أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - المغرب: أزمة حكومية؟ أم إعادة توزيع أدوار بيادق النظام؟















المزيد.....

المغرب: أزمة حكومية؟ أم إعادة توزيع أدوار بيادق النظام؟


عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت التحليلات السياسية بعد إعلان حزب الإستقلال لقراره بالإستقالة من الحكومة، و ما عقب ذلك من جدل نتيجة ما سمي بالأزمة الحكومية، إلا أن جل تلك التحليلات لم تمس جوهر الأزمة بالمغرب لأن الأمر يتعدى كونه أزمة حكومية، إلى بحث عن حل لأزمة حكم.

فجل المحللين ذهبوا إلى اعتبار أن ما يقع هو شأن حكومي بين مكونات الأغلبة الحكومية، ناسين أو بالأحرى متناسين العوامل الرئيسة التي أدت إلى خلق هذه الأزمة، سواء طبيعة نظام الحكم بالمغرب، و كذاك الظرفية التي أدت إلى صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم، ليس فقط على المستوى الوطني، بل على مستوى الدول التي عرفت ما يسمى بالربيع العربي، دون أن ننسى الظرفية التي جاءت فيها الأزمة الحكومية و المتسمة بتراجع قوى الإسلام السياسي.

1) طبيعة نطام الحكم المغربي: إن أي تحليل لما سميت بالأزمة الحكومية لا يرتبط بطبيعة نطام الحكم بالمغرب، و الذي يتسم بسيطرة المؤسسة الملكية على جميع السلطات، هذه السيطرة التي زكاها دستور 2011 الممنوح، حيث يترأس الملك جل إن لم نقل كل المجالس العليا: فهو يترأس المجلس الوزاري (السلطة النفيذية) الذي يتخذ جل القرارات الإستراتجية، كما يترأس أيضا المجلس الأعلى للقضاء (السلطة القضائية)، بالإضافة إلى قدسية خطاباته أمام البرلمان (السلطة التشريعية)، كما يترأس أيضا المجلس العسكري و المجلس العلمي... و بالتالي فإن الحكومة المغربية لا تملك الإستقلالية في اتخاذ قراراتها، نظرا لعدم تمتعها بالسلطة الحقيقية التي تحتكرها المؤسسة الملكية و معها حكومة الظل، مما يجعل من حكومة بنكيران مجرد حكومة شكلية تصرف أزمة النظام و تحاول حل مشاكله على حساب الشعب المغربي هذا من جهة. من جهة ثانية يمكن ان نقف أيضا على عدم استقلالية قرارات الاحزاب السياسية سواء تلك التي تكون الأغلبية الحكومية او تلك التي توجد في المعارضة داخل البرلمان، فعلى سبيل المثال ما كان بإمكان وزراء حزب الإستقلال تقديم اسقالاتهم لولا أخذ الضوء الأخضر من الملك، إذ كان لا بد له من انتظار التحكيم الملكي، إذ كان لزاما عليه رفع مذكرته إلى الملك، دون أن ننسى عدم امتثال الوزير الاستقلالي محمد الوفا لقرار حزبه بالاستقالة من الحكومة مما يوضح بأن لا الأحزاب و لا الحكومة تملك استقلالية اتخاذ قراراتها، و لا سلطة تنفيذ تلك القرارات.

2) الظرفية التي جاءت بالعدالة و التنمية إلى الحكومة: لقد هبت رياح التغيير على المغرب مثله مثل باقي دول منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا متمثلة في 20 فبراير المجيدة التي خرجت إلى الشارع محدثة سبقا على مستوى التفاعل الجماهيري مع الحركات الإختجاجية، حيث خرجت الجماهير بكل أرجاء المغرب الجريح مكسرة حائط الصمت و جدار الخوف، ضاربة بعرض الحائط قدسية طالما تبجح بها النظام و أزلامه سواء من شبه المثقفين، أو هذه الأحزاب السياسية التي يحركها كيف ما شاء، محدثة(20 فبراير) فرزا حقيقيا بين من مع الشعب و من ضده حيث اصطفت بيادق النظام في صف مواجهة الحركة و مطالبها العادلة و المشروعة و من بين تلك البيادق أحزاب الأغلبية الحكومية. إلا أن صوت الجماهير و معه القوى الديمقراطية التي عبرت عن دعمها اللامشروط لهذه الحركة، دفعا النظام إلى محاولة الإلتفاف على مطالبها من خلال دستور مخزني ممنوح لا شعبي و لا ديمقراطي، و تنظيم انتخابات سابقة لأوانها تحكمت فيها وزارة الذاخلية، فكان الحل بالنسبة للنظام المخزني هو فوز حزب ظل في المعارضة لسنوات طويلة، حزب لازال يتمتع بعذريته السياسية، طبعا لن يكون إلا حزب العدالة و التنمية الذي شكل حكومة نصف ملتحية أبانت عن فشلها في القيام بأي إصلاحات منذ ولادتها، كما أبانت عن تخبطها في خطاباتها الشعبوية التي لم تقدم شيء للمجتمع المغربي، ما عدا إعطاء فرصة للنظام لإعادة رص صفوفه، و بالتلي فحزب العدالة و التنمية لا يعدو أن يكون بيدقا من بيادق النظام يستعمله كيفما شاء، فهذا الحزب ذو المرجعية الإسلامية استطاع النظام ان يمرر من خلاله مجموعة من القرارات التي عجز عن تمريرها لسنوات طويلة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تمرير قانون الحصانة العسكرية، الإقتطاع من اجور المضربين دون سند قانوني، محاولة رفع الدعم عن المواد الأساسية، تصاعد قمع الحركات الإحتجاجية...و بالتالي فحزب العدالة و التنمية بمساعدة حزب الإستقلال و التقدم و الإشتراكية كان البيدق الأمثل للمرحلة بالنسبة للنظام.

3) السياق العام الذي خلقت فيه الأزمة الحكزمية وأهدافها: إن اي متتبع للأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، سيلاحظ الاحتقان الذي وصلت إليه، نتيجة لعجز قوى الإسلام السياسي على تسيير مرحلة ما بعد ربيع التغييرو الذي لازالت صيرورته النضالية مستمرة ضد هذه القوى نفسها، فهذه القوى الفاشية قد أدخلت الدول التي حكمتها في أزمات سياسية و إقتصادية يصعب الخروج منها، و نفس الشيء ينطبق على الحكومة النصف ملتحية المغربية، التي أجهزت على المكتسبات التي انتزعها الشعب المغربي بفضل نضالاته المستمرة، و إدخال البلاد في أزمة حقيقية نتيجة لقيمة القروض التي قعت عليها (أكبر قرض في تاريخ المغرب)، بالإضافة إلى رفعها لسعر المحروقات و معه أسعار باقي المواد الغذائية، التوقف عن إدماج حاملي الشواهد العليا، الإقتطاع من اجور المضربين كما سبق و ذكرت، عدم وفائها بوعودها المتعلقة بمحاربة الفساد و الإستبداد (رخص الصيد في أعالي البحار و مقالع الرمال، رخص الضيعات الفلاحية الكبرى) قضايا تتعلق بالصناديق السوداء و الإتاوات الغير القانونية التي يتلقاها بعض الوزراء(مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عندما كان وزيرا للمالية) بل حاولت شرعنة هذا الفساد من خلال قولة بنكيران بعفا الله عما سلف، و محاولة التحالف معه بعد خروج الإستقلال إلى المعارضة ز تشكيل حكومة ثانية.

و بالتالي فإن كل هذا يدفع بتصاعد الاحتقان الاجتماعي، السياسي و الاقتصادي، ومعه تصاعد حدة السخط على النظام و معه حزب العدالة و التنمية. لذا فإن النطام المغربي كان لا بد له من صياغة استراتجية جديدة تهدف إلى:

أ) خلق نقاش ثانوي داخل الرأي العام الوطني، يحل محل النقاش الحقيقي الذي يهم القضايا الحقيقية للشعب المغربي و المشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية، و بالتالي إعطاء مهلة للنظام من أجل ربح الوقت و إعادة رص صفوفه خصوصا بعد ازدياد حدة السخط داخل المجتمع، و مع ما يمكن أن تخلفه محاولة غصلاح صندوق المقاصة و رفع الدعم عن المواد الاساسية نتيجة للضغوكات الخارجية للمؤسسات المانحة للقروض..

ب) محاولة إعادة توزيع القاعدة الإنتخابية من خلال إشراك أحد أحزاب المعارضة في الحكومة الحالية، وإعادة حزب الإستقلال إلى المعارضة ليتحالف مع حزب الإتحاد الإشتراكي و بالتالي توسيع قاعدته الإنتخابية على حساب حزب العدالة و التنمية، الشيء الذي سيحدث توازنا على مستوى القواعد الإنتخابية للأحزاب، و بالتالي إعداد الكتلة لأخذ زمام المبادرة في الفترة المقبلة..

و بالتالي فإن الازمة الحكومية لا تعدو أن تكون مسرحية الهدف منها إعادة توزيع ادوار بيادق النظام، لأن في المغرب لا يمكن توزيع الأحزاب على أساس الأغلبية الحكومية و المعارضة من داخل البرلمان، و لكن على أساس أحزاب المخزن متمثلة في الاغلبية و المعارضة من داخل البرلمان، و معارضوا الحكم ممثلين في أحزاب تحالف اليسار( الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، المؤتمر الإتحادي و الإشتراكي الموحد) و النهج الديمقراطي.
ومن تم فعلى هذه القوى ان تقوم بدورها في فضح سياسة النظام المغربي و معه بيادقه، و لكن أولا عليها خلق جبهة وطنية من اجل الديمقراطية قادرة على مواجهة النظام، و حشد الجماهير الشعبية للقيام بدورها في تحقيق تغيير حقيقي.

عبدالعاطي اربيعة



#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا، ماذا بعد سقوط الإخوان ...
- و يسألونك عن فلسطين
- الفاشية بالشرق الاوسط و شمال إفريقيا
- سلم يا سلام
- حينما تضيع الكلمات
- إساءة للرسول أم مدخل للسيطرة على الشعوب العربية
- رد على مقال :- رد على-حركة 20 فبرايرإلى أين-لصاحبه اليزيد ال ...
- أخلاقهم الفاسدة وأخلاقنا الخالدة
- لن تنهزمي يا قدس
- أسباب تبدد التراكم النضالي
- ضرورة احداث الجبهة العمالية لتوحيد الصفوف الثورية
- قصيدة شعرية
- لن اموت الا من أجلك وطني


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العاطي اربيعة - المغرب: أزمة حكومية؟ أم إعادة توزيع أدوار بيادق النظام؟