أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - ويلٌ لشعبٍ هؤلاء هم قادته














المزيد.....

ويلٌ لشعبٍ هؤلاء هم قادته


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 17:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


"إنني كنت في المكان بعد فترة قصيرة جدا من وقوع المجزرة، وحينما دخلت إلى الحافلة رأيت الارهابي ميتا، وأمام ما رأيته من جثامين الشهداء ودماءهم ودماء الجرحى، فلو رأيت ذلك الارهابي حيا لفعلت ما فعله آخرون، لأن دمنا ليس مباحا، ونحن لن نسكت في هذه المعركة التي فرضتها علينا المؤسسة الإسرائيلية" - قال النائب الشيوعي العربي الإسرائيلي محمد ("نُقبِل التراب من تحت أقدام شيخ الأقصى ونطرد الأمريكان بالقنادر") بركة، تعقيباً على قرار المحكمة المركزية في حيفا بشأن الشبان العرب السبعة المتهمين بقتل إنسانٍ أعزل من السلاح، مكبل اليدين، والتمثيل بجثته .
لم يشرح النائب المحترم ماذا يعني ب-"ما فعله آخرون". سكت ولم يُفصح. لماذا؟ هل أصابه الخجل فجأةً مما "فعله آخرون"؟ نحن نريد أن نعرف: ما هو العمل المريع الذي "فعله آخرون" داخل الحافلة ولم يستطع محمد بركة أن يفعله لأن الإرهابي كان قد مات قبل أن يصل إليه محمد بركة ؟
ولولا إنه رآه ميتاً بعد أن وصل إليه ماذا كان سيفعل؟ هل كان سيفعل ما "فعله آخرون"؟ هل كان سيشارك في المهرجان البربري؟ ومن الذي يريد قائداً يفعل ما "يفعل آخرون"؟ هل هذا هو واجب القائد؟
نحن لا نعرف بالضبط ماذا "فعل آخرون" داخل الحافلة، وما الذي تعذر على النائب الشيوعي فعله لأسبابٍ لا طاقة له عليها (مكرهٌ أخوك لا بطل)، ولكن الذي "فعله آخرون"، والذي تعذر على النائب العربي فعله، هو بالتأكيد لا ما فعلته السيدة اليهودية المتدينة، النبيلة والباسلة ، التي حمت بجسدها إرهابياً عربياً من غضب يهود هائجين أرادوا قتله والتمثيل به.
في 13 أيار 1992 أنقذت بيلا فرويند (من نجاة معسكر الإبادة أوشويتس) حياة عدنان الأفندي، من سكان مخيم الدهيشة للاجئين، من موتٍ محقق على أيدي غوغاء يهود أمسكوا به وأنهالوا عليه بالضرب المميت بعد أن طعن بالسكين فتيةً يهود في سوق "محني يهودا" في القدس.
بيلا فرويند التي مرت في الطريق صدفةً لم تتردد كثيراً، شقت طريقها بين الجموع الهائجة، ألقت بنفسها على الشاب الفلسطيني وحمته بجسدها من غضب الغوغاء إلى أن جاءت الشرطة واعتقلته. إثناء كل ذلك تلقت الضربات والركلات والشتائم من الجمهور المحتشد. أحدهم أخمد سيجارته في جسدها.
"العين بالعين" – صاح الغوغاء من حولها وهي لم تكفّ عن حماية "الإرهابي" بجسدها، وبخلاف البطل المغوار محمد بركة لم تفعل "ما فعله آخرون".
"أشفقتُ على الشاب الفلسطيني وأردتُ أن أمنع قتله" – قالت لمراسل "النيو يوك تايمز" ثم أضافت: "نعم. العربي طعن بالسكين صبيةً صغاراً. لكننا يهود ويجب أن نتريث قبل أن نأخذ القانون بأيدينا".
في عام 2005، بأعقاب عملية الإعدام البربرية التي نفذها سكان من شفاعمرو بحق أنسانٍ أعزل كتب الصحفي عوزي بنزيمان: "بخلاف بيلا فرويند، لم يوجد في كل شفاعمرو إنسانٌ واحد يُلقي بنفسه على القاتل مكبل اليدين، عيدن نتان زادة، ويمنع عملية القتل الفضيعة (lynch) التي نفذها سكانٌ هائجون."

الأمور اختلطت قليلاً على النائب الشيوعي العربي محمد بركة. يبدو أنه يظن أن اسرائيل هي سوريا، ليبيا أو على الأقل غزة. في اسرائيل، يا حضرة النائب، من يقتل إنساناً مقيد اليدين، أعزل من السلاح ويمثل بجثته يُقدم للمحاكمة، سواء كان عربياً أم يهودياً، بخلاف المعتاد في بلدان "ديمقراطية" مجاورة. بشار الأسد، يا سيدي، لا يحكم في اسرائيل.

في يوم الإثنين 29/07/2013 أثبت القضاء الإسرائيلي، داخل دولة اسرائيل، أنه قضاءٌ نزيهٌ مستقلٌ ولم تعلق به بعد (والتأكيد هنا هو على كلمة "بعد") شوائب الإحتلال البغيض. يحق لمواطني اسرائيل، اليهود والعرب، أن يفخروا بقضاءٍ عادل لا يفرق بين يهودي وعربي.
في ظهر هذا اليوم قررت المحكمة المركزية في حيفا تبرئة جميع المتهمين بقتل ناتان زادة من تهمة القتل المتعمد وعن سبق الإصرار. اربعة من المتهمين أُدينوا بالشروع في القتل واثنان آخران أُدينوا بإلحاق الأذى البالغ. أما المتهم السابع فقد برأت المحكمة ساحته بالكامل.
عشرات العرب الذين تظاهروا خارج قاعة المحكمة ضد "المحاكمة الصهيونية" تظاهروا ضد مصالحهم هم لأن القانون جاء ليحمي في الأساس حقوق الأقلية لا الأكثرية.
أما محمد بركة، الذي يتقاضى راتبه الشهري من "الدولة الصهيونية"، فإن مصلحة عرب فلسطين هي آخر ما يفكر فيه.
الويل لشعبٍ هؤلاء هم قادته.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الذي لا يطاق
- كاثوليكي أكثر من البابا
- عبد الحسين شعبان، الصهيونية والديالكتيك
- ماركسية محنطة في أعلى مراحلها
- ماجد الشمري، يعقوب ابراهامي والسمارت فون
- لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف
- حسقيل قوجمان في أعلى مراحله
- لينين كقابرٍ للماركسية
- لا يتراجع عن أخطائه
- ردّي على عتريس المِدَح
- رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي
- بعد العاصفة - 2
- شعبان - دولتان
- بعد العاصفة-1
- بيان شخصي
- ذو الرأيين : جوابي لعلي الأسدي
- صهيوني عجوز يتصابى
- المواقف الخاطئة لخالد أبو شرخ
- علي الأسدي يدافع عن الشرّ المطلق
- سنة 5773 للخليقة : عام سعيد


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - ويلٌ لشعبٍ هؤلاء هم قادته