أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الموسوي - ادركوا من تبقى من نخب العراق














المزيد.....

ادركوا من تبقى من نخب العراق


حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 19:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أدركوا ما تبقى من نخب العراق وكفاءاته وطاقاته الكامنة
السيد حميد الموسوي

لا أحد ينكر على العراقيين قدراتهم الخلاقة وقابلياتهم الابداعية في كافة المجالات وعلى مر العصور كيف لا وهم بناة اول حضارة في تاريخ الانسانية، فمنهم صدرت رسوم الأبجديات وخرائط البحار والعمران والسدود والجسور والقلاع والقصور. ومنهم اخذت الشعوب علومها وصناعتها وأسفارها وثقافتها. وظل العقل العراقي يواكب الحركة الانسانية في شتى مجالات الحياة وتفوق في العديد منها وصار عملة نادرة تتسابق عليه المستشفيات الاوربية، في مجال الطب، والشركات العالمية في مجالات الهندسة والاقتصاد، ووكالات الفضاء في مجالات الفلك، كما سجل الملاك الفني الوسطي العراقي أعلى نسبة في العالم العربي من حيث التقنية والابداع والتعامل مع الآلة الحديثة. لكن هذه الطاقة الابداعية كانت الضحية الاولى لإستبداد السياسات الظالمة التي تناوبت على حكم العراق وخاصة في تاريخه الحديث. فقد حاولت تلك السلطات، بأساليبها الخبيثة في الترغيب والترهيب وتمكنت من تسخير تلك الطاقات لأغراضها وتحقيق اهدافها في محاولة لتحجيم ومحاصرة تلك الكفاءات ووضعها امام خيارين لا ثالث لهما اما تنفيذ املاءات السلطة ذات التوجه الحربي والصناعات التدميرية "فيما يخص الكفاءات الهندسية وطواقمها الوسطية الكفوءة" أو الصناعات الكيمياوية ذات التدمير الشامل بالنسبة للملاكات الطبية واجبارهم على اعاقة الخصوم بالسموم وبتر الأعضاء والتشويه وصلم الآذان، وحصر الطاقات الأخرى في مهن وصناعات مشابهة خاضعة لسلطات عسكرية وتعامل مذل ومهين، وأما الفرار الى خارج العراق ووضع تلك المؤهلات في خدمة شعوب أخرى وأوطان أجنبية. هذا اذا تمكن المعني من الافلات من زمر السلطة ومخابراتها مع انها تابعت البعض من العلماء والكفاءات وقامت بتصفيتهم حتى وهم خارج العراق.
وبسقوط السلطة الاستبدادية وحلول عهد جديد ومع تطلع العراقيين بصبر نافذ لميلاد عراق ديمقراطي حر تطلعوا بنفس العيون الى طاقاته الكامنة المتمثلة بالكفاءات والنخب الخلاقة سواءا التي هاجرت تحت ضغوطات السلطات الجائرة او التي لا زالت مترددة في الدخول في عملية البناء الجديدة لسبب أو لآخر ولكن هذه التطلعات أصيبت بالخيبة والاحباط وزادتها يأسا وقنوطا الهجرة المعاكسة ولأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها الخوف من التصفيات الجسدية على أيدي الارهاب والتي تتقصد استهداف الكفاءات العلمية وان كانت تلك التصفيات تطال الصغار والكبار ولا تفرق بين الأخضر واليابس مضافا لهذا السبب قلة فرص العمل لهذه الكفاءات اثر توقف المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية. ولم تقتصر الهجرة على الكفاءات والنخب بل تبعتها رؤوس الاموال والتي أخلت بقطاعات واسعة يشكل رأس المال الركيزة الرئيسة في نشوئها ما سيضطر الدولة الى فتح الباب امام الاستثمارات الاجنبية.
