أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال الربيعي - انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين















المزيد.....

انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 19:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب الاستاذ العزيز ناظم ختاري مقالا بعنوان "وما هو القبض .. ؟"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=370993
ومقاله مشبع بالالم والحزن والمرارة. يهمني جدا التعقيب على المقال, وهو مقال رائع فعلا. ولكن بسبب صغر حيز التعليق وصعوبة استخدامه بدون تقطيع ولاكثر من مرة, ارتأيت نشره على هيئة مقال, ومقالي يتضمن آراء بالطبع كلها خاضعة للحوار والنقاش والاغناء.
-------- ---------
عزيزي الاستاذ الكريم ناظم ختاري
اقدر كثيرا المرارة والالم التي تنضح بها كلماتك وانت تواجه اسئلة من قبل اناس عديدين وبدوافع مختلفة, بخصوص دفاعك عن قناعاتاك ونضالك ورفاقك قبل ثلاث عقود في وجه اعتى ديكتاتورية عرفها التاريخ. لقد كانت قناعات نبيلة كنبل نضالك في الدفاع عن مبادئك وكرامتك وقضيتك.
وان كنت اتكلم باسمي فقط, كما افعل دوما, الا اني اريد التنويه بكل وضوح, بانه لم يعترض احد, حسب علمي, على تكريم الانصار او على توفير العيش الكريم لهم ولعوائلهم بعد سقوط النظام. كلا, ابدا. فالعيش الكريم هو حق من حقوق الانسان الاساسية, ومن الاولى بمكان تطبيق هذا الحق في بلد مثل العراق لغناه وكبر دخله.
قد تتسائل, وانت على حق في تساؤلك, اين اذن هي المشكلة اذا كان التقاعد والعيش الكريم حق من حقوق الانسان والعراق دولة غنية قادرة على توفير التقاعد للانصار بعددهم هذا واكثر من ذلك بكثير, وخصوصا ونحن نعلم ان الكثير من موارد الدولة المركزية وفي كردستان تصرف بشكل لا يتفق مع القانون ولا مع قواعد النزاهة؟
تقول ايضا, وقال نفس الشئ آخرون, بانه لم يخطر في بال احد من الانصار "ان يفكر بثمن نضاله ونحن كنا نواجه نظاما بشعا يستخدم كل قذارته وأدواته...". وهذا كلام سليم ولم يعترض عليه احد الآن او من قبل حسب علمي ايضا, ولم يكن هذا الموضوع اصلا محل نقاش او تساؤول او تشكيك منذ البداية.

المشكلة هي ليست في ما ذكرته اعلاه. المشكلة, حسب فهمي (واكرر آسفا هذه العبارة التي قد تبعث على الضجر ولكني اجد نفسي مضطرا لتكرارها لازالة اي سوء فهم محتمل بان رأيي هو رأي شخصي فقط ) هي من نوع آخر.
المشكلة ياسيدي العزيز ذكرتها انت اثناء عرضك لموقفك , واسمح لي ان اعبر عن هذه المشكلة, باوجهها المختلفة, باستعارة كلماتك:
تقول: "بل كان يحدونا الأمل أن نستطيع مواصلة جهدنا وصرف كل طاقاتنا لخدمة بناء بلدنا المدمر وبناء انسان حر يعترف لأخيه وشريكه في الوطن حريته وحقه واختياره في كيفما يعيش وأينما يعيش"
نعم كان هذا الأمل الجميل والرائع يحدوك ويحدو رفاقك الآخرين.ولكن هل تحقق هذا الأمل بعد عشرة اعوام من سقوط النظام على ايدي المحتل, حتى بالحد الادنى للأمل؟
وها انت تجيبنا اروع جواب وبمباشرة لا تعرف المواربة, فتقول
"وها يسقط هذا النظام ، ويأتي بديله على عكس طموحنا ، ففي الانتخابات البرلمانية الأولى التي جرت في كوردستان أخفقنا نحن الشيوعيون في الوصول إلى البرلمان وعندها شعرت شخصيا بمرارة لا تطاق لأنني أدركت الخلل منذ تلك اللحظة وعرفت إن كوردستان بكل ما فيها وحتى حزبها الشيوعي الذي تأسس فيما بعد ، سائرة في دربها إلى التقسيم بين الحزبين حتى أصبحت ملكيتهما الحزبية ، يتصرفان بها كيفما يشاءا و تقاتلا كل على حصته دون وازع من ضمير في حرب اقتتال اخوة كلفتها دما ثمينا وأموالا باهظة"

