أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود فنون - سقط مرسي ولم تنتصر الثورة في مصر















المزيد.....

سقط مرسي ولم تنتصر الثورة في مصر


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 22:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سقط مرسي ولم تنتصر الثورة في مصر

28/7/2013م
إن معالم الضرورات الثورية أكثر من واضحة في مصر ، وقلنا ولا زلنا نقول أن مصر حبلى بالثورة .
ولم يكن إنتخاب مرسي لتولي رئاسة مصر تعبيرا عن إنتصار ثورة 25 يناير كما توهم البعض . لقد جاءت تولية مرسي إثر وقوف الثورة المضادة في وجه الحراك الشعبي المصري وقبل أن يتطور الى ثورة جارفة ، كان نتيجة لتدخل الجيش وتنحية مبارك وإفساح المجال لإنتخاب رئيس جديد .
إن الإنتخاب بحد ذاته هو خطوة ديموقراطية ولكنها محكومة بظروفها ، وبتوسعة الجيش أولا وثانيا كنوع من الفرصة أمام حكم الإخوان .
نعم الحراك الشعبي كانة عميقا وجارفا ومؤثرا . ولكن الجيش تدخل قبل أن تتقدم الحركة الشعبية بمطالب الثورة الوطنية الديموقراطية . تدخل لحظة رفع شعار الشعب يريد إسقاط الرئيس فكان حجم التغير محصورا في :
اسقاط مبارك ومعه فكرة التوريث ، وإقصاء الحزب الوطنيووضعه كنصب معادير ، والسماح بإجراء إنتخابات بطريقة غير ما كان يحصل في زمن مبارك .
هتف الناس في الشوارع وتبادلوا التهاني بمنظور أنهم استطاعوا أن " يعملوها " وأسقطوا مبارك . ولكن بقية المهام بقيت كما هي .
مرسي صرخ بأعلى صوته :" انه ملتزم بجميع إلتزامات مبارك والسادات .
ربما لم ينتبه كل الناس أن هذه الإلتزامات من شقين :
الأول :الإلتزام بالمعاهدات السياسية والأمنية مع إسرائيل وأمريكا والنظام الرأسمالي العالمي. مع البقاء على الإنحياز بالمعنى الإصطفاف ففي طابور الإمبريالية وتوابعها المحليين من الرجعيات العربية وكل إرتباطات الإمبريالية وحلفائها في المنطقة والإقليم ، أي بقاء الإصطفاف مع حلف أعداء الثورة – حلف الثورة المضادة ! أليس هذا غريبا ؟ نعم هو غريب ولكنه واضح جدا .
واستمرار قبول الحال في سيناء وحال معبر رفح ، كما استمرار قبول وضع الجيش المصري المكبل بالمساعدة الأمريكية والإشراف الأمريكي ، والتنسيق الأمني فيما يخص مصر والتنسيق الأمني فيما يخص قطاع غزة ...
الثاني:وهو الشق الإقتصادي الذي يبقي على كل الروابط والعلاقات الإقتصادية والتجارية كما كان الحال في عهد أسلافه ، بما في ذلك موضوع الغاز والبترول وكل أشكال العلاقات التي نشأت ومورست في عهد من سبقوا حراك 25 يناير .
والإبقاء على سياسة المديونية واستمرار البحث عن قروض واستمرار الإلتزام بشروط صندوق النقد والبنك الدوليين ...
أي الإبقاء على سياسة إفقار الجماهير وزيادة إفقارهم .
بعد ذلك استمر الحراك الجماهيري المصري في الشوارع متتبعا مرسي وسلوكه في الحكم خطوة بخطوة .
لا بد أن نسجل بوضوح أن النظام بمفهومه المتكامل لم يحدث عليه تغييرات تذكر عدا إزاحة مجموعة الحكم وعلاقاتها وإحلال جزئي لمجموعة حكم جديدة أما النظام بما هو جهاز الدولة البيروقراطي بما فيه من فساد والأجهزة الأمنية وعلاقاتها الخارجية بما فيها الجيش فلم يطالهما التغيير كما أن الطبقات الإقتصادية المتنفذة – الكومبرادور ورجال المال والأعمال وكبار مالكي الثرة والأراضي وكبار رجال الدولة الفاسدين ، هذه كله بقي على حاله .
من هنا لا يمكن أن يصنف ما حصل على أنه ثورة هو فقط تبديل في عدد من الجالسين على الكراسي .
إستمر الحراك وبلغ مداه وذروته ابتداء من تحرك 30 يونيو الذي تمثل بنزول عشرات
الملايين الى الشوارع يطالبون بسقوط مرسي وضد أخونة الدولة وانطلق قبالتهم حراك يعبر عن التمسك بمرسي وسلطة الإخوان .
من البديهي أن حراك المعارضة هو الأهم وهو الموجّه وخاصة أنه بلغ من الضخامة والإتساع شأوا لم يسبق لهة مثيلا في التاريخ وكان يتضمنىة إجماعى كافة القوى المصرية بيمينها ويسارها على ضرورة رحيل مرسي .
أصبحت اللحظة في مصر ثورية أو تكاد تتحول الى لحظة ثورية بفعل عمقها وديموقراطيتها وضغطها من الأسفل .
هنا بادر الجيش مرة أخرى وحقق رغبة الجماهير المنتفضة وقطع سياق العملية الثورية الجارية قبل نضوجها وتبلورمطاليبها السياسية والإجتماعية . كان تدخل الجيش بمثابة عمل في مواجهة الثورة وقطع سياقها . إنه ثورة مضادة واضحة هذه المرة أكثر من زمن مبارك . فمبارك وافق على التنحي بينما تمت إقالة مرسي واقتياده الى مكان مجهول بفعل تنظيم ودور الجيش المصري بما هو حامي للنظام الإقتصادي الإجتماعي وعلاقاته والتزاماته كما وصفناها أعلاه .
كانت جبهة الإنقاذ على رأس الحراك في مواجهة حكم الإخوان وهي خليط من أقصى اليمين الرجعي المتهالك أمريكيا الى أقصى اليسار ولكن بزعامة اليمين .ومعها تمرد التي لم تحددشعارات تتجاوز شعار " إسقاط الرئيس " ورفض أخونة الدولة . لهذا سهل على الجيش وبالتساوق مع الإنقاذ وتمرد أن يحاول إغلاق الملف بإقالة الرئيس وحبسه وتعيين رئيس جديد بقيول الجيش وتمرد والإنقاذ( وهذه الأطراف هي تجليات للنظام القائم وليسوا ثورة عليه )
تسلم الجيش جوهر السلطة وسلم الرئاسة والحكومة للمدنيين ولكنه أبقى على ذات إلتزامات النظام دون تغيير . وبهذا فإن أقصى ما حققه الحراك الشعبي الواسع والديموقراطي هو إسقاط مرسي وفتح الباب أمام حالة بلبلة وأزمة سياسية عميقة لا حل لها من وجهة نظري الأ بالثورة الشعبية التي تكنس النظام ورجالاته وعلاقاته وارتباطاته بما فيها يمين الإنقاذ ويمين تمرد والإخوان وكل من يسكت على هيمنة إسرائيل وأمريكا على النظام . وتؤسس لنظام جديد نظام متحرر من القيود الأجنبية ويقوم ببناء إقتصاد وطني مستقل بدون اشتراطات صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية وكل العلاقات الثنائية غير المتكافئة للنظام المصري .
لقد أزاحوا مرسي ولكنهم لم يحققوا أي من أهداف الثورة التي يطرحها الوضع المصري راهنا وبشكل ملح .وظل حراك أنصار الإخوان مستمرا في الشارع وحراك القاعدة الجماهيرية المطالبة بالتغيير والخبز والكرامة المصرية بلا كامب ديفد مستمرا في الشارع كذلك بما يعمق الأزمة دون أن تظهر بشائر الحل .
إن قوى التغيير الممثلة للحالة الجماهيرية هي المدعوة لقيادة الحراك ودفع المسار باتجاه حكم ديموقراطي وطني وعلماني يؤسس لبناء قاعدة اقتصادية يبنى عليها الإقتصاد الوطني المستقل تمهيدا للثورة الإشتراكية الآتية لا محالة .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمتين في استئناف المفاوضات
- الطبقات الإجتماعية ومفهوم الشعب
- المعارضة السورية تستصرخ أمريكا
- مصر تنقسم عموديا
- وكبرت منزلة الشيخ
- عبد الرحيم الريماوي والمصالحة الفلسطينية
- إستمرار النزول الى الشوارع واجب وطني
- الجيش لا زال الحاكم الفعلي لمصر
- إستمرار النزول الى الشوارع واجب ثوري
- هل يعود الإخوان للحكم ؟
- لا زالت ذاكرة الرفيق ابو أحمد فؤاد قوية
- ابو زهري يقول أن عهد مبارك لم يسمح بتجويع غزة
- الإعتراف بإسرائيل يعني كل هذا
- سياسة التهويد وتهويد النقب
- كلمتين في الجولات المكوكية
- السيسي أبلغ الأمريكان
- عن منظمة التحرير الفلسطينية
- ميول الشعب الفلسطيني
- فكر القتل كما يطرحه سعيد حوى
- أيهما أكثر ديموقراطية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود فنون - سقط مرسي ولم تنتصر الثورة في مصر