا على تدمير مناعتنا وقدرتنا على المقاومة."4 فما وجه البداهة والإشكال في حادثة الاغتيال السياسي؟
2- حادثة الاغتيال:
" الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ... يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم."5
من الجلي أن الاغتيال assassinat هو أبشع أنواع العنف المباشر الذي يصيب الانسان وينقله من الوجود الى العدم، وهو ظاهرة قديمة شهدتها جميع المجتمعات عندما تعيش تحولات عنيفة واضطرابات سياسية ودينية واسعة ولكنها حاضرة باستمرار على مسرح وتتكرر دائما اذا وجد مناخ سياسي واجتماعي يتميز باللاّتسامح والنزاع. ويعرف الاغتيال بأنه القتل التآمري المباشر في زمن مباغت ومن قبل أطراف مجهولة بجثة معلومة ويكون الغرض منه احداث الصدمة في الرأي العام والذهول الشعبي وتحقيق مكاسب سياسية مثل اضعاف المنافس وتصفية الخصم والثأثر منه والانقلاب على السلطة وإسقاط الحكم القائم والتغلب في المعركة السياسية والتشكيك في الشرعية وافتكاك زمام المبادرة وإسكات صوت الحقيقة وإعادة فرز الأوراق. ماهو متعارف عليه أن جريمة الاغتيال السياسي هي تنفيذ لخطة وقع اعدادها بشكل سري من قبل طرف أو جهة معينة ويكون الجاني اما مجهولا أو معروفا وذلك لعدة أسباب دينية أو سياسية.
بناء على ذلك يأتي الاغتيال بغتة وعلى حين غرة ويشق السير العادي للأشياء ويسرع من تدفق الزمن وعند حدوثه بتلك الطريقة البشعة يصبح البحث عن الجناة أمرا فوريا ويكثر الحديث عن التتبع وتحميل تبعات الجريمة والبحث عن الجهة المسؤولة ويبدأ التفكير في إمكانية العقاب السريع بالنسبة الى المجرمين وتبرز على السطح مشاعر الغضب والانتقام والثأر والرد الرادع وتصعد النزعات التدميرية وتعصف بالمجتمع رياح فوضوية وينتصر منطق القوة وصوت العنف على قوة المنطق وصوت الحكمة والعقل. والحق أنه لا توجد عقوبة متناسبة مع جريمة الاغتيال لأنها أمر لا يقبل معه الندم والتوبة ولا يغتفر معه ولا يقبل التقادم وفعل آثم قد يتعذر التكفير عنه وربما لا يقبل الصفح بل يتطلب الاستعجال والتدخل.
جملة القول ما أبشع الوجود حينما يكشف عن سلوك الانسان العدواني ولما يصادر حق الناس في الحياة ويمنحهم الغياب والانفصال والألم، وما أقذر السياسة حينما تجهز على قدسيها بلا شفقة وتيتم الأطفال وترمل الثكالى وتهجر النوارس عن أوطانها، وما أقبح الثورة حينما تأكل أصدق أبنائها وتحقق مآرب أعدائها ولما تضحي بالعميق المخلص وتقدم الشعبي المغوار قربانا لكهنة رأس المال ، وما أطهر أرواح الشهداء حينما تصعد الى السماء وتتخلص من وسخ التاريخ وغبار الزمان وتعانق الأبدية والخلود.
عند حدوث الاغتيال تشرع الثورة في أكل خيرة أبنائها وتفقد الذين أخلصوا لمسارها وانحازوا الى الطبقات الفقيرة والمهمشة وعادوا الامبريالية وقاوموا التطبيع مع الواقع المهزوم ونادوا بالتوحيد والانصهار والاندماج والعروة الوثقى والكتلة التاريخية على أرضية وحدة الطبقة العاملة واستقلالية القرار السيادي الوطني.
على الرغم من هول الفاجعة التي يسببها الاغتيال السياسي وكارثية التداعيات بالنسبة الى كل المسارات الانتقالية التي تمر بها الحكومات الفاشلة والملتفة على الثورات فإن الخروج من الهاوية لا يكون بالتلطيف والتخفيف والاكتفاء بعمل الحداد والحزن وإنما يجب استحضار الشر كما وقع والتعامل مع مصيبة الاغتيال بما يقبل الصفح ومع الحقيقة التي لا تقبل المحو من الذاكرة الوطنية والاعتبار من دواعي ومناخ العنف وأجواء الاحتقان الذي سبقتها وتسبب فيها تردد المجموعات الحاكمة وارتعاش الأيادي الماسكة بزمام السلطة والإسراع نحو رأب الصدع ومعالجة ظاهرة العنف السياسي من جذورها وتحقيق انفراج فوري والتوجه نحو اعادة بناء مقومات الدولة على أسس ثورية تحترم استقلالية القرار السيادي الوطني.
اذا كان الاغتيال الذي تعرض له الجسد البريء هو وقيعة بالمسار الثوري وفعل غادر بالحركة الثورية ومؤامرة دنيئة فإن الدرس المستفاد عند القوى الديمقراطية والتقدمية هو المزيد من التوحد والانصهار مع الثقافة الوطنية والدفاع عن الرأسمال الرمزي للأمة والمصالحة مع الهوية المركبة والتصدي لقوى الثورة المضادة والابتعاد عن الفتنة وعدم تحويل الصراع السياسي الى صراع بين العلمانيين والإيمانيين.
رأس الأمر أن المطلوب اليوم بعد هذا المصاب الجلل هو انقاذ الوطن وتكريس الارادة الشعبية واستكمال المسار الثوري بالعمل على تحقيق أهداف الثورة من تشغيل لطالبيه وتنمية محلية وجهوية عادلة وبناء اقتصاد وطني مستقل والتخلص من المديونية ومقاومة الفساد وتحييد الادارة عن الصراعات الايديولوجية.
ان الانعتاق من الضياع في هذه الممرات المغلقة يكون بتدشين لمرحلة سياسية جديدة بالنسبة الى لمستقبل الديمقراطية الناشئة في هذا الوطن والحديث عن تغيير جذري في لغة الحياة اليومية والارتقاء بمستوى الخطاب السياسي وتحقيق نوع من الوعي المنقذ من طرف فاعل ديمقراطي قد تذمر من الاعتداء. فماهي الشروط الضرورية للانتقال من حالة انفلات العنف الى وضع مدني وسلمي؟
3- دعائم السلم الأهلي:
"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"6
يدل مصطلح السلم الأهلي الدائم على العمل الدؤوب لمنع اندلاع الحرب الأهلية وايقاف أعمال العنف والعدوانية ومظاهر اللاّتسامح والحيلولة دون تغذية مشاعر الكراهية والتباغض بين الأفراد والمجموعات. ومن شروط تدعيم السلم الأهلي يمكن التركيز على نشر ثقافة التسامح ورفض كل مظاهر التصادم والإقصاء والتقاتل والإيمان بضرورة العيش المشترك والتعاون والتواصل والتآنس والتكافل والكف عن الدعوة على التقاتل والتحريض على خيارات العصيان، والعزوف عن احداث الفوضى والنهي عن التمرد على المؤسسات المدنية، والحرص على فض النزاعات الاجتماعية بالطرق السلمية وبوساطات رمزية وعن طريق إجراء حوارات عقلانية بين القوى المتدافعة وتنظيم نقاشات عمومية بين الفرقاء تفضي الى تسويات قانونية بالتفاوض والتعاقد وتفاهمات توافقية بالإقناع وإنهاء خصومات سياسية وتخطي عدة خلافات عقدية بالمحاججة والرضا والتعادل والتشارك المتساوي في المضار والمنافع بين الجميع.
على هذا الأساس تكون الفلسفة التي يستند اليها دعاة السلم الأهلي هي فلسفة التفاؤل والأمل والمحبة وهي متناقضة مع فلسفة التشاؤم والصراع والعدمية التي تسلم بجذرية التباين وتحول ايديولوجيا الاختلاف الى مبرر للخلاف وتجعل من التنوع والتعدد والكثرة مسوغا للفتنة والتشرذم والاحتدام والتخاصم والفرقة.
