أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟















المزيد.....

الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شر البلية ما يضحك وهو ضحك يلامس حدود الاشمئزاز من هذا التدني في الخطاب السياسي الموريتاني الرسمي ، عندما يتحدث عن تبرير زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني سيلفان شالوم إلى تلك العاصمة القصيّة من دنيا العرب ، بأنها إنما تأتي في إطار الدور الموريتاني لخدمة القضية الفلسطينية .

فالنظام الموريتاني حسب تصريح مسئوليه يستقبلون شالوم ، ويستمرون في إقامة العلاقات مع الدولة العبرية رغم نازية هذا الكيان المنفلتة من كل المعايير القانونية والأخلاقية فقط من أجل خدمة القضية الفلسطينية والقضية العربية ـ هكذا !!! النظام الموريتاني بعلاقته مع حكومة شارون يدّعي هذا الدور ، والسؤال أي قضية تلك التي يتحدث عنها النظام في نواكشوط ؟

لقد صور النظام الرسمي الموريتاني لنفسه دورا ، وتوهّم ما لا يمكن توهمه إلا من قبل من فقد القدرة على معرفة قدر نفسه ومعرفة ما يدور حوله ، ليصل إلى حدود الإفلاس السياسي أو إلى درجة الكذب ، وهو يعرف أنه يكذب ، ويعرف أن الكل يعرف أنه يكذب ، ليصبح هذا السلوك نوعا من الوقاحة .

وكأني بالنظام الموريتاني بمحاولته تلك ، إنما يسعى إلى إعادتنا مرة أخرى إلى تلك المرحلة عندما كانت الأنظمة العربية ، ترفع لافتة فلسطين القضية لتخفي وراءها النوايا الحقيقية لسياساتها تجاه شعوبها وتجاه القضية الفلسطينية وتجاه الآخرين ، رغم اختلاف الأزمنة والفارق بين ما تمثله موريتانيا راهنا وبين ما كانت تمثله تلك الأنظمة ، وهي مقارنة ليست في صالح النظام الموريتاني على أي حال إن لجهة الثقل النوعي أو الدور الإقليمي لتلك الأنظمة أيضا في خريطة الصراع العربي ـ الصهيوني .

فما الذي يمكن لموريتانيا أن تستثمره من عناصر الضغط أو القوة على الكيان الصهيوني من أجل القضية الفلسطينية يزيد عما كان لدى النظام المصري أو النظام الأردني ، أهي قوة الوضع الداخلي الذي يتكئ على تماسك مجتمعي ، والذي تكذبه حالة الرفض العارمة للوجود الصهيوني على الأرض الموريتانية أم هو الوزن الإقليمي ، وهي عناصر تشكل في مجموعها روافع ضرورية تمكّن أي دولة من أن تستثمر هذه العوامل من أجل أن تأخذ موقعا مميزا على خريطة المجموعة الدولية إقليميا ودوليا .

ولا أخال النظام الموريتاني إلا مفتقدا إلى تلك المقومات ( العناصر) إن لجهة الوضع الداخلي الذي يعيش حالة احتقان مستمرة ارتباطا بسياسات النظام الداخلية في مواجهة القوى الاجتماعية المختلفة تحت ذرائع تفتقد إلى المصداقية ،وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادي الضعيف ، كل ذلك في غياب الديمقراطية وقمع وكبت الحريات والتعدي على الحقوق الأساسية للمواطنين وإعلاء شأن المؤسسة الأمنية ، لعرفنا إلى أي حد يستطيع هذا النظام أن يوظف علاقاته مع الكيان الصهيوني لصالح القضية الفلسطينية .

فالمسئولين الموريتانيين يبدو أنهم لم يشاهدوا أو يسمعوا صوت الجماهير الموريتانية وهي تعبر عن نبض هذه الأمة العربية وهي تقول كلمتها للنظام الموريتاني ، الذي باع نفسه بلا مقابل من أجل أن يحظى بالرضا الصهيوني ، على أمل أن يشكل ذلك شهادة حس سلوك وبطاقة عبور من البوابة الخلفية نحو مراكز المال والقرار الدولي .

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أقل ما يقال في هذا النظام أنه " لا في العير ولا في النفير " ومع ذلك يحاول أن يمارس التدليس السياسي حول مقدرته في توظيف علاقاته مع الدولة العبرية لخدمة القضية الفلسطينية ، من أجل خدمة أغراض رخيصة مقارنة بعظمة وسمو تلك القضية التي لا زالت تمثل في ضمير الأمة معيارا على صدقيّة أي نظام عربي من قضايا أمته ، وذلك بمدى اقتراب أو ابتعاد ذلك النظام من التمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، الذي يخوض الصراع ويقدم التضحيات وهو واجبه ودوره وقدره على مدى أكثر من قرن من الزمان ، ولم يكفر بهويته القومية ولن يفعلها في أي وقت آخر .

وإذا كان البعض يسعى للتحلل من عبء القضية الفلسطينية ، وهو لا يعدو أن يكون لدى معظم النظام الرسمي العربي عبئا معنويا ، فيجب أن لا يكون ذلك بقلب الحقائق وتزوير الإرادات من أجل توظيف ذلك لخدمة مصالح تلك الأنظمة الداخلية منها أو الخارجية ، من منطلق الرخص بمعناه السياسي ، والتنصل من المعايير القومية ومبادئ الحق والعدل والقانون .

ولو حاولنا أن نصدق ما تقوله الدعاية الموريتانية من أن علاقاتها مع الكيان الغاصب هي لخدمة القضية الفلسطينية ، فإننا نسأل قادة نواكشوط ما هي مصلحة موريتانيا التي لا تجدها إلا في الدولة العبرية( المركز الطرفي ) ولا تجدها في أي مكان آخر من العالم أي في ( المراكز الرئيسية ) ، وبالمقابل ما هي مصلحة دولة الاحتلال في موريتانيا ؟ ومن ثم إذا ما تم ربط ذلك بميزان القوى بمعناه الشامل بين طرفي هذه العلاقة باعتباره العامل المقرر في قدرة أي دولة على توظيف هذه العلاقة لخدمة مصالحها في الأساس على الأقل ، ناهيك عن مصالح الغير بكل ما تحمل من تعقيد وشروط مستمرة للصراع ، عندها يمكننا أن نوجه الخطاب إلى النظام الموريتاني أين نواكشوط من هذه المعادلة ؟

إن القارئ بما لديه من الفطنة والذكاء ، لا يحتاج إلى كبير عناء ليعرف أيا من الطرفين من الممكن أن يستخدم الآخر لخدمة مصالحه ، الكيان الصهيوني أم موريتانيا ، ذلك أنه وعلى ضوء الواقع الموضوعي وفي سياق قراءتنا لمعادلة العلاقة بكل مفرداتها ، يصبح الحديث الموريتاني عن توظيف علاقاته مع الكيان الصهيوني لخدمة موضوع الصراع العربي ـ الصهيوني ، لا يعدو أن يكون " نكتة سخيفة " .

وللأسف فإن المصالح الموريتانية من هذه العلاقة مع الكيان الصهيوني هي من الرخص بحيث أن مجرد مقاربتها من القضية الفلسطينية ، قضية الأمة العربية المركزية ، يصبح نوعا من أنواع " الخطيئة " بمعناها الحقوقي والسياسي والإنساني ، وهي مجافية لكل مبادئ العدل ، وبالمقابل فإن الدولة الصهيونية تستطيع أن توظف تلك العلاقة لمحاولة كسر حالة الممانعة العربية ، وفي نفس الوقت إيصال رسالة من أقصى الوطن العربي إلى الشعب الفلسطيني الصامد ، أن ها هو جدار آخر ينهار أمام الهجوم السياسي الصهيوني ، رغم استمرار النازيين الجدد في تدمير مقومات الحياة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، من أجل أن يفت في عضد هذا الشعب الصامد ، إلا أن هذا الشعب بكل خبرته وتجربته على مدار سني الصراع لقادر على التمييز بين هذا النظام وذاك ، وبين النظام الرسمي العربي بمجمله وبين الشعب العربي ، لذلك فهو عصي على الخداع والتضليل من أي جهة أتت .

