أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تونس تبحث عن حل














المزيد.....

تونس تبحث عن حل


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 23:15
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن تونس ستسير على خطى مصر بعد اغتيال محمد البراهمي أمام بيته وأمام عيني أسرته، وجنّدت المعارضة نفسها وبكل ثقلها لإحداث هزة في البلاد وفوضى عارمة، ولا أظن أن حركة النهضة لها يد في الاغتيال إذ الأمر ليس في مصلحتها وهي تقود البلاد وتحاول جاهدة بسط الأمن في كامل ربوعها، فمن يُقدم على قتل نفس بريئة في وضح النار وفي شهر الصيام؟ من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم والعياذ بالله؟ ومن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، فمن يجهز على نفس هو مجرم قانونا وشرعا لا محالة، ولكن الجرم الأعظم أن نتهم حركة أو شخصا بعينه دون دليل قاطع أو برهان، فهو البهتان بعينه ويصيب قوما أو شخصا بجهالة.
فالعنف ليس مصدره حركة النهضة كما يدعي بعض المفيقهين في القانون والشرع، لأن العنف لو أرادته حركة النهضة لقامت به منذ الأيام الأولى ولكنها في كل مرة تعلن شجبها وإعراضها لمثل هذا السلوك المشين الذي لا يرضاه صاحب الطبع السليم، فكيف بالمسؤول الذي يدير البلاد شرقها وغربها، ولكن الذي يمارس العنف ويساهم فيه بشكل كبير هو الإعلام الذي لم يكن يوما متوازنا، يريد أن يؤجج الرأي العام باختلاق المشكلات وانتقاء اللقطات واستدعاء أزلام الإعلام ليقولوا كلمتهم المعروفة سلفا ومتى أصبح التونسي يتشدق بمثل هذه الكلمات، ففي الماضي الكلّ ساكت وصامت ولا يستطيع البوح بكلمة واحدة، وكان الإعلام من أوّله إلى آخره يطبّل لبن علي وبلاطه ويختار الكلمات التي تنمق أفعاله وهي التي صارت اليوم عندهم جرائم يحاسب عليها القانون.
اليوم أصبحت النهضة هي العدو بعد أن كان بن علي وأعوانه هو العدو الأول للشعب التونسي، ما الذي حدث؟ هل انقلب الناس على أنفسهم؟ هل نكسوا على رؤوسهم؟ ماذا يريدون؟ إن الحدث في تونس خطير وينبئ بوجود حركات تحاول هدم كل الأعمال التي قامت بها الحكومات، فكل حكومة تأتي تجد لها معارضين وبعد أيام يطالبونها بالرحيل بينما ظل بن علي 23 سنة ولم يحقق شيئا للشعب التونسي وتحملوه، فكيف لا يصبرون على حكومة لم يمض عليها عام واحد ويحاسبونها كما لو أنه مضى عليها عشرون سنة.
وحسب رأيي فإن حركة النهضة أخطأت عندما مسكت الحكم في البلاد بعد الثورة المباركة التي وقعت 2011، لو تريثت وتركت للآخرين مسار الحكم، فعلى أي وجه سيظهرون؟ وبأي حكم سينطقون؟ كنت أود أن تكون المعارضة هي التي تمسك زمام الأمور لأن المرحلة حساسة ودقيقة تحتاج إلى تحمّل الطعنات التي تأتي من الخلف وتستغل مواطن ضعف الحكومة فتطعن فيها وتبين فشلها وهي التي تجاهد ليلا نهارا من أجل إخراج تونس من محنتها فهي حركة ديمقراطية من الطراز الرفيع لأنها تركت المعارضة تسرح وتمرح في تصريحاتها وصلت إلى حد التشنيع برموز النهضة ولم تقدم الحركة على متابعة هؤلاء قضائيا ولم تتخذ أي إجراء قانوني ضدهم وهي قادرة على ذلك فأي حرية ينشدون أكثر من ذلك، هم يثيرون الزوابع ويهربون ويميلون من حيث تميل الريح والمصلحة، وهم ينفذون أجندة خارجية من الإمارات والسعودية تمدّهم بالمال من أجل إسقاط الحكومة اليوم قبل الغد، وقد صرح بذلك ضاحي خلفان المسؤول الأمني في دولة الإمارات وأعطى حدا أقصى لإسقاطها سنة ونصفا.
إن الإعلام لا يخدم الحقيقة بل يخدم أصحابه وأجنداتهم التي لها ارتباط واضح بأياد خارجية، وهي التي ساعدت على اغتيال الحرية والكرامة التي ناضل من أجلها الشعب التونسي من أقصى البلاد إلى أقصاها، ولذلك تريد أن تحتفل المعارضة بفشل النهضة في الحكم وترفض الحوار تحت أي مسمى، فيبدو من خلال ذلك وبعد أن وقع الفاس في الراس كما يقال لا شيء يخرج تونس من نفقها إلا الحوار بين جميع الأطياف السياسية وإلا سنظل مثل لبنان نكتوي بنار الاغتيالات مرة ومرة أخرى نلهث وراء سراب ولا تستقر حكومة ولا رئيس.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تونس تبحث عن حل