أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خضر - مصير مصر في الميزان..!!














المزيد.....

مصير مصر في الميزان..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 01:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1-
مصر هي الوادي. ودائما، كان الوادي محاصراً بالصحراء. في وادي النيل نشأت الدولة، والحضارة، وبلور الشعب على مدار قرون طويلة هوية فريدة. أما الصحراء فكانت مصدر توّجس وقلق، طالما أن الدفاع عن الوادي يستدعي القتال على، وغالباً ما بعد، حدود الصحراء.
في الآونة الأخيرة، للمرّة الأولى، منذ عهود طويلة، تجد مصر نفسها مكشوفة، ومعرّضة لمخاطر تهب عليها من ثلاث جهات:
على الحدود الغربية ليبيا، التي لم تستقر بعد، وفيها ما لا يحصى من قطع السلاح، والميليشيات، القادرة على عبور الحدود. وعلى الحدود الجنوبية السودان، الذي يحكمه نظام إسلاموي لا يريد، أو لا يسيطر على حدوده، التي يعبرها مهاجرون ومهربون وسلاح.
وعلى الحدود الشرقية إسرائيل وغزة. مصلحة الأولى بقاء الدولة المصرية ضعيفة ورهينة مشاكل داخلية لا تنتهي. ومصلحة حماس في الثانية تهريب السلاح والبضائع، عبر الأنفاق، بصرف النظر عن التداعيات المحتملة على أمن وسيادة مصر. أما الحدود الشمالية، أي البحر، فهي الحاجز المائي الطبيعي الذي يمنح الوادي ما تبقى من طمأنينة لا تتوفر، على ثلاث جبهات.
هذا وضع استراتيجي بالغ الصعوبة والتعقيد. وتزداد المضاعفات المحتملة لصعوبته، وتعقيداته، نتيجة عدم الاستقرار السياسي، والعُسر الاقتصادي، والمعارضة الإخوانية بعد الخروج من الحكم. وهذه الأشياء، كلها، تشتغل، بالمعنى الاستراتيجي، متكافلة ومتضامنة، بمعنى أن كل عنصر فيها يُسهم في تعزيز بقية العناصر، والمخاطر.
الحدود المكشوفة تغذي الإرهاب. والعُسر الاقتصادي يعرقل الاستقرار، بينما تُسهم المعارضة الإخوانية في، وتعتاش على، العُسر، واللا استقرار، وكلاهما بيئة حاضنة للإرهاب.
2-
استناداً إلى ما تقدّم يأخذنا النقاش إلى أمر أبعد، وأعقد، أي إلى الدلالة الاستراتيجية لسقوط حكم الإخوان. يذكر المصريون والعرب مؤتمر نصرة سورية، الذي نظّمه الإخوان، في إستاد القاهرة، قبل إسقاط حكمهم، بأسابيع قليلة.
بدا المشهد، يومها، وكأنه في قندهار الأفغانية، وليس في القاهرة، وقد احتشد فيه على المنصة الرئيسة ممثلون لجماعات أصولية متطرفة مصرية، وغير مصرية، ورُفعت فيه رايات "القاعدة" السوداء، وقيلت فيه كلمات طائفية تحرّض على القتل، الكراهية، والعنصرية، في حضور رئيس مصر، الذي زاد عليها، وأطنب فيها. وكان من تصاريف القدر، في اليوم التالي، قتل وسحل أربعة من المواطنين المصريين في القاهرة بدعوى التشيّع.
لم يكن ما رأيناه في ذلك اليوم صورة مصر الحقيقية. والمهم، أن عدداً من المعلّقين العرب، وكان كاتب هذه السطور من بينهم (الأيام 25 حزيران 2013) أدركوا، على الفور، أن مشهداً كهذا يهدد هوية، وحاضر، ومستقبل، الدولة المصرية، بقدر ما ينتقص من سيادتها، ويطلق العنان لجماعات وميليشيات غير دولانية، من شأنها تقويض دول، وتدمير أوطان.
لن يتجلى المعنى الحقيقي للانتقاص من السيادة، وتدمير أوطان، ما لم نضع في الاعتبار المضاعفات المحتملة للانكشاف على ثلاث جبهات، ومدى ما ينطوي عليه من جاذبية، في نظر أصوليات، وميليشيات، عابرة للحدود.
وهذا ما يمكن التدليل عليه، بكلام الأستاذ محمد حسنين هيكل (الذي يجب أن نصغي باهتمام لكل ما يصدر عنه) عن سماح نظام الإخوان لأعداد كبيرة من القادمين من "الجهاد" الأفغاني والباكستاني بالوصول إلى، والاستقرار في، سيناء. وإليه يُضاف ما يتواتر من كلام وتقارير عن نشاط الميليشيات "الجهادية" على جانبي الحدود مع غزة.
لذلك، تتمثل الدلالة الاستراتيجية لإسقاط حكم الإخوان في الحيلولة دون تسييس، وتكريس، الانكشاف على الحدود الغربية والجنوبية والشرقية. وفي هذا إنقاذ لمصر الدولة والوطن.
3-
لم يبدأ الانكشاف على الجبهات الثلاث مع حكم الإخوان، بل كان نتاجاً لتحوّلات محلية وإقليمية مختلفة، على رأسها ما يمكن تسميته "بالإعياء الاستراتيجي" في أواخر العهد المباركي، حيث تراجعت أهمية الجغرافيا السياسية، خلافاً لما كان عليه الحال في عهود سبقت، وهذا ما أسهم في تراجع الدورين العربي والإفريقي لمصر.
في ظل هذا التراجع جاء استيلاء حماس على غزة. وفي ظل التحوّلات الثورية في قاهرة الخامس والعشرين من يناير سقط نظام العقيد، وانتشرت بقايا سلاحه في كل الأراضي الليبية. وقبل غزة وليبيا وبعدهما، لم يكن في العلاقة مع النظام الإسلاموي في الخرطوم، ما يكفي لتحقيق الطمأنينة.
والمهم أن عبور الحدود، على كل تلك الجبهات، يقود خطى العابرين، في نهاية الأمر، إلى سيناء. وهي، بقدر ما تمثل خط الدفاع الأوّل عن الوادي من جهة الشرق (الواقع أن فلسطين، تاريخياً، هي خط الدفاع الأوّل)، تمثل، أيضاً، البطن الرخو، بالمعنى الاستراتيجي العام. فمعاهدة السلام مع إسرائيل، تحد من قدرة الجيش على الحركة في سيناء، وتراجع دور الجغرافيا السياسية، ناهيك عن الإعياء، حجب عن أعين صانعي السياسة ضرورة الاستثمار بعيد المدى، بالمعنى الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والديمغرافي، في سيناء.
وقد تجلّت التداعيات المرئية، وغير المرئية، لكل ما سبق، بعد صعود الإخوان إلى سدة الحكم، وأسهم في تفاقمها أنهم لم يفعلوا ما من شأنه التدليل على إدراك تلك المخاطر، بل أسهموا (سواء مباشرة أم مداورة، بالمقامرة، أو المؤامرة) في تسييسها، وتكريسها. وفي هذا المعنى يندرج كلام أحد الناطقين باسمهم، في ميدان رابعة، عن توقف الهجمات الإرهابية في سيناء بعد عودة الرئيس المخلوع إلى الحكم بثانية واحدة.
وبهذا المعنى، أيضاً، يتجلى انحياز الجيش إلى الشعب، باعتباره دفاعاً عن مصر الدولة والوطن. فمنْ يطيق الانكشاف على ثلاث جبهات، وغض النظر عن احتمال المقامرة، أو المؤامرة، إذا كان مصير مصر في الميزان؟



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع في مصر وعليها..!!
- مصرُ التي في خاطري..!!
- يومٌ من أيام القيامة..!!
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!
- وأخيراً، دولة الحق الطبيعي..!!
- فتح والنساء واليد الطالبانية..!!
- لن يقفز..!!
- سورية أصبحت مثل غزة..!!
- مأساة إغريقية كاملة..!!
- في رثاء مارتن رتشارد..!!
- أنا أحبُ الأخ الأكبر..!!
- جهاد النكاح..!!
- أجساد النساء، أقدم الأراضي العربية المحتلة..!!
- الأدب العربي يربح، بالتأكيد..!!
- بوتين لم يُزوِّج ابنته لسيف الإسلام..!!
- نُذر الانتفاضة..!!
- ابن عثيمين وصل..!!
- مولانا وجهة نظر خاصة..!!
- البرابرة هم الحل..!!


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خضر - مصير مصر في الميزان..!!