أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد علاء الخزاعي - دموع هنار السراج ومرضى الثلاسيميا















المزيد.....

دموع هنار السراج ومرضى الثلاسيميا


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دموع هنار السراج ومرضى الثلاسيميا
للسنة الثانية على التوالي تتألق المذيعة هنار السراج عبر برنامجها الرمضاني صحتك في رمضان من خلال إطلالتها في فضاء قناة الفيحاء الفضائية من امتلاكها اللطافه اللفظية والابتسامة الطبيعية النابعة من روحها الجميلة واستحضاراتها المعرفية عن موضوع الحلقة المعد سلفا والمنتقى للمتطلبات المرجوة لفائدة المتلقي من معلومات طبية وحياتية وسلوكية وأنماط صحية عبر انتقائها للأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة وهي تحاورهم من محافظة السليمانية وضيوفها في بغداد والبصرة ولندن وأمريكا والاتصالات تنهال عليها من المشاهدين في محاورة لطيفة وهادئة وهادفة لحل بعض المعضلات الطبية والعلاجية ومن خلال هذه المحاورات تبعث رسائل إعلامية ونصائح طبية إلى باقي المشاهدين من اجل تعميق الوعي الصحي والوقائي وتعزيز الأنماط والسلوكيات الصحية التي تجعل الإنسان يعيش بصحة مستدامة.
وكنت ضيف في إحدى حلقات البرنامج وكان عنوان الحلقة اتكيت الإفطار وقد عرفت المذيعة هنار الاتكيت انه الأسلوب الحضاري الأفضل للتعامل مع الآخرين.
وقد تحدثت عن أهمية الصيام كرياضة روحية وجسدية في إن واحد للسمو بالسلوك الإنساني والأخلاقي بما يسمى في العرف الكهنوتي بالتقوى الذي هو أساس الدرجة السلوكية المطلوبة للإنسان من الخالق.
وهكذا هذه العبادة الجمعية التنافسية في زيادة مقدرة التحمل والصبر وتعميق الإحساس الإنساني بمعاناة الآخرين من الجوع والعطش تحت رقابة الخالق تعمق الشعور بان الإنسان مراقب وتعميق هذا الشعور السلوكي يجعل الإنسان في التفكير الجدي قبل الشروع في أي عمل لمعرفة نتائجه المسبقة.
إن الصوم هو عيادة صحية مجانية لتخليص الجسد من السموم المتراكمة والتخلص من العادات الضارة والرتابة اليومية وهكذا تجلت الرحمة الإلهية في إعطاء إجازة أو رخصة من الصوم للمكلفين بالصوم في حالة السفر والمرض.
إن الرخصة الشرعية للمكلف هي محصورة بين الطبيب والمجتهد (المشرع) والمكلف.هذه المسؤولية التي ألقيت على كاهل الطبيب المسلم مسو ولية تحديد معيقات الصوم وإيجاد السبل الكفيلة لانجاز هذه الفريضة ووضع ضوابط وأنماط سلوكية وغذائية من اجل التكيف مع الصوم وإبداء النصح العلاجية والغذائية من اجل تسهيل الصوم بدون مضاعفات وتحقيق الفائدة الصحية المرجوة والاستحضارات المطلوبة للمكلف قبل بدء شهر الصيام مثلا مريض السكر النوع الثاني الذي يعالج بالأدوية المخفضة للسكر عليه الاستعداد مبكرا قبل شهرين في التداول مع الطبيب المعالج للوصول إلى السيطرة العلاجية المطلوبة على نسبة السكر في الدم من خلال الحفاظ على نسبة السكر تحليل السكر التراكمي اقل من 6,7ملي مول حتى يستطيع المريض الصوم بسلاسة وبدون مضاعفات لان تأثير نسبة السكر المرتفعة في الدم مزدوجة على الصائم حيث أن كثرة التبول وحرارة الجو تزيد من العطش والجفاف وحالات الصداع. إن مهمة الطبيب هي تكيف الصوم من خلال إرشادات صحية وغذائية وسلوكية للمكلف من اجل صوم مفيد وصحي.
وفي إحدى فواصل البرنامج طرحت مناشدة من عائلة بصرية أب وأم يعرضون معاناة بناتهم الاثنتين المصابتين بفقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا) وهو مرض من أهم أمراض الدم الوراثية الانحلالية- التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء- الشائعة على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص والعراق في جنوبه واربيل و الثلاسيميا نوعان الألفا و البيتا ويختلف من شدة المرض الشديد والمتوسط والبسيط وحين يأتي الحديث عن هذا المرض فإننا نقصد به (البيتا ثلاسيميا).
و الثلاسيميا كلمه يونانية الأصل تعني فقر دم منطقة البحر الأبيض المتوسط حيث أن هذا المرض عرف واشتهر في هذه المنطقة بشكل كبير و ، ويعرف أيضا باسم أنيميا البحر المتوسط (Mediterranean anemia) وفي الولايات المتحدة الأمريكية كان يعرف باسم أنيميا كوليز (Cooleys anemia) وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط كان لا بد أن يخضع كل مولود جديد بعد ولادته بشهور لهذا الفحص لمعرفة ما إذا كان حاملا أو مصابا بالبيتا ثلاسيميا .أما في منطقة الخليج العربي يحمل كل فرد من بين 20 فرد لهذا المرض أي نسبه حاملي صفة المرض في الخليج 5 % وهي نسبه لا يمكن تجاهلها حيث أنه في كل مرة تحمل فيه امرأة حاملة للمرض ومتزوجة من رجل أيضا حامل للمرض فإن احتمال إصابة الجنين تصل إلى 25% وان اكثر من 60% من أطفال هذه الأسرة السليمين أيضاً حاملين للمرض. وتكمن مشكلة المرض في عدم قدرة الجسم من تكوين كريات الدم الحمراء - التي تنقل الغذاء والأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم – بشكل سليم نتيجة لخلل في تكوين الهيموجلوبين( خضاب الدم) أدى إلا عدم اكتمال نضج الكريه الحمراء و تكسرها وتحللها بعد فتره قصيرة من إنتاجها (يذكر أن عمر كريه الدم الحمراء تكون 120 يوما) لذ فان المريض يحتاج إلى نقل دم بشكل دوري كل 3-4 أسابيع حسب عمره و درجه نقص الهيموجلوبين ويجب ان تكون تحت رقابة طبية
ومتابعة تامة وهذه تحمل خطورة في نقل بعض الإمراض وزيادة نسبة الحديد في الدم ولذلك يحتاج المريض الى إعطاء علاج طارد للحديد من الدم وكذلك المريض معرض للإصابة بتضخم الطحال والكبد واليرقان وحصى المرارة والعلاج الناجع لهذا المرض هو عملية زرع نخاع العظم من متبرع يحمل نفس الصبغة الوراثية من خلال فحوصات المطابقة والمريض بحاجة الى متابعة لصيقة لمتابعة حالته الصحية بعد العملية.
والأب يناشد ذوي الضمائر الحية من اجل التبرع عبر القناة من اجل علاج البنتين بعملية زرع نخاع العظم وهي عملية علاجية ناجعة لشفاء هذا المرض ولكنها مكلفة حيث تبلغ كلفتها في الهند 60000-70000-$- وهو مبلغ كبير على العوائل الفقيرة وخارج تغطية وزارة الصحة للحالات المرضية المرسلة للعلاج لخارج العراق للحساب على نفقة الدولة.
بعد نهاية التقرير انسلت الدموع من عيون مقدمة البرنامج الإعلامية هنار السراج وغصة الم في صوتها وهي تسألني عن رأي في التقرير.
وكنت حيران في الإجابة بين دموع هنار ومعاناة الأبوين وطفلتيهما والواقع الصحي المتردي في العراق لعدم تحقيق المتطلبات العلاجية لهذه الشريحة من المرضى غير تأسيس مراكز صحية بائسة فقط تقدم نقل الدم التعويضي الشهري للمحافظة على خضاب دم اعلي من 10 غرام/100ملم دم وإعطاء علاجات طاردات الحديد من الجسم وسط معيار تفتقر للرعاية الصحية المرجوة لتقليل الخوف والفزع عن الأطفال المصابين.
إن مرض الثلاسيميا هو مرض وراثي وهو منتشر بكثرة في محافظة البصرة وميسان والناصرية وواسط وبغداد واربيل والسليمانية والسبب الرئيسي هو الزواج بين الأقارب,
إن الاستتراتيجية المرجوة هي إدخال الفحص للكشف عن مرض الثلاسيميا ضمن فحوصات ما قبل الزواج وتقليل الزيجات بين العوائل الحاملة لهذا المرض.
وثانيا يجب إن تتكاتف مجالس المحافظات من خلال مشروع البترو دولار في إنشاء مركز متطور لزراعة نخاع العظم مثلما موجود في دول الجوار وان الإمكانيات البشرية متوفرة في العراق من كوادر طبية متخصصة في هذا المجال حيث أجريت عملية زرع نخاع العظم الذاتية قبل 2003 بكوادر عراقية ومساعدة ايطالية ويمكن الاستفادة من دول لها نفس المعاناة مع الثلاسيميا مثل ايطاليا واليونان وقبرص والهند لما لها تجارب ناجحة في هذا المجال. وان المركز ستكون فائدته اعم واشمل لحالات أخرى مثل اعتلال نخاع العظم أو تليف نخاع العظم او علاج اللوكيميا مرض ابيضاض الدم وإمراض أخرى. ولو تناولنا الموضوع من جانب أخر لعرفنا الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع أكثر من إرسال الحالات إلى خارج العراق يكلف مادية عالية لإجراء عملية زرع نخاع العظم.
إن دموع هنار السراج وأمهات وإباء المرضى تتطلب منا بدء حملة واسعة من اجل إنشاء هذا المركز بتكاتف الخيرين والمسورين والأوقاف والمرجعيات الدينية ومجالس المحافظات من اجل هذا المركز الذي سيخفف الأعباء عن كاهل الكثير من العوائل المبتلية بهذا المرض ويقلل استهلاك الدم العراقي ويعيد الابتسامة إلى وجوه متعبة والى المذيعة المتألقة هنار السراج وأطفال العراق ليكون العراق خاليا من فقر الدم وفقر الجيوب.
الدكتور رافد علاء الخزاعي



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف الإعراس وقتل فرح الناس
- صمونة التجارة وفطور الشرقية
- الصين من حرب الأفيون إلى حرب السيجارة الاليكترونية
- الإرادة وحدها فقط من تجعلك تترك التدخين
- نحو حياة صحية مستدامة
- حرب المقدسات القادمة
- 5 حزيران وصمة عار في جبين السياسة العربية
- ألمرأة والنخلة رمز العطاء
- ولادة قيصيرية الى العراق
- ستيراد مرحاض ياباني
- الغرق في اللحم الابيض المتوسط
- خميس دامي
- ألفقراء وحدهم من يحبون ويضحون للوطن
- ايس كريم
- عندما يعجز البشر تحلها الكلاب
- الصوم عن القتل
- البعوضة والحرامي مشتركات كثيرة
- خال الجهال لا تزعل علينا
- علاس عزرائيل
- حلم الطيران نحو الشمس(رسالة الى عباس بن فرناس)


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد علاء الخزاعي - دموع هنار السراج ومرضى الثلاسيميا