لقد استطاع العراقيون خلال فترة الحصار "المتفق عليه" والذي تسببت به السياسات الحمقاء للسلطة السابقة، تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة وبامكانات متواضعة وطرق بسيطة فقد تمكنوا من اعادة بناء الجسور والمطارات وتشغيل المحطات الكهربائية ومصافي النفط وخطوط السكك الحديد وتوصلوا الى تصنيع الطائرات المسيرة والدبابات والزوارق المسيرة اضافة لإنتاج الأجهزة المنزلية باستخدام "المواد المعادة" لعدم توفر المواد الاحتياطية. كل هذا وغيره جرى في ظروف قهر وحرمان وتسلط عسكري دكتاتوري، كانوا مدفوعين بغيرة وطنية ترجمت اخلاصهم لهذه التربة وأثبتت جدارتهم وكفاءتهم غير عابهين بمن يعتلي كراسي السلطة ما دام الهدف هو خدمة العراق. واليوم وبرغم تكرار الظروف القاسية وان كانت بلبوس آخر وبرعب أشد وفساد أشمل، تنبري الغيرة العراقية مستعينة بطاقاتها الكامنة وكفاءاتها المغبونة فتعيد عمل الكثير من المصانع والمحطات الانتاجية وبأكلاف وصلت الى نسب تعد تافهة قياسا بما تتقاضاه الشركات الاجنبية، فعلى سبيل المثال لا الحصر استطاعت الكفاءات الفنية النفطية اعادة عمل احدى محطات التصفية بعدة ملايين من الدنانير فيما رصد لذلك العمل مائة وثلاثين مليون دينار كما تم اعادة عمل احد المطارات بمقاولة عراقية بواقع خمسة ملايين دولارا بعد ان رست المناقصة على شركة اجنبية بمبلغ ستين مليون دولار.
وتمكنت الكفاءات العراقية من اعادة عمل الخطوط الانتاجية في معمل سمنت الكوفة وتوفير هذه المادة المهمة عن طريق التمويل الذاتي بعد ان تم تشغيل احد الخطوط الانتاجية والاستفادة من مردوده المالي في تصليح الخطوط تباعا. هذا غيض من فيض ونقطة في بحر من قدرات العراقيين الخلاقة التي اعتصرتها عهود لمآربها الشخصية وأهلتها عهود جهلا بقيمتها وثرائها. أمثلة نسوقها على سبيل الاستشهاد متوخين الالتفات من الجهات الرسمية علها تتدارك البقية الباقية من هذه الثروة التي لا تعادلها كنوز الارض وتحميها من الاستهداف والتهجير والضياع واحتضانها واستثمارها والحفاظ عليها كأغلى ثروة وطنية.
صحيح ان العراق وطن وشعب ودولة صار نهبا للنكبات والأزمات، فهو ليس الوحيد إذ ما من شعب من شعوب العالم ولا وطن من أوطان الأرض الا وزلزل بالنوازل فهذه سنن الحياة "ان تكونوا تألمون فأنهم يألمون كما تألمون.. وتلك الأيام نداولها بين الناس". لكن ذلك لا يعني الاستسلام والاستكانة بل الانتفاض من ركام تلك الكوارث الى بناء افضل بكل اصرار وعزيمة.ومن أصلب من العراقيين عودا وصمودا؟! ومن أعظم منهم صبرا وعنادا؟! ومن أكثر منهم تضحية واتقادا؟!.



#حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدهور الامني يعزز امتيازات الآخرين
- جرس انذار لاقباط مصر
- تساؤلات امنية
- قبلة على جبين البابا فرنسيس ألأول
- أمهات عراقيات
- لأمي .. ولأمهاتكم
- عراق لايروق للفاشيين
- كائنات مسلوبة التفكير والارادة
- عروض مغرية للزعماء العرب
- الفقراء ادوات رغبة الاسياد
- يا قادة العراق تبرشلوا برشا
- السيدة الاسترالية تتحداكم
- رديف النفط المهدور
- تسويف رسمي
- اقصر الطرق للشهرة
- ونزرع فياكلون
- المتعلمون ادهى
- ابداعنا في الخارج وخلافنا في الداخل
- اعيدوا لاهوار الجنوب خضرتها وطيورها
- هجرة الخائبين


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الموسوي - ادركوا من تبقى من نخب العراق