أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - رياض حسن محرم - لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟















المزيد.....

لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 11:54
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


إرتبط المصريون تاريخيا بفلسطين من خلال الوجدان الدينى منذ بداية المشروع الصهيونى بإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين وما تلاه من وعد بلفور وزير الخارجية الإنجليزى وبدإ تحقيق الإستيطان الصهيونى وزرع المستوطنات على أرض فلسطين، ومع بداية الإنتفاضات والهبات الفلسطينية فى العشرينات وثورة القسام فى الثلاثينات ومعارك الأربعينات بين العصابات الصهيونية والحركة الوطنية فى فلسطين بقيادة المفتى أمين الحسينى وكلها فى الأغلب كانت بقيادات دينية وتستثير المشاعر الاسلامية لدى البسطاء ووكما كان مخططا فى اللحظة التى أعلنت فيها بريطانيا العظمى إنهاء الإنتداب على فلسطين أن يقرر الصهاينة إقامة دولة إسرائيل على المناطق التى يسيطرون عليها وأعلنت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود مع تدويل مدينة القدس، وبرفض العرب لقرار التقسيم نشبت حرب 1948 وتدخلت 7 جيوش عربية بقيادة الأمير عبدالله بن الشريف حسين أمير شرق الأردن، وحدث ماهو معروف من نكبة وحصار الجيش المصرى فى الفالوجة و قولة عبدالناصر الشهيرة "أن تحرير فلسطين يمر عبر العواصم العربية".
ترجع علاقة المصريين بفلسطين الى عصور سحيقة منذ طرد الهكسوس من مصر وإدراكهم لأهمية فلسطين جغرافيا للأمن القومى المصرى فقد تمت السيطرة على فلسطين ومجمل الشام، وإستمر الوجود المصرى فى فلسطين حتى عهد أمنحوتب الرابع (إخناتون) الذى أسس لديانة جديدة وحدث صراع دينى داخلى بينه وبين كهنة آمون مما أفقده الإهتمام بالخارج فإستقلت الممالك الفلسطينية، وبعد فرار النبى المصرى العبرانى موسى ومعه بنى إسرائيل الى سيناء وتأسيس داوود وبعده سليمان لمملكة أورشليم وبناء الهيكل والدخول فى تحالفات ضد مصر، لذا قام الملك المصرى "شيشنق" بإكتساح مملكة أورشليم إبّان حكم خليفة سليمان الملك رحبعام وأعادتها للسيادة المصرية.
فى نهايات الأربعينيات من القرن الماضى ومع نشوب الحرب العربية الاسرائيلية تأججت بشدة مشاعر المصريين الدينية وخفقت قلوبهم مع الجهاد فى فلسطين وإرتفعت فى الفضاء أغنيات مثل "يا مجاهد فى سبيل الله دا اليوم اللى بتتمناه" و "اخى جاوز الظالمون المدى" وغيرها، وتكونت كتائب المتطوعين للجهاد، وإستثمر الإخوان تلك الفترة بالتغلغل والانتشار فى جميع ربوع القطر وذلك بالتحريض على الجهاد وجمع وتخزين الأسلحة والتدريب العلنى عليها، وإنتشرت بين الجماهير حمى الجهاد لنصرة القضية الفلسطينية.
بعد حسم عبدالناصر للصراع بينه وبين نجيب ودخوله فى عداء مباشر ضد الإمبريالية والأحلاف الإستعمارية والدخول فى صراع عسكرى مع إسرائيل على أرضية قومية والتصدى للعدوان الثلاثى فى 1956، ووقد حاول عبدالناصر إستخدام الشعور الدينى فى حشد الجماهير خلفه وذلك بإعتلائه منبر الجامع الأزهر ومعه شيخ الأزهر وبابا الأقباط، وبعد الحرب إستمر الشحن الإيديولوجى للجماهير تحت مظلة قومية حتى هزيمة المشروع القومى الناصرى فى 1967 وما تلاه من عودة الى حضن التدين الشعبى وإستجلاب النصر من الله وكان العبور فى 1973 تحت راية الله أكبر وبدأت الحقبة الساداتية من إنفتاح على الغرب وتصالح مع تيار الإسلام السياسى مما أوجد قاعدة ذهبية له واكبها موسم الهجرة الى الخليج وغزو الأفكار والممارسات الوهابية للواقع المصرى.
بعد مقتل السادات فى 1981 على أيدى الجماعات الإسلامية التى إحتضنها نشأت موجة عنيفة من الإرهاب بإسم الدين ضد مؤسسات الدولة الأمنية والمجتمع مستغلين فى ذلك صعود موجة التأسلم السطحى وهيمنة الفكر الوهابى، وإمتدت تلك الموجة بقوة خلال عقد التسعينات بأكمله وتمت مواجهتها بعنف شديد و إعطاء أولوية للجانب الأمنى فى محاربة الارهاب، وإن كانت هناك محاولات خجولة من الدولة لإستدعاء بعض المفكرين العلمانيين واليساريين وصدرت بعض الأعداد من نشرات مضادة للإرهاب وإن ظلت اليد الأمنية هى العليا.
خلال تلك الفترة ظلت القضية الفلسطينية حاضرة فى الوجدان الشعبى وتجلى ذلك فى التعاضد الشعبى ضد حصار قطاع غزة والقوافل الشعبية وكذلك المظاهرات الطلابية ضد العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة ونشط فى ذلك الإسلاميين وعلى رأسهم الاخوان وبعض الجماعات اليسارية والقومية، وإن ظلت جذوة التعاطف الدينى مع قضية فلسطين متأججة فى قلوب المصريين، فمصر التي لا زالت الأرض الفلسطينية تحتضن شهداء جيشها ومقاومتها الشعبية ، ولا يزال الكثير من بيوت المصريين تحتفظ بشهيد أو جريح أو أسير جراء ذلك، مما يدلل على أن الوعي الشعبي المصري "وإن بدا عفوياً أحياناً" إستمرارتباطه بالمسألة الفلسطينية باعتبارها مسألة مصرية بالأساس، وجاء إنتصار حركة حماس فى الإنتخابات البرلمانية فى 2006 لتضيف بعدا جديدا لرصيد المخالفين للحكومات الدينية (كون حماس هى جزء لا يتجزأ من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين كما هو مذكور فى المادة الثانية فى لائحة حماس)، على أن الموقف من الإنفصال النفسىعن قضية فلسطين تفاقم بعد إنقلاب حماس وما صاحب ذلك من مشاهد عنف وإلقاء المعارضين من الأدوار العليا فى غزة وما تلا ذلك من التعنت الشديد فى مسألة المصالحة الفلسطينية التى كثفت فى اليقين الشعبى أن الإسلاميين يستخدمون الانتخابات طريق ذو اتجاه واحد لتوصيلهم للحكم والتشبث به الى الأبد.
على أنه بعد ثورة 25 يناير وأثناء الثمانية عشر يوما المجيدة لم تطفو على السطح الى حد كبير موضوع قضية فلسطين وكان التركيز بالاساس على قضايا داخلية كالحريات والعدالة الاجتماعية واختفت ظاهرة حرق العلم الاسرائيلى التى كانت تصاحب جميع الوقفات السابقة للثورة، ذلك رغم رفع البعض للأعلام الفلسطينية بخجل، وحتى ما أعقب ذلك من حصار وإقتحام للسفارة الإسرائيلية والمطالبة بطرد السفير وإلغاء المعاهدة قد جاء على خلفية مقتل الجنود المصريين السته وقام به فى الأساس مجموعة من الشباب الثورى المتحمس وأنصار لتيارات سلفية ولم تكن تعبيرا حقيقيا عن السياق العام للثورة.
