أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة















المزيد.....

القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة
كتب مروان صباح / لا يروق لي كثيراً أو بالأحرى حتى قليلاً أن أتحدث من خلال ما أكتب عن شخص أو مؤسسة اعلامية ، لكن ما دفعنى إلى ذلك ، حجم القرار المأخوذ من قبل عبد الباري عطوان ، الذي ترتبَ على استقالته عاصفة اجتاحت الوطن العربي لما فيها ، قدرة عالية من إفلات الذات من محور الوجود إلى ضبطها في موقع التجرد من الأنا ، حيث جاءت كما يُصرّ الرجل من خلال مقالته التى نشرت للمرة الأخيرة في القدس العربي أو على صفحته البديلة من خلال الفيسبوك ، حيث يزيد تعداد المشتركين فيها عن 90 ألف إنسان بلحمهم وشحمهم لا أشخاص وهّميين ، بأنه أخذ خطوة التنحي بمحض إرادته ، وإن كان الدافع المغادرة نتيجة تعب أو تهديد يؤدي بوقف الدعم عن الجريدة أو كما يشاع بأنه يريد التقاعد من الواجب اليومي حتى يستنفذ ما تبقى من وقت ، واضعاً خبرته وما اختزن من إبداع لمثل هذه الأيام في كتابة الروايات ، بالإضافة لحاجته في هذا العمر أن يستشعر بدفء العائلة الذي حُرِمّ منه على مدار الربع قرن الفائت ، لكن في النهاية تحول الأمر إلى واقع يومي ، ستعتاد أسرة القدس العربي والقراء المواظبون على غياب كلماته ، ولن يمكث الخبر طويلاً وسيكون سريعاً وعابراً رغم حالة الاستياء والتعاطف الكبيرين من قبل جمهور عريض تعود على أن يرى اسم عطوان على الزاوية اليُسْرى من أعلى صفحة القدس العربي اللندنية ، بيد أن فتح الرجل باب عريض من الصعب في الحقيقة المرور عنه دون الوقوف عند تجربة مليئة بالمخاطر والاشتباكات وبالرغم من الاختلاف المشروع وعدم التقاطع احياناً معه أو مع العديد من الأقلام التى تنّحُت مقالاتها بالقدس العربي منذ زمن ، إلا أنها تجربة سمحت لعديد بل هم كثر من أبناء الأمة العربية ، أن يجدوا بقعة ضمن مساحات شاسعة من التضليل والإلهاء بين اعلام فاسد وثقافة هابطة ، جريدة تحترم ذاتها اولاً ومن يكتب من خلالها ثانياً ، لما حملت عبر العقود من محتوى أتسم بالغنى السياسي والثقافي والفكري ، رغم أنينها القادم من عمق السطور الغير محملة بأي شكوى بقدر ما ترّسل ابتسامات في كل فجر كي لا يكون النهار ناقص ، حيث رأتها الأنظمة الاستبدادية ومن يلتف من حولها من اشباه مثقفين ثقيلة الوطأة على صدورهما .
لم يكن رحيل مؤسس جريدة القدس العربي عنها أكثر ادهاشاً ، عندما اطلق أول اصدار من منفاه ، رغم العُصى والعوائق التى اندفعت في طريقها الوعرة والمعبدة بالكمائن والأفخاخ ، عبر ربع قرن من المحاولات الحثيثة والضارية التى لم تتوقف للخطة في انتزاع حرية الكلمة ، من خلال عروض مالية سخية قوبلت جميعها برفض الذي زاد الطين بله من الكره والحقد والإصرار على الانتقام بأي شكل يتح به المجال البريطاني المحاصر بسقف ديمقراطي مُعقدّ ، لأن دافعين الأموال بالصيغة الرشوية لم يتعودوا على الإطلاق منّ يقول لهم ( لا ) كبيرة خصوصاً من قِبل أصحاب الدكاكين الإعلامية أو بالأحرى الإعلانية التى تعيش على فتات الفتات من خلال اعلاناتها الخادشة أو الناقصة مقابل الحذف والإضافة ، لكن رغم أزماتها المركبة في امكانية احراز عائد مالي يجنبها الانهيار إلا انها استطاعت أن تخترق مجال الديكتاتورين نحو الفضاء لتعكس بعض شموع المعرفة التى اضاءت طُرق التنوير الفكري والثقافي الصحيحين وترسيخ العلاقة النقدية مع واقع اصبح أكثر تعقيداً مما كان عليه الوضع من قبل ، حيث جمعت نخبة النخبة من الوطن العربي لتصبح بديل ملموس عن دوائر الجامعة العربية الفكرية ومراكز الدراسات ، بل تحولت بأمر الواقع وبكل تواضع إلى جامعة عربية بقرار من القراء العرب ، رغم اختلاف وجهات نظر كتابها لكنها اتسعت بكل ثقة لجميع الافكار والاطروحات ، التى حولها عبر السنوات إلى واقع لا يمكن انكاره بل لا يعبأ بمنكره ، وعلى الرغم من معرفة كتابها ، وليس هم فقط ، بل قارئيها بأنها دائمة التعثر المالي وتواجه على الدوام وعكات لا تنتهي ، إلا انها في الحقيقة تعاملت طيلة الوقت مع كتابها ، كالزوجة التى تعلم وضع الزوج المالي لكنها لا تكف عن الزنّ ومطالبة باستحقاقها حتى لو جاء ذلك متأخر بعض الشيء ومع قرائها كالأبناء المسئولة عن تغذيتهم ثقافياً ومعرفياً .
ضمن التقليد المعتادة اسست الأنظمة ومن ثمَّ التجمعات الرأسمالية جرائد ومجلات متنوعة الشكل والمضمون وعلى مختلف الجغرافيا العربية وفي بعض الأوقات قفزت إلى خارجها ، حيث اعتمدت كتّاب وصحفيين ، مارست بحقهم قمة الاقصاء والإنكار وتعاملت مع سطورهم بمقصات تسير بين الجمل والكلمات ، التى حافظت على جملية الشكل لكنها ابقتها دون جوهر ، مما أفقد الجرائد ، الحضور عند الشعوب وباتت منزوعة الثقة ، ضئيلة الانتشار ولم تتجاوز عتبات العواصم بل تحولت في السنوات الأخيرة محطة للزفاف والأحزان والتهاني بالإضافة للإعلانات ، الذي بات القارئ يذوب احتراقاً في انتزاع الخبر السياسي والثقافي من بينها ، مقابل حقيقة كانت تتنامى في الضفة الاخر من النهر ، يسعى قارئها إليها رغم التكلفة والجهد المصحوبة بالمخاطر والمشقة ، حيث لم تنتمي القدس العربي لجهة أو وطن مُعين ، بل كانت تعّتبر أن جميع البلدان اوطانها والعربي ، إن كان على الأرض العربية أو في المنافي قارئها ، لتصبح الجريدة الأولى والأخيرة بامتياز ، رغم محاربة الأنظمة لها بشتى الوسائل وبدفع الإمكانيات الضخمة التى خُصصت في تكسير أقلامها وتجفيف دماء ادمغة كتابها ، تماماً عكس ما تعاملت الشعوب العربية مع الجرائد المحلية ، فعلى سبيل المثال لن نجد قُراء في بلد ماَّ ، يسعوا أو يبذلوا أي جهد بهدف قراءة جريدة تصدر في بلد أخر والعكس صحيح ، لهذا ستبقى القدس العربي بكوكبتها الأكثر تأثيراً دون منازع طالما جمعت أمثال صبحي وبشير وخير والياس وأمجد وقنديل وعزت ، وسيرثهم جيل حريص على تكملة ما حرصوا على استكماله كي لا يتحول ما أنتجوه إلى أيقونات يُمنع مساسها ، بل ورثة يسعوا بكل ثقة أن يبنوا على ما تُرِك ، ويكملوا ما نقصَّ ويراجعوا ما قاله اسلافنا من أفكار وغيرها .
لا ننكر بأن الواقع ، في العشر السنوات الماضية أختلف أمره كلياً ، ولم يعد الحال كما كان أبداً ، بل أستطاع الإنسان الحر أن يضيف للبشرية مساحة في الفضاء ، أكثر تأثيراً وقوة ومجال شاسع ، فأصبح العالم يتدبر أمره من خلال هذه الفسحة ، تاركاً خلّفه الأرض ومن عليها من احتكاريين وسجانين وطامسين ومختزلين ، ليبدأ من أول السطر بالّتعلم السباحة على سطح هوائي غير مرئي بالعين المجردة ، بقدر ما يتطلب الواقع إلى بصيرة ، في وقت لم يخطر على بال هؤلاء الذين استحوذوا على الحياة الورقية ، أنه سيأتي يوم يفقدوا قدرتهم في تقرير مصير المواهب والمبدعين ، كما يشاءون ، وانتقال المجتمعات للحداثة بهذه الفترة القصيرة ، حتى تصبح المواقع وجرائد الكترونية اليومية هي الحيز المقروء والمعتمد على اختلاف مصادرها العالمية ، كما أنها تُقرأ من أين بقعة وفي الوقت المرغوب ، دون تكلفة وإسقاطات مفروضة ، لتصبح المواقع الاخبارية تمتلك جمهور الأوسع ، إن لم تكن الأغلبية ، حيث تغطي بشكل بانورامي شامل ومتنوع يلبي احتياجات القُراء على مختلف اهتماماتهم وتتبعهم لقضايا متعددة ، وخفيفة التناول ، للتفوق المواقع الاخبارية الكترونية على الجرائد الورقية التقليدية ، حيث باتت تحتل مواقع مثل أمد للإعلام ودنيا الوطن والحوار المتمدن ونقطة وأول السطر سطوح شاشات الحواسيب ، وبإعداد زوار خيالية ، تراقب وتبدي اعتراضاتها كما تبدي تأييدها وتناقش عند اللزوم لجميع المستجدات ضمن مساحة تحترم عقل الأخر ، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي الذي سمح لكثير من الأشخاص أن يتحولوا أرقام صعبة لا يمكن تجاوزها ، وذلك بفضل حجم أعضاء المشتركين ، كون يصل أحياناً اعدادهم ، ملايين ، ليس لأنهم يمتلكون شيء من الاغراء بقدر ما امتلكوا المعرفة التى رسخت الاحترام بين المشتركين وتنامت الثقة يوم بعد الأخر دون تزّين .
تواجه الصحف الورقية حقيقة لا مفر منها ، كون امامها بضع سنوات لا تتجاوز اليد الواحدة ، مغادرة الحياة العامة وذلك لأن الأجيال الجديدة بأكملها ، أصبحت تواكب التكنولوجيا بشكل مرضي ، حيث تحولت الأجهزة وألنت إلى شيء أساسي لا يمكن العيش دونهما أو التخلي عنهما ، وهناك كثير من كبار السن مارسوا الضغط على أنفسهم وتعلموا استخدام تلك البرامج لكي لا يخرجوا من الزمن ويحافظوا على ذلك الشعور ، أنهم مازالوا من هذا الكوكب ، بل قاموا بتقليص المسافة بينهم وبين جيل الشاشات المتنقلة .
لقد ترك عبد الباري عطوان مؤسسة ذات سمعة لا تُضاهيها أي صحيفة أخرى ، وهذا واقع لا يحتمل مُجاملات ، كما اسس لها موقع على الشبكة العنكبوتين ، لتصبح في المرتبة الأولى بين اخواتها من حيث الزوار ، إن استثنينَ المواقع الكترونية ، لهذا ليس من الصعب ابداً أن يتجه الرجل نحو تأْسيس من جديد موقع اخباري حديث يلّتقي به مع بعض اصحاب الثقة والكفاءات الفكرية والثقافية في منتصف الطريق ، من أجل الاستمرارية وتفويت الفرصة لمن أرادَ أن يقطع الحبل الفكري بين الكتّاب والقراء ، بالإضافة لخلق مناخ قادر على استيعاب كفاءات انطلقت من قاع المعرفة والثقافة نحو فضاء بعيد ، لتستكمل انتاجات المبدعين والمبدعين الراحلين ، الحية التى لا تقبل الموت او التحنيط ، كي يكونوا خير ورثة لخير ميراث .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرثومة عصية على المعالجة
- أهي ثورة تقرير مصير أمّ تحريك تسويات
- ارهاق مجتمعي يؤدي إلى انتحار وطني
- بآي بآي يا عرب
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة