أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطلح ( متأسلمين ) ومغزاه















المزيد.....

مصطلح ( متأسلمين ) ومغزاه


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 21:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ عدة سنوات نحت ماركسى مصرى شهيرمصطلح (المُتأسلمين) فى نقده للأصوليين المسلمين الذين أباحوا لأنفسهم قتل وتكفيركل مختلف معهم. والنتيجة (وفق علم النفس) فإنّ العقل المُسترخى المُستسلم للكسل الذهنى ، يترسّخ داخله أنّ (المُتأسلم غير(المسلم) وهذه النتيجة أكدها إصرارذاك الكاتب عندما ألحّ فى كتاباته على تعبير(الإسلام الصحيح وصحيح الإسلام) ومنذ ذاك الحين مشى المتعلمون المصريون المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة المنحطة وراءه ، وردّدوا المصطلح والتعبيرالمذكوريْن، بينما العقل الحرالمُتفاعل والمُتجادل مع ما يقرأ يسأل: هل صحيح يوجد فرق بين (المُتأسلم) والإسلامى الأصولى الحريص على تطبيق الشريعة الإسلامية وسنده القرآن والأحاديث النبوية؟ إنّ العقل الحرالذى رجع إلى هذيْن المصدريْن اكتشف خطورة المصطلح وأنه يتسبّب فى تضليل القارىء ، وبمراعاة أننى أهتم بالنتيجة ولا أدخل فى منطقة النوايا والضمائر، سأكتفى بالتركيزعلى محوريْن لكشف التضليل.
المحورالأول قتل خصوم المُختلفين مع الإسلام: فنجد القرآن يُشجّع المؤمنين به على قتل خصومهم مقابل دخول الجنة فيقول ((إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يُقاتلون فى سبيل الله فيقتـُلون ويُقتـَلون)) (التوبة/ 111) والقرآن يعترف بأنه امتداد للتراث العبرى فيقول فى عجزهذه الآية ((وعدًا عليه حقــًا فى التوراة والإنجيل والقرآن)) أما أصحاب تيار(تجديد الفكرالدينى ويسارالإسلام) الذين كتبوا أنّ آيات القتل كانت قاصرة على زمن الدعوة فقط من مشركى وكفارقريش، فإنّ القرآن يُكذبهم فقال ((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) (التوبة/ 123) فهذه الآية ليس فيها مكان محدّد ولازمن مُتعين، وإنما جاءتْ بصياغة مطلقة، بمعنى أنّ قتل من أطلق عليهم (كفار) أخذ شكل المتوالية الدائمة، والتصريح بالقتل فى أى زمان ومكان. ورسّختْ للقسوة بالنص على ((وليجدوا فيكم غلظة)) وهوما تأكد فى سورة أخرى حيث النص على ((فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق)) (محمد/ 4) وتتفق كتب التفسيرعلى أنّ (أثخنتموهم) معناها ((أكثرتم فيهم القتل)) أى التعذيب أثناء عملية القتل. أما شدوا الوثاق فإنّ (الوثاق) ما يوثق به الأسرى (تفسيرالجلاليْن لسورة محمد- بتصريح من الأزهربرقم330فى 15 يوليو1979) والعقل الحريسأل: إذا كان القتل قد تم فلماذا يُعامل القتيل معاملة الأسير؟ ويصرالقرآن على الملاحقة والتربص بالمختلفين معه فيقول ((والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم)) (الأعراف/182، القلم/ 44) والقرآن فى تبريره لقتل الخصوم يجعل المسلمين فى كفة ومن أطلق عليهم (المجرمين) فى كفة فيقول ((أفنجعل المسلمين كالمجرمين)) (القلم/35) وهذه الصياغة (المُطلقة) وفقا لعلم المنطق تعنى أنّ (كل المسلمين) غيرمجرمين، وأنّ (كل المجرمين) غيرمسلمين، بينما الواقع يؤكد أنّ من بين المسلمين مجرمين. ونصوص القتل كثيرة ((واقتلوهم حيث ثقفتموهم.. وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله)) (البقرة/191، 193والأنفال/39) والمعنى أنّ المُختلف مع الدين الإسلامى يُحدث (الفتنة) ويجب قتله، وهومعنى يتعارض مع حرية الاعتقاد ، وهو ما تأكد فى سورة أخرى ((فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم)) (النساء/ 91) ومعنى ثقفتموهم أى حيث وجدتموهم {الجديربالذكرأنّ ضباط يوليوأنشأوا (محكمة الثورة) عام 1953لمحاكمة خصومهم السياسيين وتناثرتْ على جدران قاعاتها العديد من الآيات القرآنية المذكورة بعاليه- أنظرجمال بدوى- نظرات فى تاريخ مصر- هيئة الكتاب المصرية عام 88 ص 321، 322ومذكرات إبراهيم طلعت- مكتبة الأسرة عام 2003ص 259}
يستند الأصوليون المسلمون (الذين أطلق عليهم الكاتب الماركسى مصطلح متأسلمين) على القرآن فى إباحة دماء الأبرياء لمجرد الاختلاف وليس العداء للإسلام بمبرر((محاربة الله ورسوله)) وسندهم الآية التى نصّتْ على ((إنما جزاء الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أنْ يُقتلوا أويُصلبوا أوتـُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أويُنفوا من الأرض)) (المائدة/ 33) وقد طبّق الأصوليون المعاصرون هذه الآية على الأبرياء لمجرد الاختلاف فى وجهات النظرالمتعلقة بالواقع والعلاقة بين الحاكم والمواطنين، ومن أشهرالوقائع ما فعله أعضاء طالبان فى أفغانستان لدرجة أنّ الحصول على ساق خشبية لآلاف المواطنين المبتورة سيقانهم أمل يتعذرتحقيقه لولامساعدة المنظمات العالمية. كما أنّ الأصوليين (المصريين) يفعلون ذلك مع النشطاء السياسيين خاصة بعد يناير2011ويونيو2013. ويُشدّد القرآن على معاملة من أطلق عليهم (كفار) فيقول ((سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)) (الأنفال/12) والبنان كما جاء فى التفاسيرهو أطراف اليديْن والرجليْن ((فكان الرجل يقصد ضرب رقبة (الكافر) فتسقط قبل أنْ يصل إليه سيفه ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إلاّدخل فى عينيه منها شىء فهُزموا وذلك العذاب الواقع بهم لأنهم خالفوا الله ورسوله فإن الله شديد العقاب)) (تفسيرالجلاليْن- مصدرسابق) أما من أطلق عليهم (مشركين) فنصّ على ((فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد)) (التوبة/5) وكتب المرحوم أ. خليل عبدالكريم أنّ هذه الآية ((معروفة بآية السيف والتى يرى كثيرمن ثقاة مفسرى القرآن أنها جبّتْ آيات المسالمة والصفح والعفو وأنّ القتل يتعيّن أنْ يلحق حتى بمن وقع أسيرًا فى أيدى المسلمين . والشق الأخيرطبّقه محمد بن عبدالوهاب إمام الحركة الوهابية فى الجزيرة العربية فى القرن 18 فكان يأمربقتل الأسرى حتى ولوكانوا مسلمين ما داموا لم يتابعوه على رأيه. وهذا التفسيرلآية السيف هوالذى تتبناه الجماعات الأصولية الإسلامية)) ( الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية- سينا للنشر- عام 95- ص52) وجاء فى تفسيرهذه الآية ((فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فى حل أوحرم وخذوهم بالأسر واحصروهم فى القلاع والحصون حتى يُضطروا (أى يختاروا) بين القتل أوالإسلام)) (تفسيرالجلاليْن- مصدرسابق) وهوالمعنى الذى نصّ عليه القرآن بوضوح دون أدنى غموض ولايحتاج إلى أى تفسيرفقال ((تـُقاتلونهم أو يُسلمون)) (الفتح/16)
وبمراجعة سيرة محمد وأحاديثه نجد التطبيق العملى لما ورد فى القرآن ، فمن بين الأحاديث المنسوبة إليه لتبريرالغزو ما جاء فى كتب السيرة والتاريخ الإسلامى أنّ النبى محمد قال لعمه حين خاطبه فى أمرالرسالة واستياء القرشيين ((أدعوهم إلى أنْ يتكلموا بكلمة تدين بها العرب ويملكون العجم)) وقال أيضًا أنّ كلمة ((لا إله إلاّ الله كلمة تدين بها العرب وتؤدى بها العجم الجزية)) (تاريخ الطبرى – ج2ص 324والسيرة الحلبية- ج2ص45) ومع مراعاة أنّ (الجزية منصوص عليها فى القرآن (التوبة/29) لذا تعدّدتْ الأحاديث النبوية المًحرّضة على غزوالشعوب ونهب ثرواتها مثل ((من مات ولم يغز أو يُحدّث نفسه بغزوة مات ميتة جاهلية)) وقال ((جعل رزقى تحت سن رمحى)) و((بُعثتُ بالسيف والخيرمع السيف والخيربالسيف. ولاتزال أمتى بخير ما حملتْ السيف)) (تاريخ الطبرى- ج2ورسالة الغفران ص41، 30)
