أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - ثروة الإيمان














المزيد.....

ثروة الإيمان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثروة الإيمان

أعتقد بان هناك شبه إجماع عند العرب بان الثروة الطبيعية وخاصة النفط أمست نقمة عليهم وليس نعمة خاصة بعد حرب الخليج الثانية، واحتلال العراق، وبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي، فقد تبين للجميع ليس ضياع الثروة العربية وحسب بل استخدامها في قتل المشروع العربي أيضا، لكن ما يدهشنا في الوقت الراهن، استخدام أهم عنصر عند المجتمعات البشرية (الإيمان) في تقويض الأمة وهلاكها، وليس في رفع شأنها ومكانتها وتحسين صورتها. فقط نذكر بالتجربة السوفيتية التي استخدمت عنصر الإيمان في نقل المجتمعات السوفيتية من عصر الإقطاع إلى مصاف الدولة الأكبر والاهم في العالم، حيث كان الإيمان بالفكرة الاشتراكية التي ستسود العالم هي العنصر المحفز على تحقيق تلك الانجازات العلمية والاجتماعية والاقتصادية.
لكن نحن العرب خاصة والمسلمون عامة نستخدم هذا العنصر في قتل بعضنا ـ وبأي طريقة؟، تفجير انتحاري داخل مسجد أو كنيسة أو بيت عزاء أو فرح أو داخل سوق عام، وهنا تكمن المصيبة، فالذي بقدم على عملية التفجير تم غسل دماغه تماما بان الجنة والحور العين في انتظاره بمجرد الضغط على الزر، وهنا يتبين لنا حجم الطاقة التي كان من المفترض أن تستخدم في عملية البناء والتعمير وليس في عملية الهدم والدمار والقتل.
تاريخيا الفلسطينيون كان لهم دور بارز في هذا النوع من العمل، خاصة في معركة الكرامة حيث كان المقاتل الفلسطيني يتصدى بجسده الملغوم للمدرعات الاحتلال، ومن ثم تم تطوير هذه النوع من العمل الفدائي في مهاجمة الاحتلال داخل الوطن المحتل، وفي اغلب العمليات كانت النتيجة استشهاد المقاتل أو أسره في أحسن الظروف.
ورغم بطش النظام الرسمي العربي بالفلسطينيين في حرب أيلول عام1970 وتل الزعتر عام 1976، إلا أن العمل الفلسطيني لم يتجرأ ، بمعنى إيجاد الفكرة التي تبرر القتل الجماعي للناس العاديين، فلم نشهد خلال الفترة الطويلة من الخلافات العربية الرسمية الفلسطينية أن تم عملية ـ استشهادية ـ في سوق أو حتى في معسكر لنظام عربي، وذلك نتيجة القناعة بان الشعب العربي والجيش العربي مغلوب على أمره.
لم يقتصر هذا الأمر على المنظمات الفلسطينية وحسب، بل تعدى ذلك إلى كافة عناصر حركة التحرر العربية وبكافة اتجاهاتها الفكرية أن كانت قومية أم ماركسية أم وطنية، في مجملها لم تجرأ ـ ليس بمعنى الخوف من النظام ـ وإنما حسب معتقداتها الفكرية والأخلاقية على عمل يسهم في هدم أو يمكن أن يؤثر على تكوين النسيج الاجتماعي للوطن، من هنا كانت حركات التحرر العربية بشكل شبه كلي تحجم على المساس بالممتلكات العامة أو التعرض للتكوين الاجتماعي بأي شكل كان.
لكن ما يحث الآن وخاصة من الاتجاه الديني الجهادي الذي يغذي العقول بفكرة الجنة والحور العين، معتمدين على إنهم خلفاء الله على الأرض، وهم ـ وحدهم أصحاب القول الفصل ـ في تكفير هذا أو ذاك، ومن ثم لهم الحق في ـ قتل ما يرونه خارج الملة ـ حتى لو كان ذلك يشكل أكثر من نصف المجتمع، من هنا نجد الجرأة والقناعة المطلقة عندهم في عمليات القتل الجماعي للناس، كل ذنبهم فقط لأنهم متواجدون على ارض هذا الوطن.
