أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - قراءة الفنجان ... مصر و أمريكا و الإخوان ...سكة سفر مليئه بالهم و الغم و الأحزان ...و لكن















المزيد.....


قراءة الفنجان ... مصر و أمريكا و الإخوان ...سكة سفر مليئه بالهم و الغم و الأحزان ...و لكن


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعادلة الصعبة التي تجتاز فيها مصر الآن هي تحقيق التوازن بين التيار الإسلامي السياسي و بين التيار العلماني الليبرالي المتحد مع الإسلام الوسطي الأزهري ... و ذلك وسط ضغوط أمريكية مكثفة لإعلاء التيار الإسلامي ضد التيار الليبرالي إنقاذا لماء وجه العم سام ... و لدراسة و تفهم الموقف الداخلي في مصر و ما تتعرض له من ضغوط داخليه و خارجيه لابد لنا من قراءة مختصرة لتاريخ الموقف العالمي و ما وصل العالم إليه الآن ... و كمدخل لقراءة هذا الموقف المتشابك و المعقد لابد أن نستعرض أولا بعض المعطيات التاريخية التي لابد من إعتبارها عند دراسة الأوضاع في الشرق الأوسط و خاصة مصر ...
في أعقاب ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربيه و صعوده إلي الساحة العالمية خلال القرن السادس و السابع الميلادي – و كان ذلك في زمان الإمبراطوريه الرومانيه الشرقيه أي البيظنطية و عاصمتها القسطنطينيه التي صارت فيما بعد اسطنبول تحت الغزو الإسلامي- فقد خرجت الجيوش العربيه لتحتل العالم الروماني – البيظنطي - و أخذت تزحف شرقا إلي حدود الهند و غربا إلي شمال أفريقيا و لتعبر البحر المتوسط إلي أسبانيا و شمالا إلي حدود النمسا و المجر و جنوب اليونان و جنوبا إلي اليمن ... و قد سيطرت الإمبراطوريه الإسلاميه تماما – خلال سنين قلائل من قيامها - علي جميع ما يعرف الآن بمنطقة الشرق الأوسط ... و لقد تطور شكل الإمبراطوريه العربيه الإسلاميه ذاتها بداية من عصر الخلافة الذي بدأ بعد و فاة النبي محمد بأربعة من خلفائه متعاقبين علي حكم الدولة ... إلي عصر الدولة الأمويه إلي الدولة العباسيه و الدولة الفاطمية .. مرورا بالدولة الإخشيدية و الطولونية و دولة المماليك بأشكالها إلي آخر أطوار الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت عبر مختلف العصور و الأزمنة إلي العصور الحديثة في شكلها الأخير و هي الإمبراطوريه العثمانيه التركيه التي في أواخر أيامها كان الغرب يسميها "الرجل المريض" و التي أنهي وجودها كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة ...
و كان هناك صراع مستمر بين الامبراطوريه الإسلاميه – بمختلف أطوارها و اشكالها - جنوب البحر المتوسط منذ أن أطاحت بالوجود البيظنطي و بين الدول الأوروبيه خلفاء الإمبراطورية الرومانية شمال البحر المتوسط .. و كانت أرض فلسطين التي تمثل مزارا هاما للمسيحيين هي نقطة الإشتعال آن ذاك و التي بسببها قامت الحملات الأوروبيه بغزو البلاد فيما يعرف بالحروب الصليبية ...و كان هذا في عهد ظلام اوروبا في العصور الوسطي ... و لما دخلت أوروبا عصر الثورة العلميه و المعرفيه و تخلصت من السلطات الدينيه المتمثلة في سطوة الكنيسة الكاثوليكية بدأت أوروبا تتنبه إن مفتاح الشرق ليس في فلسطين و لا في اوروشليم القدس التي عرف الغرب انها مجرد رمز ديني للمسلمين .. بل في مصر محور الإتصال الأهم بين الشرق و الغرب ... فكانت حملة نابليون و من بعده الإحتلال الإنجليزي ... و تثبتت أهمية مصر بحفر قناة السويس أثناء حكم الخديوي إسماعيل نجل محمد علي باشا لتربط اوروبا بجنوب غرب آسيا و علي رأسها الهند ... جوهرة التاج البريطاني ....
و لذلك نحن لا نستطيع إهمال عصر محمد علي الذي قضي علي دولة المماليك و نقل مصر من دولة بدائيه إلي دولة حضاريه بمقياس ذلك الزمان .. و كان الجيش المصري هو عماد التوسع الأفقي للدولة المصريه التي صارت مصدر قلق للباب العالي في الأستانة فعمل الغرب علي تحجيم قوة مصر تحت قيادة محمد علي و تم ذلك بهزيمة البحرية المصريه في موقعة نافارين البحريه .. و يجب الأخذ في الإعتبار أن ذلك لم يتم لمصلحة السلطان العثماني بل لمصلحة الكتلة الأوروبية التي اقلقها قوة مصر العسكرية و سيطرتها علي مصر بوابة العبور إلي الشرق ... فتكتلت أوروبا ضدها بدعوي حماية كرسي الخلافة الإسلامية العثماني ..
و دام الإحتلال الإنجليزي – الذي دخل مصر علي يد الخديوي توفيق عقب الثورة العرابية 1882- علي مصر لمدة سبعين عاما ... كانت أثناءها إنجلترا تجند المستشرقين و الباحثين و العملاء و الجواسيس مثل لورانس و غيرهم لفحص و فهم الطبيعة الإجتماعية و الثقافية لشعوب الشرق الأوسط و دراسة التراث الإسلامي بدقة و بالتفصيل تمهيدا لإيجاد طريقة و آليات للسيطرة علي هذه المنطقة كطريق عبور إلي الشرق ... ثم فجأة ظهر البترول في الصحراء العربية و ظهرت آلة الإحتراق الداخلي في الأسواق الأوروبية ... فزادت اهمية الشرق الأوسط للمجموعة الإقتصادية الأوروبية و علي رأسها انجلترا و فرنسا ... و طحنت الحرب العالمية الأولي و الثانية الشعوب الأوروبية .. لكنها تسببت في بزوغ فجر و صعود ألامبراطوريه الشابه التي تكونت أولا من إئتلاف فيدرالي بين ثلاثة عشر دولة علي أرض العالم الجديد المدعو أمريكا و التي إكتُشِفَت في القرن السادس عشر الذي واكب عصر الإصلاح و الثورة الصناعية في أوروبا ... ثم توالت التحالفات الفيدراليه حتي تكونت الولايات المتحده الأمريكية في شكلها الحالي بعد ان تقاتلت مع امها الإمبراطوريه الإنجليزية و انفصلت عنها في الرابع من يوليو عام 1797 ...
أوروبا إستغاثت بامريكا لتنضم لها ضد النظام الفاشي في ايطاليا و النظام النازي في المانيا... فكان ضرب الإسطول الأمريكي في بيرل هاربر في المحيط الباسفيكي بواسطة اليابان المتحالفة مع النازيه الألمانيه بقيادة هتلر إيذانا بدوران عجلة الإنتاج الحربي في أمريكا ... و النتيجه أكبر إقتصاد قائم علي الحرب في العالم ... و تكونت لدي الساسة الأمريكيين عقلية و عقيدة ... الإقتصاد الحربي ... فما كادت الحرب تضع اوزارها عام 1945 بعد ضرب اليابان بالقنابل الذرية حتي تم تقسيم اوروبا بين أمريكا الرأسماليه و روسيا التي اعتنقت الشيوعية عام 1917 عقب الثورة البلشوفية التي اطاحت بقيصر روسيا... فسعت أمريكا لتحويل حليفتها السابقة روسيا التي اصبحت الإتحاد السوفيتي إلي عدوها الأول – في سياسة متناسقة مع الماسونية العالميه و بصراع مخابراتي أمريكي سوفيتي - ليبدأ سباق التسلح و عهد الحرب الباردة .. إستخدمت القوتان فيها مسرح دول جنوب شرق آسيا كميدان للصراع العسكري المحدود.. فيتنام .. كوريا .. كمبوديا .. الفيلبين .. غير السباق الذري في التجارب النووية من الجانبين ... و حتي سباق الفضاء الخارجي الذي بدأ بالقمر الصناعي الروسي سبوتنيك ثم الكلبه لايكا ثم أول إنسان في الفضاء يوري جاجارين إلي أن فاجأ الأمريكان العالم بهبوط أول إنسان الكابتن جون جلين علي القمر في سفينة الفضاء أبوللو ...
و بينما تحت النظام الرأسمالي كان الإقتصاد الأمريكي ينمو و يسيطر علي الموارد و الأسواق العالمية إلا أن الاقتصاد الروسي كان يتقهقر تحت النظام الشيوعي الذي حصر امكانياته الإنتاجية و الصناعيه في الحرب و انتاج السلاح و تسويقه و بيعه و لم يهتم بالإنسان .. فلم ينتج سياره و لا غساله و لا ثلاجه ... سوي انتاج محدود جدا لم يسمع به العالم ...
و لقد غرقت أمريكا في مستنقع فيتنام فاغرقت روسيا في مستنقع أفغانستان .. و كانت أمريكا قد وجهت ضربه قاسية للإتحاد السوفيتي عام 67 بهزيمة الجيش المصري المعتمد تماما علي السلاح السوفيتي ... فلم تكن الضربة موجهة ضد مصر بالمقام الأول بل إلي الإتحاد السوفيتي الذي تقاسمت أمريكا معه دول الشرق الأوسط ... فألقت إليه الجمهوريات العربيه الثوريه .. سوريا ... مصر ... العراق .. ليبيا ... و أبقت لنفسها الملكيات و الإمارات العربية لتقيم فيها القواعد العسكرية الأمريكيه .. و لينقسم العالم العربي إلي إمارات و ممالك رجعيه و إلي حكومات و جمهوريات تقدميه ...و جميعها سواء التقدميات أو الرجعيات صناعة مخابراتيه أمريكيه... و تبيع أمريكا السلاح إلي الملكيات و تبيع روسيا السلاح تحت إشراف أمريكا إلي الجمهوريات .. و كانت بداية هذا المخطط هو إتفاقية سايكوس – بيكوت الموقعة في القاهره أوائل القرن العشرين و فيها تم تقسيم الشرق الأوسط إلي دول تابعة لإنجلترا و دول تابعة لفرنسا و أهمها الشمال الأفريقي ... تونس و الجزائر و المغرب ... و هو التقسيم الذي حاولت أمريكا الإلتفاف عليه فيما بعد .. و مثال ذلك محاولة الإنقلاب الإسلامي في الجزائر و صعود التيار الإسلامي .. ثم محاولة أمريكا الضغط علي فرنسا لقبول وضع قواعد أمريكيه في الجزائر الأمر الذي رفضته فرنسا و أدي ذلك إلي قطيعة بين أمريكا و فرنسا .. و يتم حاليا هدم سوريا التي القتها فرنسا إلي الإتحاد السوفيتي حتي لا تقع تحت السيطرة الأمريكية و تتجنب فرنسا المواجهة معها و لكي تظل سوريا تابعة لإيران من جهة أخري ...و إيران هي الدولة التي استضافت فرنسا مرشدها الأعلي آية الله الخوميني حتي عاد إلي بلاده عقب قيام الثورة الإيرانية و أصبح الشرق الآوسط مشتعلا بين إيران الشيعيه و العراق السنية .. و تهديد مباشر إلي إسرائيل ... و التحكم التام في سعر البترول .. فكلما إلتهبت المواجهات إرتفع سعر النفط و كلما هدئ الموقف إنخفض سعر النفط و بالتالي سعر الدولار في السوق العالمي ...لأنه كلما زاد الطلب علي البترول زاد الطلب علي الدولار الذي فرضته أمريكا علي سوق النفط العالمي ... و كان وزير الخارجية الأمريكي رامسفيلد يبيع السلاح لكل من العراق و إيران ...