فى أعقاب انتهاء الأيام الاولى للثورة وظهور الانقسام المجتمعى وصعود نجم الإخوان وحلفائهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ورغبتهم المعلنة فى الهيمنة سريعا على السلطة بصفتهم الفصيل الأكثر تنظيما وجهوزية، وكانت لهم الغلبة فى الانتخابات البرلمانية وبعد ذلك فى الانتخابات الرئاسية وإستطاعوا السيطرة على الحكم فى حالة إنقسام نصفى فى المجتمع، وتلا ذلك إنكشاف مخطط الجماعة فى السيطرة المنفردة ومحاولة أخونة جميع الأجهزة مع الفشل الذريع فى إدارة شئون الحكم وتردى الأمن وانهيار الاقتصاد مما أدى الى إتساع الرفض الشعبى لهم، وبالضرورة لحليفهم الايديولوجى فى غزة، واستمرت تعبأة الجماهير ضد الاخوان وحلفائهم داخل وخارج الوطن والإنفصال عن القضية الفلسطينية وفاقم فى ذلك مجموعة من المعطيات منها:
1- لم يضع النظام الاخوانى الحاكم حدودا واضحة للعلاقة مع غزة وحركة حماس وكأنما مسئولية إعاشة غزة بالكامل تقع على عاتق المصريين وتعددت الزيارات والاستقبالات الحميمية لقادة حماس فى قصور الرئاسة والمقطم بصفتهم ضيوفا فوق العادة.
2- العلاقات المشبوهة لحماس بالكثير من العمليات الإرهابية فى سيناء والتى قامت بها تنظيمات جهادية ترتبط عضويا بمنظمات فدائية فى غزة على رأسها جيش الاسلام والتوحيد والجهاد ومجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس وغيرها، ويأتى على رأس تلك العمليات قتل 16 من جنودنا فى رمضان الماضى.
3- إستمرار وتوسع ظاهرة الأنفاق وإستخدامها بشكل كبير فى تهريب المواد الغذائية والوقود بما يشكل عبئا مضافا على كاهل المواطن المصرى الذى تزداد معاناته يوما بعد يوم، بينما كانت يد الجيش المصرى مشلولة فى التدخل ضد الإرهابيين من جهة والعمل على هدم الأنفاق من جهة أخرى.
4- دور حماس وكتائب عز الدين القسام فى إقتحام السجون إبّان الثورة وتحرير قيادات الإخوان وعناصر حماس المسجونة، وما تسرب عن قيام حماس بدور فى حماية وتدعيم حكم الاخوان بمساندة من النظام القطرى.
5- دور أجهزة الاعلام المستقلة من فضائيات وصحف فى التركيز على دور حماس ومسئوليتها عن تفاقم المشكلة الإقتصادية والوضع الأمنى فى سيناء.
رغم أن حماس لاتمثل الشعب الفلسطينى ولا حتى سكان غزة ولكن الفهم الشعبى البسيط لا يفرق كثيرا بينها ومجمل الشعب الفلسطينى، لقد ساهم الاخوان المسلمين خلال العام الاخير فى تشويه القضية الفلسطينية فى ذهن المواطن المصرى ودفع قطاع عريض من الجماهير من التعاطف وتبنى القضية الى العداء لها، وما فشل فيه السادات والداعين الى التطبيع لأكثر من ثلاثين عاما نجح فيه الاخوان خلال عام واحد للأسف وسيمضى وقت طويل لمحاولة ترميم ما أفسدته الجماعة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
- 30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
- اليوم التالى .. Next day--
- هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد
- فكرة ربط نهرى النيل والكونغو بين الحقيقة والخيال العلمى
- جوزيف روزنتال..ذلك الشيوعى التائه
- تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية
- من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع ...
- إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
- إيران والإخوان المسلمين
- يهود مصر .. عود على بدء (2)
- يهود مصر ..عود على بدء
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - رياض حسن محرم - لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