أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس كمال نظمي - الثقافة العلمية والصحة النفسية للمجتمع














المزيد.....

الثقافة العلمية والصحة النفسية للمجتمع


فارس كمال نظمي
(Faris Kamal Nadhmi)


الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يكاد يوجد مجتمع في عالم اليوم،دون أن تكون المخترعات التكنولوجية قد استوطنت بأيدي مواطنيه بهذه النسبة أو تلك،تبعاً لدرجة تطوره الاقتصادي والاجتماعي.إلا أن التعامل مع التكنولوجيا شيء،وإقامة صلة تفاعلية واعية بالعلم شيء آخر،ذلك أن من الضروري التمييز بين العلم والنشاط العلمي.فالعلم مفاهيم ونظريات وقوانين لها منطقها المحايد،أما النشاط العلمي فهو توظيف هذه المفاهيم والنظريات والقوانين من أجل الوصول الى غايات محددة لها مضمونها القيمي في ميادين الاقتصاد والسياسة والأيديولوجيا.وعليه،فإما أن يكون هذا النشاط العلمي إنسانياً ينصر الكرامة البشرية،وإما أن يكون أنانياً عدمياً يستهدف تكديس الأرباح على حساب تهميش العقل البشري وإفراغه من المشروع الكوني الكامن فيه.
وأمام هذه الإشكالية،أي جدلية العلاقة بين العلم بوصفه فعالية عقلية نظرية محايدة،وبين النشاط العلمي بوصفه ترجمة المكتشفات العلمية الى إجراءات تكنولوجية منحازة باتجاه قيمي ما،تتجلى مدى أهمية أن يمتلك الإنسان المعاصر وعياً ثاقباً بهذه الإشكالية ذات الطابع السوسيولوجي–السيكولوجي العميق.فالاغتراب النفسي،وضبابية المعنى من الحياة،وتدهور قيمة الحياة البشرية،واللهاث العصابي وراء السلع الكمالية،وتغليب علاقة الإنسان بالآلة على علاقة الإنسان بالإنسان،كلها مظاهر تدني الوعي بهذه الإشكالية المتفاقمة.وإذا كان الإنسان في المجتمعات الصناعية قد أوغل بعيداً في هذه المظاهر نتيجة غلبة الطابع الرأسمالي الصارم على الحياة الاجتماعية اليومية للناس في تلك المجتمعات،فإن إنسان المجتمعات النامية (ومنها مجتمعنا العراقي)،وبالرغم من تخلفه التكنولوجي الممتزج بالبؤس الاجتماعي والاستبداد السياسي،إلا أنه لم يوغل بعيداً في ذلك النوع من الفراغ الروحي الذي تركه تجويف التكنولوجيا للجوهر الإنساني في المجتمعات الصناعية،مكتفياً بقحط روحي من نوع آخر ناجم عن ظروف الإحباط والعنف والاستغلال التي أشاعتها العولمة الممنهجة لرأس المال في حياته منذ عصر الثورة الصناعية في القرن السابع عشر وحتى اليوم.
ومن هنا،وضمن إطارنا العراقي،يجدر استثمار هذه الميزة المتمثلة بعدم خضوع إنساننا كلياً لسحر التكنولوجيا،والعمل على التبشير بـ(ثقافة علمية إنسانية) تتيح للعقل العراقي الانفتاح الواعي على مكتشفات العلم ومفاهيمه ومدارسه واختراعاته المتلاحقة،دون أن يستغرق في علاقة اغترابية ذات آلية تبعية للمنتجات التكنولوجية؛بمعنى السعي لصياغة (وعي اجتماعي) يحترم قيمة العلم والبحث العلمي،ويتحسس جمالية التفكير العلمي من جهة،ويكون مدركاً وذا دراية بالتأثيرات الإيجابية والسلبية التي يمكن أن تتركها المنتجات التكنولوجية في حياة الفرد العراقي على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية من جهة أخرى،بما يجعله مؤهلاً لبناء شخصية متفردة ذات طابع وطني وإنساني متميز،وسط عالم متناقض صار ينادي على نحو متزايد بحقوق الإنسان،في الوقت الذي يعمل فيه بالضد من تفتح فردانيته على أسس العدل والسلام والتسامح والتمتع النبيل بمباهج الحياة وجمالياتها الكامنة والظاهرة.
