أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.














المزيد.....

الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 22:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لحظة النور الأولى:
تمر النساء في عمر الرجل، وأبدًا تبقى واحدة، لها في القلب نوطة، هي أم أو حبيبة أو أخت أو زوجة أو لعلها عابرة سبيل مرت بك، وربما كانت غير هؤلاء جمعاء، تمر كسنا برق في ظلام أيامك فتنير إلى الأبد، أو لعلك تفلح في استحضار لحظة البرق تلك حتى نهاية عالمك، كذلك هي الأفكار التي يحملها الرجال، تعبر بنا بين عوالم متباينة، نصارع لأجلها، ننتمي بلا حدود لحصر الانتماء، آخذة في ذلك شكلا من أشكال التعبير عنها، يبقى في النهاية الأثر جليا في حياتك على مشاع أحداثها، واختلاف الرؤى فيها. مثل هذه الأفكار أبدًا لا تنتهي.

غمامات الخير:
جاء الرجل في فوضى كتلك التى تسبق لحظات فارقة في حياة المرء، وتبدأ فكرته/ المرأة الأجمل على الإطلاق في عموم ذكوريتك التى كانت تعفنت، وفاض كيلها وطفح طفحا مجتمعيا لم يستثنِ على الإطلاق غير هؤلاء القلة من بقايا الضمائر التى عرفت كيف تخلص حين زاد العبث وبلغ سيل الفوضى زباه. جاء الرجل ببساطته الطاغية، وعلمه وشهاداته العلمية ومناصبه التي تقلد، غير عابيء بما قدم، وكان فرضأ أخيرا كان عليه أن يُقدم إلى العالم ممن هم مثلي أو يتعلقون بالمرأة/ الفكرة، أو الفكرة/ المرأة، نعم ففكرته وما دعا إليه؛ تماما فعلها كفعل المرأة في حياتي، تجذب نحو الأفضل والتغيير، حيث التجارب النسوية الثرية التي تتشربها يومصا بعد يوم في تفضيل أثير من رب أحبك، وأحب أن يدخل قلبك في هكذا تجارب عظيمة، نعم تأتي المراة –كما هي منذ الأزل- بكل طاقات الاستيعاب الكونية، وبلا تأطير لحجم ما تبني من سحابات وغيم يسقى أرض الجميع، فيأتي الخير حيثما حلت أو نزلت تغيث البوار. هكذا جاءت أفكار الرجل لي، تاخذ شكل الأم والحبيبة والأخت والزوجة، حتى انها كثيرا ما أخذت صورة الابنة، ومن منا لا يحب النساء في مجتمع ذكوري مبالغ فيه حد النهاية أو يزيد؟! او من منا لا يحبب غمامات الخير التي بشرت به السماء التي صنعتها الفكرة/ المراة حتى أطلت في عالمنا؟!!

بحثًا عن اتهام جديد:
هنا يمكن للبعض ممن يهاجمني ان ياخذ نقطة الهجوم نحوي وينطلق، يؤسس لشذوذ في فكري أو شطط في عاطفتي، أو يكفيه –كالعادة- وصف الجنون، هنا مسموح لهم بكل الاتهامات ما دامت ستلصقني بهذا الرجل/ الفكرة، والفكرة/ المرأة، أو المرأة/ الفكرة، لن يرهقهم الأمر كثيرُا، سيجدون في سهولة لفظًا مناسبًا في قاموس التخوين يمكن خلعه على شخصي ومن شاكلني بأريحية مطلقة، ولن يشغلهم كثيرا ان ينتبهوا لقذى الاتهام في عين واقع حالي وحال من شابهني في التلبس بالفكرة/ المرأة، أو المرأة/ الفكرة، وسينتبون جيدا لكونها كلها تعود إلى هذا الرجل، لكنهم أبدًا لن ينتبهوا إلى كون الرجل هو ذاته الفكرة. وقتها لن أتعب نفسي في تقديم التبريرات، ولن انشغل كثيرا في محاولات الشرح، فأنا على يقين بان الفكرة وحدها من تملك لنفسها حق التعريف، وأنه لا يجوز لنا نحن من عرفها وآمن بها للأبد، لا يجوز لنا ولا يصح أن ندعو لها، فمتى حررناها من دواخلنا بالكلام عنها فقط، صارت إلى التشوه والتسطيح بقدر ما، فقط مسموح لنا أن تترجمها فعالنا وسلوكياتنا مع هؤلاء حتى المتهمين والمحاربين المعارضين لأصل الفكرة، وهم ليسوا ببعيد عن حربهم الاولى ضد المرأة، وهو ما يؤهلهم ليكونوا أعداء الفكرة/ المرأة أو المراة/ الفكرة التي وقعنا في حبائل عشقها حتى النخاع.
لا تصالح فامرأتك استثناء:
أيها الرجل الذي جدد في إنسانيتي بقدر ما ألفت انتباهي إلى الفكرة، وبقدر ما نبهني إلى المرأة/ الفكرة أو الفكرة المرأة، الآن لا وقت لك كي تماطل أو تخالف أصول الفكرة، لا يُقبل منك الآن مواقفًا استثناء او متماشية مع واقع بغيض، الآن يا رجل الفكرة وقت "المعمعة" الحقيقية، فلا تتخلَ هنا عن الفكرة/ المرأة، بقدر ما فهمنا كونها –أو على الأقل لي- هي المرأة/ الفكرة، لا يجوز بحال يا رجل أن تحاول رسم تفاصيل جديدة عن تلك الفكرة او تضيف إلى معالمها مساحة جديدة تقبل إدخال مصطلح جديد لا يتسق ونسق ما جاءت لأجله الفكرة/ المرأة التي نحب، والتي تلبستنا حتى طفحت في جنباتنا سمتًا فريدًا من الهدوء الداخلي العظيم الذي يسبقه –دومًا- عصف هائل من الاضطراب والارتباك، لا يصح بحال من الاحوال يا رجل المراة تخليك ولو عن قلامة ظفر من جسد المرأة/ الفكرة، فهو تفريض في شرف الفكرة بالمجموع، هو تفويض باغتصاب سوس العفن الفكري لنخاعها وإيذانًا بقتلها للأبد. يا رجل لا تصالح ولو قلدوك التاج، فمملكة الفكرة تاجها أرصن وأروع بكثير.

بلا مواربة:
بشكل مباشر وبكلام قليل وبسيط، أيها الرجل، يا "د.البرادعي" إياك أن تتخلى عما ألهمتنا من فيوض تلك الفكرة، ولا تنس أنها صارت لنا معاشر الرجال ممن عرفناك صارت لنا المرأة/ الفكرة، وبتنا نعرف أن امراتنا/ الفكرة هي امرأة استثناء لا تقل إدهاشًا عن امرأة الرائع "محمد الشهاوي"، تلك المرأة الاستثناء، يا رجل نسألك بحق الضمير الذي وصفناك به ألا تخون او تُسلمنا "تسليم أهالي" لكل من يتآمر في الخفاء لغبن الفكرة، فنحن معشر رجال قلوبنا ضعيفة لا تحتمل خسارة المرأة التي نحب، والفكرة/ المرأة هي كل ما نحب الآن, ونحن نحب امرأة استثناء؛ فلا تخذلها يا رجل.
.

مختار سعد شحاته.
"BO mima"
روائي.
مصر_ الإسكندرية



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حائط مبكى الثورة في العاصمة السرية.
- أنا جباااااااان.. وأنت الشجاع.. هذه كل الحكاية!!!
- العاطفة والسياسة
- مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راح ...
- معركة أخيرة فاصلة.
- -درس تاريخ-..عشر مقاطع من التاريخ، ومقطعان لأمي، ونهاية واحد ...
- حين يكتب التاريخ.
- عم موسى ليس نبيًا.. قصة قصيرة.
- تهيس.. فيلم بالعامية المصرية من 3 مشاهد
- بين رابعة العدوية وشفيقة الجرجاوية
- -شفيقة- و-رابعة- كلتاهما شهيدة العشق.
- في صعيد مصر.
- حين تبت يدا أبي لهب.
- تمردوا يرحمكم الله.
- رسالة الأحلام.. عامية مصرية.
- بين الامتنان والانبساط.
- ابنة الربيع
- رسالة خاصة إلى النيل.. نص أدبي.
- محطة سيدي جابر بعد التطوير.
- أنا نبيُ.


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.