أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلام كاظم فرج - فيفي عبدو والعلمانية والاسلام السياسي















المزيد.....

فيفي عبدو والعلمانية والاسلام السياسي


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 00:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



لعله من المفيد ان أذكر ان مفردة فيفي عبدو قد طرقت سمعي للمرة الاولى في منتصف السبعينات من القرن المنصرم لتعني أسم راقصة مصرية ممشوقة القوام, رشيقة الحركات, إيروسية الايماءات.. حدثني عنها جندي من جنود الاكاديمية البحرية في البصرة.
. وقتها كانت الحكومة العراقية قد أرتأت
أن افضل وسيلة للترفيه عن جنود وضباط البحرية جلب مجموعة من الراقصات الفاتنات ليقدمن وصلات من الرقص الشرقي. وكانت فيفي عبدو واحدة من تلكم الراقصات.. وصادف ان قائد الاكاديمية البحرية كان اسمه اللواء عبدو الديري. وهو عسكري سوري انشق عن جناح حافظ الاسد فكافأه جناح حكومة البعث في بغداد بذلك المنصب الرفيع..
ولأن الجنود.. أينما كان الجنود .. !! يعشقون المرح ويخترعون النكات اختراعا.. حولوا الموضوع الى نكتة تغمز من قناة رئيسهم .. مثل الصياح اثناء تقديم الوصلة (( رحمة الله على والديك ياعبدو على هذه الخلفة..!!)... وهكذا ذاع اسم الراقصة عراقيا وبصريا منذ ذلك الحين..
.....
الدكتور محمود المشهداني.. قيادي ومفكر مهم من قيادات الاخوان والحركة السلفية والأصولية الدينية في العراق.. وهو رجل معتدل..ونزيه.. لم تثبت عليه أي من ملفات الفساد الاداري والمالي ولم يكن يميل الى العنف في مواجهة الخصوم.. اختارته حركة الوفاق السلفية القريبة من حركة الاخوان المسلمين ليكون ممثلها في أرفع منصب سيادي في العراق .. الا وهو منصب رئيس البرلمان العراقي. تعرف الناس من خلالها.. على رجل لطيف .. صاحب نكتة.. وبالمقابل. هو سريع الغضب. سريع الانفعال.. الذي في قلبه يظهر على لسانه.. وحين يغضب ..فيسيء الى نائب او نائبة.. يسارع فيعتذر. وهو ايضا .. وهذا مهم.. لم ينجح في وظيفته كرئيس للبرلمان..وكان عهده عهد مشاحنات اكثر منه عهد إنجازات.. سواء على مستوى التشريع او على مستوى الرقابة..
. الدكتور محمود يقدم في رمضاننا الكريم هذا برنامجا تلفازيا من قناة الشرقية... يلتقي فيه مع نخبة من السياسيين الذين زاملهم في تأسيس اول دورة برلمانية عراقية.(. البرنامج بإختصار عبارة عن التفكير بصوت عال..لأحد رموز الاسلام السياسي في العراق:): ومن بين اهم الافكار التي طرحها الدكتور بصوت عال:: لقد فشل الاسلام السياسي في العراق.. ومن بين الاسئلة التي طرحها على نفسه وعلى ضيوفه.. بعد عشر سنوات كيف يمكن للشعب ان ينتخبنا بعد كل هذا الفشل؟؟ ثم ابتسم وقال: العجيب انه يعيد انتخابنا رغم ذلك!. وسأل نفسه وضيوفه : لماذا لا يفعل الشعب العراقي مثلما يفعل الشعب المصري؟؟!!. ولم تكن هناك إجابة واضحة منه ولا من الضيوف.. ولكن. هذا الإعتراف من احد اهم ممثلي الاسلام السياسي في العراق يحسب له.. على الأقل.. وفق مقولة الاعتراف بالفشل فضيلة..
......
العلمانية في أبسط تعريفاتها تعني فصل الدين عن الدولة..أو فصل الدين عن السياسة..تتلخص ببساطة في الشعار الذي رفعه اتاتورك : الدين لله , والوطن للجميع.. والعلماني بإختصار هو كل من يرى ان اقحام الدين في السياسة او إقحام السياسة في الدين مضر لكليهما.. والعلماني هو كل من يحبذ دولة مدنية غير ثيوقراطية بعد ان اثبتت تجارب التاريخ ان الثيوقراطية( قد ) تسلط الطغاة بإسم الدين.. عندها يكون التخلص من الطاغية الثيوقراطي اصعب من التخلص من الطاغية غير المتستر بالمقدس.. وقد شهد الشرق نشوء دكتاتوريات استترت بالدين لقرون ما أدى الى بزوغ الفكرة الديمقراطية والفكرة العلمانية وفكرة اللبرالية وفكرة اليسارية في مطالع القرن العشرين. كرد على قرون من سيطرة الأمبراطوريات الثيوقراطية والتي سميت أزمانها ( بالفترة المظلمة *).
وهذا الأمر لايهمني بشيء فلا العلمانية نجحت مع العرب ولا الثيوقراطية.. فعند التطبيق وعند استلام الحكم كثيرا ما يدخل الدجل ليزيح النظرية.. وقد سقطت تجارب كثيرة .. ولم تتحقق العلمانية الحقة ولا الديمقراطية الحقة ولا الاسلام الحق. فأين يكمن الخلل؟؟ وأين القضية؟؟!!
.......
اليوم صرح مرشد الأخوان المسلمين في مصر : أن إزاحة الرئيس مرسي يعادل هدم الكعبة المشرفة ..!..
فلماذا يرى هذا الرجل المتطرف ان إزاحة الرئيس الاخواني كفر ولم ير في إزاحة حسني العلماني (الفاشل ايضا..) تثريبا ما؟؟ وقد سقطا بنفس الطريقة..( تظاهرات فخمة ..ودخول الفيسبوك والفضائيات على الخط في طريقة الاسقاط).. وفي الحالتين تدخل الجيش لصالح التظاهرات الصاخبة الرافعة لشعار ( إرحل ..!!).. ؟؟
.......
الجواب يكمن في نظرية للمفكر الاخواني والقيادي في الحركة السلفية العراقية.. اعني الدكتور محمود المشهداني.. لقد لخص الامر في بضعة كلمات تاريخية تلخص جوهر الفكر الأخواني.. وعرت جذر النبتة المريضة في علاقة الاخوان بخصومهم العلمانيين.. وكشفت اسباب عدم نجاح الاخوان في المضي قدما بتحقيق اهداف ثورة يناير التي اطاحت بحكم مبارك والتي اشترك فيها العلمانيون والاسلاميون.. ..
يقول الدكتور محمود المشهداني في برنامجه التلفازي على قناة الشرقية (( علينا الاعتراف أن المجتمع المصري منقسم بنسبة fifty :fifty خمسين مقابل خمسين بين الاسلام السياسي والعلمانية.. هذه حقيقة علينا الاعتراف بها.. وأخذ ذلك بنظر الاعتبار.. أي ان مصر منقسمة الى تيارين اما مع الاسلام او مع فيفي عبدو.!.).. انتهى الاقتباس من برنامج الدكتور محمود المشهداني..
.......
كتبت لصديقة عراقية تسكن في بلد اوربي ونحن نتحاور حول ما يجري في مصر " لااحب الأخوان ولا أكرههم, كل ماهناك انهم لايجيدون احتواء المختلف بمحبة وكأنهم مازالوا يعيشون وسط قسطل معارك الفتوحات في السند والهند وشمال ارمينيا وشمال افريقيا والأندلس.. هنا يكمن اختلافي معهم.. في رأيي ان الدين قضية مبدأية يجب ان لا تشوه في مسارات السياسة.. والاسلام السياسي وهو يدخل المعارك السياسية سيتحمل وزر تشويه نقاوة الدين .. هذا إذا افترضنا ان سياسيه هدفهم الحقيقي نقاوة الدين لا المصالح والكراسي والامتيازات ( الدنيوية..) !!
أين القضية؟؟ في مقالتي هذه؟؟ القضية لا تهمني فلست سوى متابع يحاول تشخيص الخلل !!. الخلل تفسره فيفي عبدو والحملة المتبادلة لمدة عام (هو كل مدة رئاسة مرسي) بين الهام شاهين وبعض الدعاة.. وقد اقيمت دعاوي متبادلة كانت بعض اوراق النفي والاثبات تتضمن لقطات جنسية من افلام مثلتها الممثلة الهام شاهين ..
