أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الكاطع - الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر















المزيد.....



الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 05:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا بحث و دراسة مختصرة عن الأكراد في سوريا ، آثرت من خلاله معالجة عدة نقاط وتوضيحها للقارئ وقسمته إلى الفقرات التالية:
• مقدمة لا بد منها
• تاريخ الأكراد في الجزيرة سورية
• نشوء الأحزاب الكردية الحراك السياسي الكردي
• تطور الخطاب الكردي بعد بدء الثورة السورية ومحاولات التكريد
• رؤية المثقفين العرب للمسألة الكردية
مقدمة لا بد منها :
لا شك بأننا كسوريين تعرضنا للظلم والاضطهاد طوال فترة حكم العسكر، وبالأخص في عهد حكم حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد، ولم يكن هذا النظام المستبد عادلاً إلا في مسألة واحدة! وهي (( توزيع الظلم))، فقد وزع الظلم على أبناء الشعب جميعهم ، ونال الشعب السوري بمختلف مكوناته و أثنياته وطوائفه هذا القهر وهذا الظلم ، وكان الأكراد إحدى تلك المكونات التي تعرضت كباقي المكونات للظلم ، ونهدف من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء على المسألة الكردية التي بدأت تتردد على الإعلام وتزداد و تيرتها في الفترة الأخيرة بدءً من حرب الخليج والحكم الذاتي لأكراد العراق في عهد صدام حسين وفرض ما يسمى كردستان العراق على المنطقة، و مروراً بمجريات الثورة السورية و محاولة الأكراد فرض ما يسمى مصطلح المناطق ذات الأغلبية الكردية ومصطلح (كردستان الغربية) أو الفيدرالية وغيرها من المصطلحات (العنصرية) إعلامياً ، والتي لم تكن موجودة أبداً في الخطاب السياسي الكردي السوري في السابق .
فالحركة السياسية والثقافية الكردي في سوريا لم تعتبر يوماً السكان الأكراد المتواجدين على الأراضي السورية جزءً من سكان " كردستان" في أي مرحلة من مراحل الحركة القومية الكردية ، أنظر مثلاً تقرير جمعية خويبون عن سكان كردستان والذي نشره مركز الدراسات الكردي سنة 1948م حيث لا يشمل الإحصاء سوى أكراد تركيا وأيران والعراق! حيث كانت خويبون تُخرِجُ المناطق التي يتواجد فيها أكراد في سوريا ( الجزيرة ، عفرين ، عين العرب) من حدود كردستان! ولم يعتبروها يوماً أرضاً تاريخية للأكراد كما بتنا نسمع في الخطاب القومي والحزبي الكردي بعد بدء الثورة السورية سنة 2011 ، كما أن الساسة الكرد كانوا لا يضعون عدد الأكراد السوريين في اجمالي عدد سكان كردستان أبداً ، بل يشيرون إليهم على أنهم ( أكراد خارج كردستان) (1) ، راجع مثلاً الخريطة التي قدمها القوميين الأكراد سنة 1948م فانها توضح ان الجزيرة لم تكن جزء من كردستان حتى عند القوميين الأكراد آنذاك ! (2)

لو أطلعنا على الوثائق القديمة أيضاً فأننا نجد السيد كاميران بدرخان ابن العائلة التي أقامت حكومة شبه ذاتية في جزيرة ابن عمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و في محاضرته بعنوان " المشكلة الكردية" أمام الجمعية الملكية الآسيوية بلندن في 6- تموز - 1949م قال وسأقتبس ماقاله : (( إن المنطقة التي تمر بها الحدود التركية العراقية هي قلب كردستان ، إذا اعتبرنا الجزء الممتد حتى بحيرة اروميا التي تسيطر عليها ايران ، فيتضح جلياً المنظر العام لكردستان المقسمة بين تركيا وايران والعراق )) ثم يتابع إلى أن يصل في نهاية المحاضرة للقول : (( استولت على الشعب الكردي ثلاث دول ، لذلك انقسمت كردستان بين هذه الدول الثلاث وهي أيران وتركيا والعراق)) (3)
وفي هذا السياق نذكر بأن الحزب الديمقراطي الكردي الذي كان يستخدم في أدبياته مصلطح ( كردستان العراق) فقد كان يستخدم مصطلح ( الشعب الكردي في سوريا) ، مما يشير و بوضوح ومن المصادر والوثائق الكردية بأن مصطلح " غرب كردستان" طارئ ولا أساس له فعلياً . (4)

وقد تعد الأمر عند الحركة السياسية الكردية بعد بدء الثورة السورية لمحاولة تغيير أسماء المدن وتكريدها من خلال الأدبيات والخطابات والبيانات الصادرة عن المثقفين والساسة الكرد بحجة أن النظام السوري قام بتعريبها ، وهذا الإدعاء باطل أيضاً ، حيث أن موضوع تغيير أسماء القرى في المنطقة ( العربية والكردية والآشورية) إلى أسماء عروبية أو قومية كانت سنة 1957 و في عهد الوزير صبري العلي (5) ولك أن تنظر إلى الحدود العراقية السورية جنوب جزعة ( الخط السياسي) وترى أسماء القرى مثل : ( خزاعة ، قضاعة ، وتغلب ، سفانة ، فلسطين ، رام الله ، الطائف ، عكاظ ، كنانة ، يثرب ، تبوك ، اليرموك ، خولة بنت الأزور ، غرناطة ، الأندلس .... الخ ) فكل تلك القرى وعشرات القرى المجاورة تسكن فيها عشائر عربية خالصة ، ولا يوجد ضمنها أي قرية كردية ، ورغم ذلك تم أستحداث تلك الأسماء لها ، وهنا لاأبرر تغيير الأسماء ، لكن فقط حتى لا نصور الموضوع أنه كله مآسي ضد ( الأكراد) دون غيرهم .
وتبريراً لهذا الإدعاء الكردي فقد قاموا بتسمية مدينة رأس العين (بسري كانيه) كترجمة كردية لرأس العين التابعة لمحافظة الحسكة والتي تحتفظ باسمها هذا في أقدم المخطوطات التاريخية، تماماً كما اعتمدوا تغيير مدينة أربيل إلى هولير في شمال العراق ، وقامت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بتغيير اسم مدينة القحطانية ( قبور البيض سابقاً) في اللوحة التعريفية ببداية المدينة وسموها ((تربي سبيه )) بعد أن سلمها النظام لهم . فبتنا نشهد تكرار الخطاب الكردي في العراق ومحاولة إعادة التجربة في سوريا، ونحاول تحليل هذا الخطاب والذي فيه الكثير من المغالطات والمبالغات ، والذي قامت الأحزاب القومية الكردية من خلاله بمغازلة الشعور القومي واللعب على هذا الوتر ، ليتم قلب الحقائق والمبالغة في المظلومية ومحاولة تشويه التاريخ وتزويره لتحقيق مكاسب قومية ونوع من الاستقلال على أرض هي سوريةُ التاريخِ وعربية الهوية ويتعايش فيها في الوقت الحالي خليط من القوميات والأثينيات بوئام وسلام رغم جميع الخطابات التي تحاول زرع بذور الفتنة خدمة للمصالح الفئوية والقومية ، وكان لزاماً علينا نحن أبناء منطقة الجزيرة أن نرد على هذا الخطاب اللاعقلاني ونبين وجه الحقيقة ونذكر مالنا وما علينا آملين أن تساهم هذه الحقائق في تعريف أبناء سورية من خارج منطقة الجزيرة على حقائق الأمور ، بما يحقق استمرارية التعايش المشترك، وبما يتيح لنا الوصول إلى مفهوم المواطنة الحقيقية في الدولة المدنية المنشودة التي يتساوى فيها الجميع دون النظر إلى انتماءه القومي والطائفي في الحقوق والواجبات.
تاريخ الأكراد في الجزيرة السورية :
لن نغوص في علم الانثروبولوجيا الذي يتحدث عن أصل الكرد الآري أو ما يسمى عنصر الأرمنويد والذين يشتركون به مع الاتراك والأرمن ، علماً أنه بقيت الكثير من الحقائق التاريخية القديمة التي تتحدث عن انتمائهم لبعض السلالات كالحيثيين او الميديين مجرد نظريات لم يتم إثباتها، لكننا سنتحدث بحسب المصادر التاريخية المختلفة والتي أجمعت على أن الأكراد هم من المجتمعات التي سكنت في الجبال ، وتحديداً جبال زاكروس كما يذكر الكاتب محمد امين زكي (1880-1948) ، وتصفهم كتب التاريخ العربية والفارسية على أنهم بدو فارس ، على اعتبار ان لكل أمة وشعب حاضرة وبادية ، فلما كانت الإعراب بادية العرب وكان الأرمن بدو الروم فقد كان الأكراد بدو فارس أو كما قيل (أعراب فارس) (6) ، فقد أنشأ الفرس حضارة واهتموا بجميع أنواع العلوم والعمران ، في حين كان الأكراد يمثلون الجانب الريفي بكل ما تحمله البداوة من شجاعة وبسالة وإقدام وقسوة ايضاً .
بدء تاريخ الأكراد في منطقة الجزيرة السورية في سنة 1925م وذلك على أثر قيام ثورة الشيخ سعيد الكردي في تركية وملاحقة الأتراك له وللأكراد الذين معه (7) ، فكانت أول هجرة لهم إلى المنطقة ، وكانت هجراتهم تتمثل بهجرات عشائرية كالكوجر والملية والكاكية وغيرهم من العشائر التي سنستعرضها لاحقاً ، ولم يحدث أن عاب عليهم أحد هذه الهجرة ، فالمهاجرين نتيجة الحروب أو نتيجة البحث عن سبل الحياة الأفضل هم موجودين على مر العصور ، وفي تلك الفترة شهدت سورية عدة هجرات إلى المنطقة فقد هاجر الأرمن أبان الحروب بينهم وبين العثمانيين سنة 1914-1915م ، واستقروا في مناطق متفرقة من سورية وخاصة في الجزيرة وحلب ، سأضع أيضاً أحد مصادر الوثائق الفرنسية ، التي تلخصت في دراسة عن الجزيرة العليا لجوردي تيجل Jordi Tejel Gorgas حيث وضع وثيقة فرنسية ذكر فيها وسأقتبس (( كان لسياسة الأستيطان وأستقبال اللاجئين المسيحيين والأكراد الاثر العميق في تغيير النسيج الاجتماعي للجزيرة العليا إذ انه تم انشاء فقط 45 قرية حتى عام 1927 ، وارتفع عددها إلى 700 حتى عام 1941 )) (8)
لم تقتصر الهجرات فقط على تلك المرحلة ، بل أستمرت الهجرات الكردية تباعاً ، حيث كانت اكبر موجة هجرة بين عامي 1945 و 1962 وكانت أعدادهم تقدر بالألاف ، وكانت الشرطة السورية تسلمهم للسلطات التركية بموجب محاضر رسمية ، أما من كان في سن التجنيد فأنه يسلم نفسه لشعبة التجنيد ويعود بعد 3 سنوات بعد أن حمل دفتر خدمة عسكرية وقد أدى الخدمة العسكرية بوصفه مكتوماً بحسب ما جاء عند الكاتب الكردي نور الدين زازا . (9)
كما كانت موجة الهجرة الجديدة بين 1958-1961 للانتفاع من قانون الأصلاح الزراعي لافتة ، حيث تم توزيع الأراضي على الفلاحين الأكراد بغض النظر عن جنسيتهم وقوميتهم.

نشوء الحراك السياسي الكردي والأحزاب الكردية :
إن أول نشوء للأحزاب القومية الكردية بشكل رسمي كان سنة 1957 ، ويذكر الكاتب عبد المسيح قرياقس: أن القيادة الكردية تحسّبتْ وتهيّأتْ للوحدة قبل وقوعها وقبل مجيء عبد الناصر, وقد قامتْ هذه القيادات بتشكيل حزبها في العام 1957, وجاء تشكيله كدفاعٍ مسبق ضد سيطرةٍ محتملة وقادمة للقومية العربية على المنطقة, وفي احتمال قيام الوحدة بين مصر وسوريا التي تمّتْ عام 1958. ( 10)
أما أول نشوء للفكر القومي في المنطقة العربية أو في الشرق الأوسط كان في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين متمثلة في حركة سرية تألفت من أجلها الجمعيات والخلايا في عاصمة الخلافة العثمانية، ثم في حركة علنية في جمعيات أدبية تتخذ من دمشق وبيروت مقرًّا لها، ثم في حركة سياسية واضحة المعالم في المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس سنة 1912م. (11)
أما الأحزاب الكردية في سوريا فهي عديدة ، وأعضاءها يتراوحون بين 10 اعضاء في بعض الأحزاب إلى ما لا يزيد على الفين عضو في أكثر الاحزاب في عدد الأعضاء ، وهنا نتحدث عن المنظمين وليس المتعاطفين مع هذا التيار أو ذاك ، وسنستعرض أسماء الأحزاب الكردية في سوريا :
1. الحزب التقدّمي الديمقراطي الكردي : تأسس سنة 1957 سكرتيره عبد حميد حاج درويش منذ 1965(القامشلي) وبحسب القائمين على الحزب فأعدادهم تصل إلى 9 آلاف عضو .
1. حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا "يكيتي" (الوحدة): سكرتيره محيي الدين الشيخ آلي منذ سنة 1993 (عفرين - حلب) – زرادشت محمد (القامشلي).
2. حزب يكيتي الكردي في سوريا : هو حزب يساري سكرتيره إسماعيل حمي
3. حزب المساواة الديمقراطي الكردي: عزيز داود منذ تأسيسه عام 1992 (القامشلي).
4. الحزب اليساري الكردي في سوريا : أمينه العام محمد موسى محمد ونائبه صالح كدو (القامشلي ).
5. حزب آزادي الكردي: أمينه العام خير الدين مراد منذ تأسيسه سنة 2005 وحصل انشقاق سنة 2011 تولى على اثره قيادة الحزب مصطفى جمعة (القامشلي).
6. حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) : وهو أحد تيارات حزب العمال الكردستاني (PKK) ومن أكثر الأحزاب الكردية تنظيماً ونشاطاً ، يرأسه صالح مسلم محمد وهذا الحزب عضو شكلي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى المعارضة السورية برئاسة حسن عبد العظيم ، وقد قام بتشكيل ما يسمى قوات الحماية الشعبية YPG وأختار لها هذا الاسم ليسمح بعناصر من خارج حزبه بالأنضمام إليها ، لكن أجندتها وتدريباتها بحسب ما يقرره الحزب.
7. الحزب الديمقراطي الوطني الكردي: سكرتيره طاهر سعدون سفوك منذ سنة 1988م ، (القامشلي).
8. الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي): جناح عبد الحكيم بشار وهو سكرتيره منذ سنة 2007م (القامشلي) وهذا الحزب قريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق وحليفه التقليدي.
9. الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي): جناح نصر الدين إبراهيم ، سكرتير الحزب منذ 2007
10. الحزب الديمقراطي الكردي السوري : سكرتيره العام جمال محمد شيخ باقي منذ عام 1997 ، يعتبر من الاحزاب المعتدلة والموضوعية أكثر من غيرها .
11. الحزب البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا: عبدالرحمن ألوجي سكرتيره منذ تأسيسه 2004 (الحسكة)
12. تيار المستقبل الكردي في سوريا : الناطق بأسمه مشعل تمو منذ تأسيسه سنة 2005 وحتى أغتياله سنة 2011.
13. حزب الاتحاد الشعبي الكردي:
14. حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري - ريفكتين : رئيسه فوزي ابراهيم منذ انشقاقه عن PYD سنة 2004م .
15. تيار الإصلاح بالحزب الديمقراطي التقدمي: الناطق الرسمي للحزب فيصل يوسف.
هناك احزاب وتجمعات أخرى بدأت تظهر تباعاً في فوضى الأسماء والحركات التي عمت سورية بعد اندلاع الثورة سنة 2011م ، ولاحظ أن أكراد دمشق مثلا أو بقية المناطق لم يلحظ لهم أي نشاط قومي!
لا توجد أعداد محددة وموثقة عن أعضاء تلك الأحزاب .. لكن وبحسب زهير قرياقس مؤلف كتاب المسألة الكردية في سوريا ، وبحسب شهادات عدة ناشطين وأصدقاء أكراد ، أكدوا على أمر مشترك وهو أن عدد أعضاء بعض الأحزاب قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، وهناك معلومات قدمها حزب اليكيتي سنة 2009 يتحدث فيها عن عدد اعضاء لحزبه بلغ 4 آلاف عضو ، واليساري يتحدث عن ألفان وخمسمائة عضو ، وعبد الحكيم بشار يطرح حزبه على انه الأقوى واعضاءه بالآلاف ، بينما يتحدث عبد الحميد درويش ان اعضاءه تسعة الاف عضو ، كل هذه الارقام غير مؤكدة ومبالغ فيها على الأغلب ، خاصة في الفترات الاخيرة التي تتصارع فيها الأحزاب الكردية للسيطرة على الشارع الكردي عبر الدعاية الأعلامية .
إلا أنه يمكن القول بأن الحضور القومي والشعبي للأكراد موجود ، وخاصة في المناسبات العامة كتشييع جثامين (( الشهداء)) أو من يتم أغتيالهم من الشخصيات المعروفة ، مما يعطي للناظر من بعيد شعوراً بأن الحراك الشعبي الكردي هو زخم للأحزاب الكردية ، وهذا غير صحيح بالمطلق.
لكن الأكراد مستعدين للألتفاف حول حركة سياسية معينة أو حزب معين إذا شعروا أنه يحميهم من تهديدات موجهة لهم ، وهم مهووسين بنظرية المظلومية وان المكونات الاخرى وخاصة العرب والأتراك يتربصون بهم في أي لحظة ، وهذا الشعور بالخوف إذا ما تم تدعيمه ببعض التصريحات العنصرية ضد الأكراد من بعض الجهلاء ، أو إذا تم مهاجمة قراهم عسكرياً دون تطمينات وتنسيق إعلامي كافي فأنه ينمي ذلك الشعور في نفوسهم ، ويجعلهم يلتفون على أي حراك كردي عسكري يدعيّ حمايتهم ، وهذا تماماً ما حدث في بداية دخول الجيش الحر إلى رأس العين أو إلى بعض المناطق التي يقطن فيها الأكراد بكثافة في حلب.
يمكن توصيف الأحزاب الكردية اليوم بأنها منقسمة لكتلتين رئيسيتين :
الكتلة الأولى هي حزب الأتحاد الديمقراطي PYD بقيادة صالح مسلم و الذي يعد امتداد لحزب العمال الكردستاني بقيادة آوجلان. حيث يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي هو المسيطر على مناطق عفرين مقابل باقي الاحزاب الكردية . ويسيطر بشكل متقطع على الكثير من مناطق الحسكة بإيعاز من النظام وبأسلحتها ومعداتها رغم أن صالح مسلم كحزب مشارك في هيئة التنسيق التي تقول انها ترفض العسكرة، ويمتلك موارد كبيرة وحيوية تم تسليمها لهم من قبل النظام أيضاً ، مثل معمل الغاز ، وآبار النفط في حقول الرميلان ، والمعبر الحدودي مع شمال العراق . وتسيطر اليوم قواته على العديد من المناطق بأشراف أمني ، مثل الدرباسية وعامودا والقامشلي والمالكية ورميلان والجوادية والقحطانية.
. أما الكتلة الثانية : فأنها تتمثل في المجلس الوطني الكردي الذي يضم معظم الأحزاب الكردية والذي تبرز سيطرته على الشارع الكردي في محافظة الحسكة بشكل متقطع بحسب المناطق المختلفة التي ينازعه على السيطرة عليها حزب الأتحاد الديمقراطي الذي يمتلك القوى العسكرية التي تتحرك بتسهيلات من النظام الذي سلمها العديد من الحواجز والمراكز!
لكن بقي ان نقول بأن الحركة الكردية في سورية تذبذبت بمشروعها السياسي. ما بين كونها منفعلة بالحركة الكردية الكردستانية العامة خارج سورية وليست فاعلةً تنطلق من واقع الأكراد الجغرافي والاجتماعي والديموغرافي في سورية.. وبين التخلي بمجملها عن فكرة (كردستان موحدة)، واعتماد مبدأ (الواقعية السياسية)، لكنها أبقت في نفس الوقت عينَها على ما يجري في مناطق كردستان الأخرى، بانتظار ما يمكن أن تتمخّض عنه المخاضات السياسية والإقليمية هناك. ولا يزال بعضها يستخدم لغتين في خطابه السياسي حسب الظروف: لغة الكردستاني، ولغة الكردي السوري والواقعية السياسية.
والخطاب السياسي الكردي عبر انظمة أحزابه الداخلية كله يطالب بالديمقراطية ، لكن الممارسات لا تنبي بأنه يسعى إليها من خلال ما تشهده الساحة الحزبية من إنشقاقات متواصلة لأسباب شخصية وحباً في السلطة والمنصب ، بعض الأحزاب الكردية يعتبر الأكراد جزءً من النسيح السوري وكان يميل في خطابه للدعوة إلى الحوار مع أطياف المعارضة السورية الاخرى ، لكن نبرتهم القومية أرتفعت وطغت في السنوات الاخيرة متأثرة بالتجربة العراقية وما رافته تلك التجربة من أستقلالية أكبر بعد الغزو الأمريكي للعراق ، فأنتقل الخطاب الكردي من أنهم يريدون حقوقهم ضمن وحدة وسيادة سورية ( هذا الخطاب كان كثير التداول قبل الثورة السورية ) ، إلى الوصول للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد على ما يصفونه ( بمناطقهم) كحزب عبد الحكيم بشار ، أو مطالبة بعضهم بإدارة ذاتية ديمقراطية لما اسموه مناطق غرب كردستان وهذا ما يطرحه حزب الاتحاد الديمقراطي ، وتشكيلهم عدة هيئات تحت مسميات عنصرية ، مثل مجلس الشعب في غرب كردستان ، ومحاولة تصدير خطاب يهئ لمرحلة تهدد السلم الأهلي ومحاولة أختلاق أسماء كردية لمحاكم قاموا بإنشاءها في مناطق يُسهّل النظام لهم عمليات السيطرة عليها بأتفاق ضمني يسمح لهم بالأنتشار واقامة الحواجز مقابل تعهدهم باستمرار ضخ النفط وعدم التعرض لرموز النظام ( تماثيل و صور ، أعلام ، مقرات حزب ، مقرات أمن) .
تطور الخطاب الكردي بعد الثورة وضبابيته:
لقد شهدت الساحة السورية ارتفاع وتيرة الخطاب الكردي السياسي ، والذي شهد ضبابية شديدة في بداية الحراك من خلال موقف الأكراد من الدعوات للثورة على النظام في سوريا أو من خلال موقفها من المعارضة عندما أنطلقت عجلة الثورة ، فقد عقد المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي أجتماعاً و الذي ضم آنذاك حزبين ( عبد الحميد درويش ، ومحيي الدين آلي ) أضافة إلى شخصيات كردية مستقلة أخرى في 2 شباط 2011 ، وقد صدر عنه بيان (( دعا فيه الأكراد إلى ضبط النفس والتحلي بروح اليقظة وعدم الأنسياق وراء الأعلام الغير مسؤول في الدعوة للأحتجاج)) وكان توجه الأحزاب الكردية هو عدم البدء في الأحتجاج ، وقد شجع هذا النظام للقيام باتفاق غير معلن مع بعض المعارضين والأحزاب الكردية وحثهم على عدم التظاهر وحل المطالب السياسية الخاصة بهم عبر الحوار ومجح بأبرام أتفاق غير معلن مع هؤلاء وفشلت الدعوة إلى (( يوم الغضب)) وهذا ما يفسر على ما يبدو تأخر الأحزاب الكردية للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية في المشهد العام ، حيث أقتصر على مئات وقد يصل إلى آلاف من الناشطين المستقلين وتنسيقيات كردية في الأشهر الستة الاولى من عمر الثورة السورية حيث سجلت اول مظاهرة شارك فيها الاكراد في 1/ نيسان / 2011 في عامودا وعفرين ، وقد حملت شعارات تتفق مع روح الثورة السورية وخالية من اي مطالب فئوية او قومية وكان المشاركين لا ينتمون لأي كوادر حزبية كردية ، وبقيت هذه المشاركات محدودة وخجولة ولا تعبر عن القاعدة الحقيقية للشعب الكردي الذي تظهر جلية حجم قاعدته في تشييع مشعل تمو مثلاً ، او في ذكرى الانتفاضة الكردية 12 آذار 2012 في القامشلي ، لكن الأحزاب الكردية وآلتها الإعلامية حالت دون مشاركة فعالة في احتجاجات ضد النظام ، وبقاء التظاهرات شكلية وتحمل شعارات قومية أكثر منها شعارات تحمل روح الثورة السورية .
أما بخصوص موقفها من المعارضة السورية فقد دخلت الكثير من الأحزاب الكردية في هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي بقيادة حسن عبد العظيم وأنسحبت منها مع استمرار بقاء حزب صالح مسلم فيها، وعند تشكيل المجلس الوطني السوري في الخارج انضمت له أيضاً مجموعة من الأحزاب الكردية ، ما لبثت تلك الأحزاب أن انسحبت من جميع تكتلات المعارضة السورية في الداخل والخارج ، معلنة عن برنامج يتضمن مجموعة مطالب قومية ، تم تقديمه كشرط أساسي لانضمامها لأي كتلة يمكن أن تتبنى تلك المطالب ، ثم تشكل المجلس الوطني الكردي في تشرين الأول عام 2011م برعاية السيد مسعود البرزاني متضمناً 11 حزباً كردياً تحت لواءه بأستثناء حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة صالح مسلم ، كمجلس كردي معارض للنظام السوري ، وشهدت العلاقات بين المجلس الوطني الكردي وبين أطياف المعارضة السورية توتراً ملحوظاً أنعكس على مؤتمرات المعارضة السورية في الخارج ، حيث كان الأكراد ينسحبون في كل لحظة من المؤتمر نتيجة عدم تلبية أطياف المعارضة للمطالب الكردية التي لا تتناسب مع المشروع الوطني السوري على سبيل المثال :
المطالبة بالفيدرالية كشكل من أشكال الحكم الذاتي ، المطالبة بالأعتراف الشعب الكردي وحقوقه القومية في الدستور بدلاً من مطالباتهم السابقة بحقوق ثقافية ، المطالبة بأعادة تعريف الجمهورية العربية السورية بحذف العربية منه ، أعتبار أن الجيش الوطني لسورية المستقبل بأنه يجب أن لا يشمل فقط الجيش الحر أنما يجب أن يشمل كتائب كردية !! والتركيز على أن لا يكون ضمن الجيش الحر أي من الكتائب الإسلامية ، ومن هنا بدأ الخطاب الكردي يتطور بأتجاه مطالب كردية خالصة كما ذكرنا آنفاً واستخدام مصطلحات عنصرية كتسمية منطقة الجزيرة السورية بكردستان الغربية ، أو المناطق الكردية، علماً أن عدد الأكراد في محافظة الحسكة لا يتجاوز 30% في أفضل أحواله (12) ، وفي أحدث دراسة ميدانية قام فيها متطوعين من التجمع الوطني للشباب العربي وهو كيان انبثق من رحم الثورة منذ بدايتها منطلقاً من مدينة القامشلي تم أحصاء جميع القرى في محافظة الحسكة وقد بلغت 1717 قرية كانت القرى الكردية تشكل 453 قرية من مجموع القرى وبنسبة 26,38 % من مجموع القرى الكلي في المحافظة (13)، وهذا يدحض الإدعاء بالمناطق ذات الغالبية الكردية !
هذا ويركز الساسة الكرد في بياناتهم على تضمين عبارة ((أن الشعب الكردي في سوريا هو شعب أصيل، يعيش على أرضه التاريخية )) ، فالشعب يحتاج لدولة ولا يوجد دولة في العالم بشعبين ! لكن هناك دولة فيها عدة قوميات وهذا ما نؤكد كسوريين عليه ، وقد وصل الأمر عند بعض المتطرفين من مثقفيهم إلى حد الإدعاء بأن منطقة الجزيرة هي فقط للأكراد ! وأن كل القوميات الأخرى وافدة عليها !! و ذهب بعض المتطرفين لوصف العرب الموجودين في المنطقة (( بقطعان المستوطنيين)) وتلك التسمية التي يطلقها العرب في فلسطين على الصهاينة المحتلين. أضف إلى ذلك الإصرار على رفع الأعلام الكردية فوق المباني الحكومية في المناطق التي أنسحب منها الأمن السوري لصالح السيطرة الكردية عليها.
وتعتبر هذه المطالب استفزازا لمشاعر السوريين ، في الوقت الذي يقدم فيه أبناء سوريا الشهداء بالآلاف في سبيل مطالب تنسجم مع مطالب المجتمع المدني والحركات الوطنية الأخرى، مثل: تحقيق التعددية والديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.. وذلك لكل أبناء الشعب السوري، على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية وطوائفهم وقومياتهم.. وإلغاء الأحكام العُرفية وقوانين الطوارئ، وتبييض السجون من سجناء الرأي والسجناء السياسيين، وإعادة المنفيين والمهجَّرين إلى بلدهم سورية، واحترام حقوق المواطنة، والتعويض على المتضرّرين من قمع السلطة واضطهادها، وحرية الصحافة.. وما شابه.
رؤية المثقفين العرب للمسألة الكردية:
ينظر المثقف العربي الذي عانى القهر و التهميش والحرمان في سوريا عموماً وفي منطقة الجزيرة خصوصاً إلى الأكراد كمكون من مكونات الشعب السوري له مالها وعليه ما عليها ، فقد عانينا جميعنا من الظلم والاستبداد ، ولم يفضل النظام العرب باسم القومية العربية على القوميات والأثنيات الأخرى ، بل على العكس تماماً فهذا النظام كان نظاماً فئوياً قمعياً حاول أحداث شرخ بين أبناء الشعب السوري ، إما على أساس الأغلبية والأقلية أو عزفاً على الوتر الطائفي ، وإما على الوتر القومي ، لذلك لاحظنا رغم مشاركة جميع الأطياف في الثورة السورية إلا أن النظام قد قتل من الأغلبية وعذراً لاستخدام هذا المصطلح ! لكنه فعلياً دمر مناطقهم وقتل منهم الآلاف في حين أنه لم يتعرض للأقليات على نفس النحو والمنهج! وكانت تلك الازدواجية واضحة في التعامل مع الحراك العربي الكردي في محافظة الحسكة ، حيث أنه اقدم على قتل العرب واستهدف عشرات البلدات و القرى العربية في ريف القامشلي كما حدث في ( تل حميس ، الشرموخ ، فرفرة ، ابو توينة ، الحنوة ، الجيسي ، الحصوية ، عكاظ ) ، وقد قام النظام بأكثر من 120 طلعة وغارة جوية على بلدة تل حميس التي لا يتجاوز عدد سكانها عشرين الف نسمة ، كما دكت البلدة بمئات القذائف من مدفعيتها المتمركزة في جنوب القامشلي ، كما أن حملة القتل والاعتقالات في محافظة الحسكة ومدنها القامشلي ورأس العين غيرها لم تتوقف ضد الناشطين العرب ، في الوقت الذي تخرج فيه مظاهرات الأخوة الأكراد وشعاراتهم المطالبة بالفيدرالية وحق تقرير المصير ورفع الأعلام الكردية دون أي تعرض من قبل النظام ، أضف إلى ذلك انتشار دوريات لحزب pyd في عدة مناطق دون أي تعرض من قبل النظام مما يضع أشارات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع !! وخاصة بعد قيام هذا الحزب ببناء سجون في محافظة الحسكة وقيامه بحملات أعتقال ناشطين من أحزاب كردية أخرى ، وقمعهم للمظاهرات السلمية بالقوة كما حدث في عفرين وعامودا الامر الذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى آواخر حزيران 2013م ، وقبلها أفتعل ذلك الحزب أقتتال مع قرى وبلدات تؤيد الجيش الحر في بلدة تل تمر الأمر الذي أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء من القبائل العربية وتدمير العديد من ممتلكاتهم ، وذلك عبر غطاء جوي قام النظام السوري بتأمينه لذلك الحزب.
وفي سياق موقف المثقفين العرب من المسألة الكردية سوف أقتبس جزءً من رؤية التجمع الوطني للشباب العربي والذي نشأ في مدينة القامشلي (الأقرب جغرافياً للأكراد) مع بداية الثورة السورية بقيادة مجموعة من المثقفين العرب في المحافظة ، وقد خصص في رؤيته السياسية جانباً خاصاً يتعلق بالأقليات وخاصة الأكراد الذين يثيرون موضوع حقوق الأقليات بشكل خاص ، فيبدأ التجمع بالقول :
((فيما يتعلق بالأقليات فإن التجمع الوطني للشباب العربي أكد في جميع البيانات والتصريحات التي صدرت باسمه، على أنه ينظر إلى جميع مكونات المجتمع السوري بأنها التنوع الطبيعي والصحي والتاريخي والثقافي والفكري والاجتماعي، ويرفض التمييز بين أي مكون من هذه المكونات على أساس العرق أو الدين أو المذهب ، بل يعتبر أنه من الضروري أن يتساوى جميع المواطنين باختلاف انتمائهم لمكونات النسيج السوري على أساس حقوق المواطنة الكاملة والتي تسمح للمواطن مهما كان انتماؤه العرقي أو الديني أن يتبوأ أرفع المناصب في سورية الديمقراطية المدنية التعددية.
أما بخصوص موقف التجمع من الأخوة الكرد الذين يشكلون ما نسبته 25-30 % من عدد السكان في محافظة الحسكة وما نسبته من 8-10 % من مجموع سكان سوريا، فأننا ننظر إليهم كجزء أساسي لا يتجزأ من مكونات الشعب السوري، تعرضوا كباقي مكونات الشعب السوري للظلم والقهر والممارسات الاستبدادية، وحرم قسم كبير منهم من الحصول على الجنسية ولعقود طويلة وهذا ما نعتبره خرقاً لأبسط حقوق الانسان في الانتماء إلى كيان دولة، وقد كان لدماء السوريين في ثورتهم المباركة دوراً رئيسياً في حصول المحرومين عليها.
والتجمع الوطني للشباب العربي إذ يشدد على الأخوة التاريخية بين العرب والكرد، وإذ يعتبر أن المواطنة الكاملة المشار إليها مسبقاً هي ما يجب أن يجمع السوريين، وإذ يدعم الأخوة الكرد في الحصول على جميع حقوقهم الثقافية واحترام خصوصيتها ضمن أطار التعدد والتنوع الثقافي الوطني الواحد، فإنه يرفض كل دعوات الانقسام والتشرذم والاقتطاع بمسمياتها المتعددة، من انفصال أو فدرالية أو حكم ذاتي، ويرفض التجمع ما اصطلح تسميته حق تقرير المصير للكرد باعتباره يؤسس لظلم المكونات الأخرى حيث ينفرد المكون الأصغر بتقرير مسار ومصير المكونات الأخرى التي تشكل الأغلبية، ما ينذر لنتائج لا يستقيم معها استقرار المنطقة، علاوة على كونه "حق تقرير المصير" في الحالة السورية لا ينسجم مع القانون الدولي ولا تدعمه معاهدات الأمم المتحدة ذات الشأن. كما يرفض التجمع ما يسمى "الإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي" باعتباره يوفر أرضية قانونية تبقي الباب مفتوحاً أمام مطلب "حق تقرير المصير"، وفي هذا يدعم التجمع الوطني للشباب العربي اقراراً دستوريا باعتبار الكرد جزءاً أساسياً من الشعب السوري)) (14) أنتهى الاقتباس .
بقي أن أذكر بأنني لا أهدف من خلال هذه المعلومات إلا كشف الحقيقة ولا شئ غيرها ، ولاأدعي انني أمتلك الحقيقة كاملة ، إلا أنني مواطن سوري في النهاية أعتز بإنتمائي لهذا الوطن وكل ما ذكر في هذه الدراسة وقائع وأحداث أسلط الضوء عليها وأهدف من خلالها أن نعي تماماً خطورة المرحلة ، والتأكيد على أننا مطالبون جميعاً بالسعي لبناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية تحفظ حقوق الجميع ، ولا يجب أن نكرر تجربة الاستبداد ، أو أن ننتقل من استبداد إلى استبداد عنصري آخر أو اقتتال بدافع المصالح القومجية أو العرقية والطائفية.


المراجع:
1- الأكراد دراسة جغرافية إثنوغرافية صفحة 518 ، تقرير خويبون - 1948
2- مارتن بونسين - الآغا والشيخ والدولة صفحة 41-43
3- البدرخانيون في جزيرة بوطان - ماليميسانز- وثائق جمعية العائلة البدرخانية - ترجمة كولبهار بدرخان صفحة 193.
4- بيان اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي (الباراتي) 13/11/1964.
5- قرار وزير الداخلية 23 نيسان 1957م ، مزود بنسخة لمحافظ الحسكة ونسخة قائمقام دجلة ورئيس خفر الريجي .
6- مقدمة ابن خلدون
7- مجلة الوعي العدد 234 سنة 2006م
8- تقرير بي روث سنة 1941 - ارشيف الدبلوماسية في قسم الخارجية الفرنسة .
9- حياتي الكردية ، نور الدين زازا ، ترجمة روني محمد دملي ، الصفحة 127.
10- المسألة الكردية في سوريا – عبد المسيح قرياقس
11- موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة.
12- المسألة الكردية في سوريا – عبد المسيح قرياقس
13- دراسة ميدانية للتركيبة الديموغرافية قام بها التجمع الوطني للشباب العربي في القامشلي
14- الرؤية السياسية للتجمع الوطني للشباب العربي



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي ...
- إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب ...
- 12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي
- ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية
- الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الكاطع - الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر