أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - السيسي أشعل فتيلها!














المزيد.....

السيسي أشعل فتيلها!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العسكري إنَّما هو إنسان على هيئة بندقية؛ فإذا اشتغل بـ "السياسة"، ناصَب مكيافلِّي العداء، وداس كتابه "الأمير"، وكَفَر بالسياسة إذا ما أخْبَرتهُ أنَّها بِنْت العِلْم والفنِّ معاً، وآمن بها إذا ما نَفَثوا في رَوْعه أنَّها "ما يَنْبُع من فوهة البندقية (مِنْ حلٍّ أو تغيير..)"؛ وفي آخر المطاف، وبعد خراب البصرة، وانهيار المعبد على شمشون وأعدائه معاً، يمكن أنْ يَفْهَم النصيحة "إنَّكَ تستطيع فِعْل كل شيء بالحراب عدا الجلوس عليها". لقد قالها نابليون، ناصِحاً كل مَنْ يَسْتبد برأسه وَهْم "كلُّ شيء بالقوَّة"؛ فهل قرَّر السيسي، أخيراً، الجلوس على الحراب؟!
السيسي، أوَّلاً، وبصفة كونه وزيراً للدفاع، انقلب على رئيسه عسكرياً، والذي هو في الوقت نفسه رئيسه مدنياً، بصفو كونه موطِناً. لقد انقلب على محمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخَب، وعزله عن منصبه، واحتجزه في مكان لا يَعْلَم به إلاَّ هو ومجموعة صغيرة من الذين يَثِق بهم، مُسْتَذْرِعاً، في عزله، بنزوله (مع المؤسسة العسكرية) على إرادة الشعب الذي نزل إلى الشارع في الثلاثين من يونيو مطالِباً بـ "انتخابات رئاسية قبل أوانها"، ومُسْتَذْرِعاً، في احتجازه في هذه الطريقة، بالحرص على "سلامته الشخصية".
ثمَّ استحضر السيسي موسوليني والفاشية، فقرَّر، وكأنْ لا سلطة في البلاد أعلى منه ولو من الوجهة الشكلية، دعوة الشعب (أو "المصريين الشرفاء") إلى النزول إلى الشارع لـ "مبايعته" ونصرته والوقوف إلى جانبه في الحرب التي يعتزم شنها على "الشعب الآخر"، المعتصم في "رابعة العدوية"، وغيرها من الأماكن في القاهرة وسائر مصر، بدعوى إنقاذ مصر من خطر "العنف والإرهاب" الذي يتهدَّدها.
إنَّها المرَّة الثانية في أقلِّ من شهر واحد التي يقرِّر فيها السيسي، وكأنْ لا وجود للأعلى منه سلطةً (ولو من الوجهة الشكلية) كرئيس الدولة المؤقَّت، ورئيس الحكومة الانتقالية؛ ولقد كانت السيادة في دعوته لضمير المتكلِّم "أنا"؛ فهو قال "أَطْلُب من الشعب.."، ولم يَقُل "نطلب (أيْ الجيش) من الشعب..".
وطَلَب من "الشعب (أو مِمَّن دعاهم "المصريين الشرفاء")" أنْ ينزل إلى الشارع، لـ "يُفوِّضه" في "اتِّخاذ الإجراءات اللازمة" لمواجهة "أعمال العنف والإرهاب"، وكأنَّ "المرحلة الانتقالية"، مع "خريطة الطريق" التي أقْسَم أنْ يظلَّ وفياً لها، هي الرداء للأحكام العرفية، ولحالة الطوارئ، والتي بدايتها إسقاط مصر في قبضة العسكر، وإنزال الدبابات إلى الشوارع، بعد مغادرة "المصريين الشرفاء" الشارع؛ أمَّا نهايتها فلا يَعْلمها إلاَّ علاَّم الغيوب!
السيسي أحسن صُنْعاً إذ قرَّر بما يقيم الدليل على أنَّه آخر من يُصدِّق "شرعية" رؤسائه (الرئيس المؤقت، ورئيس مجلس الوزراء). وكيف له أنْ يُصدِّق وهو الذي رأى "الرئيس المؤقت"، الذي نصَّبه العسكر، يُعطِّل العمل بالدستور، ثمَّ يحلف عليه، ثمَّ يصنع "إعلاناً دستورياً"؟!
لقد توجَّه السيسي إلى "الشعب"، بصفة كونه مَصْدَر الشرعية، طالباً منه النزول إلى الشارع لمنحه "الشرعية الشعبية (الثورية)" التي لا تعلوها شرعية؛ وإنَّها لمهزلة ما بعدها مهزلة أنْ نرى ممثِّلي وأبطال "الخريف (التاريخي) العربي" يصارِعون الآن، ويقاتلون، بأسلحة "الربيع العربي"؛ وها هو السيسي يطلب "مليونية" خاصة به؛ وقد يجيبونه قائلين: "غالٍ والطلب رخيص"!
ولحرب السيسي المقبلة شرعية أخرى، تشبه "الشرعية الدولية"، فهو خاطب، ضِمْناً، العالم قائلاً: لقد دعوناهم إلى أنْ يجنحوا للصلح، فأبوا واستكبروا، وتمادوا في غِيِّهم، ولم يبقَ لدينا، من ثمَّ، من علاجٍ إلاَّ آخره، وهو الكيِّ!
بقي افتراضٌ يدعوني إليه سوء الظن؛ فالسيسي الآن يواجه معارَضَة قوية ومتعاظمة ضده في داخل الجيش، فتفتَّق ذهنه عن حيلة "الاستنجاد بالشعب"؛ وهناك (على ما أفتَرِض أيضاً) قوى في الخارج والداخل ترى أنْ لا حلَّ لأزمة مصر المتفاقمة إلاَّ بإرسال السيسي إلى حيث يقيم مرسي؛ فهل وَقَع السيسي في الشَّرك، أم أوقع نفسه بنفسه فيه؟



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!
- نقابة الصحافيين الأردنيين -بيت أبي سفيان-.. مَنْ يَدْخُله فه ...
- -العرب اليوم-.. أزمة صحيفة أم أزمة صحافة؟
- لو حدثت هذه -الثورة الطبية-!
- مصر الآن.. صراع بلا وسيط!
- ما معنى أنَّ -الحركة- تتسبَّب في -إبطاء الزمن-؟
- تأمُّلات مصرية!
- إنَّها الثورة المضادة يقودها بونابرت صغير.. فالحيطة والحذر!
- مِنْ -مرسي- إلى الأَمَرِّ منه.. -المُرْسيسي-!
- هذا ما أتوقَّعه في الساعات المقبلة
- ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!
- -يناير- الذي تجدَّد في -يونيو-!
- عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!
- مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!
- هل سمعتم ب -الطلقات الخنزيرية-؟!
- -جنيف 2- كما يراه المعلِّم!
- ظاهرة اشتداد الطَّلَب على الفتاوى!
- الثلاثون من يونيو!
- لماذا -المادة الداكنة-؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - السيسي أشعل فتيلها!