على هدي هذه المباديء والرؤى،نتطلع لتأصيل أنسنة العلم في بلادنا،التي عانت ما يكفي من ثقافة العنف والتجهيل والإقصاء،مستندين في ذلك الى مجموعة من الأهداف الفكرية والوسائل الإجرائية لتنفيذها:
الأهداف:
1- إشاعة الثقافة العلمية بكافة اختصاصاتها المتـنوعة:التطبيقية (الطب والهندسة والبيولوجيا والكيمياء والفيزياء،...)،والإنسانية(الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم التأريخ واللغات،…)،وجعلها في متناول القاريء بأيسر السبل وأسهلها.
2- إثارة الدافعية لدى الأفراد بمختلف فئاتهم التعليمية والمهنية،للإقبال على الثقافة العلمية والإفادة منها في حياتهم الثقافية والعملية.
3- تمكين المواطن العادي من امتلاك ثقافة علمية عامة،تمكنه من التوافق الفكري والنفسي مع المستجدات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة.
4- إقامة صلة تفاعلية وتبادلية بين المؤسسات العلمية والأكاديمية العراقية من جهة،والتجمعات الاجتماعية والأوساط الشعبية من جهة أخرى،بما يتيح للأكاديمي الفرصة للانفتاح باختصاصه على عموم المجتمع،وبما يجعل من المفردات العلمية لغة متداولة في الحياة اليومية.
5- التوكيد على إنسانية الثقافة العلمية،من خلال السعي لإنضاج وعي اجتماعي قادر على التمييز بين التطبيقات الإنسانية للعلم وبين تطبيقاته المؤذية والمخربة للحياة البشرية.
وسائل التـنفيذ:
1- إصدار (كتيبات صغيرة)،يتناول كل كتيب فيها موضوعاً علمياً محدداً،بما لا يتجاوز (50) صفحة،بلغة سهلة وأسلوب مشوق،على وفق خطة توازن بين الاختصاصات المتنوعة واهتمامات القاريء العراقي.
2- إصدار (مجلة شهرية)،تعنى بنشر الثقافة العلمية بين الناس،وتطلعهم على ما هو جديد في ميادين شتى العلوم.
3- إعداد (برامج تلفازية وإذاعية) بالشأن نفسه،على أن تتوافر في الإعداد والإخراج والتقديم مواصفات البرنامج الجماهيري.
4- تأسيس (منتدى علمي) يهتم بدراسة الموهوبين والمبدعين،ويعنى بالترفيه العلمي لرواده.
5- تأسيس موقع بعنوان (الثقافة العلمية العراقية) على شبكة الانترنيت،يعنى بنشر الأخبار والمقابلات والمقالات والدراسات ذات الصلة بشؤون الثقافة العلمية في العراق.
6- إقامة ندوات شهرية ذات طابع جماهيري،توجه فيها الدعوة الى اختصاصيين في العلوم التطبيقية والانسانية،لإلقاء محاضرات وعقد محاور فكرية لتأصيل العلاقة بين المواطن العادي ومفردات الثقافة العلمية ذات الطابع الانساني.



#فارس_كمال_نظمي (هاشتاغ)       Faris_Kamal_Nadhmi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة السلاح تنخر شخصية الطفل العراقي
- سيكولوجية الانتخاب لدى الفرد العراقي
- سيكولوجية البطالة لدى حملة الشهادات الأكاديمية في العراق
- المنظور الماركسي للحب بين الجنسين
- رؤية نفسية في صور تعـذيب السجناء العـراقيين في أبو غريب : سا ...
- العنف الجنسي ضد المرأة العراقية
- سيكولوجيا الفوضى المرورية في المدينة العراقية
- التحليل النفسي لشخصية العسكري الأمريكي في العراق


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس كمال نظمي - الثقافة العلمية والصحة النفسية للمجتمع