أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية















المزيد.....

الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثر الحديث مؤخراً عن تشكيل الأجسام الاقتصادية والتجارية بغرض القيام بعمليات الإستثمار وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في القدس،وكذلك عقدت وأطلقت العديد من المبادرات في هذا الإطار والسياق،واذا كان جزء من هذه الأجسام او تلك المبادرات قد حركتها الرغبة الجدية في الإستثمار في المدينة وحمايتها مما تتعرض له من مخاطر حقيقية وجدية تطال الوجود العربي الفلسطيني فيها،فإن الكثير من تلك الأجسام والتشكيلات والمبادرات،حركتها المناكفات والإسقاطات والنكاية الشخصية والمصلحة الخاصة،وحب الظهور والتحدث باسم القدس من خلال وسائل الإعلام،قبل اي مصلحة اخرى،ولذلك جاء تشكيل تلك الأجسام وإطلاق تلك المبادرات،وارتبط كذلك في خدمة وابراز الذات و"الهوبرة "الإعلامية اكثر منه رسم استراتيجية استثمارية وطنية شمولية،تصهر كل الأجسام والطاقات والفعاليات والمبادرات في إطار جسم اقتصادي واحد،يكون بمثابة مرجعية تنموية واقتصادية،ولذلك وجدنا ان الحديث عن العمل والفعل والحماية والصمود....وغيرها،بقيت في إطار الشعار أكثر منها في إطار الفعل الملموس والمرئي،وأي كانت الذرائع والحجج والمبررات،التي يسوقها البعض في إطار محاولة إقناع المقدسيين بان مبادرته،جاءت بدافع الحرص والرغبة في تنشيط الحركة التجارية،بالتركيز على شارع او زقة ما في المدينة المقدسة،تعوزه الأدلة والبراهين،فأصحاب المبادرات تلك الأجدى بهم استفتاء التجار والناس ذات العلاقة،قبل ان يطلقوا مبادراتهم الخادمة لمصالحهم ورغباتهم،والقول انها جاءت لخدمة تجار القدس وتنشيط الحركة التجارية فيها،لكي لا نصل إلى ما وصلنا إليه من بيان وبيان مضاد،وإتهامات بأن ذلك جرى تنسيقه مع بلدية وشرطه الإحتلال،أو انه عمل تطبيعي وجاء ليعزف على وتر،بان بلدية القدس لديها مشروع بإغلاق الشارع،وهذا يشكل خدمة مجانية لها،وطبعا نحن لا نشكك في وطنية احد،ولا نتفق مع المبررات والذرائع التشكيكية بالهدف من الفكرة او المبادرة،ولكن نرى ما يحدث في إطار الإستقطاب والإستقطاب المضاد وإثبات الذات،فاليوم يتشكل جسم ويعقد مؤتمر صحفي يعلن إنطلاقته واهدافه،وبأن هذا الجسم لن يكون تكرار لأجسام سابقة،وبعد فترة وجيزة يعقد مؤتمر لتكتل آخر،يتحدث في نفس السياق والإطار والأهداف،وبالتالي تلك المناكفات والحرب على من الأحق بالقيادة وان يكون رباناً للسفينة،يجب أن يكون الحكم فيه الفعل على الأرض.فدائماً الميدان هو الحكم،ومهما حاول العديد من تلك القادة لتلك التجمعات او الأجسام الإستقواء بالإعلام وعبارات المديح والإطراء،الموجهة والمدفوعة الثمن والأجر،فهي لن تفلح بأن تغطي الشمس بالغربال او تحجب الرؤيا عن الناس،فالناس تعي تماماً،رغم رداءة كل المرحلة وصعوبتها،بان ليس كل ما يلمع ذهباً.
سابقاً في القدس وقبل ما يزيد عن ثمانية شهور على الأقل شهدنا ومن قصر الحمراء انطلاق مؤتمر اقتصادي،تخيل لي بأن ذلك سيسهم في خلق حركة إستثمارية حقيقية في المدينة،تنشط الحركتين التجارية والاقتصادية،وتحديداً في القطاع الذي يلعب الدور الفاعل والحقيقي(قطاع الإسكان)،في تثبيت وجود المقدسيين على أرضهم،وكان الحديث على ان الإستثمار في القدس رغم مخاطره فهو مجدي ويحقق ربح حقيقي،وجرى الحديث عن تشكيل هيئة أو لجنة تتابع ما انبثق عن هذا المؤتمر من قرارات وتوصيات..... ولعله من المفيد أن أقتبس جزء من مقالة كتبتها في جريدة القدس في 16/12/2012 فقد أجمع كل المتحدثين في مؤتمر ملتقى القدس للأعمال الذي عقد في القدس كانون اول /2012 في قاعات قصر الحمراء وفندق ال"سان جورج لاند مارك" وأشرفت عليه شركة القدس القابضة،على أن هناك فرص وممكنات عالية للاستثمار في المدينة،وقد عرضت مشاريع وفرص استثمارية بحوالي نصف مليار دولار،وخصوصاً في قطاعات العقارات والسياحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات،وبكلمات من استمعت إليهم والذين ستكون مصداقيتهم على المحك والمساءلة امام المقدسيين، فإما ان يقول المقدسيين لهم انتم الرجال الأوفياء للقدس، أنتم الذين يعتد ويعتز بكم، وأنتم أهلاً للمسؤولية والموقف والكلمة،تقرنون القول بالفعل،او سيقولون لهم أنتم فقط تجار شعارات وأصحاب مصالح ومنافع خاصة ليس لكم علاقة بالقدس،سمعنا الكثير من قبلكم من أصحاب الشعارات الطنانة والخطب الإنشائية ومحبي الظهور أمام الكاميرات وعلى الفضائيات ..الخ. وبكلمات رئيس مجلس إدارة القدس القابضة مازن سنقرط"نحن مؤمنون بالفرص الوفيرة في القدس وما زلنا نعمل على تعزيز أركانها الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات فيها حيث أننا حققنا إنجازات ستحفز المستثمرين من الخارج للاستثمار في القدس من خلال مشاريع تضم القطاعات العقارية والتأمين وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والتعليم الخاص" أما علي شقيرات مدير عام شركة إخوان علي شقيرات،فهو في معرض إجابته على السؤال المطروح عليه عن العوائق للاستثمار في المدينة، فقد نفى ان يكون هناك عوائق للاستثمار،بل أن إقامة المشاريع في القدس رغم كل العوائق،هي ذات مردود استثماري جيد بالمعنى التجاري، بعيداً عن البعد الوطني والسياسي والديني في هذا الجانب، وبعيداً عن استدرار العواطف والمشاعر.
وما أستطيع اليوم قوله بأن العاملين في قطاع الإسكان امثال على شقيرات او ابو اياد زحايكة او ابو عادل الجولاني وغيرهم،باتوا على قناعة تامة بأن هذه الأجسام،هي على الأرحج لن تشكل رافعة او ستكون عنواناً لحركة نهوض جدي في واقع المدينة المقدسة في الجانب الإقتصادي التنموي،وبالتالي أخذت تلتفت الى مشاريعها الخاصة،وتمارس دورها وقناعتها في كيفية تقديم خدماتها للناس في تعزيز صمودهم وبقاءهم في المدينة المقدسة،دون إغفال أن لهم اهداف في تحقيق المنفعة الخاصة،فطبعاً هم ليس شؤون إجتماعية..
نعم رأس المال جبان وهو يهرب باتجاه الربح السريع والمضمون، ومدينة كالقدس يستهدفها الاحتلال ويضع الكثير من العراقيل أمام سكانها لمنعهم من إقامة الأبنية فردية وجماعية او المشاريع الاستثمارية الأخرى فنادق ومطاعم ومدارس وغيرها،فهناك إستراتيجية رسمها الاحتلال،تقوم على العبث في الديمغرافيا المقدسية أكبر عدد من اليهود وأقل عدد من السكان العرب فيها، هذه استراتيجية ثابتة في الفكر الصهيوني، وهو يقدم كل التسهيلات الممكنة للإسرائيليين من أجل الاستيطان في المدينة المقدسة،على مستوى الدولة او على مستوى رجال الأعمال والقطاع الخاص. ولكن ما هي استراتيجيتنا للمواجهة في هذا الجانب؟، اعتقد أنها لا تأتي من خلال القول بأننا نستثمر فقط في الروابي والتي انا قانع انها لعبت دوراً في تهجير عدد لا بأس به من المواطنين المقدسيين لخارج مدينتهم، أو أن هناك مشاريع وفرص استثمارية بقيمة نصف مليار دولار؟؟، بل ان ما نريده هو ترجمة عملية على الأرض تخلق وتعيد الثقة للمواطن المقدسي الفاقد الثقة بالسلطة وبالقطاع الخاص والرأسمال العربي والاسلامي،وهو يشعر بأن قضيته فقط تستغل من أجل الشعارات والمزايدة وجلب التمويل للمنفعة والفائدة الشخصية، والذي لا ينعكس على حياة المواطنين،فكلفة الصمود والثمن المدفوع في مدينة القدس أعلى منها في أي مدينة فلسطينية أخرى،وهنا المحك، وهي بحاجة الى نفس تضحوي اولاً قبل كل شيء، وقناعة بشراء الزمن في القدس على رأي الراحل فيصل الحسيني...
الإحتلال يستهدف القطاع الإقتصادي في مدينة القدس،وعبر الكثير من الإجراءات والممارسات،جعلت منه اقتصاداً ملحقاً وتابعاً للإقتصاد الإسرائيلي،لكي يمنع أي إمكانية لنمو وتطور اي إقتصاد فلسطيني مستقل،أو أن يتجه المقدسيون إلى الإعتماد على انفسهم،والإحتلال أحدث تغيرا بنيوياً في الإقتصاد المقدسي،وحوله الى اقتصاد إستهلاكي يعتمد على البضائع والمنتوجات الإسرائيلية أو المنتوجات المستوردة،ونحن في مدينة القدس اقتصادين ورجال اعمال وقطاع خاص،مستمرين في الجدل حول جنس الملائكة ذكر او انثى،ولم نحدث أي تغير او تطور او تقدم على صعيد خلق ورسم استراتيجية تنموية أو اقتصادية،وعاجزين عن بناء مرجعية إقتصادية أو تنموية موحدة،كما هو حال السياسة وعلى نحو أسوء.
إن مغادرة خانة المناكفات الشخصية والتعامل مع اقتصاد المدينة،بلغة العشيرة والقبيلة،والمحاصصة والمصالح الخاصة اولاً وغيرها،لن تيسهم أبداً في إحداث حالة من النهوض التنموي في المدينة.

القدس- فلسطين
28/7/2013
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار الاتحاد الأوروبي تجاه حزب الله قمة الوقاحة والمعايير ال ...
- القدس تصنع الحدث مرة ثانية
- الشعب قال كلمته.......إسقاط -برافر-...............وإسقاط الم ...
- -طلبنة- حلب
- ما هكذا تصنع الثورات يا ثوار تسليم المفتاح...؟؟
- تمرد....تمرد...وعدوى التمرد
- نهاية حقبة الإخوان
- في مصر المطلوب:- عدم فقدان البوصلة
- جولة كيري الخامسة مقاربات الحل النهائي غير متوفرة
- لمصلحة من كل هذا الشحن المذهبي والطائفي ..؟؟
- لمصلحة من يتم إسقاط الهوية القومية والوطنية....؟؟
- الدوحة ليست هانوي...؟؟؟
- مرجل المنطقة يغلي في كل الإتجاهات
- وقاحة غير مسبوقة ..؟؟؟
- -سلام- كيري ....هو - سلام- نتنياهو بإمتياز
- شتان ما بين الشيخين ..؟؟!!
- قراءة في العدوان الإسرائيلي على سوريا ..
- متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟
- شتان ما بين نصر الله وحمد ..؟؟؟
- القرضاوي رمز المذهبية والطائفية والإقصائية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية