أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - المشهد المصري والمستقبل المنظور ..!














المزيد.....

المشهد المصري والمستقبل المنظور ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد المصري والمستقبل المنظور ..!
شاكر فريد حسن
ما من شك ان التغير الذي حدث في مصر باسقاط مرسي والاطاحة بحكم الاخوان المسلمين هو انجاز عظيم ، وملحمة اسطورية سطرها الشعب المصري في لحظة تاريخية حاسمة . وكان للجيش المصري ، وعلى رأسه الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، الفضل الكبير والدور الرئيس في احداث هذا التغير . وقد اثبت هذا الجيش ولاءه وانحيازه للوطن والشعب ، وليس للأحزاب والطوائف والمذاهب ، وانقذ مصر من خطر حقيقي داهم واخرجها من الأنفاق المعتمة والمظلمة . وكما كان لموقف هذا الجيش المناصر لثورة يناير الدور الحاسم في ارغام الرئيس محمد حسني مبارك التنحي عن سدة الحكم فها هو ينتصر اليوم مجدداً لأرادة الشعب المصري . وسوف يكتب التاريخ في سجلاته ، بحروف ناصعة من نور، اسم السيسي ، لأنه كان له الفضل الأعظم في تخليص مصر من كابوس وخطر حكم الاخوان المسلمين .
والواقع ان هناك الكثير من الناس يرون في هذا التغيير انقلاباً على الشرعية متناسين ان الشرعية الوحيدة هي شرعية الشعب ، وأكبر استفتاء هو استفتاء الشعب، الذي انتخب مرسي ومنحه الثقة ، وعندما رأى انه ليس اهلاً لهذه الثقة ثار ضده وخرج بالملايين الى الشوارع والميادين والساحات العامة مطالباً بازحته عن الحكم .
ان الأخطاء التي ارتكبها مرسي وجماعته هي التي اضرت بهم وبحكمهم ، وكما قال المثل "على نفسها جنت براقش " ، وقد جنوا على انفسهم بما فعلوه هم ورئيسهم بمصر وقضائها ودستورها ومؤسساتها وشعبها ما كان ابداً ان يفرغ من ثورة الغضب الشعبي والجماهيري الساطع ولا انحياز القوات المسلحة المصرية لارادة هذا الشعب ، الذي تمرد على حكمهم لأن رئيسهم محمد مرسي لم يحقق ما كان يتطلعون ويصبون اليه بعد ثورة 25 يناير 2011 من الحياة والعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، حيث شهدت حقبة مرسي تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، وتنامى الفقر والبطالة والفساد ، وتزايدت الجرائم ، وانهار النظام العام،وغرقت البلاد بأزمة سياسية، وتراجعت الخدمات الاجتماعية، وتعطل الاستقرار الضروري للنهوض بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية . واثبتت ممارسات ومواقف مرسي وجماعته ارتباطهم بامريكا وحليفاتها بالمنطقة وعلى رأسها قطر ، وانخراطهم في مشاريع اجهاض الدولة الوطنية لصالح المخطط الاستعماري المشبوه في المنطقة . وظهر ذلك جلياً في السياسة التي اتبعها محمد مرسي تجاه قطاع غزة والحرب الدائرة في سورية ودعوته للجهاد في اراضيها ومناصرة القوى السلفية والتكفيرية الارهابية .
لقد نسي الاخوان ان مصر ام الدنيا ، مصر العروبة، مصر النيل ، مصر جمال عبد الناصر ، ذات التاريخ الحضاري والقومي والثقافي العريق الضارب في عمق الارض ، انها ليست قبيلة او عشيرة او امارة تنقاد لجماعات سلفية وغيبية مناهضة للتقدم والعصرنة والتمدن والحضارة والحداثة ومعادية للفكر الانساني الحديث ، وللقوى التقدمية والعلمانية والليبرالية واليسارية والديمقراطية . وان مصر شهدت خلال القرنين الماضيين نشوء وبروز تيارات وحركات واتجاهات سياسية اصلاحية وتجديدية قادها ساسة وزعماء ومصلحون ومفكرون ومتثاقفون كبار وعظام أدت الى احداث ثورة فكرية نهضوية في المفاهيم والمعايير القيمية في المجتمع المصري الحديث ، وترسيخ اسس ومبادئ الدولة المدنية العصرية والمجتمع المدني الديمقراطي .
يمكن القول ان الثورة في مصر، التي اطاحت بحكم مرسي وجماعته ، هي في الحقيقة والواقع ثورة تصحيحية لمسار ثورة يناير العام 2011 ، وانها دليل ومؤشر واضح على سقوط "التاسلم السياسي "، وفشل لشعار "الاسلام هو الحل"، وتراجع للخطاب السلفي الطائفي التكفيري، وانهيار لمشروع الاخوان المسلمين الرامي الى اعادة البلاد الى حكم الخلافة وعصور الجاهلية وكهوف الظلام والتخلف والجهل والامية . واثبتت ان مشروع الاسلام السياسي لا يتناغم ولا يأتلف مع شعارات "الحرية والعدالة والديمقراطية ". ولعل هذا السقوط المدوي للاسلام الساسي وفشل تجربة لاخوان المسلمين ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انه لا مستقبل للاسلام السياسي في صورته الراهنة في هذا العالم العصري الحضاري التعددي المنفتح .
ان المشهد السياسي الراهن لا زال بعيداً عن الاستقرار ، وقد يستغرق وقتاً طويلاً ، لكن هنالك حقيقة واضحة لا لبس فيها ان وضعاً جديداً حدث في مصر بعد ان سقط حكم الاخوان المسلمين ، وان المصريين سيواجهون تحديات المرحلة الانتقالية المتمثلة بمسلكيات انصار وجماعات الاخوان وتمسكهم باستعادة مرسي، وتهديدهم باستدراج مصر الى حلقات ومسلسل الارهاب والقتل وسفك الدماء والفوضى الخلاقة والهدامة. لكننا على ثقة تامة بأن الشعب المصري العظيم قادر على تجاوز وتخطي ازمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية الغلابة ، وانه يدرك جيداً دوره في حماية الثورة ومكتسباتها وانجازاتها وعدم سرقتها واختطافها سياسياً مرة أخرى مثلما حدث لثورة يناير 2011 ، وحتمية اصطفافهم واحتشادهم امام صناديق الاقتراع المقبلة، من استفتاء على الدستور وانتخاب مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية . وباعتقادنا ان ذلك يصب في عودة مصر لتتبوأ ريادتها وموقعها ومكانتها العروبية والقومية في مواجهة كل المشاريع الامبريالية والاستعمارية في المنطقة الرامية الى تجزئة وتقسيم الاقطار العربية .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في باحات الأقصى ..؟!
- هل حققت جولة كيري هدفها ..؟!
- مجلة (المواكب) ودورها الثقافي
- في مواجهة مشروع -برافر- العنصري ..!
- حين عادت طيور الثقافة وعنادل الشعر الى الوطن ..!
- ما الهدف من تعليق صورة مرسي على واجهات المسجد الأقصى ..؟!
- الوحدة الوطنية الفلسطينية ، ذلك الحلم الجميل ..!
- انهيار مشروع -الإسلام السياسي - ..!
- الشاعر الفلسطيني مصطفى مراد يرحل مبكراً
- مجلة -الاصلاح- الثقافية تهنئ الكاتب شاكر فريد حسن بمنحه درع ...
- صدور عدد تموز من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- سقوط حكم الاخوان وانتصار الارادة الشعبية ..!
- الثورات العربية هل حققت اهدافها ..!
- مصر على أعتاب مرحلة جديدة..!
- مجتمعنا العربي وثقافة العولمة ..!
- الطوفان قادم يا مرسي ..!
- صدور كتاب -اعدام العدالة - لأحمد عبد الغني عقل
- الشاعر الراحل جمال قعوار بعيون فلسطينية
- مشروع التجزئة والفتنة الكبرى ..!
- مجلة -الإصلاح- الثقافية تحيي ذكرى المناضل والشاعر غازي شبيطه


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - المشهد المصري والمستقبل المنظور ..!