أما مصر ... حجر الزاويه في الشرق الأوسط .. فقد كانت الخطة البريطانية أن تمنح مصر إستقلالها و تجعل من نظامها ملكيا علي غرار النظام الملكي البريطاني .. ملك يملك و لا يحكم و الحكومة تدار بواسطة رئيس الوزراء حسب الإنتخابات الحزبية ..و أن تنضم مصر إلي دول الكومنولث مثلها مثل الهند و استراليا و كندا و غيرها ... إلا أن أمريكا كانت لها نظرية و فلسفة أخري فتدخلت و تم اتصال بين المخابرات الأمريكية و الضابط جمال عبد الناصر المنتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين ليقود الإنقلاب العسكري علي الملكية المصرية علي شرط الخروج الآمن للملك فاروق ... و تم لأمريكا ما كان و غيرت النظام الملكي المصري إلي نظام جمهوري إستبدادي و ألقت بمصر إلي الإتحاد السوفيتي لتخلق من مصر العدو الأكبر لإسرائيل .. حتي تكسب إسرائيل عطف العالم و تتحول بفضل جمال عبد الناصر إلي أقوي دولة في المنطقة ... و السبب .. هو إنه إذا كانت مصر ملكيه مواليه للغرب فلا مجال لقيام إسرائيل ... و لا مجال للحرب و لا مجال للمواجهة المسرحية بين الغرب و الإتحاد السوفيتي .. و بالتالي و هو المهم لن يقوم و ينشط الإقتصاد الحربي الأمريكي القائم علي تصنيع و بيع السلاح ... و بعد مصر قلبت أمريكا العراق الملكية إلي جمهورية عسكريه مستبدة تبيع البترول لأمريكا و تشتري بثمنه السلاح من روسيا ... لتعادي به أمريكا ... ثم أزاحت الملك إدريس السنوسي من ليبيا تحت سمع و بصر قاعدة هويلس الأمريكية و أتت بالقذافي الذي أنفق مليارات الدولارات الأمريكية ليشتري بها السلاح الروسي ...
سياسة الإمبراطورية الأمريكية التي ورثت الإمبراطورية البريطانية قائمة علي خلق الصديق و خلق العدو أيضا ... أمريكا خلقت من الإتحاد السوفيتي عدوا لها بسبب تباين النظرية الشيوعية عن النظرية الرأسمالية ... تحت سيطرتها التامة ... فكان تهريب التكنولوجيا الحربية السكند هاند إلي روسيا لكي تبيعها إلي الجمهوريات التقدمية العربية ... و بذلك تدور عجلة مراكز الأبحاث و المصانع الأمريكية في إنتاج سلاح أحدث من الذي سربت أسراره إلي روسيا لتحتفظ أمريكا بتفوقها علي حساب و من دم دافع الضرائب الأمريكي ... و كان الإنتاج الحربي يتبع التكنولوجيا السائدة في ذلك العصر فنمت و تطورت الصناعات الثقيلة و إعتمادها علي البترول ... و بالتطور العلمي و دخول العالم عصر تكنولوجيا الإلكترونيات و الإتصالات و الكمبيوتر و الإعتماد علي مصادر غير تقليدية للطاقة ... فكان يلزم تطوير قاعدة الصناعة الأمريكية و خاصة إن العالم أصبح متخما بالصواريخ و المدافع و الدبابات و الطائرات و ما يلزمها من صناعات ثقيلة ... فدخلت أمريكا عصر التكنولوجيا المتقدمة و ما يتبعها من صناعات خفيفة ... و سبقت أمريكا العالم في هذا المضمار بمسافات شاسعة ... فتخلفت روسيا عن الركب ... و إنتهي عصر الصراع الأمريكي الروسي بإنشاء شبكة الدفاع المعتمدة علي الأقمار الصناعية و المسماة ب (ستار وور) أي حرب الكواكب و ذلك في عصر الرئيس ريجان ... فكان يلزم تغيير العدو لأن الإتحاد السوفيتي أي روسيا لم يمكنها النقل سريعا من الصناعات الثقيلة إلي الصناعات الإلكترونية الخفيفة ... و إنهزمت روسيا في حرب العراق و تفككت الجمهوريات السوفيتية ...
و بعد أن سقطت الشيوعية و ايديوالوجيتها و تم تفكيك الجمهوريات السوفيتية و عادت روسيا إلي سياق الثقافة و الحضارة الغربية فكان يلزم إيجاد عدو آخر له أيديولوجية معارضه للثقافة الغربية يوافق متطلبات العصر فكان الإسلام هو الحل ... له أطماع توسعية ... يرفض و يكره الآخر المختلف معه تماما ... يكره التقدميه و يميل إلي الرجعية البدائيه ... يسيطر علي أتباعه بخطاب ديني تخديري يتطلب السمع و الطاعة ... يميل إلي العنف و القتل و التدمير ... يرفض النظام الديموقراطي و يسعي لإقامة دولة ثيوقراطية معادية تماما للنظام و للثقافة الغربية ... فالإسلام يشكل للفكر الأمريكي و لعقيدة الحرب و إقامة العدو تحت السيطرة - يشكل عدوا مثاليا موافقا لمعطيات الحرب التكنولوجية الحديثة ... هذا العدو لا يحتاج إلي تمويل مثل العدو السابق – الإتحاد السوفيتي - لأنه – أي الإسلام - يملك مصادر البترول مما يعني تمويله ذاتيا ... و قياداته فاسده متلونه تمالئ الغرب و تتمتع بكل الملاذ التي يقدمها و تتظاهر بالدين و التقشف أمام شعوبها ... و هي حكومات قبليه أو عرقيه منقسمة علي بعضها البعض فيسهل إستمالتها و قيادتها ... و يسهل تأليب بعضها علي بعض ...
و كما قلت سابقا فقد درست بريطانيا الثقافة العربية الإسلامية ... و أقامت محمد إبن عبد الوهاب الذي أسس المذهب الوهابي تحت إشراف الإمبراطورية البريطانيه ...و هي أقامته و سيطرت به علي الجزيرة العربية ... ثم كبحت جماحه بواسطة جيش محمد علي باشا تحت قيادة إبنه إبراهيم باشا الذي أخمد الثورة الوهابية ...و من بعده أقامت جماعة الإخوان المسلمين علي يد حسن البنا في مصر و مولته عن طريق شركة قناة السويس ...و أقامت به فرع الماسونية العربية في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ... و أمريكا مع إسرائيل أقاما منظمة حماس الفلسطينية و مولتها لتكون عدوا أراجوزيا لإسرائيل ... و أقامت مملكة شرق الأردن لتكون تأديبا لفلسطينيي الضفة الغربية و يشهد علي هذا أيلول الأسود ... أقامت من ياسر عرفات بطلا ثم قتلته ... أقامت من عبد الناصر بطلا و جعلته بطل الحرب التي لم يكسب فيها معركة واحدة ... ثم قتلته بيد السادات التي جعلت منه بطل السلام و ليقيم الإسلام السياسي بديلا للشيوعية ...ثم قتلته بيد الإسلاميين بعد أن قسم العالم الإسلامي باتفاقية كامب دافيد ... و أقامت نائبه حسني مبارك راعيا للفساد الإداري في مصر و فتحت به بابا للإخوان المسلمين ليتحرك و يصحو نشاطهم السري و الإقتصادي ... ثم أرسلت وائل غنيم مدير شركة جوجل في الشرق الأوسط إلي ميدان التحرير ليطيح بحسني مبارك و يختفي هو .. و إغتالت عمر سليمان أخطر رجل مخابرات لتموت معه أسرار أمريكا ... و صعد الإخوان المسلمون إلي حكم مصر .. بتمويل أمريكي مباشر .. و غير مباشر بالبترودولار .. و كان هذا طبعا بعد تحطيم العراق التي تعوم فوق أكبر مخزون بترولي في الشرق الأوسط ... و صار الإسلام يحارب الإسلام تماما كما في عصر الخلافة و عصور الدول الإسلامية المتعاقبة ... يأكل بعضها بعضا ...
و السياسة الجديده لأمريكا هي إستخدام الإسلام السياسي كعدو و كصديق في نفس الوقت ...و الغرض تقسيم المنطقة ... حتي كما زرعت أمريكا قواعدها في جميع الإمارات و الدويلات العربية في الخليج يتم تقسيم الدول الكبيرة كمصر و السودان و ليبيا إلي دويلات تقبل و تسارع إلي قبول قواعد أمريكيه في أراضيها حمايه لها من أشقائها في الإسلام ...
إلا أن الشعب المصري يوجه الآن إلي الثور الأمريكي الهائج ضربة غير محسوبة في العقليه الأمريكية المخابراتيه .. و هي أن وحدة الشعب المصري غير قابلة للتجزئة ... مصر ليست العراق و لا سوريا و لا ليبيا ... حاولت أمريكا تقسيم الشعب المصري إلي مسيحيين و مسلمين و لم تفلح رغم أحداث حرق و هدم الكنائس و خطف المسيحيات ... حاولت تقسيم مصر إلي نوبيين و مصريين و لم تفلح ... إلي عرب و فراعنة و لم تفلح ...
و أخيرا اللعبة القذرة تقسيم مصر إلي إخوان مسلمين و مصريين لا إخوانيين ... و أقاموا لهم دولة رابعة العدوية لتدير شئون دولتهم الإسلامية من مكتب الإرشاد و من مقر التنظيم الدولي للإخوان في لندن ... الأم الشرعية لجميع الحركات الإسلامية في العالم العربي إبتداء من الحركة الوهابية و حتي الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برياسة الشيخ يوسف القرضاوي ... و الغرض النهائي ... إعطاء سيناء لدولة الإخوان المسلمين لترتع فيها مع ربيبتها حماس و تنقل إليها الفلسطينيين من غزة ... و ستكون هناك إضطرابات بين دولة مصر الإسلامية في سيناء و دولة مصر العلمانيه و بينهما الحد الفاصل ... قناة السويس ... الهدف النهائي للتقسيم ...و ستهدم دولة الإخوان الإسلامية في سيناء قناة السويس و تعطل الملاحة فيها .. و ستنفذ إسرائيل مشروع قناة إيلات – غزة ... بعد أن أخلت غزة من الفلسطينيين ... و ذلك بديلا لقناة السويس ...
الإتصالات المكثفة الأخيرة بين أشتون ممثلة الإتحاد الأوروبي و بين شتي القوي السياسية المصريه و كذلك إتصالات السفيرة الأمريكية باترسون ... الكل يصر علي شرعية الإخوان المسلمين و علي خروجهم الآمن رغم جرائمهم ... و إصرارهم علي دستور إسلامي ... و الشعب الباقي سيصر علي دستور غير إسلامي أو معتدل ... و الحل سيأخذ الإخوان رئيسهم مرسي و سيقيمون دولتهم في سيناء تحت إشراف صديقه العزيز بيريز .. و سيكون الجيش المصري لا لزوم له عند أمريكا لأن دولة الإخوان المسلمين ستحول دون دخوله إلي سيناء ... فلن يشكل أي تهديد لإسرائيل ... و سيصبح الجيش المصري مجرد مؤسسة إقتصادية ربما لإنتاج بعض الأسلحة الخفيفة و المتوسطة و بيعها عالميا تحت إشراف أمريكا ... مصر الأمميه العلمانيه ستتقدم تحت هذا الوضع ... و هذا حلم أمريكا الذي لن يحدث ... لأن الخونه أصحاب الطظ في مصر هم القيادات العليا للإخوان فقط الذين لا يتجاوز عددهم عشرات فقط أو حتي بعض مئآت قليله ... أما شعب و شباب الإخوان المسلمين فهم مصريون و طنيون و سيكتشفوا إنهم كانوا مغيبين و خاصة بسبب تجربتهم المريرة في رابعة العدوية و غيرها حيث يعيشون إنفصالا بين قيادات الإخوان المتميزة و بين شعبها البسيط المغلوب علي أمره ... و سيرفضون الإنفصال عن مصرهم أمهم ... و سيعودون بالجماعة إلي مسارها الذي كان في مفهومهم الأصلي ... العمل الدعوي و الإجتماعي و الإهتمام بالمحتاجين و الفقراء ... و سيتعاونون مع إخوانهم المسيحيين في عملهم الخيري و الإجتماعي ... تحت شعارهم .. إلهنا و إلهكم واحد ... و ستبني مصر الجديدة و سيرحل عنها جماعات الإسلام السياسي إلي حيث ألقت ... و سيسجل التاريخ إن الشعب المصري بكافة طوائفه مسلم و مسيحي و جيش و شرطه و قضاة و حكام إيد واحدة ... لطمة علي وجه السياسة الأمريكية المبنية علي الحرب و الدمار و الخراب ... و كما قلت في مقال سابق ستكون مصر هي الصخرة التي تتحطم عليها السياسة الأمريكية ... و ستفشل المؤآمرات التي تدار منذ الحروب الصليبية و حتي الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ... مرورا بالشيخ محمد إبن عبد الوهاب و حسن البنا و سيد قطب و مهدي عاكف صاحب شعار طظ في مصر ... و سيكون علي أمريكا إما أن تغير سياستها العالمية من إقتصاد الحرب إلي إقتصاد السلام القائم علي التنمية بدلا من التدمير ... أو تذهب بعيدا لتمارس حروبها خارج منطقة الشرق الأوسط ... الذي ستقوده مصر في مرحلة رائعة من السلام و الإستقرار ... و هذه هي قراءتي المتواضعة لفنجان أمي و حبيبتي مصر بهية ... حد عنده رأي تاني ....



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر لن تفلح إلا إذا تولي أمرها إمرأة ... تهاني الجالي رئيسه ...
- هل تكون مصر هي الصخرة التي تتحطم عليها سياسة أمريكا ؟
- أستاذي محمد حسين يونس ... عندك حق ... لكن
- أستاذي محمد حسين يونس ... عندك حق ... لكن
- ردود علي الإخوان ... الذين يدعون أنفسهم أنهم مسلمين ...
- بيع يا بديع
- المضل خير الماكرين ... تضليل في مواجهة الإنجيل
- محمد إبن عبد الله... كيف صار نبيا لله
- الله المضل خير الماكرين و منظومته الفكرية لتضليل أتباعه المؤ ...
- نعي مصر ... قصيده قصيرة ... إلي روح أستاذ مصر الدكتور جمال ح ...
- مصر ... تبحث عن نفسها
- كراهية أمريكا .. لماذا ؟ تعقيب علي مقال الأستاذ طارق حجي
- يسوع المسيح ... إبن من هو
- الله ... لا وجود له في اليهودية و لا في المسيحية
- الإسلام الذي أُحِبّهُ و أحترمهُ
- أكثر من نصف المصريين قالوا ... طظ في مصر
- العلاج بالدستور ... المتاهة التي جرّ الإخوان إليها الشعب الم ...
- مصر في وضع لا تحسد عليه ... الإسلاميون علي حق ... و العلماني ...
- أخطأ أبوبكر حين قال ... إن محمدا قد مات
- دعوة لفحص مركّبات و مكوّنات الكرسي الرئاسي لجمهورية مصر العر ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - قراءة الفنجان ... مصر و أمريكا و الإخوان ...سكة سفر مليئه بالهم و الغم و الأحزان ...و لكن