أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم















المزيد.....

العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 07:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يجاهد الناس جميعاً بان يظهروا في ابهى صورة امام الاخرين ويجاهر البعض علناً بانه يمتلك الاحساس بالتكامل النفسي في داخله ومع العالم الخارجي اي التعامل مع الاخرين ، فالبعض منا يستعرض النجاحات التي حققها عبر مراحل حياته العملية اوالعلمية ،المادية او التجارية او مسيرة جهاده والبعض الاخر لا يتحدث كثيراً ولكن صمته يبدو انه حقق النجاحات الشخصية والضمانات المستقبلية التي تؤكد خصائصه الايجابية التي تولد لديه الاحساس بالرضا والرفاهية حتى ليبدو كأنه مكتمل تماماً ، فالناس يتصفون بمجموعة من الصفات المتمايزة والمميزة لهم واكثر من هذا يريد الناس ان يكونوا متمايزين اي مختلفين عن الاخرين بعدة نواح فيقول علماء النفس ان الناس يفضلون الكيف والاختيار الفردي في حالة العلاقات الشخصية او ما يوافق نمط الشخصية مع الاخرين ويفضلون الوضع الافضل حين تكون العلاقات مع الاخرين وما من احد يظهرما بداخله من صور وخصوصا الصورة القاتمة ولكننا في احيان كثيرة نشعر بداخلنا الى ذلك الانتساب الراقي وهو خير ما يحقق اشباع رغبة العظمة في البعض منا نحن البشر.
يعرف (د.عباس محمود عوض) العقدة النفسية بانها استعداد لا شعوري لا يفطن الفرد اليه ولا يعرف منشأه او اصله وكل ما يشعر به الفرد انما هو اثارة العقدة سواء اكان ذلك في شعوره او في جسمه او في سلوكه فقد ينتابه القلق او تستبد به الشكوك او تضطرب امعاؤه او يضيق تنفسه،والعقدة قد تكون ظروفها منسية نسياناً تاماً او نسياناً جزئياً والشئ المؤكد هو ان الفرد يتعرض لنسيان تلك التفاصيل المهمة المحيطة بنشأة العقدة.
وهناك العديد من العقد المعروفة لدى الناس جميعاً منها عقدة الام ،اي التعلق الشديد بالام لدى البعض من الرجال والنساء حتى تمسي الشخصية اعتمادية تماماً على الام ولا يجد الرجل البديل عن الام لاحقاً الا في في صورة الزوجة ، ومن مظاهر وسمات الشخصية الاعتمادية ، هي الاعتماد المفرط الذي يبديه الفرد وهو تعويض ظاهري عن نقصه ويكاد يلتصق بالام او الزوجة او بديلهما واحيانا الصديق ويحرص على ارضائهم ويبالغ في الطاعة وقلما يأخذ زمام المبادرة او يقوم بعمل مستقل وكذلك حالة الاعتمادية على الاب او عقدة الاب ، فالاب ظل يدير دفة ادارة ابناءه او زوجته او ممن يتبعوه بشكل مفرط في التسلط او القسوة او هكذا، اما من العقد الاخرى الاكثر ايلاماً وتأثيراً على السلوك وتترك انطباعاً في الشخصية هي عقدة (اليكترا) وفيها الجانب الانثوي المماثل لعقدة اوديب. بعد ان طغى الجانب الذكوري على عقدة اوديب ، فان عقدة اليكترا يطغى عليها الجانب الانثوي وتنشأ من التثبيت الشبقي اللاشعوري لدى البنت على ابيها مما يؤثر في اختيارها لزوجها او امتناعها تماما عن الزواج وتتجه الانثى بحبها ورغبتها الجنسية لابيها وبكراهيتها لاٍمها.
ان للخبرات النفسية المؤلمة اثرا فعالا في تكوين هذه العقدة النفسية في مراحل الطفولة الاولى وهناك عقدة تسمى"عقدة الذنب"اي العقدة التي تسبب الانفعال والشعور بالذنب بسبب القيام بعمل ما يترك اثراً في النفس وتترك ذنباً يلاحق صاحبه ربما مدى حياته. وهناك ايضا عقدة الغيرة وهي
الانفعال المفرط والشديد تجاه الاخرين ولها دوافع نفسية عميقة ، اما عقدة (اوديب) الشهيرة فهي عقدة الابن تجاه ابيه وهي عقدة موجهه بسبب القيود والموانع التي يفرضها الاب على الابن كما يعتقد الطفل الذكر من ان يستحوذ الابن بأمه بالكامل ويستبعد الطفل ابيه لا شعورياً من مشاركته في حب امه ، وكم قال الادباء والشعراء وكتب علماء النفس عن هذه العقدة وعمق تأثيرها على النفس حتى جاءت عبارة (سوفوكليس)الشهيرة على لسان بطله "يوكاستا" في روايته الشهيرة "اوديب" بقوله: كم من فانٍ قبلك ضاجع في الحلم امه ولكن يسهل عبأ العيش لمن لم يلق الى ذلك بالا. وتشير عقدة اوديب الى الاسطورة اليونانية التي تصور اوديب يقتل اباه ويتبوأ عرش "طيبة " الذي خلا بموته ثم يتزوج امه دون ان يعلم حقيقة ما فعل وانما يكون في ذلك منقاداً لقدر لا مرد له. عقدة اوديب هذه كما يسميها علماء النفس تنشأ خلال مراحل الطفولة الاولى وخصوصاً السنوات الستة الاولى بالتحديد،على وفق ما وضعته نظرية التحليل النفسي من تحديدات وتفسيرات لنشأة جميع الظواهر النفسية اللاحقة في المراحل العمرية ، ففي عقدة اوديب Oedipus Complexيرغب الطفل رغبة شديدة في امه تصل الى الجنسية العارمة والاستئثار بها لنفسه دون اباه .. ويصاحب هذا كراهية شديدة لابيه ،منافسه الوحيد فيما يشتهيه ويرغبه،بل هوايضا مصدر تهديد له ووعيد والطفل لا يفرق في بداية الامر في حبه لاي من والديه الا انه بعد فترة يجد نفسه اكثر ميلا لوالدته واقل نزوعاً الى والده حتى وان تتغير درجة حبهما لهذا الطفل ويقول علماء النفس التحليلي ان جميع الاطفال الذكور يتعرضون لهذه العقدة او لهذا الموقف الاوديبي الا ان عملية الكبت اللاشعورية التي يقومون بها هي التي تجعلهم يتجاوزونها ولهذه العقدة جانبها الجنسي ذلك انها تعد الطفل الذكر بان يحب وان يتجه الى الجنس الآخر فتتكون الجنسية الغيرية Hetero Sexuality .
