أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماري اسكندر عيسى - لماذا تخلى العالم عن السوريين في ثورتهم















المزيد.....

لماذا تخلى العالم عن السوريين في ثورتهم


ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 21:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هل هو جديد ان يتخلى العالم المتقدم عن السوريين في ثورتهم ،ويتلكأ في اتخاذ قرار لصالحه؟في ثورة تحاول رد الاعتبار للشعب بعد تغييبه وإقصاءه وتجهيله لعقود من السنين من قبل أنظمة استبدادية؟ لا اعتقد ان في ذلك من جديد، فمتى اهتم العالم الغربي بالحريات والديمقراطيات في العالم الثالث...هذه الشعوب التي تعيش اليوم انتفاضة عارمة ضد الظلم والطغيان مقدمة دمها رخيصا في سبيل حريتها وكرامتها، خرجت إلى الشوارع بصدورها العارية وقد عاهدت نفسها ان لا تخذل التاريخ الذي منحها هذه الفرصة لتقول كلمتها..ولم تنتظر هذه الشعوب من العالم إلا كلمة حق وقرار عادل بإنصافها..
إن نظرية مالتوس الاقتصادية "على الفقراء ألا يتزوجوا" التي يعتمدها الغرب ويروج لها، تساعدنا في تفسير سياسات الغرب تجاهنا. فالغرب لايزال يرى شعوب العالم الثالث شعوباً فقيرة جاهلة لا تجيد إلا إنجاب الأطفال والتخلف، والثروات النفطية الموجودة في اراضينا نعمة لا تعرف الاستفادة منها، ونصّب نفسه العرّاب الذي يرعى مصالحنا ويد النجاة التي ستجعلنا نعرف كيف نستفيد من ثرواتنا،، (وهذا موضوع آخر وطويل)، وهم يركزون في كل سياساتهم على خلق الظروف لتحقيق أطماعهم، يساعدهم في ذلك أصحاب النفوذ الفاسدة وجشع القادة الطاغية للسلطة والمال. وبالتالي ليس غريبا ان تكون عيونهم وقلوبهم على ثرواتنا، وليس على حياتنا وأرواحنا. وحين يرون الابرياء تزهق ارواحها على يد الانظمة القمعية لا يحرك ذلك عندهم ذرة ضمير فنحن شعوب منجبة ولا خوف على مئة ألف سوري يقتل بدم بارد طالما تدخلهم لا يخدم مصالحهم، أضف انها طريقة غير مباشرة"نظرية مالتوس" للتخلص من كم بشري يحاصص العالم في البيئة والماء والغذاء، والتدمير هو فرصة فعالة لخلق فرص للعمل وحل لمشاكل البطالة في العالم الذي يعاني هذه الحروب والتدمير، فبعد الهدم والدمار لا بد من إعادة الاعمار (حسب نظرية كينز) وبالتالي مشاريع استثمارية مستقبلية.. وإلا كيف نفسر صمت العالم امام ما يرتكب من مجازر وقتل بحق شعبنا السوري وهو لا يحرك ساكنا ...في حين ينتفضون لمقتل اسرائيلي بحادث سير..
وإن أبدى الغرب بعض الاهتمام والتشجيع على الحريات والديمقراطيات فذلك لأنه يخدم مصالحهم بالدرجة الاولى ..لضرورة الانفتاح على عالمنا العربي وكوننا سوق مناسب لترويج منتجاته..ضارباً بعرض الحائط كل القيم والمعايير الاخلاقية فزمننا زمن العولمة وزمن الاقوى وليس زمن الاخلاق والقيم ..وما يهم الغرب الفائدة والربح العائد لبلده من أي قرار يأخذه....وبالتالي ليس غريبا ان لا تتدخل امريكا ولا الدول الاوربية في ايقاف العنف بسوريا ما لم تتطلب مصالحهم ذلك..هم قدموا لنا منتجاتهم الجديدة وسائل الاتصال الحديثة الفيسبوك والتويتر وغيرها ...وعلينا ان نستفيد من هذه التقنيات ونتطور لنصبح مستهلكين اكثر لمنتجاتها أما عدا ذلك فهي غير مسؤولة..
والحقيقة أن مجتمعات المقيدة الحرية استفادت كثيرا من وسائل الاتصال الحديثة في إطلاق صرختها الاولى ضد الظلم والتهميش، وساعدت الشباب عبر الفيسبوك في التحضير لثورات الربيع العربي وإطلاق بوادرها الاولى ليكون الشارع منبرها للمطالبة بحقوقها....بدات بتونس وانتقلت لمصر وليبيا واليمن وليس آخرها سوريا...فعبر الدعوات على الفيس بوك كانت الشرارات الاولى للخروج بمظاهرات تندد بالانظمة المستبدة وتطالب بالحرية والكرامة والتغيير....
