أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد














المزيد.....

بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء فترة التمهيد لعهدها في الحكم والذي لم يستغرق سوى عام يتيم، كانت جماعة الإخوان المسلمين تركز طاقاتها على الترويج لمشروع هلامي وفضفاض بغير حدود أو معالم أو أهداف واضحة تحت مسمى "مشروع النهضة". ثم فيما بعد، بعد الوصول إلى الحكم فعلاً وإحكام قبضتها المنفردة على السلطتين التنفيذية والتشريعية كاملتين، تملصت الجماعة من وجود هكذا مشروع وادعت على لسان نائب المرشد، خيرت الشاطر، أن هو ليس أكثر من عنوان عريض لا يزال في انتظار ملئ المحتوى بمساهمات كافة أعضاء التيارات المجتمعية دون استثناء. في عبارة أخرى، كان الإخوان من وراء مشروع النهضة يروجون دعاية كاذبة لا لهدف سوى تمكينهم من الوصول إلى الحكم، الهدف الذي قد ظل يداعبهم ويراوغهم منذ أكثر من ثمانية عقود متصلة.

ثم بعد الخروج الكبير والمذل من الحكم بعد مرور عام واحد فقط، يروج الإخوان الآن لمشروع جديد، "مشروع شهيد". هذا القول قد أصبح مؤخراً يتردد بكثافة ملحوظة وسط الإخوان بكافة مستوياتهم، الذي يؤكد أن هو متعمد ومقصود؛ ومثل مشروع النهضة من قبل يرجح أن يكون قد تم التخطيط له ووضعه على أعلى المستويات، ثم الترويج المحموم له على المستويات الأدنى وعند القاعدة. ومثل مشروع النهضة أيضاً في بداية عهدهم القصير والفاشل، مشروع الشهيد بعد نهاية عهد الإخوان يسعى إلى تحقيق نفس الهدف الأصلي: الوصول إلى الحكم، أو العودة إليه الآن.

لكن ثمة فارق كبير وحاسم بين المشروعين الإخوانيين: الأول، مشروع النهضة، كان يقوم على الترغيب وبث الأمل في نفوس الناس، حتى لو كان عن طريق الكذب؛ كان مشروع النهضة بمثابة "الجزرة" بيد جماعة الإخوان المسلمين، تحاول أن تغري وتطمع بها جموع الشعب المصري، خاصة الفقراء في الأحياء الشعبية والأرياف، لترتضي بحكمها المنشود بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك في 25 يناير 2011. في هذا الإطار، كانت الجماعة تنظم حملات توزيع المواد الغذائية المدعمة مثل الزيت والسكر وأنابيب الغاز، والقوافل الطبية وخلافه. كان نهجاً إخوانياً، وفي النهاية إسلامياً، بامتياز يعتمد وسيلة البر والإحسان والصدقة العينية طريقاً مفتوحاً إلى قلوب، وفي الوقت المناسب أصوات، هؤلاء ممن دون خط الفقر، الذين ربما يشكلون قرابة نصف القوة التصويتية الإجمالية للمصريين. من هنا أتت انتصارات غزوات الصناديق!

أما في المرة الثانية، مشروع الشهيد، جماعة الإخوان المسلمين ترفع العصا، والعصا الأغلظ على الإطلاق، إذ ليس من بعد الموت ما يخيف. في عبارة أخرى، بعد أن كانت جماعة الإخوان المسلمين في بداية حكمها "تضحك" على عقول المصريين البسطاء بمشروع نهضة يمنيهم ببحور السمن والزيت واللبن والعسل المجاني من دون تعب أو مقابل مالي عادل بسعر السوق، هي الآن، من خلال مشروع الشهيد، تحاول أن "تخوف" المصريين الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين وأطاحوا بحكمها بعد 30 يونيو أن هي إذا لم تعود ثانية إلى الحكم "سوف يتحول كل إخواني وإخوانية إلى ’مشروع قنبلة‘ مستعدة للانفجار والشهادة في أي وقت. وطبعاً إذا انفجرت هذه القنابل الإخوانية سوف تنفجر يقيناً في نفس هؤلاء المصريين ناكري المعروف البر والإحسان الإخواني عليهم، الذين ثاروا عليها وأطاحوا بها من فوق سدة الحكم ويقفون الآن حائلاً دون عودتها إليه.

خلاصة الكلام، جماعة الإخوان المسلمين في هذه الآونة تعاني من اليأس وفقدان الأمل وتفكر في الانتحار؛ و"مشروع شهيد" هذا الإخواني هو حبل الانتحار الذي، مثل عموم المنتحرين، يأملون إما أن يؤدي التهديد به إلى حل لمشكلتهم أو، إذا تم تنفيذه بالفعل، أن يريحهم ويخلصهم منها للأبد- في كلتا الحالتين لابد أن من وسيلة تريحهم من معاناتهم. فهل من الصواب السياسي ترك جماعة من المصريين بحجم الإخوان المسلمين مهما بلغ الاختلاف السياسي والعقائدي معهم إلى هذا المصير؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد