أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سُلّم الأخطار














المزيد.....

سُلّم الأخطار


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس عسيراً على الملاحظ المدقق أن يضع يده على تعاظم الأخطار الموجهة إلى سوريا، وذلك بنسبة آخذة في التصاعد مع التوغل في الحرب الدائرة بقوة فيها. أما تعاظم الأخطار المذكورة فيأخذ خطَّين اثنين، واحداً كمياً وآخر نوعياً. ويُفهم هذا الأمر على أساس أن الخط الكمِّي يزداد بازدياد تجلياته، في حين يزداد الخط الآخر النوعي، بصيغة التغوُّل في الأخطار بكيفية قد تحمل انفجارات كبرى يمكن أن تطيح بالوطن السوري وبغيره.

تحدثنا عن الطائفية والثأرية، وفي سياق ذلك، برزت ظاهرات أخرى لا تقل في أخطارها عما تفعله الطائفية والثأرية وعما ينشأ معهما أو بعدهما من ظاهرات، وهنا نضع يدنا على «التقسيمية» و«التجنيسية».

وقبل التفصيل في التقسيمية، يجدر بنا القول إن هاتين الأخيرتين ليستا آخر العنقود، فهنالك ساحات من الحرب الداخلية الكفيلة بإنتاج ظاهرات أخرى، مما يدعونا إلى أن نترك الباب مفتوحاً أمام ما قد ينشأ معهما وبعدهما أو معهما وبعدهما في سياق واحد. أما الاتجاه التقسيمي فيظهر في صيغ متعددة تخدم هدفاً واحداً، يتمثل في تفكيك سوريا إلى أقاليم ومناطق متعددة، يكون القصد منها تهشيم الكيان الواحد إلى عدة كيانات وإنهاء الدولة الواحدة، مع التركيز على أهمية كل تلك الكيانات مجتمعة وبحسب الثروات الطبيعية التي تمتلكها.

أما الصيغة الأخرى المحتملة فهي تلك المتمثلة في عملية التقسيم المذكورة، ولكن لصالح كيان واحد بعينه، أي على نحو يجعل تلك الكيانات في خدمة واحد منها، بيد أن تعقيد الموقف داخلاً وخارجاً يحول، بدرجة كبرى بل حاسمة، دون ذلك. والمأساة التي تنطلق من هنا تتبلور في أن مجموعات من النظام الأمني تصر على ذلك، حتى لو انتهى إلى تدمير كل البلاد.

ونضع يدنا على تلك المأساة بمزيد من الأسى، حين نأتي على ظاهرة «التجنيسية». إذ هنا يحاول المعنيون أن يحققوا الهدف الكبير من العملية، وهو إعادة بناء التركيب الديموغرافي السكاني إما باتجاه ديني مذهبي، وإما باتجاه طائفي، وإما باتجاه ثالث يأخذ الهُوية الإثنية والقومية بعين الاعتبار الأساسي. والملفت في هذا وذاك أن تحقيق المطلوب فيهما يأتي بطريق تغيير هوية المجموعة السكانية القاطنة في إحدى المدن والمناطق، بمجموعة سكانية أخرى تُستجلب من المكان المناسب لها، وذلك بإعادة النظر في كيفية زرْع حالة جديدة من البشر في مكان آخر غير الذي عاشت فيه، حتى حينه.

إن المرحلة الراهنة المعيشة سوريا، تمثل وضعية في غاية الخطورة والتعقيد والاحتمال للانفجار واستيلاد كل البلاءات والفاحشات، بحيث مثَّلت بنية تستجيب بقوة لكل أنماط الفساد والإفساد. لقد كان سقوط بغداد مأساة عظمي، إضافة إلى أنه أكثر التعبيرات عن العار اللاحق بنُظم هذه البلدان. وعلى هذا، كثرت الدبابير، وتعاظمت المشاريع التي يطمح أصحابها إلى أخذ «حصصهم» من أهل البازار المعنيين هنا وهناك وهنالك.

على ذلك النحو، انتقلت الكرة من مطالب الطائفية، إلى مطالب الثأرية والتقسيمية ثم إلى التجنيسية...إلخ، بحيث تحول ذلك كله إلى طوق من حديد طوَّق القطر والوطن وبشر بالعودة إلى عصر الطوائف والتدمير المنهجي. والمفارقة الفاقعة تتمثل في أن معظم ذلك يراد له أن يحدث تحت رايات أحزاب وكتل سياسية ترفع حتى الآن شعارات الوحدة الوطنية والعربية، وشعارات النهوض والتنمية والتقدم التاريخي.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والمشهد المصري
- الطائفية والثأرية... موقف واحد
- من مؤامرة كونية إلى ثورة
- اقتراحان لإخماد حرب القرن
- الثورة السورية... وذريعة «المؤامرة الكونية»
- طرق لابتلاع الثورة السورية
- العرب بين السياسة والدين
- الرئيس المستقيل من حزبه
- الإصلاح «المغلق»
- سوريا... إلى أين؟
- الثورة السورية... إلى أين؟
- الانتفاضة السورية والسياسة
- عامان وبداية عصر جديد
- الحوار السياسي
- نكسة «نصرالله»
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سُلّم الأخطار