أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - سهرة لا تنسى














المزيد.....

سهرة لا تنسى


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 00:30
المحور: المجتمع المدني
    


ونحن نطوي السنوات الأولى للألفية الثالثة وما تشهده من تطور في العلوم الحديثة والتي احد أهم أهدافها خدمة الإنسان في شتى المجالات وتوفير الجهد والوقت ، والتي نلمس بعضا منها في بلداننا النامية ولكن الفارق لازال شاسعا ففي الكثير من البلدان المتقدمة يتم انجاز أكثر من ثمانين بالمئه من المعاملات عن طريق الانترنت واذكر إني قبل اربع اعوام راجعت إحدى الدوائر لاستحصال وثيقة مهمة فوجدت طابورا من المراجعين يتجاوز المئة رغم أني وصلت قبل بدء الدوام بساعتين وحين سألت من في الطابور قالوا بأنهم قدموا من الليلة الفائتة وبدا التجمع عند الواحدة ليلا ، ووجدت بالقرب منهم افرشه وبطانيات و( ترامز ) الشاي وعلى الأرض مخلفات فطورهم بالإضافة إلى قشور الكرزات ، سألت احدهم عما احتاجه في الليلة القادمة لاني عزمت أمري للمجيء فأجاب تحتاج لفراش وبطانية وفطور و كرزات و( ترمز ) الشاي بالإضافة للمستمسكات المطلوبة .عدت لمنزلي وبقيت بالانتظار وما إن اقترب الموعد حتى بدأت بأعداد العدة للامسية التي سأقضيها بالعراء مع من لا اعرف وكأني سأقضي واجبا عسكريا ، أوصلني احد جيراني والذي يعمل سائق سيارة أجرة للمكان المنشود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تقريبا فلم أجد احدا في الساحة التي إمام الدائرة فحمدت الله أني أول من في الطابور، افترشت الأرض وألقيت بنفسي على الفراش وبقيت بالانتظار متمنيا إن يكون أول القادمين شاب بعمري لنتسامر حتى الصباح ، مرت الدقائق ثقيلة جدا فالهدوء يعم المكان ولا صوت سوى نباح الكلاب ونقيق الضفادع ، وبينما إنا أترقب الشارع المؤدي إلى الدائرة وإذا بصوت الحارس من داخل البناية يصيح لا نستقبل اي مراجع فالاستمارات نفذت وقد بتبليغ اعلنا عن ذلك ولن يأتي احد ، كان وقع كلامه علي كالصاعقة لاني أضعت الأمل فقلت له لماذا تأخرت ولم تقل منذ بداية وصولي فأجاب معذرة ظننتك احد المتسولين أو المجانين الذين يتنقلون وينامون في الساحات ولم اعرف بأنك مراجع إلا بعودة التيار الكهربائي ففراشك يطأ الأرض المتربة للمرة الأولى ، وبين خجل وحياء اتصلت بجاري ليعيدني للبيت فوافق ولم يخف بعضا من ضحكاته ، بعدها لملمت فراشي وبقيت بالانتظار ؛ وصل جاري بعد برهة وأخذني للبيت ونحن في طريق ألعوده سالني السائق بفكاهة ( كملت شغلتك ) قلت لا ولكن ما حصل الليلة يستحق لان أقف مع نفسي لأتساءل عن جدوى استمرار الروتين المهين في بعض الدوائر الحكومية بالاضافه لعدم إعطاء المواطن الاهتمام المطلوب فلماذا يضطر المواطن لان يسافر ويقيم في فندق لأيام لينجز معاملة بسيطة تنجز في البلدان المتقدمة بساعة أو ساعتين ، إنا على يقين بأننا نملك القدرات البشرية والمادية ولكن المسالة تحتاج للحزم والوقت بالإضافة لنفض الغبار القديم من الروتين المقيت ، الغريب في الأمر إن المراجع هو من يتنقل بخطوات المعاملة حتى في المراحل التي لا تتطلب وجوده مما يسبب زخم كبير على الدوائر الحكومية والأغرب أن تجد تضاربا حتى في تفسير التعليمات فتجد وثيقة معينة معترف بها في إحدى الدوائر وغير معترف بها في أخرى، فكلنا أو اغلبنا سمع من موظف في يوم ما عبارة ( هاي ما تاكل ) وهنا يتحدث الموظف عن وثيقة صادرة من جهة معينه وإذا كانت غير معترف بها ( وما تاكل ) ما هو الداعي لاستصدارها وأحيانا برسوم وجهد جهيد.تحدث لي يوما احد أصدقائي عن معاملة إثبات ملكيه والتي يقوم بانجازها بعد أبيه الذي توفى وهو يراجع واستمرت لأكثر من عام ، رغم أن دعاوى الملكية تمس أيتام وقصر وهم أحوج ما يكونون للمال وأي تأخير لايصب في مصلحتهم ، وتحدث لي آخر عن شخص مصاب بمرض مستعصي توفى بانتظار أن تنجز معاملات سفره على نفقة الدولة . وبعد وصولي للمنزل شكرت جاري كثيرا وقلت له في المرة القادمة ابق معي نتسامر حتى الصباح وسأجلب لك معي فراش ومتاع ، ضحك جاري كثيرا ورفض اخذ الأجرة قائلا سآخذ أجرا مضاعفا بانتهاء معاملتك بإذن الله .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب


المزيد.....




- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - سهرة لا تنسى