اذن يا عزيزي فان مرارتك وحزنك هي بالضبط بسبب ما قلته: البديل عكس الطموح. ولكنك تضيف حقيقة تشكل ام المشاكل ولبها. فانت تقول ايضا بمنطق حصيف ما يلي:
"وفي المركز يصبح بريمر خليفة دكتاتور العراق ويصبح هو من يقرر مصير بلد ملأت شوارعه دماء ابناءه حتى جاء ببديل مشوه لا يتفق مع حجم تضحيات الشعب العراقي ، مشوها النضال التقدمي لأبناء الجنوب واضطهادهم التاريخي ونضال القوى الوطنية الحقيقية في عموم العراق وأوصد الأبواب في وجه بديل ديمقراطي يليق بتضحيات شعبنا ، وكنا نحن أنصار الحزب الشيوعي العراقي جزءا أساسيا من قوام هذا البديل المنشود".
الا يضف كل ذلك الى مرارتك وحزنك الكثير؟ اللا يضاعف مرارتك الى حد لايطاق ما تقوله لاحقا -الأول ، وضع العديد من العراقيل أمام أحقية عوائلنا وأنصارنا في الحصول على امتيازاتهم وحقوقهم بما فيها الحقوق التقاعدية اسوة بأقرانهم من الأحزاب الآخرى .
الثاني ، تحريض هذه العوائل على أبناءها وحزبهم الذي لم يستطع تلبية حقوقهم في رواتب تقاعدية وبقية الامتيازات ودعوتها إلى الانتقال والانتماء إلى أحزاب السلطة لتنفيذ مستحقاتها النضالية من خلال إنكار تاريخها وتاريخ أبناءها-
إذن إزاء هذا الواقع والسؤال الذي يعترضني منذ سنوات عديدة وما هو القبض ، أستطيع القول باطمئنان بأنه يمكنكم أن تسألوا حكومة إقليم كوردستان ، أين تشريعكم القانوني بخصوص البيشمه ركه ، حقوقهم ، امتيازاتهم ، رواتبهم التقاعدية ..؟ ولماذا التمييز بين مناضل وآخر بسبب انتماءه الحزبي ..؟ ألم يكن نضالكم يستهدف قلع جذور هذا التمييز ، فلماذا تكرسوه الآن وأنتم في السلطة ..؟ ألا تشعرون أو تخشون إنه سيأتي يوما وأحفاد هؤلاء المغدورين سيطيحون بكم ..!-

ولكن اليس هذه هي تساؤلاتنا نحن كلنا ؟ الم نتساءل عن اسباب عدم وجود نظام شامل للتقاعد والضمان الاجتماعي والرعاية الصحبة في دولة مؤسسات تعامل الكل بسواسية دون تمييز على اساس سياسي, ايديولوجي او اثني الخ.

ولكنك نفسك تقول ايضا
-إذ هناك العديد من القوانين الدستورية في العراق يمكن وفقا لها أن يحصل كل متضرر من النظام البائد على حقوقه الضائعة عن طريق التعويض ، كقانون مؤسسة الشهداء وقانون تعويض المتضررين من النظام السابق وقانون تعويض ممتلكات المتضررين من قبل النظام البائد وهذه القوانين تشمل من فقد وظيفته ومن فقد بيته ومن فقد مستقبله ومن فقد أفراد عائلته وغيرها الكثير-
ولكن الظاهر ان القوانين لا تطبق بالشكل المطلوب والا لما حصلت كل هذه المشاكل في المقام الاول.

يا عزيزي, انك ترسل الرسالة الى الشخص الذي يريد لكل العراقيين ان يعاملوا بالعدل وبدون ترغيب او افساد. وهذا ما بالضبط ما تريده انت ايضا, حسب فهمي لرسالتك. ان مشكلتك, وهي مشكلة الاغلبية الساحقة للعراقيين, هي, كما تقول "ان بريمر اصبح خليفة دكتاتور العراق" وخلفه اشخاص وجهات لا تقل عداوة عنه لمصالح الشعب والوطن.