من ثمار السلم الأهلي تحقيق الأمن الجمهوري والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والأمان النفسي، ومن مزاياه أيضا أن يعيش الانسان حياته بطريقة جيدة مع سهولة حصوله على منافعه دون خوف ويسر تواصله مع غيره وتعاونه معه في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة ومواصلة عمله ومحافظته على ممتلكاته وتنمية ذاته دون مضايقة أو تعرض لخطر الاستحواذ والاستيلاء والغلبة.
علاوة على ذلك يقترن السلم الأهلي بالسياسة الديمقراطية والمجتمع العادل الحر والنظام السياسي العصري والتربية السليمة والبيئة النظيفة والثقافة الراقية والعقلية المنفتحة والمجددة والدين المدني والأخلاق الاجتماعية والحس الحضاري والوعي المواطني ويتطلب ترسيخ تقاليد التعقل والتروي واللاّتعصب والعفو. من المعلوم أن القضاء المستقل العادل هو الذي ينشر السلم الأهلي ويعمل على توطينه في المجتمع عن طريق مقاومة الفساد والمحسوبية والرشوة ومعاملة الجميع من منطلق مبدأ المسؤولية والتكليف ومن جهة المساواة في الحقوق والواجبات ومن خلال الاعتماد على العنف المشروع وسلطة الجزاء والردع المخفف. من ناحية أخرى يحتاج السلم الأهلي الى آليات للمحاسبة والنقد والمراقبة وذلك من أجل توفير الشفافية في المعاملة والمصداقية في المعلومة والنجاعة في الادارة والشرعية الوظيفية للكوادر والعقول والكفاءات والقيام ببسط نفوذ العقل على التاريخ والمجتمع. وبالتالي من المفروض "أن العقل يسيطر على العالم وان تاريخ العالم يتمثل أمامنا بوصفه مسارا عقليا"7 ، لكن ما الحيلة في التعامل مع مكر التاريخ وحيلة العقل وتفجر موجات العنف والاغتيال وتفاقم الشر السياسي؟
4- قيمة اللاّعنف:
" لا يتميز الفعل غير العنيف فحسب بالديناميكية الجماعية التي تعبر عن نفسها بواسطة قوة العدد المنظم. وإنما يتم ترجمته في الأبعاد الأكثر نوعية التي تقودنا خاصة الى ميدان الأنثربولوجيا"8
من الجدير الانتباه الى أن اللاّعنفNon-violence هو أفق الانسانية الرحب الذي يجب على الكل دون استثناء أن يتوجه اليه من أجل انجاز مسار يسمح بتحقيق المصلحة الوطنية ويحترم تطلعات الشعب بثورة العزة والكرامة ويقطع فعليا مع عقلية التسلط والاحتكار والتعالي ويسارع الى مقاومة كل أشكال اللاّتسامح الفكري والتعصب الايديولوجي والتشدد الديني ويضع الحوار كمقابل للإقصاء ويغلب منطق التعايش بدل لغة الاستبعاد وينظر الى العفو بكونه هو وحده القادر على اعادة الأمور الى طبيعتها ويتعامل مع الصفح بوصفه القيمة الوحيدة التي تنسخ ما لا يمكن الصفح عنه ومع التصافي باعتباره الأرضية الإتيقية لفداء الوطن والتصالح بين الفرقاء والخلاص من الحرب الأهلية.
من هنا" حين يصبح المرء مسالما، في الوقت الذي يكون فيه الأكثر خشية، موجها احساسه بسمو، يبرهن بذلك أن هذه الوسيلة التي تقود لتحقيق السلم الحق الذي يجب أن يقوم دوما على ترتيب لعقل هادىء"9 .
ان زرع الأفكار في المجتمعات ونشر المعتقدات لا يجب أن يتم بالاكراه والبطش وإنما بالحوار والإقناع ولا ينبغي أن تفرض الأفكار منطقها على الناس بتعسف وأسلوب قهري ولا يلزم أن تسخر للأغراض نفعية ضيقة وبطريقة سلطوية وانما يمكنها أن تضفي الطابع النسبي على مجال صلاحيتها وتعمل على ترويض النظريات والمعتقدات بشكل سلمي وموجه نحو تحقيق الخير والحق والجمال والمودة للإنسانية.
