أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد صلاح الدين - لمن التاريخ في المنطقة العربية؟















المزيد.....

لمن التاريخ في المنطقة العربية؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 16:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



اصرف النظرة الى التاريخ هنا من ناحية المعنى والصلاحية والتناسب والتناغم المنسجم بين حدود الجغرافيا والديموغرافيا وخصوصية الانسان وخصوصية المكان، وكل ذلك بطبيعة الحال في اطار الايجابية المنشودة انسانيا وتاريخيا.
وفي الحقيقة ان ما دفعني الى كتابة هذا المقال ما يجري من انقلاب عسكري قائم ومستمر في مصر ضد شرعية الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، لا بل بصورة اوضح ضد الخيار الاسلامي الوسطي.
وعلى هذا اقول ما يلي:
1- ان المنطقة العربية هي منطقة ذات تكليف اسلامي، فيها خصوصية الانسان النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مرسل الى الانسانية جمعاء، وفيها خصوصية الجغرافيا ممثلة بمكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس في فلسطين في المنطقة الوسطية فلسطين الحلقة المهمة عربيا واسلاميا وعالميا( بالمناسبة الصراع عالمي على فلسطين والقدس)
2- ان خصوصية المنطقة العربية( ديمغرافيا وجغرافيا) بحكم التكليف العقدي ومن ثم الفكري والفقهي، يستشف منه تشريف امتيازي للعرب على بقية البشر، والامر طبعا غير ذلك، بل تكليف له ضوابط وشروط تقع الصورة المشهدية له بين انتصار وتقدم وحضارة فوق المألوف او هزيمة وتراجع وتخلف غير معتاد وتحت العادة.
3- ما ورد في النقطة اعلاه عليه دليل ملموس من خلال واقع العرب قبل الاسلام وبعد الاسلام، وما عانته التجربة القومية العربية في التاريخ العربي الحديث من فشل زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتجربة الراحل صدام حسين وعموم القومين العرب، هذا فضلا قبلا عن تجربة محمد علي ومشروعه في المنطقة العربية، وبعدا ما جاء من حركات واحزاب العلمانيين والليبراليين العرب الداعين الى دمقرطة الشعوب والنظم السياسية العربية.
4- في تجربة خوض عدد من الحركات الاسلامية للانتخابات في عدد من الدول العربية في الجزائر في بداية تسعينيات القرن المنصرم وكذلك في الاردن تقريبا في نفس الفترة، وايضا على المستوى الاسلامي في تركيا في غير حقبة ولكن تحديدا في أواخر التسعينيات زمن البروفسور نجم الدين اربكان، كذلك في فلسطين عام 2006، ثبت من خلال هذه التجارب ان دعاة الديمقراطية من قوميين(مؤخرا) ووطنيين وعلمانيين وليبراليين هم اول من ينقلب على هذه الديموقراطية المشترك فيها اسلاميون.
5- وفي مصر جرى حراك انتخابي ودستوري بعد ثورة 25 كانون ثاني(يناير) 2011، فاز فيها الاسلاميون على مستوى الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب وكذلك في الاستفتاء على الدستور، وطبعا جرى الانقلاب على هذه الشرعية الديمقراطية في مصر بالتدريج اولا من خلال تجريد الشرعية من ادوات الحكم ( لمن يتهم الرئيس المصري محمد مرسي بارتكاب الاخطاء بل والخطايا السياسية والدستورية)، وثانيا من خلال حل مجلس الشعب، ومواجهة كل خطوات الرئاسة المصرية في مواجهة الفساد والدولة العميقة التي لا زال يسيطر عليها ما يسمى بالفلول، واخيرا بالانقلاب العسكري في 3 تموز يوليو 2013، والذي تم بموجبه تعطيل الدستور مؤقتا وعزل الرئيس محمد مرسي وحل مجلس الشورى، وكل حملة اغلاق قنوات الاعلام المؤيد للشرعية واعتقال مئات قيادات وعناصر الاخوان المسلمين وارتكاب مجزرة الحرس الجمهوري، وغيرها ضد المتظاهرين العزل بل والساجدين.
6- يذكرني ما ورد بشأن مصر اعلاه، وفي وجه من الوجوه، ما حصل في فلسطين عام 2006 حين تم تجريد حماس من الصلاحيات ومحاصرة تجربتها، وحدثت مفارقة عجيبة وقتها: حيث كان الرئيس ابو مازن عام 2003-2004 يطالب وبدعم امريكي وغربي باستحداث منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية وبالتالي احالتها من رئيس السلطة حينها الراحل ابو عمار اليه، وجرى العكس عام 2006 حينما طالب الرئيس ابو مازن المنتخب عام 2005 بل وعمل على سحب كثير من الصلاحيات من الحكومة التي كانت تقودها حماس وتحويلها اليه.
هذا على الرغم ان ما جرى عام 2004 تم تعديله بموجب ما تم على القانون الاساسي الفلسطيني، اي جرى الانقلاب دستوريا في عام 2006 على القانون الاساسي الفلسطيني(الدستور المؤقت).
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تبقى مقدرة لدى القائمين على المشروع الاسلامي الوسطي واقصد قيادة الاخوان المسلمين في مصر وكافة عناصر وبنى الاطار الاخواني على تقبل واقع الازاحة القسرية من المشهد السياسي في الحياة العامة ؟
او بسؤال ادق ما معنى ازاحة الخيار الاسلامي الوسطي من ساحة العمل السياسي في مصر وعموم المنطقة العربية؟
لم يعد ممكنا ولا مقبولا لدى قادة الخيار الاسلامي الوسطي في مصر تحديدا ازاحة الخيار الاسلامي الوسطي في هذه اللحظة التاريخية من عمر الثورات العربية. هذه لحظة مفاصلة من ناحية بذل الجهود في التدافع الانساني في تسويد المناهج والنظم وبالتالي نصرها في المنطقة العربية. لا يمكن القبول بالازاحة والعزل لكون ان الاخوان فائزون بالانتخابات الرئاسية وغيرها، بل لان الازاحة اليوم للاسلامين الوسطيين صار يصيب بشكل مباشر معنى المشروع الاسلامي المراد حياة ونظاما.
حدث ان جرى انقلابات في العقود الماضية على الاسلاميين في الجزائر والاردن وتركيا وحتى في مصر نفسها سواء بطرق عسكرية او بالتزوير، وكان وقتها يوجد مجال تاريخي في احتمال او الصبر على هذا الانقلاب او التزوير لنتائج الانتخابات، ومع انه حدث حرب اهلية في الجزائر حين تدخل قادة الجيش وعملوا على عسكرة المواجهة مع جبهة الانقاذ الجزائرية الفائزة بالاغلبية بنتائج الانتخابات.
اليوم يميل القائمون على الاسلام الوسطي –وبشدة- الى حسم الموقف في المواجهة السلمية؛ فوجود الحراك الجماهيري المحتشد في عديد ميادين مصر في رابعة العدوية والاسكندرية والنهضة وغيرها لمدة ثلاثة وعشرين يوما من وقوع الانقلاب العسكري، هو دليل قوي على شدة الموقف باتجاه الحسم تاريخيا.
ان الاخوان المسلمين في مصر يدركون حجم المسؤولية الاخلاقية والتاريخية الملقاة على عاتقهم في قيادة المشروع الاسلامي الوسطي الانساني العالمي والعمل على انجاحه، وان ما سيجري ايجابا او سلبا في مصر سيكون له تداعيات مباشرة وغير مباشرة على على مجمل الحراك الثوري العربي سواء في حلته الديمقراطية او الاسلامية.
من قراءة تاريخ المنطقة العربية وتاريخ المسلمين فيها، يجد الباحث ان مسار الافكار وحركاتها التطبيقية والتنفيذية كمشروعات ونظم سياسية في النسق والمحتوى غير الاسلامي انها في بداياتها يتجه اشخاصها نحو اعلان الوطنية والقومية، ولا شك انهم جادون في مشروعاتهم، الا انهم في مواقعة العدو او في الدفاع عن انفسهم ينكسرون شر انكسار، وما يلبثون حتى يتحول كثير منهم من الوطنية والقومية الى الشخصانية ومن ثم عاملا مخلصا للعدو الاجنبي كما حدث مع الراحل انور السادات والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
ان التجربة التاريخية تقول ايضا ان الاسلاميين على اقتصار بنائهم المتكامل على دعمهم وتضحياتهم الذاتية يستطيعون الصمود بل وتحقيق المنجز في مقابل احلاف دول عربية سابقة مع الشرق والغرب لم تصمد امام اسرائيل لبضع ساعات هجوما او دفاعا.
ان التجربة التاريخية الاحدث بعد قيام الثورات العربية ان الاسلاميين الوسطيين( الاخوان المسلمين وحركة المقاومة الاسلامية حماس) هم متصدرو المبدئية وصحة المواقف الاخلاقية والانسانية في دعم الشعوب العربية قاطبة دون استثناء في حراكها الثوري في مواجهة الاستبداد والطغيان الرسمي العربي، في مقابل تيارات قومية واسلامية ودول كايران دعمت اشد الدول العربية طغيانا واستبدادا بسبب المصالح ولغة المذهب ولربما لمشترك قومي عروبي ثبت واقع زيفه ليس بالتجربة التاريخية الاوسع، بل على يد ادعيائه انفسهم.
ان التاريخ الحقيقي الماجد في المنطقة العربية هو لاولئك الذين ينصرون انفسهم واهليهم ويسعون في كل حين الى نصر الانسانية جمعاء وقيادتها الا برالامان.
ان التاريخ المشرف في المنطقة ليس لادعياء الشرف القاتلين له؛ مرة بتدمير انفاق غزة ومرة بادعاء مصادرة صواريخ للمقاومة في القاهرة وثالثة بالوقيعة بين المصريين والفلسطينيين، هل هذه هي الثورة المصرية ، هل هذه ثورة حمدين صباحي وايمن نور ومصطفى البكري؟؟؟
لو ان هذا الادعاء الثوري من البرادعي وعمرو موسى وحتى احمد شفيق لتفهمنا معنى اي ثورة مصرية يقصدون!!
ان الدارس للثورات وما يجري عليها من ردة وارتداد بل وانتكاس بعودة الاستبداد من جديد، ثم صعود الحق الثوري من انبعاثة جديدة الى استقرار وامان طويليين ينعم الناس فيهما بالعدل والانصاف مع سيادة القانون على الجميع، ليؤكد ان المستقبل سيأتي معززا للذين تم الانقلاب على خيارهم الشعبي، وسيكون ما جرى ضامنا لمنع التكرار في التربص والافشال بتجارب الشعوب الثائرة الباحثة عن العدالة باسمى معانيها وتجلياتها.

محام وكاتب



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل
- هل سنشهد مستقبلا اجتياح المقاومة للمغتصبات الصهيونية؟
- البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي
- منطق الازمة المالية في الضفة الغربية
- لماذا الازمة المالية في السلطة الفلسطينية؟
- هل نحن في فراغ من المشروع الحضاري الاسلامي؟
- من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى
- نكبة.... ام قابلية للانتكاب؟!
- القضية 101/2007: سابقة القضاء الفلسطيني في التعويض عن الاعتق ...
- هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟
- الحرب على غزة اولا
- حين يراد تحويل الديمقراطية الى ايديولوجيا!
- الثورات العربية في ميزان الشريعة
- الخطة الاحادية الاسرائيلية للانسحاب من الضفة الغربية
- المصالحة الفلسطينية والتنسيق الامني
- تهيئة الميزان الاستراتيجي في المنطقة
- البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط
- كي وعي المجتمع الصهيوني بصفقة شاليط
- ايها الشباب.... هذا هو ضغط التاريخ.


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد صلاح الدين - لمن التاريخ في المنطقة العربية؟