أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جرثومة عصية على المعالجة















المزيد.....

جرثومة عصية على المعالجة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرثومة عصية على المعالجة
كتب مروان صباح / من حين للأخر يتلقى الإنسان العربي خبر صادم ، ينزل على مسامعه كَّصوت البرق ، لكنه سرعان ما يلملم ذاته المقهورة ليعيد التأكيد لما سمع ، أهذا واقع أم خيال ، وبالرغم من ولادات التى جاءت جميعها دون استثناء عبر التسعين عام تحت مظلة الاستبداد ، إلا أن الأسئلة مازالت تطرح على الذات ، قبل الغير ، كأنها أشبه لحالة ، من يطرق الباب ولا يوجد مجيب ، كون اصحابها مصابون كما يبدو بإصابات اقتصرت عليهم دون البشر ، حيث تحولت إلى جرثومة تجري بالعروق حتى تستقر في أعلى الدماغ كي تتحكم بالحاكم المتحكم بالعباد وتساهم مساهمة قوية بإخراجه من جبلته الطينية ليصبح بمرتبة هولامية ، لا هو ملائكي ولا بشري ، يعتقد من خلالها ، بدافع ذاتي مصحوب بطنين من حوله من مأجورين ، مرتزقة يتلاعبون على أوتار نرجسيته المهترئة بعد ما جُرِحَت ونزفت طويلاً ، ليتصاعد نبرة الإنكار للواقع ورفض تصديق كلياً لما تراه عينيه من متغيرات حتى لو كانت قاسية ودموية ، مقابل اصرار مستميت بالمحافظة على مرآته الوحيدة والمصدقة ، دون ذلك لا اعتبار لديه لأي شيء أخر على الإطلاق .
ينطلق الرئيس بشار ، الأمين القطري لحزب البعث بقراراته الأخيرة في إقصاء ، القيادة القطرية بأكملها دون أن يستثني فرد منها بسبب تقصيرها ، ويبرر ذلك أنه بعد تلك السنوات تبين له الآن في خضم معركته مع الشعب السوري ، أن القيادة القطرية ليست على القدر المسئول كي تتولى قيادة القطر وما يترتب عليه من استحقاقات تفوق حدوده ، حيث أخفقت أخفاقاً اضطره إلى وضعهم جميعاً داخل البيوت تحت الإقامة الجبرية ، بشكلها الاختياري لا قسري ، كون ، لم تعد عتبات مكاتب القطريين التى كانت تزدحم بإقدام المراجعين والمدغدغين لها ، أثر واقع يومي ، بل باتوا جميعاً في حالة قطيعة كأنهم مصابين بمرض مُعّدي ، ممنوع الاقتراب منهم ، بيد أن جاء الاجتماع الموسع للحزب بهدف أن تقول لجنته المركزية الكلمة الأخيرة ، التى ابهرت العديد من المراقبين لدرجة ذهولهم أمام خطوة أُخذت على حين غرة ، الذي أدخل البعض في حيّرة شديدة ، لا أحد يعلم من أين أتت تلك اللجنة بهذه القوة التى كما يبدو ادخرتها لمثل هذا اليوم ، حيث كما بدا ، تحولوا بلمح البصر أصحابها إلى آساد في الاقتلاع والإقصاء ، بحدود ، لكن الأنكى من كل ذلك عندما غادرت القيادة قسراً دون أن يسبقها الأمين القطري ، مما يتيح للواقع أن يترجم نفسه بنفسه ، بأن متخذين القرار مُسيّرين لا مُخيّرين ، ونُسِب للقيادة المجتمعة ، جميع الخطايا بعد الأخطاء ، في وقت يعلم الجاهل بالسياسة قبل العّالم بأن المطرودين في حقيقتهم ليسوا باللاعبين الأساسيين في ادارة الدولة بل هم أشبه ، بالشاهد الزور ، الذين قبلوا بالفتات على طاولة الأجهزة الأمنية واستخبارات العسكرية ، والأمر اليتيم الذي يعود أن قاموا به عبر العقود هو الإيعاز للسرك البرلماني بتعديل الدستور بخصوص المادة التى تحدد عمر المرشح للرئاسة ، فإذ ارتكبت خطيئة تُحاسب عليها ، قد حاسبها الأمين القطري بذاته على هذه الجريمة النكراء التى جعلته يتولى منصب الرئيس دون أن يسمحوا لسورية أن تأخذ فرصتها الذهبية كي تعيد انتاج نفسها ضمن ولادة ثانية تعالج جميع الترسبات المقيمة في مختلف المؤسسات الإدارية التى اتسمت بالفساد الصريح وسيطرت عليها الرشوة حيث انتشرت بشكل افقي لدرجة لم يسلم منها أي موقع ، كما أضاعت إمكانية عودة القضاء المهزوم ، لتاريخه العريق ، المعروف في احقاقه للحق بين المواطنين وأداءه المرن بمراقبة سلوك التجاري والحرفي كي ينعم فئات المجتمع على اختلاف درجاتها في الرخاء المعنوي قبل أن يكون مادي ، يتبعها ارساء العدل وترسيخ قيم القادرة على ادارة البلاد والعباد بقدر من المساواة ، لينعكس بذلك على الأجهزة الأمن التى خلقت حياة أشبه بالجحيم الدنيوي ، حيث يتطلب دراسة معمقة لتلك الخيوط التى أغرقت وتشبعت بالسم ، فمن يحاول لمسها يحكم على نفسه بالموت ، كما أنها نُسجت عبر العقود الأربعة داخل مفاصل وتفاصيل المجتمع التى تحتاج إلى اعادة فكفكتها بأيدي تتصل بالضمير والكفاءة وبطريقة تلبي معايير الإنسانية والمهنية كي توفر حماية للاقتصاد والزراعة وغيرها من قنوات تؤدي إلى الاتجاه ذاته ، في السّلم والحرب .