لعل المطلوب اليوم هو نقد الوسائل المستعملة في الصراع السياسي وإعادة النظر في الغايات والتخلي عن التصورات الحدية والمطالب الاطلاقية وتنمية العقلية الديمقراطية والإقرار بوجود تعددية ثقافية.
ان النظام الثقافي يجب تعديله بحيث يمنع ظهور أفراد عنفيين ويحول دون اللجوء الى العنف من أجل ايقاف العنف ويضع حدا لاستعمال المعرفة كشكل من أشكال السيطرة الاجتماعية وان المطلوب هو ايجاد أنماط ثقافية وتربوية بديلة تعمل على انتاج السلم والتسامح وتسمح للعقلانية بترويض العاطفة والانفعال.
اذا كان العنف هو تجلي للصراع الطبقي فإن اللاّعنف هو وضع حد لهذا الصراع من خلال مسار حركة الثورة يتشكل بمقتضاها تحالف بين شرائح المجتمع ويتم تأصيل الصراع الايديولوجي وتثبيت التوافق من أجل انجاح التشكل الجديد للنظام خارج دائرة النسق الشمولي البائد وبالقطع مع كل دوائر التدخل السافر.
وبأي حال، ليس من قبيل الصدفة أن " اللاّعنف هو أكبر قوة تمتلكها الانسانية كما أن تأثيرها أكبر بكثير من أشد الأسلحة تدميرا... لا يحرر اللاّعنف الانسان من الخوف ولكنه يبحث عن سبب الخوف لاجتثاثه...اللاّعنف مبدأ كوني يجب أن ينتصر حتى في أحلك الظروف."10
بناء على ذلك يكون الأوكد للخروج بالديمقراطية التداولية الوليدة من المضيق وتحصين المسار من العنف هو كتابة بيان إتيقي ينبذ العنف السياسي ويلزم القوى الفاعلة والحركات النشطة في المجال العمومي بالكف عن السير نحو استراتيجيات الاستحواذ والإكراه والانضباط التي تمارسها السلطة والبحث الفوري عن شروط اجرائية لتثبيت التوافق بين الفرقاء والخصوم خارج اطار قواعد لعبة التنافس السياسي المعتاد.
بيد أن الرد على العنف السياسي باللاّتسامح هو رد للإساءة بمثلها من الاساءة المضادة والتشريع للفتنة والحرب المتناسلة في الداخل وسقوط في المربع المجنون الذي يريد الخصوم جلب المناضلين اليه. لكن الرد على الفعل الارهابي وجريمة الاغتيال هو مصيدة قد لا يجد لها الجسم السياسي مخرجا ووقوع في كماشة العنف والعنف المضاد والحرب التي لن تكون مثل باقي الحروب يمكن ايقافها.
وإذا كان الأمر كذلك، فمن الصحيح عندئذ أن نميز بين ذنب أخلاقي ناتج عن خطأ في الاختيار وسوء تقدير في الفعل ولاتناسب أصلي في تكوين الطبيعة البشرية وذنب سياسي أفرزته ظروف موضوعية وشروط مادية وتمت برمجته بشكل عقلاني وواع وبراغماتي بغرض تحقيق منفعة وحصد مصلحة مادية.
