أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الأوسي - سياسة التجهيل حرب بين الكتاب والبندقية














المزيد.....

سياسة التجهيل حرب بين الكتاب والبندقية


عادل الأوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس صحيحاً ان ندعي دائماً بأن الحروب وحدها التي تسبب التخلّف والدمار والخراب والموت المبكر للشعوب, وأن الحروب السبب الرئيسي والمهم في تراجع الأمم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً, والحق أن هذا المفهوم أصبح مغلوطاً إلى حد كبير, ففي معظم الدول التي يسودها التخلف ويعمّها الضعف والركود بشتى مجالات الحياة , لم تكن قد خاضت حروباً أدت بها إلى ما هي عليه, والعكس صحيح, فكثيراً من الدول التي خاضت حروب مدمرة لسنوات عديدة خرجت منها سواء بالهزيمة أو الإنتصار دولاً متطورة صناعياً وفكرياً أيضا, وهذا ما يستدعي حقيقة للتساؤل, ففي عالمنا العربي اصبح تبرير التخلف بسبب الحروب أمراً بديهياً, والحقيقة أن هذا التبرير أصبح يكشف العجز الكبير لدى الشعوب وحكامها, فالعراق مثلاً خاض حروب كثيرة وطويلة الأمد مع الجارة ايران, وما ان انتهت الحرب حتى ولج حرباً أخرى أتت على كل ما تبقى من قوة وإرادة للشعب حتى انه استسلم لليأس والقنوط , كذلك عانا العراق من حصار اقتصادي استمر لسنوات طويلة , وكذلك حرب (الثلاثين دولة) واستمر الحال حتى أحتلال امريكا للعراق في 2003.
لانريد القول أن العراق استعاد قوته وعافيته بعد كل ما عاناه من نكبات ومحن من جرّاء هذه الحروب الطويلة الأمد, لكن ما نود قوله هنا أن العراق بعد كل هذه الحروب لا زال يواجه حرباً لا تقل شراسة وضراوة عن الحروب التدميرية التي مرّ ذكرها, وللأسف هناك قضية مهمة لم ينتبه إليها الكثيرون ولا أحد يأبه بنتائجها المدمرة حتماً, وهي سياسة تجهيل الشعب وتجميده وأبقائه خاملاً راضياً بماهو متاح, هذه هي الحرب الأخطر والأشد فتكاً, هذه السياسة التي يتبعها القائمون على الحكم اليوم, حفاظاً على مكاسبهم ومصالحهم الشخصية ومناصبهم التي لا تلبث يوماً ما أن تزول, وهذا دليل قاطع لا يقبل الشك بأن الوعي العام والفكر المنظّم الواضح والثقافة تشكل خطراً جسيماً على هؤلاء الحكّام, ومما يؤسف له أيضا أن سياسة التجهيل هذه ليست سياسة اجبارية تفرضها الدولة بسلطتها الدكتاتورية, بمعنى ان كل مواطن يستطيع ان يبحث ويستقصي ويحلل, لكن هذه السياسة فرضت بشكل غير مباشر, أي أن المواطن العراقي اليوم يحرص أشد الحرص على مكاسبه المادية وتوفير اسباب المعيشه واستقراره ويجاهد في سبيل تحقيق ذلك, وبالنتيجة لا يهتم بمن غرق أوبمن نجا إن كانت حياته هادئة ومستقرة, وهنا يأتي دور التوعية الجادة وبثّ الشعور بالمسؤولية في نفس المواطن كي يشعر بأنه جزء من الذي يحدث وأنه السبب في حدوثه.
أن موضوع الثقافة هو الموضوع المطروح اليوم, هذه المشكلة التي يعاني منها العراق, فالعراق اليوم يواجه حرباً فكرية وعقائدية وصراعات آديولوجية لا ناقة له فيها ولا جَمل, وربما لازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم, قد تكون التناقضات الحادة أحياناً والحياة السياسية والروحية الصعبة وجوّ النشاط السياسي لمجموعة من المجتمع وتصارع العقائد المختلفة, وسلبية الآخرين, ومرارة الهزائم نتيجة الحروب المتتالية , كل هذا كان سبباً في تراجع الوعي العام للشعب , ولكن كل هذه الأعتبارات ربما لا قيمة لها اليوم, العراق يختلف عما كان عليه قبل ثلاثين عام, فالإمكانات متاحة للجميع ,والتغيير المنشود هو بيد الشعب لا بيد الحكام كما يظن البعض.



#عادل_الأوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنازين الموت الحمراء
- الفقراء بين المطرقة والسندان


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الأوسي - سياسة التجهيل حرب بين الكتاب والبندقية