أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الطريحي - محرقة العراق -هولوكوست- الشعب العراقي














المزيد.....

محرقة العراق -هولوكوست- الشعب العراقي


ياسمين الطريحي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تسربت انباء عن وصول من 68 الى 100 جثة مفحمة لسجناء عراقيين الى مشرحة الطب العدلي في بغداد بعد اعدامهم وانه هناك تعتيم غير طبيعي على هذه المحرقة الى لحظة كتابة هذه المقالة ولم ترد تاكيدات على هذه الجريمة التي تاتي لتضاف الى المحرقة المستمرة منذ 1991.
ان محرقة العراق والشعب العراقي لم تحصل فقط لهؤلاء السجناء والذين اغلبهم ابرياء وانما للشعب كله وبكل اطيافه ومذاهبه واعماره ومدنه ومحافظاته. لن ينج من هذه المحرقة سوى الذين جاءوا بما يسمى "بالعملية السياسية" التي لم يكن لها بداية وليس لها نهاية في الامد القريب . وربما تحرقهم هذه المحرقة لاحقا.
ابتلى العراق والشعب العراقي بهذه المحرقة وهم لا يثورون . كل اللى الذي نقراه ونشاهده ونسمعه هو الشكوى والنحيب والدعوة لله عزوجل للأخذ بحقهم من الظالم ويستعطفوا الحاكم ليرحمهم ويبعد الشر عنهم من دون ان يفكروا ولو لبرهة في ان هذا الحاكم او الحكومة ذاتها فاشلة منذ تسلمها السلطة. طالما ان هذه السلطة قد جاءت بالقوة واستعانت بقوة اجنبية للتخلص من الرئيس السابق ، فليس لديها اي معيار اخلاقي او ادبي. كيف يتوقع الشعب العراقي من رئيس وزراء دولته - الذي يعتبر المسؤول الرئيسي في القيام بأول عملية ارهابية عراقية في الثمانينيات حين فجر السفارة العراقية في بيروت بسيارة مفخخة (حسب مصادر اجنبية) وقتل فيها اكثر من 54 موظف وعامل من الابرياء ومنهم زوجة المرحوم شاعرالمرأة والحب نزار قباني المرحومة بلقيس - بان يصنت لشعبه ويحقق لهم حقوقهم . الم ترفض السيدة تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في الثماننيات رئيس وزراء الكيان الصهيوني انذاك "بيغن" من استقبال او دخول بريطانيا لأنه كان متهما بالقيام بعمليات ارهابية ضد القوات البريطانية حينما كانت تتمركز في فلسطين؟
لا يترجى من هذا الحاكم اي اصلاح لهذا الوطن. وهو يعرف تمام المعرفة ان فترة حكمه قصيرة مهما طالت ، لأن اساس معيار استلام السلطة كان غير اخلاقي وغير قانوني. فهو سوف يستمر في ظلمه وعتهه واشباع رغباته الذاتية في جمع المال وشراء العقارات في الداخل والخارج واهم من ذلك الهاء الشعب العراقي بمحرقته بسلسلة من الانفجارات والاموات وشحة الكهرباء واختلاق الازمات وانهاء العراق تماما.
ليس المهم ان يكون الحرق في افران غاز لكن الحرق الذي ابتلى به الشعب العراقي عن غيره من الشعوب العربية ، هو الجوع ، والمرض ، والتخلف ، والامية ، والذبح على الهوية ، والقتل العشوائي ، والاغتيالات سوى بعبوات لاصقة او بكواتم الصوت ، والتهجير الداخلي ، والهروب الى الخارج .
يبدو ان النية الحقيقية لكل مايحدث على ارض الواقع الان هو حرق العراق واندثاره الى فترات طويلة. ولايبدو انهم قد يعيروا ادني اهتمام لا من قريب ولا من بعيد -- باعداد الموتى او الحرقى الذين يلاقوا حتفهم من دون ادنى سبب ، سوى صمتهم ، على هذا الخراب ، خراب البنية التحتية وخراب الانسان -- طالما هؤلاء لم تصلهم المحرقة الان وهم يختبئون في المنطقة التي سميت بالخضراء.
ماالعمل ايها الشعب العراقي وانتم صامتون عن الذي يفعله هذا الحاكم والذي اصرت الولايات المتحدة على بقاءه في السلطة مهما كان الثمن. فهذا الحاكم لا يصلح ان يكون رئيسا لدولة حضارية كالعراق . في الحقيقة هو ليس رئيس العراق بل هو تابع للدولة التي استنجد بها وتحميه وهي الولايات المتحدة.
انقاذ العراق من الحرق المستمر وقتل شعبه هو ان ينظم العراقيون انفسهم رجالاٌ ونساءً سلميا ، في كل انحاء العراق من القرى والارياف والمدن والمحافظات والاتحاد في الكلمة وفي الهدف. فالصوت الواحد والقوي من الداخل هو الذي يجبر الخارج في سماع صوت العراقيين والانصات اليهم ، وهو الذي يغير الموازيين والحسابات الاقليمية والدولية . لا تنتظروا احد لمساعدتكم ابدا. لن يأتي ايا من المنظمات لتساعدكم مطلقا. الكل يترقب حركتكم المليونية بنساءكم ورجالكم ولا تبعدوا النساء من نضالكم فهو العنصر الاقوى والامثل. هذا التحرك هو الذي ينقذكم من المحرقة وينقذ الاجيال القادمة من ان تكون وقودا لها.
وبنفس الوقت نحتاج الى ثورة وعي يديرها الشباب الواعي لدوره ومستقبله في كل شئ وعلى كل المستويات واستمرار الجهود في الوصول الى الحرية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المدنية وبدل من "قانون اجتثاث البعث" يجب ان يكون هناك قانون لأجتثاث الاسلام السياسي ، والقبلية من الفكر العربي ، وترك الدين للقيام بواجبه الاخلاقي في العبادة والاخلاق ، والقبيلة لعاداتها وطقوسها. وارادة الشعوب تصنع المعجزات.
د. ياسمين الطريحي



#ياسمين_الطريحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الطائفية-
- الدولة عار وليس المرأة
- بناء الشخصية العربية وثورات الربيع العربي


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الطريحي - محرقة العراق -هولوكوست- الشعب العراقي