على هذا النحو الاغتيال مرفوض من جهة الحق والواجب ومدان بأقصى أشكال الادانة في السياسة والأخلاق والأعراف والأديان لأنه يحرم الانسان الحق في الحياة ويشطب الوجود السياسي للمناضل ويهدر دمه الزكي ويبيح للفوضى أن تنتشر في الجسم السياسي ويشرع للانتقام. والآن يتوجب على الفاعلين السياسيين أن يجعلوا من هذه حوادث الاغتيال الأليمة تنبيها الى الخطر المحدق بالبلدان والعباد وفرصة للتوجه نحو الكتلة التاريخية والصداقة السياسية وانجاز تفاهمات دستورية وبلورة توافقات تنازعية وتصالحات حقيقية قائمة على الوفاء لمبادئ الوطنية وقيم الثورة وليس مجرد الاحتكام الى توافقات مغشوشة وتحالفات ظرفية مبنية على المصلحة الحزبية والرؤية الطبقية الضيقة وأن يتوقفوا عن التكالب على الصراع على السلطة وافتكاك المواقع وتقاسم الغنائم. اذا كان اللاّتسامح قد ارتبط بالأنظمة الشمولية والعنف وإذا كانت الحرية هي المعين الذي لا ينضب للموجة الثورية. فكيف يؤدي نبذ العنف السياسي الى تثبيت التوافق الاجتماعي ويدعم السلم الأهلي ويفوت الفرصة أمام المتربصين بالأوطان؟
خاتمة:
"ليس ثمة ثورة لا تكون تحديثية، تحررية، وطنية"11
ثمة اقتران بين الثورة والشهادة وبين الفعل في التاريخ والتضحية بالنفس وذلك لأن الفكرة الثورية تجمع بين العزم على ارادة التحرير واستثمار قوة الحداثة في جميع مجلات الحياة الانسانية ، وتكرس النضال ضد النظام القديم الذي يعيق التحديث وذلك بانتصار الى العقل والإبداع والولادة على حساب الميراث والتقليد والمحافظة، وتضيف عنصرا ثالثا هو تأكيد ارادة سياسية وطنية تتماهى مع التحديث وتشجع على التطوير. بيد أن الانتقال من نظام قديم وولادة نظام جديد لا يقتضي التواصل مع السائد والإبقاء على الأطر القديمة وإنما احراز الطفرة والانقطاع والخروج عن المألوف والصراع مع العوائق والحركة المدمرة. فكيف يواجه الفيلسوف مفارقة العنف؟ ألا نحتاجه من جهة لاستكمال مسار الثورة وإنجاح الحركة الاحتجاجية؟ ولكن ألا يجب أن نتخلص منه من جهة أخرى انقاذا للنفس البشرية من الهلاك الحتمي؟
من شروط التخلص من العنف الايديولوجي والاغتيال السياسي والحروب الدينية هو الايمان بالاختلاف واحترام حقوق الانسان ونزع الهالة عن المعتقدات وخلع الأسطرة عن الأشخاص وتنسيب الأفكار. وبالتالي " لا ينبغي تسخير أية فكرة أو نظرية ، كما لا ينبغي لأية فكرة أن تفرض أحكامها بطريقة سلطوية. يجب اضفاء الطابع النسبي على الفكرة، يجب ترويضها"12 حتى تمنع ظهور الكراهية والعنف وتمنح المحبة والرفق. في نهاية المطاف يبدو الاغتيال بوصفه أقصى درجات العنف على الصعيد الفردي مثلما تمثل الحرب أقصى درجات الارهاب على الصعيد الجماعي والحجة على ذلك أن الاثنين يخلفان الشر السياسي والضحايا ويسببان الدمار بالنسبة للحضارة والعار على الانسانية. فهل تعوض القيمة الاعتبارية للشهادة الخسائر المعنوية والأضرار المادية التي يتكبدها الكائن الآدمي من الاغتيال العنيف؟
رأس الأمر أن رسالة الشهداء خالدة وقيمة دمهم لا تقارن وأنهم يتحولون الى رأس حربة في وجه الطغاة والمستبدين والمستعمرين وبصمتهم شوكة في حلق كل متربص حقود. من جهة ثانية ما أصعب الفترات الانتقالية وما أشكل هذ العنف المدمر والاغتيار الغادر وما أثقل هذا الزمن الفاصل بين الماقبل والمابعد وما أبشع أمراض الارتداد والالتفاف الحائلة دون انجاح الثورات وما أعسر ولادة المدينة الانسية ، ألم يقل حولها أنطونيو غرامشي في دفاتر السجن: " القديم يحتضر في حين يتعثر الجديد في طريق ولادته، في هذا الفاصل تظهر أمراض كثيرة وعظيمة في تنوعها"13 ؟ فما العمل للخروج من هذا المأزق التاريخي؟ وكيف نتخطي دائرة المجهول؟ أليس من الحكمة القول بأن اقامة دستور شرعي يحترم مبادىء الحرية والعدالة والكرامة والعدالة والمساواة والاعتراف ويتلاءم مع الحق العمومي هو النهاية السياسية للعنف؟
الهوامش:
[1] Eric Weil, Philosophie politique, édition Vrin, Paris,1966. p.233.
[2] ادوارد سعيد، صورة المثقف، ترجمة غسان غصن، دار النهار، بيروت،1996 ص.33.
[3] Freud Sigmund, malaise dans la civilisation , edition Quadrige /PUF,Paris, 1995, p.54.
[4] Jean bouderiere, mondialisation et terrorisme, in le monde deplomatique, 18 nouvembre 2002.
[5] http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84
[6] حديث شريف
[7] هيجل، العقل في التاريخ، الجزء الأول، ترجمة امام عبد الفتاح امام، دار التنوير، بيروت، طبعة 1981. ص.73.
[8] Christstian mellon et Jacques Semelin, la non-violence, édition PUF, Paris, 1994. p.77
[9] Nietzsche F, le voyageur et son ombre, traduction par Henri Albert , edition Daniel Gauthier, 1975, p.286.
[10] Gandhi, tous les hommes sont des freres, edition Gallimard, Paris,1983.p p.53-154.
[11] آلان تورين، نقد الحداثة، ترجمة عبد السلام الطويل، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، 2010. ص.72.
[12] إدغار موران، تربية المستقبل، ترجمة عزيز لزرق ومنير الحجوجي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، طبعة 2002. ص.30.
[13] أنطونيو غرامشي ، دفاتر السجن، ترجمة عادل غنيم ، دار المستقبل العربي، القاهرة 1994. نسخة محملة.
المراجع:
أدغار موران، تربية المستقبل، ترجمة عزيز لزرق ومنير الحجوجي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، طبعة 2002.
ادوارد سعيد، صورة المثقف، ترجمة غسان غصن، دار النهار، بيروت،1996.
أنطونيو غرامشي ، دفاتر السجن، ترجمة عادل غنيم ، دار المستقبل العربي، القاهرة 1994.
آلان تورين، نقد الحداثة، ترجمة عبد السلام الطويل، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، 2010.
هيجل، العقل في التاريخ، الجزء الأول، ترجمة امام عبد الفتاح امام، دار التنوير، بيروت، طبعة 1981.
Christstian mellon et Jacques Semelin, la non-violence, édition PUF, Paris, 1994.
Gandhi, tous les hommes sont des freres, edition Gallimard, Paris,1983.
Eric Weil, Philosophie politique, édition Vrin, Paris,1966. p.233.
Jean bouderiere, mondialisation et terrorisme, in le monde deplomatique, 18 nouvembre 2002.
Nietzsche F, le voyageur et son ombre, traduction par Henri Albert , edition Daniel Gauthier, 1975.
Freud Sigmund, malaise dans la civilisation , edition Quadrige /PUF,Paris, 1995,
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرق مقاومة الارهاب
- علم السياسة والمعطى الديني عند حنة أرندت
- اشتباك المثقف بالسلطة عند إدوارد سعيد
- الآليات الدفاعية ضد الهدر الإنساني
- ثورية السياسة الحيوية عند ميشيل فوكو
- توجيهات البيوإتيقا للانسان المعاصر
- العفيف الأخضر ...نهاية تراجيدية في زمن الربيع العربي
- العدل والمساواة والإنصاف
- الفلسفة اليوم : حوار مع زهير الخويلدي
- أفكار فلسفية حول مشروع الدستور
- نظرية الهابيتوس والرأسمال الرمزي عند بيير بورديو
- بوليفارية تشافيز ومناهضة الامبريالية
- الحاجة الى تثوير فلسفة التربية والتعليم
- مبادىء أولية في الثورة الثقافية
- فن السياسة وحسن التدبير
- من الثورة الى التثوير، حول أطياف 17 ديسمبر والثورة الثقافية
- تشذر الخطاب الفلسفي
- شذرات ثورية في زمن مؤقت
- شذرات ثورية
- الإرادة والإختيار والعدل عند الفارابي


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - زهير الخويلدي - العنف السياسي وأولوية السلم الأهلي