أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مصالحة أم ابتزاز وإرهاب؟














المزيد.....

مصالحة أم ابتزاز وإرهاب؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث الذى يدور فى مصر عن المصالحة هو فى معظمه حديث عبثى وخبيث فى نفس الوقت، هل تسمى مصالحة تلك التى تأتى على جثة الدستور والقانون ؟، هل تسمى مصالحة تلك التى توافق على أستمرار العنف الدينى والمليشيات الدينية وبث الكراهية؟، هل مصالحة تلك التى تحافظ على الاحزاب الدينية والشعارات الدينية والهوس الدينى واستخدام المساجد كمنابر سياسية؟، هل مصالحة التى تقام على جثة الدولة المدنية؟، هل مصالحة التى تأتى بالإبتزاز والإرهاب ودماء الضحايا وتخريب الممتلكات واستهداف الأقليات واستخدام المخدوعين كدروع بشرية والتهديد المتواصل بأما أن تتركنى كما كنت وتعيد لى امتيازتى كتنظيم دينى أو ساغرق البلاد فى الفوضى والعنف والخراب؟. أى مصالحة هذه التى تعلن نحن أو الحرب الاهلية،أنها فى الواقع إبتزاز وإرهاب وعقد هدنة مع الشيطان، هل عمليا يمكن عقد هدنة مع الشيطان؟. نعم ولكن لابد أن ينتصر الشيطان فى النهاية لأن الشيطان لا يهدأ ابدا ولا يكف عن التخريب، حدث ذلك من قبل أيام السادات فى مقابل تأمين حكمه ضد اليسار وانتهت بنهاية مأساوية لحكمه. وحدث فى عهد مبارك باقتسام جزء من السلطة السياسية ومن كعكة الفساد مع شيطان التطرف نفسه، مع ترك معظم الكعكة لنظامه وكانت النهاية كارثية عليه وعلى مصر،حيث تمدد التطرف وتوحش وسقط هو سقوطا مذلا.والدرس المستفاد من التجربتين بأنه لا حلول وسط مع الإرهاب والتطرف، والحلول الوسط تعنى انتصار الإرهاب فى النهاية.
هناك بعض من وسطاء جهنم الذين يعرضون على الجيش تحالفا مع الاخوان يحفظ لكلا منهما وضعه ومكانته وامتيازاته، وهذا بالضبط ما حدث فى النموذج الباكستانى حيث يتبادل العسكر مع الإسلاميين المواقع واقتسام الفساد فى لعبة القط والفار،أنتخابات ثم إنقلاب ثم إنتخابات ثم إنقلاب وهكذا،فمثلا فى الفترة 1958-1971 حكم العسكريون: محمد ايوب خان وآغا محمد يحى باكستان، ثم جاء مدنيون إسلاميون حتى انقلب عليهم ضياء الحق عام 1977 واستمر حتى عام 1988، ليحكم بعده الإسلامى نواز شريف ، حتى انقلب عليه برويز مشرف عام 1999 وحكم حتى عام 2008، ليحل محله زوج بناظير بوتو الذى جاء فوزه تعاطفا مع زوجته المغدور بها، ليجئ بعده الإسلامى نواز شريف حاليا. نحن إذن أمام نموذج فاشل لا يمت للديموقراطية ولا للاستقرار بصلة.
وهناك من وسطاء جهنم ممن يشيرون على الجيش بإحلال التحالف مع السلفيين محل الاخوان حتى يستطيع الانتصار على الاخوان فى المعركة، باختصار اصحاب هذه النصيحة الشيطانية يريدون التخلص من نموذج متطرف ومتخلف ليحل محله نموذج أكثر تطرفا وتخلفا سيقود الدولة بالتأكيد إلى الهاوية، وسيتم تقديم تنازلات لهم حتى تغرق الدولة.
وهناك من وسطاء جهنم ممن يشيرون على الجيش بالمزايدة دينيا على الاخوان،باظهار أن قيادة الجيش أكثر تدينا وتقوى وإسلاما من قيادات الاخوان وترجمة ذلك عمليا فى مزيد من الأسلمة على كافة المستويات، ولعل الذين كتبوا الإعلان الدستورى الحالى سلكوا نفس الطريق، وهو طريق كارثى سلكه مبارك وانتصر التطرف عليه فى النهاية بحكم أن الاكثر تطرفا هو الذى ينتصر دائما فى سوق الدولة الدينية.
هناك أيضا من يقول أن قدرنا فى مصر أن نعيش مع قدر من التطرف طالما ظل فى الحدود التى يمكن احتمالها، هذا الرأى الساذج يفترض أن التطرف شئ ساكن، التطرف فى منتهى الديناميكية وينمو بمعدل سريع طالما كانت هناك البيئة الحاضنة له، والتعايش معه بهذه الطريقة يشبه معالجة السرطان باقراص الاسبرين.
