أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - رأيتُ فيما رأيت














المزيد.....

رأيتُ فيما رأيت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


رأيتُ فيما رأيتُ,اللهم اجعله خيرا, عالما جميلا وواقعا آخر يختلفُ عن هذا الواقع,لمست بيدي تغيرات جديدة على حياتي وكان لها تأثيرات جانبية وعلامات فارقة وآيات, ورأيتُ فيما رأيت أناسا يحتشدون حول جسدي ورأيتُ أرواحا تحلقُ حول روحي من فوقها ومن تحتها ومن يمينها ومن على شمالها,وبيدي الكريمة لمستُ كل شيء,وتسللت بعض قطرات الندى إلى روحي وشعرتُ بالانتعاش,شربتُ الكثير من الماء ورويت ظمئ السنين.

رأيتُ لونا أخضرَ يمتد على طول النظر وعالما أزرق إلى مالا نهاية,كانت زرقته حزينة جدا مثل البنفسج,ولكن دخلت السعادة إلى قلبي وإلى عيوني, ملأتُ بطني وعيوني أوهاما كثيرة,وشبعتُ من الأمنيات,أكلت الكثير من الوعود وارتميتُ في آخر الليل على فراشي مثل جثة هامدة وانزويت وحدي أصلي لربي لكي يخلصني من العذاب,وما زلتُ أُعذبُ روحي بشتى أنواع العذاب,إنها اللحظة الأخيرة التي يضيع فيها كل شيء من يدي كما اعتدتُ على ذلك في كل مرة.

رأيتُ كل شيء حلمت به, رأيتُ عالما مخلوقا من النور ورأيت أعظم الرسومات والمنحوتات,حملت أدواتي بين يدي وصعدت إلى قمة الجبل ومن هناك أردتُ أن ألقي بجسدي كله, بحثت عن أشياء تشبهني فلم أعثر على أي روحٍ أو أي جسدٍ يشبهني, وضعتُ وجهي في المرآة قلّبتُ وجهي في عيون الناس فلم أعثر لي على أي أثر,كنت ضائعا جدا أبحث عن أحلامي وعن أمنياتي التي رسمتها وأنا طفلٌ صغير,وجدت قلم الرصاص وبعض الأوراق القديمة التي كتبتها بيدي كانت الأمنيات والآمال ما زالت هي الآمال,كل شيءٍ غاب عن ناظري وأنا طفلٌ صغير ما زال إلى اليوم غائبا,والضمير الذي وخزني وآلمني ما زال هو الضمير.

ورأيتُ نورا يخرج من بين عيوني...ورأيت نارا تشتعل في أعلى الرأس مني...ورأيت جبالا وأودية ورأيتُ غيوما قد غطت السماء وشعرتُ بملائكة تمشي في عروقي, ورأيت ملائكة لها أجنحةٌ وكلمات لها روح تولد وتعيش لفترة وتموت كما تموت الكائنات الحية,فعلاً,رأيت الكلمات تولد وتموت, رأيت طيورا تطير في السماء محلقة بعيداً.. رأيتُ عالما غير حقيقي فرحتُ به كثيرا وسررتُ به كثيرا,ورأيتُ أطفالا يلعبون بالتراب فصرخت روحي مستنجدة وركضت باتجاه الأطفال ولعبتُ معهم في التراب واتسخت ملابسي وخفتُ في آخر النهار من العودة إلى البيت وحدي لأن خشيتُ من أمي أن تضربني على لعبي بالتراب وعلى اتساخ ملابسي فاختبأت خلف البيت وانتظرت أمي أن تنام ولكن نمت أنا قبلها وجاءت أمي وحملتني بين يديها إلى فراشي وفرحتُ جدا بعودتي طفلا صغيرا ولكن أمي وحدها لم تفرح بذلك وتحسرت على كل شيء وقالت:انتظرته طيلة أربعين عاما لكي يكبر ويصبح رجلا وفي النهاية عاد لي طفلا صغيرا؟يا لخيبة الأمل ويا لقلة الحيلة ويا رجائي من ربي كيف عاد إلى أيام الطفولة وأنا امرأة عجوز لم يعد بي الزمان إلى الوراء لكي أعود فتية,هذا الكون ليس عادلا.

رأيت فوق كل ذلك السماء تمطر ياسمينا وعطورا وغيوما تنزلُ منها العطور من شتى الأنواع, تقلبتُ في فراشي كثيرا لم أرغب بالاستيقاظ من أحلامي الجميلة لم أرغب بالنهوض من بين الجثث الكثيرة لم تكن نفسي راغبة أن أصحو من غيبوبتي الطويلة... رأيت ما لم تسمع به أذن وما لم ترَ مثله عين, رأيتُ فيما رأيت عالما خفيا,ورأيت عالما لم يصل من قبلي إليه بشر,عالما ينتظر الفتح,رأيت أسوارا تحيط بمدينتي من كل جانب, رأيتُ فيما رأيت جنودا يحملون كلماتي ومقالاتي إلى مثواهن الأخير, رأيت كلماتي تموت أمامي,آهٍ يا إلهي لقد عشت إلى اليوم الذي أرى فيه كتبي تحرق أمامي وكلماتي تموتُ أمامي وحبري وأوراقي مبعثرة هنا وهناك وأوراقي تبحث عن فارسٍ يمتطيها, رأيتُ فيما رأيت حلما أقلق ليلي ونهاري.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة من التوراة
- ما الفائدة من ختم القرآن
- القرآن هو السبب
- هل القرآن فعلا كتاب الله؟ 2
- هل القرآن فعلا كتاب الله؟
- أمريكيا والإسلام
- التعب الفكري
- نشرنا الغسيل
- أنا مليونير حقيقي
- فشلوا في تربيتي
- الكفار هم خير أمة أخرجت للناس
- نحن أكذب أمة عرفها التاريخ
- خوفي وقلقي
- أيهما أفضل المواطن المسلم أم المُلحد؟
- حقيقة الدين الإسلامي
- بين الأمس واليوم
- نحن
- عصر التنوير
- السحر الحقيقي
- بوذا والتخلص من الرغبات


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - رأيتُ فيما رأيت