أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - المجد للشعب المصري














المزيد.....

المجد للشعب المصري


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 09:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم أعتد أن أكتب مقالات حماسية.. ولكن الحماس أطغى من أن يقاوَم!!!

فقد شاهدت واشتركت اليوم في معجزة من الحراك الجماهيري لم يسبق للعالم- فيما أظن- أن شهد لها مثيلاً.. والمثير أن هذا الشعب يخرج بهذه القوة للمرة الثالثة في أقل من شهر.. ما يعني أننا أمام مخزون واندفاع ثوريين لا يمكن مقاومتهما أو مجاراتهما..

طوفان البشر كان من كل الطبقات والأعمار والأحياء والمدن.. مع تواجد قوي جدًا للشباب والإناث والمسيحيين.. وهي فئات طال استضعافها، لكن ثورة يناير أدمجتها في الآتون الثوري.. وكان زعماء الموجة الإخوانية على مدى العامين الماضيين قد تصوروا أن بالإمكان إعادتهم إلى مربع السلبية بعد إحباط تلا إحباط.

أهم ما استخلصته من هذا اليوم العظيم أن الهيمنة الأيديولوجية الإخوانية والسلفية على قطاعات واسعة في المجتمع قد تعرضت لكسر واضح.. وإن لم تنته تمامًا بالطبع وستظل تقاوم بقوة العادة وخطاب المظلومية والمصالح الطبقية التي تمثلها..

كنا نتصور أن تحقيق هذا الانكسار سيتطلب زمنًا، رغم أننا كنا في سباق مع الزمن قبل مضي المشروع الفاشي في طريق اللاعودة.. ولكن ممارسات الإخوان الإقصائية والاستعلائية، وافتضاح تبعيتهم للخارج الأمريكي والإقليمي، والتواطؤ السافر مع قوى الإرهاب في سيناء، وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، والهوان الدولي للدولة المصرية.. كل هذه العوامل كسرت المشروع الإخواني في الصميم في زمن قياسي..

الملاحظة المهمة اليوم تتعلق بذلك التأييد الجارف الذي لا يمكن إنكاره لوزير الدفاع، واتضاح أنه أصبح الشخصية الأقوى في البلاد، ورأى فيه الكثيرون البطل المنقذ، وهو أمر مفهوم على مستوى اللحظة، ولكنه ينطوي على مخاطر عدم الإعلان عن مشروع اجتماعي/ مدني/ وطني واضح لهذه الزعامة أو للمؤسسة العسكرية.. الأمر الذي يتطلب التمسك بأعلى درجات اليقظة.. لقد تقدمت الكاريزما الفردية لتحل محل غياب حزب طليعي قوي يقود الجمهور.. ومن المؤكد أن هناك علاقة جدلية بين الكاريزما والجماهير، قابلة للتطور، وقابلة أيضًا للنكوص..

كذلك لا يجوز تصور أن الإدارة الأمريكية ستفرط بسهولة في وضعيتها داخل مصر، وبالصورة والشروط التي تريدها، ومن المفهوم أن تقدم على محاولات متنوعة للاستيعاب والاستقطاب، وأيضًا للتآمر والتخريب.. قد تخفض الورقة الإخوانية قليلاً، لكن من المؤكد أنها تعتبرها أثمن ورقة حصلت عليها في السنوات الأخيرة ليس فيما يتعلق بمصر فحسب، وإنما للإقليم بأكمله.

كما لا يجوز الوقوع في وهم أن الانكسار النسبي للهيمنة الأيديولوجية لليمين الديني يعني أن هذا التيار لا يمتلك أساليب أخرى لإعادة بناء الذات، وللتفاوض، وللإيذاء أيضًا.. وهو قد يضطر للتراجع بعض الشيء منتظرًا الفشل الذي يرجحه لأي حكومة مقبلة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والأمنية..

وعلينا أيضًا مسئولية تاريخية كبرى وشاقة للعمل على استيعاب الانشقاقات والإحباطات التي ينتظر أن تتعرض لها تيارات اليمين الديني.. وقد يدفع اليأس بعضها إلى هوة الإرهاب.. وهو ما يتطلب حكمة سياسية وجهدًا تنويريًا كبيرًا.. خاصة مع الصفوف القاعدية من الشباب والمنتمين للطبقات الفقيرة والمهمشة..

لا بد من الاعتراف بأن الشعب المصري لا يكف عن مفاجأة من يدعون أنهم طلائعه بطاقات وإبداعات مذهلة.. ولكن البعض من هذه الطلائع استنكفت أن تخرج مع الجمهور في غضبته.. بسبب توجيه الدعوة إلى الخروج من المؤسسة العسكرية.. فعزلوا أنفسهم أكثر.. فأنت لا يمكن أن تفرض شروطك على الجمهور كي تخرج معه.. وإنما عليك أن تعمل على تعديل وتصحيح المواقف والشعارات من خلال الاشتباك الحميم معه، وليس عن طريق مناجاته أو تقريعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي..

الدرس العاجل والمهم الذي يجب ان تستوعبه القوى التقدمية هو أنها ستظل عاجزة عن لعب الدور المنتظر منها ما لم تتوحد على مستوى التنظيم والبرامج والشعارات.. وبغير هذا سيكون الإقرار الفعلي بتسليم الحركة الجماهيرية للعشوائية ولسيطرة الإعلام البرجوازي بشقيه المدني والديني..

أخيرًا.. أفتخر بكل هؤلاء البسطاء الذين خرجوا في طوفان بشري جامعين بين التظاهر السياسي والاحتفال الاجتماعي مبتهجين بوحدتهم ووعيهم واكتشافهم لقوتهم..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام مصر الخطيرة
- انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري
- الثورة المصرية بحاجة لطليعة
- لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب
- الساكت عن النقد...
- شافيز.. عرفته قبل أن أقابله
- حتى لا تخسر القضية الفلسطينية شعب مصر بسبب حماس
- حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب
- السياسة الثورية.. وإلا الخيار نيرون !!
- قهر الفاشية.. أو الخروج من التاريخ
- لنكسر الفاشية أولاً
- ارتباك في بر مصر
- بلطجة نظام مرسي وجماعته لن تخيفنا
- لا وقت للميوعة
- حديث الصراحة مع المعارضة الليبية
- مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح م ...
- الروح الرياضية واللعب بالديمقراطية
- العودة للاهتمام بأمريكا اللاتينية.. توطئة
- هل يفعلها اليسار المصري هذه المرة ؟!
- الثورات العربية.. تقدير موقف


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - المجد للشعب المصري