هناك رأى آخر يقول أن الدخول فى هذه المعركة فى الوقت الراهن سينتج عنه دماء كثيرة لا تتحملها البلاد فى الوقت الراهن وقد تتحول المواجهة إلى حرب أهلية. فى تقديرى أن هذا الرأى مبالغ فيه جدا،حيث أن الجدية فى التعامل مع التطرف ستقلص بدرجة كبيرة الاستنزاف اليومى الذى يحدث حاليا، علاوة على أن أى تضحيات حاليا هى شئ يسير جدا مقارنة بالضريبة الثقيلة المدفوعة فى ظل وجود هذا التطرف.ان أفضل الفترات التى عاشتها مصر فى هدوء واستقرار وسلام هى تلك السنوات التى تم فيها التعامل فيها بحزم مع هذه التنظيمات المتطرفة، خذ مثلا سنوات إبراهيم عبد الهادى باشا بعد مقتل النقراشى باشا وتعامله بحزم وقوة مع تنظيم الاخوان، ثم السنوات التى اعقبت محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954 وكذلك التى اعقبت إعدام سيد قطب عام 1966. ولم تنعم مصر بهدوء بقدر ما نعمت فى هذه الفترات.
إن موقف الجيش عام 2013 هو أفضل واقوى من موقفه عام 1954، حيث أن أغلبية الشعب المصرى حاليا وراءه عكس عبد الناصر الذى كان فى بداية حكمه وقتها، كما أن الناس رأت بالفعل حكم الاخوان وجربته وذاقت من ويلاته، علاوة على أنه بعد إسقاط هذا النظام الفاشى ظهر الوجه الإرهابى القبيح لهذا التنظيم الذى نادت قياداته بأن عودة مرسى دونها الرقاب،أى أن مرسى فى كفة والشعب المصرى كله فى كفة، مع تهديد وتنفيذ هذا التهديد فيما طالته يداهم من المصريين، بالإضافة إلى تفجير العنف والإرهاب فى سيناء وتهديد الأمن القومى المصرى بشكل خطير وغير مسبوق.
نحن إذن أمام لحظة تاريخية فريدة ربما لا تتكرر مرة أخرى،ومحاولة بعض سماسرة الخراب تضييع هذه الفرصة على مصر هو فى الحقيقة عمل عدائى ضد مستقبل البلد،وعلى الجميع إدراك أن متطلبات القيادة الناجحة فى بعض الفترات الحرجة هى قدرتها على اتخاذ قرارات جريئة مؤلمة من آجل تقليص الخسائر فى المستقبل إلى اقصى مدى. نحن إذن نحتاج إلى قائد ناجح وشجاع يستطيع قراءة التاريخ جيدا والبدء على الفور فى جراحة اجتثاثية للخلايا السرطانية قبل استفحال المرض وعدم القدرة على علاجه،فهل يكون السيسى هو ذلك القائد الشجاع الواعى المدرك لمتطلبات اللحظة؟... نأمل ذلك.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا انحاز الإعلام الأمريكى للاخوان ضد ثورة 30 يونيه؟
- فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء
- ما بين ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه
- خطاب الذكرى السنويةالأولى
- هل تنقذ إيران الغرب مرة أخرى؟
- الأزمة المصرية الأثيوبية
- بين المثقف والناشط والثورى
- الأغلبية فى مصر تحصد ما زرعته يداها
- الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران
- المسألة الكورية هل سيتم توحيد الكوريتين بالحرب؟
- تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟
- اخطر تقرير عن علاقة الاخوان بتفجيرات بوسطن
- حقيقة هجرة الأقباط إلى إسرائيل؟
- المحبة اقوى من الغضب
- عشر سنوات للحرب على العراق: هل فشل النموذج الأمريكى؟
- مؤتمر المواطنة والأقليات
- الجزيرة من احتكار المشاهد إلى احتقار عقله
- وداعا سيدة الرحمة
- من يقف وراء العنف السياسى فى مصر؟
- وداعا رائد الجيولوجيا الحديثة فى مصر


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مصالحة أم ابتزاز وإرهاب؟