وهناك عقدة اخرى اكثر شدة وانتشاراً فينا وهي عقدة كراهية الاخ والانفعال الشديد ضده لاسباب عديدة نشأة جميعها في مراحل الطفولة الاولى وتسمى "عقدة قابيل"وتصل الرغبة احياناً في قتله.
يقول عالم النفس الشهير"الفرد ادلر"ان الشعور بالنقص يزداد بنسبة كبيرة في حالات الفشل في انجاز مهمات واهداف الحياة وانها تشكل نمط الحياة الفريد لكل فرد علماً بان هذا العالم الشهير كان يعاني من عقدة نقص جسمي وهو قصر ملحوظ في احد اطرافه السفلى ويضيف"ادلر"ان الشعور بالنقص يتوسط الدافعية الانسانية وقوله اني بدات ارى بوضوح في كل ظاهرة نفسية السعي وراء التفوق وان القوى الدافعة من السالب الى الموجب لا تنتهي ابداً كما ان الالحاح من ادنى الى اعلى لا يتوقف ابداً ويرى ايضاً: ان نوع وشدة الشعور بالنقص بالنسبة لكل فرد يشكل اسلوب حياته.
ان البعض من الناس يعاني من نقص في كيانه النفسي والشخصي وقد يستطيع الكثيرون منهم التقليل من مظاهر هذا النقص وشعورهم بوجوده عن طريق التعويض بصورة ما عن توفر مثل هذا
النقص وقد تكون محاولتهم للتعويض ناجحة الى الحد الذي يزيل الانطباع في نفوسهم وفي اذهان الاخرين عن النقص الذي يعانوه الا ان البعض من الناس يظهر هذا النقص بشكل واضح في سلوكه وتعامله وشخصيته وكأن كل عنصر من عناصر هذا التكوين يتوفر بشكل اقل مما يقتضي لبناء شخصية كاملة كما عبر عنه د.علي كمال فنجد البعض ممن يشعر بعقدة النقص ان لديه نهم واضح في اقتناء المال او الحاجيات او الاشياء او السعي والعمل اكثر من الطاقة لكي يحقق لذاته شيئاُ ربما لا يساوي عند اخرين ما يستحق هذه المجازفة والاجهاد فنرى من يتحايل ويمارس الالتواء في الوصول الى المال حتى ولو كلفه السجن او الموت والبعض الاخر نهم الى حد الابتذال في الوصول الى الهدف الذي يريد تحقيقه مثل الحصول على العلم او المعرفة او ماشابه ذلك ،بل التملق الى حد الاذلال لغرض الوصول الى السلطة او الى الكرسي الذي يلمع وربما لجأ الى تقديم زوجته او ابنته قرباناً لتحقيق هدفه وهو بحد ذاته محاولة فاشلة للتسوية بين ملئ فجوة عقدة النقص والوصول الى الكمال كما يعتقد.
يتميز صاحب العقدة النفسية- الشعور بالنقص- بانه يقبل لنفسه مرتبة الخنوع والخضوع والمستوى الادنى من الاخرين واحيانا يتجه البعض نحو الانسياق الى خدمة الغير في مجالات الانحراف والابتذال لا لانهم يميلون الى هذه المجالات بالضرورة ، وانما لانها توفر لهم المستوى المقبول لامكانياتهم المحدودة،فنرى الشخص الذي تتميز شخصيته بعقدة نفسية واضحة بانه صاحب شخصية متدنية واطئة Inferior Person ومعظم الذين لديهم عقد نفسية تراهم يعانون من مشكلات نفسية داخلية ربما تكون واضحة احياناً على سلوكهم ويتقبلون لانفسهم مكاناً هامشياً في الحياة . وهناك الكثير والكثير من العقد النفسية الجنسية وهي الاكثر شدة وتأثيراً على النفس وعلى السلوك ومنها عقدة التسلط وعقدة السادية الجنسية والمازوخية الجنسية ولا تظهر هذه العقد او البوح بها بشكل علني لوجود موانع وقيود نفسية في المجتمعات المحافظة مما تخلق اشكالات نفسية تؤدي الى اختلال التوازن احياناً عند الرجل او المرأة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني
- الدين ..عامل حسم ام صراع في النفس!!
- العنف ...سرطان الحضارة المعاصرة
- السلوك غير الاجتماعي لدى الاطفال
- الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير
- الاطفال والتشتت الذهني
- الشخصية الناقصة -الضئيلة-
- خطوات نحو التوافق النفسي
- الشخصية الشيزية -الفصامية-
- الشخصية القلقة
- الكبت والقمع هل هما عوامل قوة ام ضعف في الشخصية؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم