أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - وصل السيل الزبى














المزيد.....

وصل السيل الزبى


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 11:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


متفجعاً..
ومرتبكاً بالحزن أكتب هذه الكلمات..
وعلى عجالة، كمن يخبر عن حريق..وأنه لحريق هائل لو تعلمون!،فقد وصل السيل الزبى،وارتقى الشر أعلى مرقى،وصعدت اليوم سيارة مفخخة رصيفاً،كان ينتصب عنده كشك رجل مسكين كنا نشرب شايه العراقي بعد صداع البحث عن كتاب في المكتبات القريبة.. اللحظة.. إستشهد العشرات ظلماً و تفخيخاً بينهم بائع الشاي،وأختلط الهيل بدم عشرات الصبايا في الطريق الى المدرسة"بين الرصافة والجسر"، وتهدمت أضخم مكتبتين لبيع الكتب في بغداد بل وفي العراق..
اليوم وصل السيل الزبى..وما عاد البقر الإرهابي ليتشابه علينا،وها نميّز بين الأعداء نواياهم.
وها غلمان عمر بن العاص مجدداً سيحرقون"مكتبة الإسكندرية" على أرض بغداد..وها ألف عدو ينهض ويحتشد بقرينه الدموي الآخر..ها هولاكو تكفيري؛ مثلما ابتدع قرينه الأول جسراً وطريقاً لخيوله من أمهات الكتب الملقاة في دجلة،يبتدع باسم الجهاد دمارا في هيكل سيارة مفخخة تهدم المكتبات وتقتل الأبرياء،وتملأ الأفق دماً.
المرعب أكثر مما ذكرنا جاء في تفصيل خبري ورد من بغداد بعد العملية الجبانة يُخبر عن إلقاء القبض على رجل انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفا تواجد قرب التجمع الذي كان يسعف الجرحى ويخلي المكان.
ثمة إصرار وإمعان في القتل إذن..
فتعالوا أنظروا الدم في الشوارع..
والصبايا وقد تناثرت جدائلهن..
والكتب وقد اختلطت بالركام..
أحد هاتين المكتبتين كانت مكتبة الروائي والكاتب جاسم المطير..أما المكتبة الثانية فهي مكتبة المدى المجاورة لها ، وكلتاهما في ساحة التحرير بقلب بغداد .
دامع النبرة كان،بالأمس،وقبل أن تتهدم مكتبته،وأدركنا شجنه الفذ،بعد أن ورده نبأ استشهاد زميل صحفي هو قاسم عبد المجيد بهية في عملية اغتيال إرهابي غادر. تحدث المطير وتحدثنا،وانهالت على مقهانا الثقافي في الانترنت أحجار البعث،بين عربي يقرأ غزلا بعثياً وبين مفخخ أحمق يلعن ويشتم،حتى شنوا حملة شعواء،حين فضح الأستاذ المطير مخططا حزبيا عمّمه البعث،و يرمي لإعادة تأهيل الإمكانات الثقافية،ووسائل الاتصال والنشر والتشويش من أجل عرقلة أي جهد في العراق الجديد.
بالأمس قـلتُ بحزن وأنا اخبره والحضور عن الحصار الذي فرض على مقال لي كان ينتقد البعثي القيادي شبل العيسمي وهو يسوّق من جديد نفسه بفكر قومي عربي في جريدة الحياة اللندنية. وقلت مُدركاً صدق مخاوفي: إنها لحملة ثقافية بالضد من المشروع العراقي الجديد ما دام قد أعلن وزير الثقافة العراقي الجديد في التعريف عن نفسه بالقول: أنا رجل قومي عربي!.
أيضا،جازما،أشبّه ما يحدث من إرهاب؛ بحركة ذنب الأفعى بعد هلاكها،وها هو الإرهاب قبل أن ينفق ويطويه النسيان قريبا يحرك في تخبط وعشوائية أذنابه للمرّة الأخيرة.وإنهم باستهدافهم البغيض للصروح الثقافية إنما يمتدون بمشروعهم التخريبي الذي طال كلّ أثر ومقام حضاري في هذا البلد،وما هذا التفخيخ ببعيد عن مخططهم في حرق المكتبات العامة، والاتجار بالآثار،وضرب كلّ أثر إنساني.
ولسنا نزايد،أو نستخدم لغاتهم في الاستعداء والبغضاء،ولكنها دعوة استنهاض لكلّ جهد ثقافي وطاقة،ومدّخرٍ؛ لتتظافر الجهود العراقية الواعية،لتفويت الفرصة على هؤلاء الأوباش. وعلينا ان نكون بالضد،وبكلّ جرأة الكتابة والمواجهة..
وإذا لم يكن من الموت بدّ فمن العجز أن تموت جبانا
وعلى الحكومة الجديدة أن تتخذ كل أسباب التمكين الثقافي الآمن،وتولي الواجهة الثقافية للعراق اهتماما يرمم ما خرّبه الزمن الديكتاتوري. أيضا عليها أن تنجز تغيرات أمنية حازمة ،وتستعجل في تقديم الكثير من الأرهابيين والمتهمين إلى محاكم تنظر في قضاياهم قانونياً، فتــأخـيــر الـعـدالـة نـوع آخر مـن الـظـلــم.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
- عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي
- حوار أثار استغرابي
- دعوة لإحراق السفن
- رسالة الى الشيخ بن لادن في العام الجديد
- ما كان الحوت ذئب يونس ..يا أيها السفير
- هل يستحق محمود درويش تلك الجائزة؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - وصل السيل الزبى