أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح هادي الجنابي - من أين سيأتي روحاني بالتغيير؟














المزيد.....

من أين سيأتي روحاني بالتغيير؟


فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تبقى سوى أيام قلائل على موعد تنصيب روحاني کسابع رئيس للجمهورية في ظل نظام ولاية الفقيه، لکن مع إقتراب هذا الموعد بدأت ملامح الصراع المحتدم بين الاجنحة تلوح من جديد في الافق و تحدد أطياف و الوان المرحلة القادمة في ظل رئاسة روحاني.
صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية و المحسوب على التيار المتشدد في النظام، هدد و بشکل صريح روحاني و حذر‌ه بأن لايتجاوز الحدود المسموحة له في ظل دستور نظام ولاية الفقيه، بل وحتى أنه"أي لاريجاني" قد تجاوز ذلك بکثير عندما هدد روحاني و الکابينة التي يزمع تشکيلها بشکل مباشر بقوله:" جميع المسؤولين والمعنيين عليهم أيضا أن يسلكوا في اتجاهاتهم السياسية على الخط الرئيسي للثورة والاسلام وأن لا يخطأوا في المسلك لأن الشعب الايراني لن يسمح لهم بالحركة في حال غير ذلك."، وهذا يعني أن على روحاني و کابينته الحکومية"أو کابينة الاصلاح و التغيير کما تسميها الاوساط التي طبلت و زمرت لروحاني" أن يسيروا في هدى توجيهات و نهج نظام ولاية الفقيه!
تهديد لاريجاني هذا عززه تهديد آخر شديد اللهجة من جانب الناطق بإسم لجنة القضاء في برلمان النظام الايراني موجه هو الاخر الى روحاني عندما أکد بقوله:" اذا لم يأخذ أهل الفتنة تحذير آية الله لاريجاني على محمل الجد وأرادوا استغلال الأجواء الراهنة فعليهم أن لا يتوقعوا بأن لا يرد الجهاز القضائي عليهم، فأمثال هؤلاء لا يستطيعون أن يدخلوا الأجواء السياسية للبلاد. تحذيرات آية الله لاريجاني لها مكانة حقوقية وقضائية."، في هذا الخضم، لايزال روحاني يتمسك بموقف يجنح الى الصمت المطبق على الرغم من أن أوساطا مختصة بالاوضاع الايرانية لاتتوقع منه مواقف قوية و تجنح الى المواجهة مع التيار المتشدد للنظام، غير أن إستباق الاجنحة و التيارار المتشددة للنظام عملية تنصيب روحاني التي ستتم في 4/آب أغسطس القادم، له مبرراته إذ أنها باتت تتوجس ريبة من مختلف الاحتمالات الواردة و التي يبدو أن القسم الاعظم منها لايصب في مصلحة النظام.
يبدو أن حفلات التطبيل و التزمير لحسن روحاني من جانب أبواق النظام و من لف لفهم، قد شارفت على الانتهاء و قد حان وقت و موعد کشف الايدي و طرح مافي الجعب، وان النظام الذي نجح الى حد ما في لعبة الانتخابات و عبر الى الضفة الاخرى بسلام و نجا بجلده من إحتمالات سلبية کثيرة کانت في إنتظاره، يريد الان أن يلقي بالاقنعة الوهمية جانبا وان يسفر عن وجهه القبيح الذي يقبع خلف کل الاقنعة، وان صحيفة کيهان الناطقة بإسم خامنئي قد حذرت بدورها أيضا روحاني مؤکدة بأنه:" سيخسر اذا بقي في موقف الدائن مقابل الغرب وتيار الفتنة. مطالبات كلا الطيفين بشأن الكابينة تتركز بشكل خاص على 5 حقائب مفصلية وهي الداخلية والمخابرات والعلوم والثقافة والارشاد الاسلامي والخارجية."، وهذا الکلام واضح و جلي، إذ أن کيهان و بمقال موجه و مرسل من جانب النظام يؤکد لروحاني بأنه لامجال لمسايرة الغرب او مهادنته مثلما لامجال هناك للإصلاح و الاعتدال و إجراء التغيير خصوصا وان الحقائب الوزارية المفصلية التي حددتها لکي تکون من نصيب التيار المتشدد هي أساس الاصلاح و التغيير في النظام و بغيرها فإن الکلام عن الاصلاح و التغيير مجرد هواء في شبك.
في هکذا أجواء قاتمة، حري بنا أن نتساءل: ماهي المساحة و الحيز و الخيارات المتاحة لروحاني لکي يقوم بتدشين حملة التغيير و الاصلاح المزعومة؟ هل أن روحاني يمتلك من القوة الکافية و اللازمة لکي يواجه کل هذه العقارب و الافاعي السامة التي باتت تتقافز هنا و هناك؟ والاهم من ذلك أن الذي يقف بالمرصاد لروحاني هو شخص الولي الفقيه حيث أن مختلف التحذيرات الموجهة له قادمة من جانبه شخصيا، فهل يمکن لروحاني أن يقف بوجه هکذا عاصفة شعواء ضده؟ من الواضح جدا بأن روحاني و کما تؤکد العديد من الاوساط المختصة بالشأن الايراني أضعف من أن يبادر للمبادرة الى الهجوم و على الاغلب سيسلك نهج المسايرة و المداهنة و التملق و النفاق مع النظام.
ولكن كما قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في كلمتها في تجمع باريس الضخم في 22 حزيران/ يونيو ان الاعتدال الحقيقي في ايران يبرز نفسه حول 5 شواخص مادية نابعة عن الحاجات الملموسة للمجتمع وهي: حرية التعبي واطلاق سراح السجناء السياسيين وحرية الاحزاب والكيانات ووضع حد للسياسة العدوانية للنظام الايراني في كل من سوريا والعراق ووضع حد لمحاولات النظام للحصول على القنبلة النووية. واذا كان روحاني يريد حقا ويستطيع أن يتحرك نحو هذه الشواخص فاننا نرحب بذلك بقوة:
ولكن الحقيقة الدامغة هي أنه حتى اذا كان يريد روحاني أن يتخذ هذه الخطوات فان مقاليد السلطة ليست بيده لا في المجال النووي ولا في مجال العراق ولا سوريا ولا في مجال الحريات السياسية بل بيد خامنئي. روحاني حتى اذا أراد مثل هذه التغييرات يجب أن يكون مقتدرا الى درجة تمكنه من تغيير تركيبة النظام وأن يقيد صلاحيات الولي الفقيه رسميا أو عمليا وبخلاف الدستور. روحاني حتى اذا كان يمتلك مثل هذه القدرة فان التقليل من صلاحيات الولي الفقيه سرعان ما يؤدي الى انهيار وسقوط النظام برمته ومن جملة ذلك رئيس الجمهورية.
من هنا فإن الحديث عن إعتدال و إصلاح او تغيير مزعوم من جانب روحاني سيدور في الفلك الذي حددت سيدة المقاومة و الکفاح من أجل الحرية و التغيير في إيران مريم رجوي، ومن دون شك فإن الخيارات المتاحة و الواردة في يد روحاني تتجه للتضييق و الانعدام و ليس أمامه من خيار سوى الخضوع او المواجهة الحقيقية التي سيدفع من جرائها و من دون أدنى شك ثمنا باهضا جدا، ولذلك فمن حقنا أن نتساءل: في هکذا ظروف و اوضاع، من أين سيأتي روحاني بالتغيير؟



#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة تتقدم و نظام يتقهقر
- روحاني جاء لإنقاذ الاسد من السقوط
- رجوي تصفع الاستبداد بأنوار الحرية
- نظام ينتهك کل القوانين و الاعراف
- آخر مافي جعبة کوبلر
- روحاني..رئيس من طراز خاص
- مريم رجوي و ليس حسن روحاني
- نحو مواقف عملية ضد الحروب الطائفية
- إنها سياسة الانتصار
- نهاية عهد قديم..بداية عهد جديد
- إنتصار الحرية على صنم الاستبداد
- مخاض التغيير الکبير في إيران
- من أجل أن يکون إحتفال النصر بطهران
- المرأة الايرانية ستعود لممارسة دورها الکفاحي
- دعم الشعب و المقاومة الايرانية خيار الحسم
- الذئاب تنهش ببعضها
- أزمة لامخرج منها إلا بالسقوط
- قد يکون تقريرا للمصير
- هل هي مسرحية جديدة في إيران؟
- قلق کبير في طهران


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح هادي الجنابي - من أين سيأتي روحاني بالتغيير؟