أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل رومايا - مصر والعراق او بالعكس















المزيد.....

مصر والعراق او بالعكس


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 03:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية التحركات الشعبية في مصر في الخامس والعشرين من يناير 2011 وما ادت اليه من تغيرات في المشهد السياسي المصري، يستمر الجدل والنقاش بين الكتاب والمحررين والسياسيين حول تأثير هذه الثورة والتحرك الشعبي على الوضع السياسي العراقي. فمنهم من لا يعطي لها اية اهمية من ناحية التأثير على الوضع في العراق او المنطقة ويعتبر أحداث الثلاثين من حزيران/ والسادس والعشرين من تموز/2013، بأنها مجرد انقلاب عسكري، ومنهم من يقول بأنها ثورة ستؤسس لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية في مصر بل ستتجاوز حدود الدولة المصرية وتصبح نموذجا عربيا واقليميا للتغيرات اللبرالية العلمانية بعد رفض شعبها لنموذج حكم الاسلام السياسي. وهذا الرفض سيدعم الحراك الشعبي الرافض للأحزاب السياسية الاسلامية في المنطقة بدأ من دول شمال افريقيا مرورا بالعراق وايران وحتى تركيا.
مفارقات الحالة المصرية والعراقية:
1. بالرغم من أن حسني مبارك حكم مصر لمدة 30 عاما الا ان عنف دكتاتورية البعث وصدام وحكمهم الدموي وتدميرهم للنسيج الاجتماعي العراقي بشكل لم يضاهيه احد، اثر بشكل كبير على امكانية العراقيين في اخذ المبادرة والقيام بتحرك شعبي في حينها.
2 . بالرغم من دخول الدولتين في حروب الا ان حروب مصر مع اسرائيل اخذت طابعا وطنيا ووحدت المصريين، على العكس من الحروب العبثية العدوانية التي شنتها حكومة البعث على ايران والكويت والتي فرقت العراقيين ودمرت العراق.
3 . حكم البعث والحروب والحصار وتدمير البنية التحتية والاحتلال وحكم المحاصصة الطائفية أثر على شخصية الانسان العراقي وغير أولياته الحياتية وحولتها من مطالب وطنية تدعو للحرية والعدالة والمساواة وتطوير المجتمع وتحسين المستوى المعيشي لكل الشعب، الى أوليات في البقاء على قيد الحياة وتأمين المعيشة اليومية الشخصية. وجرى هذا التغيير في الشخصية العراقية على مدى عقود ومنذ ثمانينات القرن الماضي ولايزال مستمر لحد الان. في مصر بالرغم من وجود طبقات مسحوقة وفقيرة الا ان تحركها انصب في خدمة المجتمع المصري ككل وجاءت مطالبها لتحسين الوضع العام.
4 . المصريون يعشقون مصر ويسموها "ام الدنيا". في العراق صفة المواطنة انعدمت تقريبا وحل محلها صفات غريبة عن مجتمعنا مثل الطائفة والقومية والدين.
5 . التدمير الكامل للثقافة العراقية وانعدام الإنتاج الثقافي بكل اشكاله لفترة طويلة وتحويله الى ابواق مؤيدة في وقت النظام السابق، واستمرار تدميرها بعد التغيير وبعد سيطرة الاسلام السياسي على الحياة العامة في العراق بحجج الدين والعادات والتقاليد في محاولة لإعادة المجتمع للقرون المظلمة وفرض اللون الواحد عليه. في مصر لم يجر انتكاس للثقافة والابداع الا في فترة حكم الاخوان القصيرة والتي كانت احد اسباب رفض المصريين لهم.
6 . تحرك الشعب المصري ككل ضد "عدو" مشترك (الاخوان)، مثلما كان العراقيون يعادون نظام البعث بشكل عام. اليوم العراق ينقسم بشكل كبير بين قومياته وطوائفه واديانه وكل فئة لها خصوصيتها ومطالبها وليس من السهولة جمع كل هذه الفئات تحت شعارات وطنية واحدة، الا من قبل بعض الاحزاب والتجمعات الوطنية العابرة للطائفية.
7 . بعد التغيير في العراق رسَّخت حكومات المحاصصة الطائفية والاحزاب الاسلامية السياسية والقومية وميلشياتها الصراعات الطائفية والقومية، وبدلا من أن تصبح مطالبهم مطالب وطنية تصب في خدمة العراق وشعبه، اصبحت مطالبهم طائفية انقسامية تصب في مصلحة المنطقة والاقليم. وتحت هذه الحكومات والاحزاب ارتفعت اصوات التقسيم والانفصال، واصبحت كلمة الوطن والمواطنة تاريخ نقرأه في الكتب القديمة، وازداد الفساد وسرقة المال العام وتحولت الوزارات الى واجهات حزبية. في مصر وفي العراق أُختزلت التجربة الديمقراطية في صناديق الاقتراع تحت قوانين جائرة أمنت فوز احزاب الاسلام السياسي، في مصر رفض الشعب الممارسات الغير ديمقراطية للحكومة المنتخبة وازالها. في العراق الصراعات الطائفية تزداد والشعب يدفع الثمن.
8 . جرى تراجع في كل من مصر والعراق لحقوق المرأة بشكل عام تحت حكم الاحزاب السياسية الاسلامية، في مصر جرى رفض الشارع لهذه الانتهاكات وشاركت المرأة في التظاهرات واليوم هناك وزيرات في الحكومة المصرية. في العراق بالرغم من ان الدستور ضمن حقوقهن في كافة مجالات الحياة وفي التمثيل البرلماني ومجالس المحافظات الا ان هناك تراجع كبير في حقوق المرأة العراقية بسبب ممارسات الاحزاب السياسية الاسلامية وفرضهم تقاليد وعادات بالية على المرأة واعتبارها من الدرجة الثانية اجتماعيا.
9 . جرى اضطهاد للأقليات في كلا البلدين من قبل الاسلاميين المتطرفين، في مصر جرى التصحيح بعد التخلص من حكم الاخوان، في العراق اذا استمرت الامور بهذا الشكل بدون دعم وحماية الاقليات الدينية والقومية فلن يكن هناك اقليات في العراق قريبا، وسيفقد العراق تنوعه والوانه الزاهية للابد.
10. هناك فروقات اساسية في شكل الدولة المدنية في مصر والعراق، في مصر الجيش له خصوصيته واستقلاله، المحاكم مستقلة، الدولة لها كيان ومؤسسات. في العراق كل شيء تحت سيطرة الحزب الحاكم، في السابق كانت مؤسسات الدولة مجيرة لحزب البعث ممثلة بالقائد الضرورة، واليوم القائد العام للقوات المسلحة يسيطر على كل الوزارات والمؤسسات الامنية. الدولة تحكمها الاحزاب المتنفذة وتسيطر على الوزارات، المحاكم بيد الاحزاب ويبقى الشعب خارج قوس في هذه المعادلة. الجيش بقى مهني في مصر واستطاع القيام بدور ايجابي واساسي في التغيرات الاخيرة. في العراق ولاءات الجيش للأحزاب السياسية الاسلامية وليس للوطن.
11. التدخل الخارجي والصراعات الاقليمية والدولية اثرت بشكل مباشر على كل من العراق ومصر، وفي كلا الحالتين التأثير سلبي وخاصة في العراق الذي تحول هذا التأثير الى صراع دموي ادى بحياة الالاف من العراقيين.
12. القوى العلمانية اللبرالية في مصر لم تمر بمرحلة تدمير مثلما مرت به الاحزاب والتيارات العلمانية في العراق. ولعبت هذه القوى دورا اساس في التغيير في مصر. في العراق الاحزاب والقوى العلمانية اللبرالية لاتزال في دور لم الشمل والخروج من انتكاسة وارهاب دام لأكثر من اربعين عام.
في النهاية يبقى السؤال المطروح، هل ستؤثر الثورة المصرية على الوضع العراقي حاليا ومستقبليا؟ الجواب بالتأكيد سيكون هناك تأثير، فالعالم اصبح قرية صغيرة وما يجري في محيطنا العربي والاقليمي سيؤثر حتما على وطننا, والشعوب ترفض القيود والرضوخ لسياسة الاضطهاد. إن حكومات الاسلام السياسي تثبت فشلها يوما بعد يوم في امكانيتها حكم دولة مدنية، فهناك فروقات شاسعة بين متطلبات الدولة المدنية المتنوعة الشعوب وبين قوانين السنّة والشريعة التي تؤمن بها شريحة واحدة من هذه الشعوب. فالدولة المدنية الديمقراطية تعطي الحقوق كاملة لكل شرائح المجتمع الدينية والقومية، ولكن العكس غير صحيح. أي ان الدولة الدينية او الدولة التي تحكمها الايدولوجية السياسية الدينية لن تستطيع اعطاء الحقوق لكل ابناء وبنات شعبها وخاصة في دولة متعددة الطوائف والاديان والقوميات مثل العراق.



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة وثلاثون عاما من العطاء
- أنا وعفيفة اسكندر
- الانتخابات الرئاسية الامريكية، صعوبات واختيارات
- عراق أخضر... أَم ... ترابي؟
- انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي ! ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل رومايا - مصر والعراق او بالعكس