اجراءات تعج بالمتخبطات لكي يختلط حابل الحقيقة بنابل الباطل وتشتد سوداوية الرؤية لتسيطر صعوبة التحليل ، في وقت لم يعد هناك فسحة أو مهلة للتفكير والتنبيش بين ما يطرح من خطابات تحمل أفكار ، وتمّييز يفند الحقائق ، لكن لا بد أن يقف المرء عند ذلك الاجراء الغريب عن ثقافتنا ، المُتخذّ من قبل الأمين القطري لحزب البعث ، كأنه يحاكي شريحة كبيرة من المواطنين والحزبين ، طالبوا منذ زمن بعيد لمثل هذا التحرك ، بتجديد شرايين الحزب بدماء جديدة ، ولكي نتعرف أكثر عن الأسباب التى جعلت الأمين يُخّرج ذاته من تحمل المسؤولية وأعبائها ، ويضعها في مرتبة المعصومية عن الخطأ والمحاسبة ، وإحالة كل ما جرى ويجري إلى من كانوا أحياء أموات صائمين عن الكلام ، دون الالتفات لما تعهد به عندما أستولى على السلطة عنوةً وأسوةً بزملائه في العروبة ، بالإضافة إلى ما آلت إليه البلاد في اطار صورة غير متوقفة على مدار الساعة ومقتصرة بين مذبوح ومشرد الذي جعل حياة السوريين بين خيارين لا ثالث لهما أما البقاء والعيش بالخوف المستمر من القتل أو التنكيل وبين الهروب وترك كل شيء خلف ظهورهم إلى الجوار والعيش بالذل والتسول ، آلا يستحق الواقع المرير من اللجنة المركزية للحزب أن تقف وقفة تاريخية وأخلاقية لمرة واحدة قبل أن تقوم القيامة الربانية وتعيد النظر في ما يجري على أرض الجغرافية السورية وتقول لأمينها المنتخب أنك تتحمل المسؤولية ضمن هؤلاء المطرودين من خدمة طأطأة الرأس ، لما وصل القطر إليه من احتقانات تراكمت عبر العقود إلى أن ولّدت حرب أهلية بعد ما كانت المعركة بين الديمقراطية والديكتاتور ، حيث شرّعت في تدمير النسيج الأهلي بالإضافة كونها ماضية في طريقها لأن تُجّهز على ما تبقى من اقتصاد وحجر وشجر ، لم يتوقف الأمر على هذا الحد بل باتت تدفع جغرافيات الجوار المتصلة إلى حالة المراوحة بين الرمضاء والنار وتتفلت من حين إلى أخر شرارات تصل إلى داخل القطر بدافع التخندق الذي يزداد يوم بعد الأخر كون التوغل في العنف بات لا يُحتمل على الاطلاق ولم تعد تنفع تلك الجدران المخرومة أن تبقي الأيدي مكتوفة .
لقد خسرنا نحن العرب من أبناء جلدتنا ما يقارب المليون قتيل في القطر العراقي وكان القطر السوري لديه الشرف في المشاركة بهذا الخسران ، ليعاد المشهد اليوم في القطر السوري ، بالسير نحو ذات الطريق من الهلاك ، حيث تجاوزت أعداد القتلى المأتيين إنسان لا حول ولا قوة لهم باستثناء القليل ، ناهيك عن الشعوب المختلفة التى شهدت بلادهم غزو أو حرب أهلية ، ذهبت ارواحهم بين قتل وجوع وتشرد دون أن تلتفت المجتمعات أو الدول بعطف أو رحمة ، لكن من حق العربي التساؤل عن تلك المبررات التى تقدمت قبل سقوط العراق ، بيدّ الأمريكي وعن دور جيل كامل لم يحرك ساكناً في الدفاع عن قطر محوري ، واحد من أهم ركائز الوطن العربي ، إن فُتحت به طاقة عبور ، بدأ تدريجياً السقوط لما تبقى من جغرافيا ضعيفة التكوين ، الذي جعل الأكثرية أن يحيلوا اللوم على النظام البعثي ، بأنه لا يستحق الوقوف إلى جانبه في معركته مع الغزاة لما اقترف من طمس للحريات ، كأن التخاذل كان أحد المبررات الهامة التى وجدت في حينها كي تريح المتخاذلين في نومهم الطويل ، حيث جاء مبطنّ ضمن سياقات الاستحقاق والأحقية دون أن يدركوا أنهم ميتون في جميع الأحوال ، لكنهم امتنعوا أن يمتلكوا شرف الاختيار وتحديد شكل الرحيل عن سطح الأرض إلى باطنها الصامت بإرادتهم لا بإرادة الغير .
رغم كل ما يحدث لا تزال الأمة لديها من الهمة المتجددة من خلال سلالة تأبى الانقطاع في البحث والتقييم ، وترقب الأحداث ضمن مقارنات حية لا تقبل الآسر لمغريات السلطة ، لكنها مهمشة بمحض ارادتها ، كون غير قابلة للشراء والبيع ، بل هي نابعة من الحد الأدنى لما تبقى من قيم أخلاقية توفرت في هذا الزمن المجنون ، بمركباته المعقدة بين عولمة انتشرت أسرع من ما يمكن أن يتخيله العقل أو يستطيع من ضربه الكسل أن يحدّ بالقدر الذي يمنع جسمه أن يتحول إلى جثت هامدة ممتدة أمام من يملك المشارط كي يستبدل الأقدام بالأيدي ، منزوعة من جميع الدسمة القِيمية ، وقد يكون أصحابها أصابهم ارهاقات نفسية بسب طول الترقب بالإضافة لجملة تساؤلات ارتطمت في حائط عديم التفاعل والإجابة ، إلا أنها ليست عقيمة بقدر ما تفرز ارتداداتها العديد من الحِيِرات حول ما يجري لأبناء أمة محتلة بشكل تدريجي وبالتقسيط المريح ، لهذا أصبح أعداد المقتولين يفوق الحد الأحمر للقنابل الكيماوية ، الخط الذي وضعه الرئيس الأمريكي ، كأن الموت بالكيميائي يختلف عن غيره ، أو المجازر بالسكاكين تبقى ضمن المعايير الدولية حيث يسمح بها ، أم غيرها ممنوعة كون اشعاعاتها تصل للدولة العبرية ، ما يستدعي التنبه له وعلى عجل ، لضيق الوقت بأن الرؤية الغربية لا ترى سوريا ذات مكون تاريخي بقدر أنها جغرافية تحمل فوقها ، فقد من القبائل والاثنية ، الذي يفرض على جميع خصوصاً لمن يغرس رأسه بالتراب اقتداءً بالنعامة ، كوسيلة ناجعة للتهرب من المسؤولية والتخلص من أعبائها ، أن يقف وقفت تخرجه لبعض الوقت من عباءة التضليل كي ينظر بكل ثقة لتلك الدماء التي تسيل ويحدق بها جيداً دون خوف ، إلى أين تسير بوصلتها ، أليس الأولى أن يكون اتجاهها نحو فلسطين كي تستعيد الأمة اراضيها وكرامتها المبعثرة وتوفر تلك القوة الجبار التى اظهرت عنفوان وشراسة ، لمن يغتصب عمقنا منذ عقود ، لكن كما يبدو قدرنا كأمة أن نعيش محاصرين ضمن جملة شروط الغاب ، التى اتضحَّ بأن الآساد مستمرون بالتوحش بحلول رمضان ، مغايراً لمن هم في الغاب الطبيعية الذين لم يتعدوا على الإنسانية حيث يقدسون هذا الشهر بمرورهم جانب الغزلان بنظرة ، تقول لا تخافوا فأنتم في مأمن كوننا صائمون ، ايعتقد الأمين القطري أنه في أمان لمجرد ازاح جملة أصنام خشبية مقابل آخرين استبدلهم من حجارة كونهم ارتكبوا فظائع لكن لا بد أن يدرك قبل فوات الأوان أن هؤلاء الأصنام مسيرهم الحتمي الكسر .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهي ثورة تقرير مصير أمّ تحريك تسويات
- ارهاق مجتمعي يؤدي إلى انتحار وطني
- بآي بآي يا عرب
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جرثومة عصية على المعالجة