أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الديمقراطية والإسلام السياسي















المزيد.....

الديمقراطية والإسلام السياسي


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 17:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قبل الخوض في ديمقراطية الإسلام السياسي ، والتي يلخصها الإخوان في الصناديق وما منحته من شرعية للدكتور مرسي فقط ، ويتغاضون بل ويرفضون رفضا باتا باقي أركانها وقواعدها ، التي لا تصبح ممكنة الوجود إلا باحترام كل أسسها المرتبطة بسيادة الشعب ، والحكم القائم على رضى المحكومين ، وحكم الأغلبية ، وحفظ حقوق الأقليات ، وضمان حقوق الإنسان الأساسية ، والمساواة أمام القانون ، والانتخابات الحرة النزيهة ، والقيود الدستورية على الحكومة ، والإيمان بالتعددية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وإشاعة قيم التسامح والتعاون والتوافق والتراضي .. قبل ذلك لابد لي أن أبدي ملاحظة أرى أنها مهمة جدا ، وتفرض الإعجاب والتقدير للسلفية ( المذهب السلفي ) حول صدقية ومصداقية موقفها الواضح من إشكالية بالديمقراطية ، ورفضه لها جملة وتفصيلا ، دون مراوغة أو خداع أو مخاتلة ، حيث أنه لا نقاش في أدبياتهم لها ولكل ما ارتبط بها من حريات ، على اعتبار أنها مخالفة لشرع الله الرافض -حسب تعاليم مذهبهم- لها وللدولة والمجتمع المدنين.
ومهما عد وضوح الموقف السلفية للديمقراطية ، واعتبر جلاء رفضهم لها رفضا باتا وقاطعا ، ميزة وفضيلة تحسب لتيار الإسلام السلفي ، فإنه لا يعطي صورة افضل وأشد لمشاعر الاطمئنان من غيرهم من الجماعات المتأسلمة ، لأن السلفية تعرف ما ترفض ، ولكنها ، مع السف ، لا تعرف ما تريد ، أهي "السلفية المطلقة " والمتمثلة في الحكم بشرع الله ، أم الخلافة العامة ، الشيء الذي يضطرها للجوء إلى التشدد والعنف "الجهادي" المضطرب ؛ بخلاف التيارات الإسلامية السياسية الأخرى –الإخوان ومن سار على دربهم - التي تحاول جادة في التميز على السلفية المتشددة ، بتصنع قدر من الاعتدال والانفتاح والوسطية والتوفيقية ، واستخدام التقية والمراوغة في تعاملهم مع الديمقراطية وقيمها ..
كما دلت تجارب معامل الأخوان المسلمين مع الديمقراطية ، حيث أنهم رغم ما يتقمصونه من اعتدال زائف ، وما يتدثرون تحته من أغطية الدمقرطة المخادعة ، فإنهم يبقون غير واضحي القطيعة مع نظرة الاسلام السياسي المتشدد (السلفية) للديمقراطية ، حيث أن مواقفهم وطروحاتهم حولها ، خاصة كلما تعلق الأمر بليبرالية واستقلالية الفرد وعلمانية الدولة والسلطة السياسية ، فإنها لا تخرج عن المناورة السياسية والتكتيك الاستراتيجي المراوغ ، والتصريحات الظرفية التي يطلقها رجال الدين/السياسي من قادة الإخوان وفقهائهم ودعاتهم ، لإرضاء جمهور وجهات بعينها ، ولا تعدو مجرد ذلك التباك على الحريات الذي يتخذ جسراً للوصول الى السلطة والسيطرة المطلقة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ودينياً ، والتي يحشدون من أجلها كل طاقاتهم وقواعدهم وتنظيماتهم ، ويستنفرون لها جميع مؤيديهم ، ويدفعون بهم الى الشوارع لتفعيلها وإثبات جدواها ، في معارك ما يسمونه بـ" الشرعية " ، محولين بذلك الصراع السياسي برمّته الى صراع يحتمي بالدين ، يُتهم فيه وعبره كل معارضي القرارات السياسية للرئيس الإخواني ، والحزب والجماعة ، ويُنعت من خلاله كل الذين يقفون ضد تخبط الإخوان في ادارة الدولة المدنية الحديثة ، وانفرادهم وهيمنتهم على السلطات الثلاث البرلمانية والتنفيذية والقضائية، بغية أخونهم للدولة ، على أنهم ضد الدين ، ومعارضون للإسلام ، ويُواجهون بخطابات دينية سياسية متعالية حافلة بلوائح طويلة من الشتائم والاتهامات التكفيرية ، التي لا يحسن نسجها وصياغتها إلا رموز التيارات الاسلامية ، بلغتهم الغيبية ، المبنية على المجهول الماورائي ، والتغييب عن الواقع ، والأحلام والمنامات والخرافات والشعارات الخاوية من أي مضمون معرفي حقيقي ، والتي تتخذ كأداة دينية لتحقيق مآرب سياسية ليس لها صلة بالدين كواقع معيش ، كشعار "الاسلام هو الحل" .
فاذا كانت حركات الاسلام السياسي ، تقوم أساسا على رفض الدولة المدنية والمجتمع المدني الديمقراطي وتسخر النصوص والطقوس الدينية لفرض القيود على الديمقراطية وحقوق الانسان وحق المواطنة لجميع المواطنين والمساواة التامة بين الناس بصرف النظر عن الجنس والدين والعقيدة واللون ، وتعمل على تغيير المجتمع عن طريق التطرف السياسي/العقائدي المبني على التكفير والعنف والإرهاب ..
وإذا كانت ممارسات الاسلام السياسي -سلف، اخوان، اتباع ولي الفقيه ، وغيرها من الفرق الجهادية التكفيرية - تتخذ من العنف طريقاً لتحقيق مآربها العقائدية والحزبية للوصول الى السلطة التي تمكنه من اقامة دولة دينية مبنية على الفكر الإقصائي الطائفي ، وتمارس العنف والإرهاب باعتباره جهاداً يستغل الدين في المجال السياسي ..
فكيف لمثل هذه الجماعات المتبنية للإسلام السياسي بكل ألوانه وأطيافه ، التي لا تساند الديمقراطية طالما المنطلق الأساس لمنظومتها العقائدية والفكرية ، هو احتكار الحقيقة المطلقة ، أن تؤسس لمشروع حضاري ديمقراطي تحتل الأولوية في مسيرته ، الحقوق المدنية والسياسية والمرأة والتعددية والتسامح والاعتراف المتكافئ بالآخر ، وغيرها من القيم السياسية والاجتماعية البعيدة كل البعد عن صيغ التعالي الكامنة في الخطاب الإخواني السياسي/الديني ..
إن ما يجرى في مصر ، ويشغل العالم بأكمله ، لهو ظاهرة صحية بحق ، وتأكيد إضافي على أنه لا بد من نظام ديمقراطي لا يستقيم إلا على ارضية حقوق المواطنة وحقوق الانسان والتعددية والعدالة الاجتماعية وفصل الدين عن السياسة والدولة وتحرر المرأة ، وغيرها كثير من المبادرات الحريصة على امن المجتمع او استقراره من خلال نبذ الحقد والكراهية والتطرف والعنف ونشر قيم المحبة والإخاء والتسامح والحوار وترسيخ الثقة بين مكونات المجتمع الذي اصبح يعاني من مشاكل سياسية طاحنة افتعلها الإخوان ورئيسهم مرسي بانتقاصه من مقدار مصر في كل المحافل الدولية من خلال نقص الكفاءة ، وضعف التجربة ، والعناد والتنطع ، وتقليله من قدر الشعب المصري ، من خلال اخفاقه في توفير ادنى متطلبات الحياة المعيشية ، وعدم تأمين الحقوق المدنية والسياسية والديمقراطية ، وما لها من تداعيات اجتماعية خطيرة على مستقبل البلاد والعباد ، والتي لا تحل إلا بتكاتف كافّة الجهود المصريين وتضافرها ، ومن خلال استشعارهم جميعا لثقل المسؤولية العظيمى ، التي حتمت عليهم الخروج في تظاهرات حضارية سلمية منددين بحكم الجماعة ، ومطالبين في ظل حماية القوات المسلحة ، بتنحي الرئيس مرسى العياط وجماعته التي انكشفت حقيقتها ، وتعرت عورتها ، وانفضحت خطورة استئسادها - الذي ما كان ليكون ، إلا حين وجودوا المصريين خاضعين خانعين لهم - الذي لم يعد له اي تأثير محسوس قد يخيف أو يؤثر في مجرى أمور الشعب المصري الذي حقق ما أراد ، وأعاد الإسلاميين إلى حجمهم البيعي ، ومكانهم ومكانتهم اللائقة بهم ، بعد أن نفضوا عنهم جهلهم وتخلفهم وتخلصوا من خوفهم من الإسلاميين ، الأمر الذي غير الكثير من المعطيات ، - في الفترة بين ثورة 25 يناير و ما بين ثورة 30 يونيو وما بعدها - في كثير من قطاعات الشعب المصري التي كانت منخدعة بقوة الإخوان وجبروتها الذي اتضح ، من خلال تجربة حكمهم القصيرة والفاشلة جداً ، أن مصدر تلك القوة وذلك التسلط ، إنما هو من حجم ضعف وجهل المجتمعات التي يرتاعون ويمرحون فيها ، فإذا كان المجتمع معتلا بالتخلف والجهل ، كان للإسلاميين فيه قوة وسطوة ، ولذلك قد أصبح بينا أن أفتك سلاح لمواجهة تغول الإسلاميين ، هو نشر الوعي والمعرفة ونبد الخرافة ، وتبني الديمقراطية بجميع أركانها التي تفي بحاجات الإنسان الأساسية ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتكفل له البقاء ، وتقلص الفوارق الجسيمة فى فرص المعيشة ، فى ظل تفشى ظواهر سلبية تنتقص من الديمقراطية ومن البنيان الاجتماعى بكامله ، وتنشر فى شرايين المجتمع روح الفتنة والتشوهات ..
وفي الختام أتأسف كبير الأسف على شيء واحد ، هو أن الكثير من شعوب الأمة العربية والإسلامية ، ترفض التعلم من الكثير من حلقات تاريخها التي تتشابه ، او تكاد ، إن لم نقل أنها معادة بنفس الصورة وبأمانة خارقة ، فتقع في نفس الأخطاء ، وتقعدن ملومة..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدين هو السبب فيما يحدث من صراع بين الناس ؟؟
- قمة الخداع والنفاق !
- توحيد الصيام بين الشعوب العربية والإسلامية
- مذاقُ لحمِ الخيل خير أم لحم الحمير؟؟؟
- الخرافات الإخوانية !!
- الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!
- أفول نجم إخوان مصر يزلزل باقي الأنظمة الاستبدادية الاستعبادي ...
- سقط وهم الخلافة، و لم يسقط الإسلام ؟
- تجربة الإقتراب من الموت !؟
- لا حزن يعدل حزن الفقد بالموت ، ولو كان موت كلبة !!
- اقتباس ، أم سرقة فاضحة ؟
- القاهرة، عروس النيل وجوهرة أم الدنيا..
- يوم عامل أزلي!!!
- شعارات فاتح ماي، و قضايا العمال الكبرى.
- عندما يكون النضال عفوياً وصادقاً ..
- القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.
- الحدود
- الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.
- عيشية الرحيل..
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الديمقراطية والإسلام السياسي