أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نقد عرض مسرحي بلا جمهور














المزيد.....

نقد عرض مسرحي بلا جمهور


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 16:00
المحور: الادب والفن
    


ليس سرا ان العرض المسرحي المعاصر في العراق تحرر من قيد المنهج فنا وخطابا, نحو أفق أوسع لبناء فكرة جديدة عن الحياة والمسرح, إلا أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة بحد ذاتها, انما ما نتج عنها في واقعنا النقدي من مشاكل لعل أهمها انعدام تام لأي لغة مشتركة ما بين النقد والفن المسرحي, وقد يكون السبب الرئيسي هو تحولات العرض وثبات النقد على أسس لم تعد تفي بقراءة معاصرة للمسرح, أو قد يكون العكس, أي انفلات العرض عن أي قواعد سببت النجاح الجماهيري للمسرح العالمي, وكلما تمادى العرض في ذهابه بعيدا عن منطقة الترسيخ لغرض منح فرصة نقدية, تمادى النقد بدوره ليصل حدود النظريات النقدية الغربية المعاصرة دون أي محاولة لتوطينها او لاقتراح بدائل نظرية مناظرة تمسك بالتجربة المسرحية المحلية, وبدل ان يكون الفيصل في هذا النزاع هو الجمهور ومدى نجاح العرض والنقد بالتواصل معه أولا وأخيرا, اتفق كل من النقد والمسرح على أن لا يتفقوا فيما بينهم ولا حتى مع الجمهور.

على صعيد النقد, نحاول ان نستفهم المعقب و الناقد , مشكلة نقدية تحت عنوان التعقيب على العرض المسرحي العراقي, معقب, مختص في فن المسرح أو الأدب المسرحي أو الفن والأدب بشكل عام, أو حتى في فن الإلقاء من خلال المايكروفون وذلك حسب الظرف وتوفر من يسد هذه الثغرة التقليدية أكثر منها الضرورية, في مهرجانات ومناسبات تشمل عرضا مسرحيا, يعتلي هذا المعقب منصة الجلسة النقدية بعد أن يقدمه مدير الجلسة للجمهور, وذلك لكي يعقب برأيه عن العرض المسرحي, ويكون رأيه على شكل تعقيب يقرأه من على ورقة يفترض أن تكون نقدية.

أن افتراض نقدية ما يشمله خطاب التعقيب من رأي في عرض مسرحي لم يفكر به كتجربة غير مكتملة العوامل بغياب الجمهور حيث أن التعقيب يجري ما قبل التجربة أي ما قبل العرض المسرحي ودليل ذلك تدوينه والاستعداد لقراءته في توقيت ما بعد العرض مباشرة, أن هذا الافتراض بكون المعقب ناقدا وما يعطيه من رأي يمثل نقدا لا يمكن الاستدلال عليه في غياب لعناصر تلقي العرض المسرحي, فعادة ما تعرض المسرحية بشكل خاص للجنة مشاهدة اولية لتجري تحكيما معينا مفاده صلاحية العرض من عدمها لتكون ضمن مهرجان او برنامج احتفالي معين, عادة ما تكون هذه هي فرصة المعقب ليكون رأيه النقدي عن المسرحية, أي لا وجود لجمهور يتفاعل معها وفق تجربة حية يستطيع من خلالها المعقب قياس مدى أهلية العرض مسرحيا.

من خلال متابعة بعض المعقبين نجد أن قياس التجربة القبلي لم يأتي بمفيد على صعيد النتاج المسرحي, ولا جديد على مستوى تطور النقد ليرتقي بالتجارب المسرحية المختلفة, فبناء هذه الورقة اعتمد على التوقعات لتفاعل مفترض للجمهور مع العرض على أساس واهن جدا, أقل ما يقال عنه هو الضرب في علم الغيب, او جهله بالضرورة, وبالتالي يكون السند الفعلي لكل ما تم البناء عليه هو الجهل بإمكانية العرض المسرحي على النجاح أو الفشل, كذلك لا يجد المعقب سبيلا الا للاستعانة بما لا يمت للعرض بصلة لدرجة أن هذه التعبئة تأخذ من ورقته مساحة لا تقل عن النصف, فمنها مثلا سيرة ذاتية غير محمودة الأثر في أثرها على العرض ونقده لكل من كادر العمل المسرحي المعروض, واستعانة بمقولات لمسرحيين تحتاج بحوثا منهجية لإثبات ارتباطاتها الفكرية والفنية بالعرض قيد التعقيب, ناهيك عن الشكر والتقدير المفرط في الإسهاب.

على صعيد العرض المسرحي, يعد جل ما قدمه المسرح العراقي المعاصر تعبيرا عن ثقافة الإدانة, إدانة للماضي خجولة غير موضوعية في تناول جرائم النظام الدكتاتوري السابق, وإدانة للحاضر تفتقر إلى رؤية للتغيير الاجتماعي, وإدانة عمياء للمستقبل, حيث لم تكن عملية تنوير المجتمع هي جوهر الفعل المسرحي الرامي نحو أهم ما استجد على تكوين نظام الحكم من تغيير, إلا وهي الثقافة الديمقراطية, ويمكن تصنيف ما قدمه المسرح العراقي وفق ثلاثة ملامح رئيسية للإدانة, والتي ارتكز عليها خطاب العرض المسرحي العراقي, أول هذه الملامح هي إدانة رمزية للنظام الدكتاتوري السابق, وثاني هذه الملامح هي إدانة صريحة لاحتلال العراق من قبل قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية, وثالث هذه الملامح هي إدانة مبهمة للإرهاب, ان ملامح الواقع العراقي المعاصر تتجسد في التعامل المختلف من قبل الإنسان في العراق مع خطاب الفنون التي يتعرض لها, وليس من دليل أوضح على إدانة الجمهور لمسرح الإدانة المعاصر, إلا غيابه عنه بشكل يوضح غياب المسرح العراقي تماما, عن دوره الفاعل في الواقع المعاصر للعراق.

الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محو الأمية الثقافية في بابل
- التمثيل ( داخل ) كلية الفنون الجميلة
- التمثيل ( خارج ) كلية الفنون الجميلة
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء ا ...
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء ا ...
- مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية (ني عراقي) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر
- الممثل الأخرس مسرحية للمخرج شاكر عبد العظيم
- مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2
- ما فائدة المنح الحكومية المقدمة للمثقفين
- معدل الاستهلاك الثقافي في العراق
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش
- مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب
- إخراج الممثل حسن عداي في مسرحية القرية


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نقد عرض مسرحي بلا جمهور