أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!














المزيد.....

بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
ثورة 25 يناير هي مدار الصراع (المحتدم) في مصر؛ فَمِنْ قبل، وفي عهد حكم الرئيس مرسي، فُسِّرت وأُوِّلت هذه الثورة بما يسمح لجماعة "الإخوان المسلمين" بالسيادة والهيمنة، وإحكام "قبضتهم الإسلامية" هُمْ على "الدولة"، وعلى حياة المصريين بأوجهها المختلفة؛ والآن، على وجه الخصوص، تُبْذَل الجهود والمساعي المختلفة، والتي يقودها في المقام الأوَّل، وعلى ما نرى في "الصورة (الإعلامية على وجه الخصوص)"، الجنرال السيسي، للقضاء على ثورة 25 يناير؛ وإنَّهم لَفي سعيٍ سياسي وإعلامي (وفكري) لتفسير وتأويل ما يسمُّونه "ثورة 30 يونيو" على أنَّها الثورة التي فيها، وبها، اكتملت "ثورة 25 يناير" اكتمال القمر؛ وما بعد "البدر" إلاَّ "المحاق"؛ وعلى هذه الثورة (التي ذهبت بمرسي، وجاءت بالسيسي) أنْ تجُبَّ ما قبلها.
وإنِّي لأرى في طريقة حكم مرسي، والتي ألَّبت كثيراً من المصريين على جماعة "الإخوان المسلمين"، وحزبها، ونهجها، ما يشبه الغاية الكامنة في جهود ومساعي قوى الثورة المضادة للانقضاض على ثورة 25 يناير؛ فَهُمْ كانوا يريدون لمرسي أنْ يحكم، ويستمر في الحكم، في الطريقة نفسها؛ فهل ثمَّة ما هو أفضل من أنْ يساعدهم مرسي في سعيهم إلى حَفْر قَبْرٍ له؟!
إنَّ الصراع في مصر مُركَّبٌ معقَّدٌ؛ لكنَّ أصله، أو جوهره، بسيط؛ والبحث عن هذا "البسيط" في "المُرَكَّب (المُعقَّد)" إنَّما يشبه البحث عن "إبرة" في "كومة من القشِّ".
وهذا "البسيط"، على ما أرى، إنَّما هو الصراع الدائر والمحتدم بين "رَجُلَيْن"، برمزيتهما؛ فكلاهما يمثِّل طَرَفاً من طرفيِّ الصراع (المصري) الأساسيين؛ وهذان الرَّجُلان هما الرئيسان الُمقالان (المخلوعان، المعزولان) السجينان مبارك ومرسي؛ وإنَّها لمُفارَقَة كبرى في هذا الصراع أنْ "يقوده" سجينان، كلاهما يستطيع أنْ يقيم "الدليل الدستوري" على أنَّه هو "الرئيس الشَّرعي" لمصر!
وإذا كان "خالِع مبارك"، وهو طنطاوي، قد توفَّر على الإعداد والتحضير للانقضاض على ثورة 25 يناير، فإنَّ "خالِع مرسي"، وهو السيسي، هو الذي انقضَّ عليها، بـ "انقلاب عسكري فاشي دموي"، ألبسه لبوس "ثورة 30 يونيو".
إنَّ حكم السيسي هو حكم مبارك وقد شُحِن بكثير من الفاشية والدموية، وتَلَفَّع بـ "ثورة شعبية"، هي "ثورة 30 يونيو"، التي تُمثِّل، أيضاً، تحالفاً واسعاً لأحزاب وقوى وجماعات، يُوحِّدها، على تباينها في الرؤى والغايات والدوافع، العداء (الذي لشِدَّتِه أصبح مُعْمياً للأبصار والبصائر) لجماعة "الإخوان المسلمين"؛ وإنَّ هذا "التحالف (مع "ثورته")"، وباسم "الدولة المدنية"، لا عَمَل يؤدِّيه الآن، أو يحاوِل تأديته، إلاَّ نَقْل السلطة في مصر من يَد أحد خَصْميِّ "الدولة المدنية"، وهو جماعة "الإخوان المسلمين"، إلى يَد خَصْمِها الآخر، وهو "العسكر"، الذين مهما حَكَموا، واستبدُّوا بالحكم، أو بَدوا حُكَّاماً لمصر، لا يمكن إلاَّ أنْ يظلُّوا "أداةً" في يَدِ مبارك، الرَّمز لا الشخص، أيْ في يَد القوى الطبقية والاجتماعية والاقتصادية والمالية التي باسمها، ومن أجلها، حَكَم مبارك.
هذا التحالف لن يستمر طويلاً؛ فإنَّ كثيراً من قواه وشخوصه سيكتشف ويُدْرِك، عمَّا قريب، أنَّ السيسي لن يستطيع الحكم، والاستمرار فيه، وتوطيده، والنأي به عن كثيرٍ من المخاطِر، إلاَّ بمزيدٍ من الصراع الفاشي الدموي يخوضه ضدَّ جماعة "الإخوان المسلمين"، وحلفائها الذين شرعوا يزدادون؛ ومع خوضه هذا الصراع، الذي لا مناص له من خوضه، ومُضيِّه فيه قُدُماً، سيتعرَّى حتماً من كثيرٍ من "لبوسه الشعبي الثوري"، حتى يَظْهَر للمصريين جميعاً، وللعالَم أجمع، على حقيقته العارية؛ فهو إنَّما مُغْتَصِبٌ للسلطة، بانقلاب عسكري فاشي دموي، غايته النهائية هي القضاء المُبْرَم على ثورة 25 يناير، وإعادة السلطة في مصر إلى أيدي الذين احتكروها، واستبدَّوا بها، واستأثروا، في عهد مبارك؛ لكن من غير إعادة مبارك نفسه إلى الحكم، الذي لن يَعْرِف من "العلمانية" إلاَّ العداء (الإعلامي) الأعمى لجماعة "الإخوان المسلمين"، على وجه الخصوص؛ ولن يَعْرِف (إذا ما عرف) من "الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) الديمقراطية" إلاَّ التي تُتَرْجَم نتائجها بمزيدٍ من الإقصاء لهذه الجماعة عن الحياة السياسية المصرية (العلنية) على وجه العموم، وبمزيدٍ من تحكُم "العسكر" في "هيئات الحُكْم المدني المُنْتَخَبة"؛ ولن يكون "العسكر" و"هيئات الحُكْم المدني المُنْتَخَبة" إلاَّ "الأدوات" في أيدي تلك القوى الطبقية والاجتماعية والاقتصادية والمالية التي مَثَّلَت ما يشبه "البُنْيَة التحتية" للحُكْم في عهد مبارك.
وإيَّاكم أنْ تظنوا أنَّ هذه القوى تكترث كثيراً لمصير مصر، أو لمصير جيشها؛ فإنَّ "الشمشونية" تستبدُّ بها؛ لقد جاءت بالسيسي للقضاء المُبْرَم على ثورة 25 يناير، بدءاً بعزل مرسي؛ فإمَّا أنْ يُنْجِز "المهمَّة" على خير وجه، معيداً إليها (ولو بالفاشية والدموية) الحُكْم الفعلي للبلاد والعباد، وإمَّا أنْ تذهب مصر (بشعبها ومؤسسات دولتها وجيشها وأمنها واستقرارها..) إلى الجحيم.
في عهد حكم مرسي، اطْمأنت "الأكثرية" من العامَّة من المصريين المسلمين؛ لكنَّ "الأقليات (بأشكالها كافة)" تطيَّرت منه؛ وفي عهد حكم السيسي، والذي يحكم الآن باسم قوى الثورة المضادة، اطمأنَّت هذه "الأقليات"؛ لكنَّ تلك "الأكثرية" تطيَّرت منه.
ما أتمناه إنَّما هو أنْ يتغيَّر "الميدانان ("رابعة العدوية" و"التحرير")" بما يسمح باندماجهما واتِّحادهما في "ميدان ثالث"، ينتصر لثورة 25 يناير، ويَهْزِم الثورة المضادة مع قائدها الجنرال السيسي شرَّ هزيمة؛ أمَّا ما أخشاه فهو أنْ تتحكَّم "الحماقة" في "قرار" و"فِعْل" الحاكِم السيسي، فلا يبقى من مسارٍ تسير فيه مصر (بشعبها ومؤسسات دولتها وجيشها وأمنها واستقرارها..) إلاَّ "مسار الهاوية".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!
- السيسي أشعل فتيلها!
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!
- نقابة الصحافيين الأردنيين -بيت أبي سفيان-.. مَنْ يَدْخُله فه ...
- -العرب اليوم-.. أزمة صحيفة أم أزمة صحافة؟
- لو حدثت هذه -الثورة الطبية-!
- مصر الآن.. صراع بلا وسيط!
- ما معنى أنَّ -الحركة- تتسبَّب في -إبطاء الزمن-؟
- تأمُّلات مصرية!
- إنَّها الثورة المضادة يقودها بونابرت صغير.. فالحيطة والحذر!
- مِنْ -مرسي- إلى الأَمَرِّ منه.. -المُرْسيسي-!
- هذا ما أتوقَّعه في الساعات المقبلة
- ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!
- -يناير- الذي تجدَّد في -يونيو-!
- عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!