أول شعار رفعه السوريون بمظاهرتهم في سوق الحميدية بدمشق كان "الشعب السوري ما بينذل" والتي كانت بتاريخ 15 آذار. تلت دعوة أولى لمظاهرة على الفيسبوك باسم" يوم الغضب السوري" بـ14 شباط دعا لها ناشطون وفشلت بسبب تواجد الامن الكثيف ...حدث ذلك بعدوى فيسبوكية عربية سرعان ما ترجمت على الواقع بعد ان وضعت يدها على الجرح العربي عموما والسوري خصوصا ووجعها من الانظمة التي حرمتها الكرامة والحرية..فقد أتت الفرصة ولن يتركها السوريون أيضاً......
خرج السوريون بشكل سلمي شعارهم "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، لم يكن طائفيا يوماً، طالب بداية برفع قانون الطوارئ ليستطيع ان يعبر بحرية عن رأيه دون اعتقال تعسفي، وبدون خوف..لكن ماذا حدث ؟؟الذي حدث ان النظام قابل هذه المظاهرات العفوية بالرصاص الحي..وبدات السيناريوهات المفبركة عن وجود مسلحين وسلفيين وارهابيين ومندسين الخ...وكل ذلك لكي لا يستجيب النظام لمطالب الشعب فقد استشعر بأن الشعب لا يريد هذه المطالب فقط..بل يريد إنهاء الحكم الوراثي في سورية.، فالشعب لم يعد يخاف وصحا وها هي الفرصة مواتية ليستنكر استغباءه واستضعافه من قبل النظام الذي جعله شعبا مغلوبا على امره ليس امامه إلا الطاعة وإلا كان مصيره السجن او القتل أو النفي...فرصة ليقول سورية للسوريين وليست مزرعة للاسديين...
أسلوب النظام الاستفزازي والقتل الممنهج جعل الكثير ممن حرق بيته وقتل ابناءه واقاربه يحمل السلاح ويدافع عما تبقى له من حق في الحياة، لينضم بعد ذلك إلى "الجيش الحر" ... لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ الفبركات التي نطق بها النظام صارت حقيقة ..لقد صارت سورية ساحة لكل الفصائل الاسلامية التي تقاتل باسم الدين، متى وجدت وكيف لا أحد يدري؟ جبهة النصرة البارحة، و"دولة العراق والشام" اليوم ولا احد يشك بانها كتائب ارهابية مدسوسة على الجيش الحر لتشويه سمعته...ويؤكد انها من صنع النظام وتعمل لصالحه..وربما هي سبب وجيه لعدم تدخل امريكا والغرب لأن مصالحها تقتضي ان نحارب هذه الفصائل الارهابية على أرضنا وبأرواح السوريين ، الامر الذي سيضعف النظام فيصير طرفا أضعف في اي مفاوضات يطرحها الغرب فيما بعد وبالتالي يكون الغرب هو الاقوى ونحن الاضعف شعبا ومعارضة ونظاما .
وفي حين روسيا وايران وحزب الله تدعم النظام علنا لتنفيذ مشاريع ليست بريئة ايضا في الشرق الاوسط، نجد اسرائيل مرتاحة نسبيا وتستفيد من التهاء العالم بالصراع في سوريا لتبني المزيد من المستوطنات وهي مطمانة ان النتائج ستكون لصالحها بكل الاحوال..وهكذا علق الشعب السوري بصنارة المصالح العالمية...
يوم خرج الشعب السوري خرج ضد الظلم ولم ينتظر من احد شيء، كان يدرك ان ثورته له وارادها من صنعه ..لكن امام هذا اللاتوازن من دعم روسيا وايران وحزب الله وتلكؤ امريكا والغرب من دعم المعارضة الفعلي ..كان يتمنى قرارا من المجتمع الدولي يدين تدخل حزب الله في سورية ..وباضعف الايمان تمنى قراراً من المجتمع الدولي بوقف قتل الابرياء .. فهل يعقل ان يبقى السوريون تحت القتل والعنف من النظام لأكثر من سنتين والعالم يتفرج..؟؟؟!!!...
الشعب السوري خرج من بيته ولن يعود إلا محققا شعاره في إسقاط النظام بعد ان مات اكثر من مئة الف
شخص .واعتقل ايضا اكثر من مئتي ألف شخص.....وهو اصلا لم يعد له بيتا يعود له..فقد دمرت بيوتهم على بكرة ابيها، وبلغ عدد المهجرين والنازحين السوريين الثمانية مليون شخص خارج وداخل سورية ...ولن يعودوا إلا بنظام جديد وحكم جديد ودستور جديد يحفظ لهم كرامتهم وحريتهم...حتى لو تخلى العالم عنهم...وحتى لو ماتوا جميعا..فهم من قال "الموت ولا المذلة".
الايام القادمة ستؤكد إن كانت الكلمة ماتزال للشعب إذا ما أراد الحياة...



#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)       Mary_Iskander_Isaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب عن ديوالي دوسكي ..للباحثة تريفة دوسكي
- قراءة في رواية أحلام مستغانمي -الاسود يليق بك-
- معرض اربيل الدولي للكتاب


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماري اسكندر عيسى - لماذا تخلى العالم عن السوريين في ثورتهم