القضية تكمن في فهم الاسلامي للعلمانية باعتبارها ( نظرية فيفي عبدو والهام شاهين..) ولو فهم الاسلاميون ان الامر ليس كذلك.. ربما يستطيعون ان يتعاملوا بحكمة في الانتخابات القادمة مع العلمانيين.. وربما ..ينجحون في تحقيق شراكة حقيقية لبناء مصر الحرة المستقلة المزدهرة
....
على الاخوان المسلمين ان يعلموا ان العلمانية لا تعني الهام شاهين ولا فيفي عبدة بشيء.. العلمانية تعني.. نجيب محفوظ.. ويوسف ادريس في الرواية.. والعلمانية تعني صلاح ابو سيف ويوسف شاهين في السينما..والعلمانية تعني ام كلثوم التي غنت ( ابا الزهراء قد جاوزت قدري . بمدحك بيد ان لي انتسابا.) والعلمانية تعني فيروز.. و دارالاوبرا وكل موسيقى بتهوفن وباخ والسنباطي..
العلمانية تعني جواد سليم وفائق حسن وغني حكمت في التشكيل ..ادونيس ومحمد الماغوط في الشعر.. سعد الله ونوس وممدوح عدوان.. الطاهر وطار وجميلة بوحيرد..طه باقر_مترجم كلكامش ـ وعلي جواد الطاهر ويوسف العاني..
العلمانية تعني عبد الرزاق السنهوري استاذ القانون الدستوري.. وتعني ابراهيم ناجي مؤلف قصيدة الاطلال..تعني سلامة موسى وخالد محمد خالد وقاسم امين.. العلمانية تعني حنا مينة في سوريا. ومحمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم ابراهيم طوقان وفدوى طوقان..تعني سيد درويش ونشيد بلادي..تعني نعمان عاشورفي المسرح ..ولويس عوض في الأدب.. تعني سهير القلماوي وامل دنقل . تعني العسكري عبد المنعم رياض والعسكري عبد الكريم قاسم. وتعني .وتعني..
العلمانية لا علاقة لها ابدا بفيفي عبدو او هيفاء وهبي.. وهي ليست ضد الدين. وإذا كان عبد الناصر واتاتورك وصدام قد حاربوا الاسلاميين.. فبسبب فهم قاصر لمعنى العلمانية لا يقل قصورا عن فهم الاخوان المسلميين للعلمانية..
اين القضية ؟ تتلخص القضية في التخلص من ذلك القصور عند الاسلامي وعند العلماني.. والتخلص من الجدل الفكري لصالح الجدل العلمي في كيفية اختراع عقار جديد لمرض الفقر والجهل والأمية .. ذلك العقار يتلخص في تراكم البنى التحتية وانقاذ الاقتصاد من الانهيار الأكيد ان استمرت تظاهرات (إرحل..)دون توفر البديل العقلاني ودون توفر القاسم المشترك الاصغر للمعادلة المصرية والتونسية والعراقية .. والعربية على العموم..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع غيفارا
- البوصلات كلها لا تشتغل ( قصيدة نثر..)
- قراءة في مذكرات رسمية ( الشعر مقابل الحب..)
- مدى قصيدة النثر لانهائي ...(تأملات فيما يسمى بقصيدة النثر..)
- نظرات من وحي رواية غالب الشابندر (شياطين)
- مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)
- مجلات ميتة ... قصيدة نثر
- إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )
- عن الوردة ثانية وثالثة ورابعة (قصيدة نثر..)
- وجهي القديم , قصائد نثر
- قراءة في مجموعة قصصية
- إقتياد الحروف الى المعنى
- وعن حلبجة تحدثنا
- قصيدة نثر, لانثر شعري
- إشكالية مستحقات شركات التنقيب عن النفط في كردستان العراق
- أسوأ من غريب كامو
- مابين ( استير وجبير) خاصمتني القصيدة.....(مقاصة..)
- انا وجريدة التآخي ( ذاكرة صحفية)
- بلا ورد.. بلا أزهار
- فوضى السرد الخلاق


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلام كاظم فرج - فيفي عبدو والعلمانية والاسلام السياسي