ومن ثم فليعفنا ويرحمنا النظام الموريتاني من تسويق بضاعته الفاسدة تلك ، حول خدمة القضية الفلسطينية ، وليتحدث بجرأة وبالفم الملآن عن الأهداف الحقيقية من هذه العلاقة دون الاختباء وراء القضية الفلسطينية ، وهو الذي استمرت علاقته مع الكيان الصهيوني طوال سني الانتفاضة دون أن يرف له جفن ، فيما كان جيش الاحتلال يمارس التدمير المنهجي لكل مقومات الحياة في المناطق المحتلة ، بل زاد النظام على ذلك بأن أرسل وزير خارجيته إلى " تل أبيب " في ذروة تلك الهجمة ، فأي قضية وقتها كانت موريتانيا تخدم ، ومتى وكيف ؟!!

وقديما قيل رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ، ونحن نقول رحم الله دولة عرفت قدر نفسها فوقفت عند حدها ، وإذا كان النظام الموريتاني لا يعرف قدر نفسه فإننا نقول له سيأتي ذلك اليوم الذي يقول فيه الشعب الموريتاني رأيهم في النظام وموضوع الصراع العربي ـ الصهيوني وفي القلب منها القضية الفلسطينية ، تلك الجماهير التي لن تسمح بأن يكون هذا النظام المتهافت حصان طروادة العربي لاختراق حالة الممانعة العربية على الأقل في مستواها الشعبي .
وسيلفان شالوم بالتأكيد يعرف حق المعرفة رغم أي حديث من قبله عن اعتبار موريتانيا جسرا لإقامة علاقات مع الدول العربية الأخرى ، حجم النظام والوظيفة المحددة من وراء هذه العلاقة في هذه اللحظة التاريخية ، غير أن مصلحة الكيان الصهيوني تتطلب اعتبار العلاقة مع موريتانيا بمثابة فتح جديد في جدار الصمود العربي ، يجب أن يجري استثماره بأعلى قدر من التضخيم في إطار الحرب النفسية ضد جماهير الأمة العربية وجماهير الشعب الفلسطيني ، ولتكون نافذة تتسرب منها الحلقات الأضعف في النظام الرسمي العربي باتجاه " تل أبيب ".

وبعد : إذا كان هناك من كلمة تقال فإن الشعب الموريتاني هو الذي قالها وسيقولها ، لأنه يعي أن الحلال بيّن والحرام كذلك بيّن ، وأن ما يقوم به النظام الموريتاني هو الحرام بعينه بمعناه السياسي والحقوقي والإنساني ، كما عبرت عن ذلك الجماهير الموريتانية بكل قواها السياسية ، ولذلك فإن الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية يقول للنظام الحاكم في موريتانيا ، شكرا ، القضية الفلسطينية في غنى عن خدماتكم لأن تلك الخدمات ليست سوى طعنة في الظهر ، وبالمقابل فإن القضية الفلسطينية في حاجة إلى كل الشرفاء في هذه الأمة وفي المقدمة منهم الشعب الموريتاني .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية بوش : بئس المثل
- يانواب التشريعي : الزمن دوَّار
- سوريا : وسد الذرائع
- النظام الرسمي العربي : طريق التهافت
- المقدس بوش : ومربط الفرس
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .
- !!!الوطن:وشرط الحزب القبيلة
- الحوار المتمدن : فضاء مشع يدافع عن الحق والحقيقة
- حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟
- الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
- مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
- الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