أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!














المزيد.....

اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 18:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لبنان، تتراكم الضغوط من كل لون على الطبقات الشعبية لترهقها، ولكنها لا تنفجر، رغم كل ما يحيط بلبنان من انتفاضات شعبية وحراك لم يهدأ منذ ما يناهز عامين ونصف العام.
قد يستغرب الكثيرون كيف تسير أمور الناس والبلاد في حين تغيب غالبية مؤسسات الدولة وتتعطل مراكز السيطرة الرسمية بهذا الشكل الفاقع. فلا حكومة تشكلت، ولا انتخابات أجريت ولا قانون انتخابي يُعمل على سنّه من قبل مجلس نيابي مدد لنفسه بسبب غياب هذا القانون أو تغييبه وبذريعة الظروف الاستثنائية المطعون فيها أمام القضاء الدستوري الذي تم تعطيله بقرار سياسي ...
وحتى أن قيادة الأمن الداخلي غير محسومة وكذلك قيادة المؤسسة العسكرية تسير إلى الفراغ!
في الوقت الذي تتعطل الخدمات الأساسية بشكل متزايد وترتفع تكاليفها إلى مستويات قياسية، من كهرباء واتصالات ومياه ... وطبابة واستشفاء ... في ظل تزايد متسارع في نسب البطالة؛ وعن الأمن، حدث ولا حرج: السرقات والخطف وانتشار المربعات الأمنية والعصابات المسلحة المغطاة سياسيا .. في حين يستفحل الفساد في كل المجالات ...
ولكن كل شيء على مايرام!
ترتفع صرخات المواطنين مرة هنا وأخرى هناك ثم ... يتلاشى كل شيء وتعود الحياة إلى ... سياقها المعهود غير الطبيعي! ولا شيء يتغير!
هل هو النظام؟ أم اللانظام؟
إنهما معا، يسيران جنبا إلى جنب. فالسلطات جميعا تعمل حيث تتأمن من خلال عملها مصالح القوى المهيمنة وتتعطل حيث يخدم التعطيل مصالح نفس تلك القوى.
إنها قوى النظام واللانظام معا. فكيف، وفي ظل سيطرتها المطبقة على البلاد،
يمكن للواقع أن يتغير؟
فإذا كان النظام هو جملة القوانين والأنظمة والمؤسسات الإدارية والحقوقية والسياسية والأمنية التي " تديرها القوى السياسية والاقتصادية المسيطرة " لخدمة أهدافها ومصالحها، فإن هذه القوى تقفز من فوق ظهر تلك القوانين وتلك المؤسسات حين تدعو حاجتها لذلك، وتعطلها وقت تستوجب مصالحها، ومصالح المراكز الإقليمية والدولية التي ترتهن تلك القوى لها، ذلك. فلا يظنن أحدٌ أن أجهزة السلطة التي تديرها قوى مافيوية تابعة، يمكن أن تؤدي دورا لمصلحة عموم الجماهير ما لم يصب ذلك في خدمة مصالحها وارتهاناتها.

وحين تصبح مخالفات ومفاسد، لا بل جرائم القوى المسيطرة بحق الوطن والمواطنين أكبر بكثير من قدرة النظام وأجهزته الحقوقية من أن تحتمل، مهما كانت قدرة تلك القوى على تلفيق القوانين والأنظمة واسعة، أي عندما يعجز النظام عن أن يتحمل كل تلك المساوئ، يتحتم على القوى المسيطرة، وفي ظل غياب فاقع لقوى التغيير الحقيقية، أن تعمل من خارج النظام. ومهما كانت الخلافات عميقة بين تلك القوى ( المتنازعة والمتحاصصة )، فلأن ممارساتها متشابهة، فلا يمكن الركون إلى إحداها، أو بعضها، كي تخوض حربا ضد مساوئ الأخرى، حربا كافية لفضحها وإسقاطها وخصوصا أنها جميعا مرتهنة لمراكز إقليمية ودولية وتخضع لحسابات تلك المراكز، من جهة، ولكونها تستخدم نفس الأساليب الفاسدة في الاستقطاب، تلك الأساليب التي تؤدي دائما إلى استقطاب مقابل. وهنا الاستقطاب الطائفي والمذهبي الذي يشتمل بالأساس على الإرهاب المعنوي السلبي، أي التحشيد الطائفي أو المذهبي من خلال التخويف من الآخر الطائفي أو المذهبي.
وفي غياب شبه تام لقوى التغيير التي بإمكانها تحشيد المتضررين من هذا النظام – اللانظام، والذين هم غالبية ساحقة من المواطنين والمقيمين، وتنظيم حراكهم واحتجاجاتهم المتكررة والمتفرقة، والتعبير عن هذا كله بلغة سياسية وببرنامج سياسي يمكنه فرض نفسه على الساحة كبديل واقعي مطلوب يراهن عليه، فإن لعبة النظام – اللانظام ستظل تمارس على المواطنين بأشكال متنوعة ليس أسوأها تلك التي تبادله مؤسسات الخدمات العامة بمؤسسات طائفية ومذهبية بديلة تعمق من التخندق والانقسام وتسهم في تغييب دور الدولة سواء في التعليم أو الاستشفاء أو سواهما من الخدمات وصولا ... ربما، إلى الأمن!
وفي ظل حضور كثيف لإعلام مرتهن لنفس القوى المسيطرة ومراكز ارتهاناتها الإقليمية والدولية، إعلام يتسم بالانتقائية والتحريض والتهويل، فإن طرح المشكلات الحياتية الأساسية للمواطنين يبقى رهنا لخدمة هذا الطرف أو ذاك من الأطراف السلطوية، ومادة للتجاذبات السياسية العقيمة التي تشل أية إمكانية لطرح حلول موضوعية لتلكم المشكلات، خاصة في ظل تعطيل الأدوات النقابية وتجييرها لنفس الأغراض.
لقد كان للانتفاضات الشعبية في البلدان العربية وقع إيجابي على الشباب اللبناني في البدء، أسهم في انطلاقة حملة شبابية واسعة تحت شعار "إسقاط النظام الطائفي". غير أن هذا قد تراجع ثم انطفأ بفعل القوى الانتهازية المتذيلة لهذا الطرف الهيمني أو ذاك، وتحت تأثير الانقسام السياسي الحاد الذي نشأ حول الثورة السورية.
ولكن يتبين اليوم أن شدة الضغوط التي تمارس على القاع الاجتماعي لا يمكن أن تخفف من وطأتها لا تجاذبات قوى السلطة ولا اختلال موازين القوى الإقليمية والدولية، ولن يؤخر من فداحتها على الناس غياب قوى التغيير الجذرية ولا تواطؤ الاعلام المرتهن.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري – خليل كلفت: الثورة المصرية ف ...
- الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...
- اللقاء الحواري الأسبوعي في مجموعة يساري: الحراك الشعبي في ال ...
- في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: الل ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!