لا اريد يا عزيزي ان ازيد من مرارتك وحزنك وانكأ جراحك, فما لديك منهما فعلا يصعب احتماله ولا يطاق. ولذلك استميحك كل العذر ان وجدت نفسي مضطرا بطرحي عليك بضعة تساؤلات متداخلة كما يلي:
الم يساهم حزبك وحزب الانصار, الحزب الشيوعي العراقي, في مجلس حكم بريمر؟ الم يساهم الحزب الشيوعي العراقي كما تقول -ببديل مشوه لا يتفق مع حجم تضحيات الشعب العراقي..." ؟
انها تضحيات الشعب العراقي, وبضمنها بالتاكيد تضحياتك وتضحيات رفاقك الانصار. هل ان مرارتك هي مرارتك اصلا, الى حد كبير مع, حزبك, ولكنك تنأى عن الاعتراف بهذه المرارة لتجنب اضافة مرارة اضافية الى مرارة هي اصلا, كما تقول, لا تطاق؟

هل انت متأكد تمام التاكد ان اسباب حزنك ومرارتك لا يعود الكثير منها الى مواقف حزبك بخصوص موقفه من الاحتلال ومن العملية السياسية التي جلبت كوارث لا تعد ولاتحصى على شعبنا ووطننا؟ الا تشعر بالمرارة وانت ترى بام عينيك كيف انتهى اليه مسار نضالك واية نهاية بلغها املك في نهاية المطاف على ايد حزبك وارباب العملية السياسية؟
كما ان مرارتك مع حزبك قد تسبب لك ايضا شعورا بالذنب مع حزبك والذي مكنك, بشكل او بأخر, من الحصول على التقاعد؟ فتفضل اسقاط مرارتك على آخرين وليس على حزبك, علما ان كل ذنب الآخرين انهم نكأوا جراحك بنطقهم للحقيقة.

هل تعتفد, ولو للحظة واحدة, ان مسارك اثناء نضالك ورفاقك الانصار وقتها من اجل "وطن حر وشعب سعيد" قد توقف الآن؟ يا سيدي العزيز ان نضالك لا ينبغي ان يتوقف من اجل ما آمنت به اثناء حرب الانصار. لم يتغير جوهر الاعداء واهدافهم. كل ما تغير هو وجوههم. اعذرني ان اسديت لك نصيحة: لا تضع وقتك في "رعاية" مشاعر المرارة وتبرير مافعلته سابقا. الآن هو المهم وهو المحك. وانت, وكل رفاقك الآخرون, لقادرون بدون شك على الالتحام ثانية مع شعبكم من اجل تطهيره من رجس عملاء الاحتلال وعمليته السياسية البائسة ,كي تعيدوا للوطن والشعب, وانا اقتبس كلماتك من جديد, "حريته المسلوبة، وثرواته المنهوبة، وكرامته المستباحة"
اقولها لك ولرفاك المتقاعدين مرة واحدة ولربما لن اكررها:
انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين. والفرق هنا بعيد بعد الارض عن السماء.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمع الاسلام السياسي للمرأة والجنس كنذير ومظهر لفاشيته
- حاجتنا الماسة الى بروليتاريا اكثر راديكالية
- نداء عاجل الى ابناء وبنات شعبنا العراقي الكرام
- وهم ثنائية الذاتية-الموضوعية في الفلسفة والعلم
- (عقدة) اوديب: مقتل الملك فيصل الثاني والشعائر الحسينية وجهان ...
- الداروينية الادبية: تلاقح الادب والعلم 1
- الماركسية والعلم والفن والنفس
- احمد شوقي: الثورة المصرية
- علم اعصاب اللاهوت Neurotheology والشعائر الدينية (الحسينية)
- النبي محمد: تحالف اصابتة بال Dyslexia وحنينه العارم الى والد ...
- الله وعبد الله او بالعكس
- غريزة الموت والفكر الابوي
- الماركسية في خدمة غريزة الحياة او غريزة الموت
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)
- الجنس/الجندر: جسم وطب ما بعد الحداثة
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (1)
- المرشح المنشوري: التجارب النفسية القذرة لوكالة المخابرات الم ...
- احتلال العراق هو امتداد وتحقيق للسياسة الامبريالية
- إن الله ميت ولكنه لايعلم إنه ميت: الإلحاد وصنمية السلعة
- طقوس عاشوراء: ادمان و سادية-مازوخية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال الربيعي - انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين