أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد غميرو - لكننا شفينا الآن... !!














المزيد.....

لكننا شفينا الآن... !!


خالد غميرو

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 04:13
المحور: الادب والفن
    


لكننا شفينا الآن... !!


أتى الراكب السادس المتبقي لتنطلق بنا سيارة الأجرة الكبيرة...
كنت جالسا في الكرسي الأمامي بمحداة السائق، وكان يجلس بالقرب مني من جهة الباب رجل ضخم الجثة يبدو من بعض الشيب في شعره أنه ربما تجاوزعقده الرابع. أغلق الرجل الضخم الباب بعد أن إنتهى جدالي مع "الكورتي" (الرجل الذي يستخلص الأجرة) حول الزيادة المفاجئة، رغم أنه إحتجاج غير مجدي لكن لابد منه للتعبير عن رفضنا، أو بالأحرى رفضي لهذه الزيادة، رغم أني سأرضخ في النهاية وأن لا أحد من الركاب سيعبر عن رفضه أو إحتجاجه أيضا. فالناس كأنهم تعودوا على هذه الزيادات وبدأو يسلمون انها مسألة عادية، وربما ينظرون إلى سخطي على انه جزء من طيش و إندفاع الشباب، رغم أني لم اكن الشاب الوحيد في السيارة ففي المقعد الخلفي كان هناك شبان آخران منشغلين بفتاة هي الأخرى منشغلة بهاتفها المحمول والتي كان يظهر جزء من صدرها، وكانت تجلس بجانبها إمرة كبيرة في السن، كان يبدوا عليها عدم الإرتياح لأنها كانت تجلس بين الشابين والفتاة، و أظنها كانت تتمنى أن تجلس بالقرب من النافدة، ويبدوا أن الشابين أيضا كانا منزعجين من المرأة لأنها تجلس بينهم و بين الفتاة.
لقد رأيت كل هذا من خلال المرآة التي ينظر منها أيضا السائق إلى صدر الفتاة، لقد كان السائق ذو اللحية الطويلة التي تكاد تصل إلى صرته، يرتدي نظارة مقعرة لا أعلم كيف يستطع النظر من خلالها و يمسك بالمقود بكلتا يديه وكأنه خائف أن ُينتزع منه.
لقد كان الوضع في السيارة كفيلا بأن ألتزم الصمت ولا أحاول إثارة أي حديث عن الزيادة المفاجئة، لكني رغم ذلك غامرت بأن أستفسر السائق عن سبب الزيادة، فقلت مخاطبا السائق وكأنني ألومه بصوت مرتفع ليسمعني كل من في السيارة :
- لم نسمع عن أي زيادة من طرف الحكومة في ثمن المحروقات؟ فما سبب هده الزيادة المفاجئة في ثمن الاجرة؟
- فأجابني وهو يزيد من إمساك المقود بعصبية: وهل الحكومة دائما تخبرنا بالزيادات، يجب أن نصبر يا ولدي فلحكومتنا عدرها...

- فأجبته بسخرية وانا غير راض عن ما قاله: إلى متى؟ وهل يمكن أن تصبر أنت مرة، وتقلنا مجانا؟

- أزال يده عن المقود وفرك لحيته، وألقى نظرتا قصيرة من خلال المرآة على صدر الفتاة وقال مبتسما بصوت مرتفع ليسمعه الركاب أو بالأصح لكي تسمعه الفتاة: كنت لأفعل ذلك لو كنت شابا عازبا مثلك، لكن من له أبناءا و زوجة ويطمع في الثانية، لايمكنه ان يسمح في درهم واحد.
لم أملك شيئا لاقوله بعد هذا الجواب،و أيقنت أنني إن فكرت في أن أقول شيئا آخر، فلن أقوم إلى بتوفير فرصة له لكي يحقق طمعه في الزوجة الثانية، فأخترت ان أصمت وأكتم سخطي بداخلي فلا مجال لأي أثر سيتركه إحتجاجي أو نقاشي مع السائق أو الركاب، ولحسن الحظ وصلنا أخيرا لأني لم أعد أحتمل الجلوس في هذه السيارة مزيدا من الوقت.
توقفت السيارة وفتح الرجل الضخم الباب وقبل ان ينزل نظر إلي وإبتسم، وقال: لقد كنا مثلك منذ زمن، لكننا شفينا الآن...ثم إنصرف الرجل ولم أفهم هل كان يسخر مني، أم إنه كان يريد أن يعبر لي عن سخطه هو أيضا؟؟ لكن ما قاله كان قاسيا و مؤثرا...



#خالد_غميرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...يريد إسقاط الفساد؟؟ (إلى روح حركة 20 فبراير)
- انقلاب شعبي
- - الديمقراطية السياسية-، وتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي ...
- قصة قصيرة بين الحذاء والحذاء
- مستشفى بدون طبيب
- صوت المطر-قصة قصيرة
- احتجاج قصص قصيرة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد غميرو - لكننا شفينا الآن... !!