ما حدث ويحدث في العراق ـ ما تبقى من مسيحيي العراق لا يتجاوز ال 20% من تعدادهم قبل الاحتلال، عمليات القتل الجماعي في المساجد وفي الأفراح وبيوت العزاء اليومية، القتل على أساس مذهبي أو طائفي ـ حتى في فترة الحرب الأهلية اللبنانية لا يمكن أن تقارن بما يجري من دماء ودمار في العراق وسوريا، ما حدث في إحدى المساجد في غزة، حيث تم تدمير المسجد على رؤوس من فيه بفتوى (أنهم خارجون على الحاكم) وكان يمكن أن يتم إخراج المتواجدين في المسجد من خلال قطع المياه والكهرباء عنهم لمدة لا تتجاوز اليومين، لكن فكرة ـ الأنا المطلق ـ التي تسيطر على عقولهم تجعلهم لا يفكرون بغيرهم أبدا.
فاستخدام ـ الإيمان الجاهل ـ عندا لأطراف الدينية الجهادية تحديدا يعمل على تدمير الوطن وقتل المواطن وتشرذم المجتمع.
ما يحدث في سوريا والعراق من عمليات قتل بالجملة يمثل الاستخدام السلبي والعكسي للإيمان، فبدل أن يكون هذا الإيمان في خدمة الوطن والمواطن، أصبح يستخدم للخراب والدمار وقتل الإنسان، والأحداث الأخيرة في مصر ـ بعد سحب السلطة من الإخوان ـ نجد عمليات التخريب لمؤسسات الوطن وعمليات القتل للجنود المصريين كل ذلك بدوافع الإيمان السلبي والفهم الجاهل للإيمان.
كنا نتمنى أن تكون هذه الأعمال (الجهادية) تقام ضد العداء كما هي ضد الأهل والوطن، لوجدنا في ذلك عزاء وتبرير، لكن تبين عقم هذه المجموعات خاصة بعد أن تزايدت عمليات القتل في العراق الذي يقتل منه كل يوم ما يزيد عن العشرين مواطن ويصاب ضعف هذا العدد.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المجموعات الدينية الجهادية تعمل ضد الوطن والمواطن وليس لهما، فبعد أن جعل النظام السوري جبهة الجولان مفتوحة للعمل العسكري لم نرى احد من هؤلاء الجماعات يقدم على ضرب قوات الاحتلال، واقتصرت العمليات ضد النظام تحديدا، وليس هذا وحسب بل أن العديد من عناصر الجماعات الجهادية الذين تعرضوا لإصابات في عمليات القتال يتم علاجهم من قبل قوات الاحتلال، والتي تشير الدلائل إلى فرحتها وسعادتها لما يجري في سوريا والعراق ومصر، فما آن لهؤلاء أن يعدوا إلى رشدهم، وان يجعلوا من إيمانهم ـ تلك الطاقة الهائلة ـ إلى عنصر بناء في المجتمع وليس عنصر خراب؟

رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر
- مكان
- صفوف الحياة
- الضياع
- عالية ممحدوح وتقليد الذات
- واسيني الأعرج في بلده فلسطين
- كيف سقينا الفولاذ
- مشكلة العقل العربي
- أبن تيمية والتعددية الفكرية والنذهبية
- الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية
- نهج الاخوان
- رباعية إسماعيل فهد إسماعيل
- الشرق والغرب عند توفيق الحكيم
- العامة في يوليوس قيصر والعرب الآن
- الطرح الطبقي في عصفور من الشرق
- المفكر الامام البوطي
- خذني الى موتي


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - ثروة الإيمان