أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فضيل التهامي - اشكالية محاربة الفساد في المغرب














المزيد.....

اشكالية محاربة الفساد في المغرب


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 06:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



بعد استقلال المغرب ، و بدأ بناء مؤسساته السياسية و الدستورية ، بدأ الحديث عن محاربة الفساد و المفسدين من ناهبي المال العام ، ومستغلي مواقعهم السياسية ، و قربهم من الدوائر العليا للقرار لمراكمة الثروة ، إيمانا منهم أن هناك علاقة حميمة بين المال و السلطة، واستحضارهم منطق ازدواجية المصالح بين مالكي الرأسمال، و صناع القرار السياسي. فبعد وصول رياح التغيير إلى المغرب، والذي كان الفساد من بين أسبابه ، تعاطت الدولة المغربية مع الحدث بشكل سهل عليها تجاوز الحراك، و تفادى تكرار النموذج التونسي أو المصري، لتعمد بالقيام بإصلاحات دستورية وسياسية عبر إجراءات عاجلة: بدءا بخطاب 9 مارس، مرورا بالاستفتاء الدستوري ووصولا بتنظيم انتخابات تشريعية، التي أوصلت حزب " العدالة و التنمية " إلى رئاسة الحكومة، بزعامة السيد " عبد الإله بن كيران ". هذا الأخير بدوره حمل مشعل محاربة الفساد والمفسدين، و اتخذه كأساس في فلسفته، و برنامجه الحكومي. ليخرج إلى المغاربة عبر وسائل الإعلام الرسمية منصبا نفسه على انه هو " المخلص " من شبح الفساد الذي نخر المغاربة عموما، و الطبقات المتوسطة و المسحوقة بصفة خاصة، حتى صار المواطن المغربي فاقد للثقة في الادارة و الفاعلين السياسيين، و العمل السياسي بشكل عام. لتكون نسبة المشاركة السياسية المتدنية خير دليل على ذلك ( استحقاقات 2007- 2011 )، لكنه ( رئيس الحكومة ) سرعان ما تراجع عن خطاباته "الشعبوية " التي افتقدت إلى ذكاء و دهاء سياسيين، والتي لم تحتكم إلى تحليل علمي ملموس، عبر استحضار الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد : فسياسيا مازالت شروط الاحتجاجات قائمة، بل ازدادت حدتها.. و اجتماعيا مازالت المطالب الاجتماعية لكل فئات الشعب المغربي لم يتحقق منها شيء، أما من الناحية الاقتصادية لم يتم استحضار الأزمة الاقتصادية للمنطقة " الأورو " و تداعياتها على الاقتصاد الوطني، باعتبار هذه المنطقة الشريك الاول للمغرب....كل هذا لم يتم توليفه أثناء إخراج رئيس الحكومة للسياسات العمومية، هذا إن سلمنا جدلا أنه قادر على إخراج هذه السياسيات إلى الواقع دون أملاءات فوقية.( تدخل حكومة الظل )..وما زاد الطين بلة تكريس مقولته الشهيرة " عفا الله عما سلف "على المستوى الممارسة، و تصريحه في العديد من الخرجات الإعلامية ( والتي أحدثت من خلالها أزمات سياسية....) انه ليس ممكنا القضاء على الفساد والمفسدين، متناقضا بذلك مع تصريحاته السابقة قبل حصوله على الأغلبية وبعدها مباشرة.
فتحليل مضمون هذا الخطاب يبين عمق إشكالية محاربة الفساد و المفسدين بالمغرب، و السيد رئيس الحكومة نفسه أدرك فيما بعد صعوبة محاربه هذه الظاهرة، لأنه " ليست بيده حيلة " كما يقول المغاربة دائما، أو مغلوب على أمره ، فالإشكال أعمق و أكبر حتى من منصبه كرئيس حكومة، وهذا يطرح مدى حضور وعدم حضور رئيس الحكومة، وموقعه الحقيقي داخل النظام السياسي المغربي، ومدى قدرته على ممارسة حتى صلاحياته الضيقة التي منحها له دستور 2011. وقد اتضح هذا بشكل واضح في تعيينات الملك محمد السادس للسفراء وعدة شخصيات مدنية أخرى ...و الحضور القوي للمستشارين الملكيين أثناء الزيارة للدول الخليج ، حيث ظهر الحاملين للشرعية الانتخابية في مؤخرة الصفوف...هذا يمكن ان يؤشر على وجود ما اصطلح عليه في أدبيات العلوم السياسية و الانتقال الديمقراطي ب " الدولة العميقة " .
لنخلص إلى القول أن محاربة الفساد ليس امرأ سهلا على اعتبار أن هذا الإشكال هو إشكال بنيوي ، يتطلب إعادة النظر في البنية السياسية و الاقتصادية و حتى الاجتماعية ، يتطلب ايضا معالجة العلاقة بين الرأسمال المالي و السلطة السياسية . إضافة إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقة التي تجمع بين هرم السلطة و محيطها ، بتعبير الفيلسوف الفرنسي المرموق " اتيين دي لا بويسيه.



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟
- إنه الشارع يا رئيس الحكومة .
- المغرب : بين خطاب الإصلاح و الديمقراطية المؤجلة
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- ثورة 25 يناير المصرية و الصراع العربي- الإسرائيلي
- بين ميكيافليي و ماركس -القيمة الفردية العليا -
- الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديد ...
- ملاحظات حول حركة تمرد المغربية
- إيران و الأمن القومي العربي.
- موقف الحسن الثاني من عدم تنفيذ اتفاقية تسوية الحدود المغربية ...
- حركات الإسلام السياسي : بين الصعود و السقوط


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فضيل التهامي - اشكالية محاربة الفساد في المغرب