المحورالثانى الموقف من غيرالمسلمين: فينص القرآن على تكفيرالمسيحيين من منطلق ما يعتقدون فى شخص المسيح ((لقد كفرالذين قالوا إنّ الله هوالمسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إنْ أراد أنْ يهلك المسيح ابن مريم وأمه)) وأنّ الولاية يجب أنْ تكون للمسلمين فينص على ((يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) وأيضًا ((لقد كفرالذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة)) (المائدة/17، 51، 73) والقرآن حسم موقفه من تقسيم الشعوب على أساس (الإيمان) و(الكفر) فقال ((لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)) ثم يؤكد عليها أكثرفيقول ((ولاتؤمنوا إلاّمن تبع دينكم)) (آل عمران/28، 73) ولأنّ الإسلام لايقبل التعددية الدينية قال القرآن ((إنّ الدين عند الله الإسلام.. ومن يبتغ غير الإسلام دينــًا فلن يُقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين.. وأكثر من ذلك ((لا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون)) (آل عمران/19، 85، 102)
توجد محاورأخرى سأمرعليها سريعًا مثل النظرة الدونية للمرأة (الرجال قوّامون على النساء- وللرجال عليهن درجة- والتصريح بضربهن- البقرة/228، والنساء/34) وأنها نصف الرجل فى الشهادة والميراث. ويرفع القرآن من شأنْ الذكر فالمتوفى الذى ترك ذكرًا يحجب الأقارب، أما لو كانت خلفته من الإناث فإنّ الأقارب يشاركون فى الميراث. وكذا تقسيم البشرإلى أحرار وعبيد (البقرة/178) وتشريع القصاص البدنى (العين بالعين- المائدة/45) فإذا طالب الأصوليون بتطبيق نصوص القرآن فهل يكونوا (متأسلمين) أم أنهم يلتزمون بتطبيق النصوص القرآنية والأحاديث النبوية؟ أما التعبيرالمُضلل (صحيح الإسلام والإسلام الصحيح) فإنّ أصحابه يتغافلون عن: أى إسلام هو الصحيح؟ هل هوإسلام محمدبن عبدالوهاب أم إسلام الشيخ محمد عبده؟ هل هوإسلام الأصوليين التكفيريين أم إسلام جماعة (تجديد الخطاب الدينى)؟ هل هوإسلام المشايخ الذين أيّدوا غزوالعراق للكويت أم المشايخ الذين أدانوا الغزو؟ وأنّ الفريقيْن كانوا يستشهدون بالآيات القرآنية. إنّ قائمة التعارض والتناقض بين المشايخ عديدة يُدركها كل صاحب عقل حر، ولاتحتاج للرصد إلاّفى دراسة مستقلة. وبينما الماركسى الذى نحت مصطلح (متأسلمين) كان ينتقد الأصوليين وأعمالهم الإجرامية، ويُدافع عن دولة الحداثة، فإنّ (نحته غيرالعلمى) أتى بنتيجة عكسية لتأثيرالمصطلح على عقول مرضى الكسل الذهنى. وأرى أنّ دور(الماكيير) إنْ صحّ على وجوه البشر، فهو جريمة فى حق التاريخ الذى كتبه عرب ومسلمون.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص أبطالها حيوانات والأصل المصرى
- سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل
- تحولات المستشار طارق البشرى
- إدوارد سعيد : داعية إسلامى
- المثقف بين الولاء للسلطة والولاء لشعبه
- لمصلحة من القتل والارهاب ؟
- الأحزاب الدينية والحداثة
- بورتريه ل ( ع . ف )
- السيسى حفيد حور- إم - حب
- الحداثة والإسلام نقيضان لا يلتقيان
- نص عبرى / حداثى
- اعتذار للأستاذ أحمد الخميسى
- الحضارة المصرية وأصل الموسيقى
- العلاقة بين الآثار والسياحة
- أحمد الخميسى يفتح كنوز أوراقه الروسية
- وعد بالفور بالمصرى
- العرق والدين آفتان للتعصب
- أحادية الفكر
- التنفس بالقصبة الهوائية العبرية
- الأصل المصرى لقصة سندريلا


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطلح ( متأسلمين ) ومغزاه